عالم الجن ..
أحاديث كثيرة تدور حول هذا العالم منها أساطير لا يصدّقها أتفه العاقلين ،
ومنها ما هي حقيقة ثابتة ..
اكتشفت قبل فترة معلومة كانت غائبة عنّي وربما عن الكثير ؟!!
قبل كشفي عن تلك المعلومة سؤال يطرح نفسه عليكم
- قبل إكمال القراءة - !!
* هل من الجن صحابة ؟!!
،
،
،
في البداية دعونا نتعرّف على نبذة بسيطة عن ذلك العالم ..
* من هو الجنّي ؟؟!
اختلف علماء التوحيد في بيان حقيقة الجن ،
فقال بعضهم ( يتغاير حقيقته ) ،
فعرّفوا
الجن : بأنّها أجسام هوائية لطيفة تتشكّل بأشكال مختلفة
وتظهر منها أفعال عجيبة ، منهم المؤمن ومنهم الكافر .
أما
الشياطين : فهي أجسام نارية شأنها إقامة النفس في الغواية والفساد .
وقال آخرون إن حقيقتها واحدة ..
وهي أجسام نارية عاقلة قابلة للتشكل بأشكال حسنة أو قبيحة ،
وهم كبني آدم يأكلون ويشربون ويتناسلون ويكلفون ،
منهم المؤمن ومنهم العاصي ،
أما الشيطان فاسم للعاصي .
استدلّوا على التعريف بقوله تعالى :
( والجانّ خلقناه من قبل من نارِ السّمُوم ) .
كما يدل على تكليفهم ووجودهم قوله تعالى :
( وإذْ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآنَ فلمّا حَضروه قالوا أنصِتوا فلمّا قُضيَ ولّوا إلى قومهم منذرين ) .
وقوله تعالى :
( قل أُوحيَ إليّ أنه استمع نفرٌ من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً ) ,
وحيث ثبت وجودهم بكلام الله وكلام أنبيائه ، وانعقد عليه الإجماع ،
كان الإيمان بما ثبت واجباً ، ومنكره كافر .
،،،
بعد اطلاعنا على معلومات بسيطة عن ذلك العالم
نأتي للسؤال الأهم هنا :
هل منهم صحابة كرام ؟!!
أولاً : متى يُسمّى الإنسان صحابياً ؟
* ملاحظة : يختلف تعريف الصحابي عند علماء الأصول ، والحديث ، كما يختلف من عالم لآخر .
الأصح في ما قيل قي تعريف الصحابي أنّه :
" من لقي النبي صلى الله عليه وسلم في حياته مسلماً ومات على إسلامه
" .
،،،
إذن ؛ يكون جوابنا على السؤال :
نعم ، يدخل في