ـ هل تفاجأت بهذا الخبر؟
أكيد تفاجأت، لأن الهدف مضى عليه أكثر 15 سنة في مونديال أمريكا 94م ومع ذلك ما زال يحصد الإنجازات وهذا يعد درسا للنشء للاستفادة من هذه المحافل العالمية ووضع لمسة لهم في تاريخهم الرياضي و إحراز الهدف التاريخي جاء بفضل الله ومجهود زملائي اللاعبين الذين أسهموا بشكل كبير في تحقيق هذا الهدف أمام بلجيكا والذي من خلاله أيضا استطاع المنتخب السعودي التأهل للدور الثاني.

ـ ماذا يعني لك هذا اللقب؟
يعني لي الكثير، فحينما تحصل على جائزة من صحيفة عالمية لها اسمها وبحجم (التلجراف) فهذا بالنسبة لي يعتبر إنجازا كبيرا ولبلدي ويضاف لإنجازات الكرة السعودية وللقائمين عليها، وأهدي هذا الإنجاز للأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل ولزملائي اللاعبين الذين شاركوني في أي إنجاز حققته سواء كان في نادي الشباب أو المنتخب السعودي.

ـ ما زلت تتذكر هذا الهدف؟
بالتأكيد ومستحيل أن أنساه أصلا وقتها في الملعب عندما هنأني زملائي بالهدف ويقولون أنت سجلت هدفا غير طبيعي وقتها أنا أريد المباراة تنتهي بأي طريقة لكون الفوز يؤهلنا للدور الثاني, وأتذكر أني استلمت الكرة من محمد عبدالجواد من منتصف ملعبنا وانطلقت بالكرة وكان تفكيري أن أمرر سواء لماجد عبدالله أو حمزة إدريس وهما ساعداني كثيرا في الهدف لكون دفاع بلجيكا يراقبهما وأنا استغللت الوضع واتجهت لمنطقة الجزاء وسددتها قوية في المرمى وعند نهاية المباراة وجدنا المغفور له بإذن الله الأمير فيصل بن فهد نزل من المنصة الرئيسية للملعب قبل نهاية المباراة واستقبلنا مباشرة في غرفة الملابس واحتضني وقال “هذا سعيد العويران اللي أعرفه أثبت أنك لاعب على قدر المسئولية”, وهذه تعتبر من أفضل لحظات حياتي بالإضافة إلى كلمات المغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز، ولا أنسى كلماته التي تعتبر وساما على صدري.. وعقب هذا الهدف تلقيت عدة عروض احترافية من قبل وسطاء للعب في إسبانيا والبرتغال والبرازيل ولكن للأسف كان وقتها لا يسمح بالاحتراف الخارجي لدينا.

ـ هل كنت تتوقع أن تحرز مثل هذا الهدف؟
بكل صراحة لا.. لكن الهدف هذا كان له قصة لأننا خضنا لقاءين أمام منتخب هولندا والمغرب وانأ لم أحرز أي هدف، فبعد كل مباراة الملك فهد بن عبدالعزيز كان يجري اتصالا وتفاجأنا نحن كلاعبين بهذه المتابعة وكان يتحدث عن الأخطاء التي تقع في المباراة ويطالبنا بتلافيها, ويشيد ببعض اللاعبين ولكن بعد مباراة المغرب قدمت مستوى جيدا وأشاد بما قدمت لكن طالبني بمضاعفة الجهد، وبعد آخر حصة تدريبية قبل مباراة بلجيكا اجتمع معي الأمير سلطان بن فهد في بهو الفندق وقال “يا سعيد أنا أعرف أنك تملك أفضل من المستويات التي قدمتها وأتوقع أن تقدم أفضل ما لديك في هذه المباراة وأنا متوقع أنك تسجل وخاصة أنك محقق لقب هداف العالم في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 94م”, وقام بتكريمي قبل كأس العالم وبعدها تحدث مع الأمير عبدالرحمن بن مساعد والأمير عبدالله بن مساعد وطلبا مني الإكثار من قراءة القرآن، وفي الليل تلقيت اتصالا من الوالد والوالدة حتى إن زميلي في الغرفة صالح الداود قال لي “هل أنت متوتر من اللقاء”، والحمد لله دخلت اللقاء وكان لدي ثقة بعمل شيء واستطعت أن أحرز هذا الهدف الأسطوري.

ـ هل هناك حفل تكريم بهذه المناسبة؟
أكيد بعدما أتشرف بلقاء الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل سأقوم بتوجيه الدعوة لهما لحضور الحفل الذي سيكون خلال الأيام المقبلة حيث تم توقيع عقد مع شركة مختصة لتولي أمور تنظيم الاحتفال، وأقدم الشكر للأمير سلطان بن فهد الذي له أياد بيضاء علي ودعمني ووقف معي طوال مسيرتي الرياضية وحتى بعد اعتزالي، وكذلك لنائبه الأمير نواف بن فيصل الذي يقوم بعمل كبير وسيحدث نقلة كبيرة في الرياضة، وأتمنى من الجميع الذين وقفوا معي طوال حياتي الرياضية التواجد في حفل تكريمي.

ـ هل الرياضة أنصفتك على ما قدمته طوال مشوارك الرياضي؟
أتوقع أنها أنصفتني 70 % وقدمت لي الكثير لكن لم آخذ نظير ما قدمته من إنجازات للشباب، ففي نهاية مشواري حققت مع الشباب بطولتين ولم أستفد ماليا رغم أنه عندما أنهيت مسيرتي الرياضية كان آخر حقوق لي بالنادي مبلغ 250 ألف ريال ووقعت عقدا بمبلغ 50 ألف ريال, ولو وجد في وقتنا مثل هذه العقود الضخمة أتوقع أن يصل عقدي لـ 60 مليون ريال، لأني أنا أكثر لاعب سعودي حقق العديد من الإنجازات والألقاب.

ـ كيف اتجهت للشباب؟
أولا أنا كنت قريبا جدا من التسجيل في الكشوفات الهلالية وخاصة أن الأمير عبدالله بن سعد دفع لي مبلغ 15 ألف ريال للتسجيل في الهلال وتدربت تحت إشراف المدرب القدير بروشتش في درجة الناشئين ولكن شاركت في بطولة أقيمت بنادي الشباب بالشميسي وأحرزت لقب هداف البطولة وحدث لي كسر في إصبع الساق فقام الأمير خالد بن سعد بإعطائي مكافأة ألفي ريال اشتريت بجميع المبلغ ملابس رياضة وعرض علي التسجيل بنادي الشباب فوافقت واتجهت للطائف لأخذ الإثبات من والدي الذي كان متواجدا هناك أنا وسلطان خميس ولكن رفض، وطلب مني الاهتمام بدراستي ولكن سجلت بصورة من الإثبات في الاتحاد السعودي لكرة القدم عن طريق عبدالرحمن الدهام وهذا بصورة غير نظامية لأنه مطلوب إحضار الإثبات الأصلي ولكن بعد ذلك اقتنع الوالد وسجلت بطريقة رسمية فأنا اتجهت للشباب وشقيقي مشاري اتجه للهلال.

ـ لماذا لم نشاهد إقامة حفل اعتزال لك أسوة ببقية زملائك اللاعبين في الأندية الأخرى؟
بكل صراحة, لما أنهيت مسيرتي بنادي الشباب لم نكن حبايب أو على وفاق وعانيت كثيرا خلال تلك الفترة لكن الحمد لله الآن اتضحت الأمور وأنا على تواصل مع الشبابيين, وهناك مبادرة الآن من قبل الأمير خالد بن سلطان وخالد البلطان لتكريمي على هذا الإنجاز، وللأمانة أنا أحب الشباب رغم أنه عندما كنت ألعب في الشباب تلقيت عروضا للانتقال لنادي الاتحاد لكن رفضت تلك العروض وبقيت في الشباب حبا وعشقا لهذا الكيان ولرجالاته وعلى رأسهم الأمير تركي بن عبدالعزيز والرئيس الفخري الأمير خالد بن سلطان والأمير خالد بن فيصل والأمير خالد بن سعد والأمير عبدالرحمن بن تركي والأمير أحمد بن تركي ومحمد جمعة الحربي وسليمان المالك ومحمد النويصر وطلال آل الشيخ وخالد البلطان.

ـ ماذا عن تجربتك الاحترافية في الصين.. هل كانت فاشلة؟
لا بالعكس أنا خضت تجربة احتراف في الصين لكن لم تنجح لكوني لم أستطع التأقلم هناك وكانت لمدة 17 يوما استطعت اجتياز كل الاختبارات اللياقة ما عدا اختبارا واحدا كان صعبا جدا وهو أن تقوم باللف حول المضمار سبع مرات في تسع دقائق لكن مع ذلك شاركت في مباراة ودية وأحرزت هدفين واستفدت منها، ولكن تلقيت اتصالا من الأمير عبدالرحمن بن تركي طلب مني الرجوع للشباب ورجعت للسعودية ناقص الوزن.

ـ كانت هناك أحاديث على تكفل الرئيس الحالي خالد البلطان بإقامة حفل الاعتزال؟
صحيح وكانت هناك بوادر على إقامة حفل اعتزال لكن الظروف لم تحن في الفترة الماضية وأي حفل اعتزال يقام لا بد من وجود شخص داعم لك، فاعتزال زملائي السابقين كيوسف الثنيان كان يقف خلفه الأمير عبدالله بن مساعد ومحمد عبدالجواد كان يقف خلفه الأمير محمد العبدالله الفيصل وسامي الجابر كان يقف خلفه الأمير عبدالرحمن بن مساعد وماجد عبدالله كان يقف خلفه الأمير فيصل بن تركي والآن نواف التمياط ، ولكن وعدني خالد البلطان بإقامة حفل اعتزال وسأشرع فيه بعد الانتهاء من حفل التكريم، وللأمانة أبدى البلطان في كذا مرة إقامة مباراة اعتزال لي وسأعمل عليها جاهدا في الفترة المقبلة.

ـ كيف استطاع الشباب في عهدكم تحقيق جميع الإنجازات؟
أولا كان هناك عمل كبير قام به الرئيس الفخري الأمير خالد بن سلطان والأمير خالد بن سعد وكان لديهما طموح بأن يكون الشباب ضلعا ثابتا في كل البطولات وكان يوجد جيل ذهبي استطاع استثمار كل الفرص التي سنحت له وحققنا جميع البطولات المحلية والعربية والخليجية والآسيوية، وكان هناك ود وتقارب وكنا نستمتع بهزيمة الأندية الكبيرة أمام جماهيرها واستطاع أن يكون الشباب أكبر قاعدة جماهيرية فأصبحت كل جماهير الأندية تقف خلفنا وتساندنا وتدعمنا وتؤازرنا.

ـ رغم أنك مبتعد عن الملاعب إلا أنك ما تزال تشارك في المباريات الخيرية؟
الحمد لله هذا من محبة الناس، ولكن للأسف كانت تأتي دعوات لحضور مهرجانات ومباريات خيرية لا أبلغ عنها ولم أستلمها ولا أدري من أين الخلل هل من إدارة نادي الشباب أم الأمانة العامة للاتحاد السعودي لكرة القدم، حتى أذكر مشاركتي في اليابان عندما لعبت مع نجوم العالم لم أبلغ بالسفر إلا قبل المشاركة بيومين ووصلت يوم المباراة وكان المفروض أن أصل قبل المباراة بيومين لكون هناك برنامج مفروض نقدمه ومع ذلك تعاون معي المدرب ولعبت جزءا من المباراة, وشاركت في اعتزال لاعب نادي الأهلي المصري وليد صلاح الدين وهو صديق وكان من ضمن المشاركين الفرنسي هنري ووجه لي بعض العتب بسبب دعوة قدمت لي ولم أحضر للمشاركة فاستغربت من كلامه وقلت له لم تصلني الدعوة, لكن الحمد لله الآن الوضع اختلف فأرقامي موجودة في الاتحاد الدولي لكرة القدم كوسيط معتمد وهناك تواصل مع جميع اللاعبين في العالم, والآن تلقيت دعوة من حارس بلجيكا بوردم للعب الكرة (سنترة المباراة) في الدوري البلجيكي.

ـ أهداف من الصعب أن تنساها؟
أكيد هدفي في بلجيكا وهدفي في الأرجنتين في كأس القارات وهدفي في كولومبيا في مباراة ودية في جدة وأجمل مباراة لعبتها ولن أنساها مباراتنا ضد إنجلترا في ويمبلي قبل كأس العالم 98م حاولت التسجيل فيها هدفاً وتم إلغاؤه كان باليد، كنت أريد تقليد هدف مارادونا وصنعت فرصتين لسامي الجابر كانتا بالكعب، أما على الصعيد المحلي فأنا أعتز بجميع أهدافي في مرمي الهلال والنصر والاتحاد والأهلي.

ـ ما أسباب إخفاق المنتخب السعودي وعدم تأهله لنهائيات كأس العالم؟
شيء مؤسف عدم تأهل المنتخب السعودي لنهائيات كأس العالم لكن كانت هناك أسباب، فالمنتخب تعرض لعدد من الإصابات في صفوفه وهذه تؤثر على أي منتخب وكذلك تعرض لأخطاء تحكيمية فادحة أسهمت بشكل كبير في خسارته العديد من النقاط وكنا نمني النفس بالتأهل على أقل تقدير لإنصاف الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل اللذين يعملان من أجل تطوير الكرة السعودية ويقدمان الغالي والنفيس من أجل رفع علم المملكة في المحافل العالمية، لكن لم تكتب لنا.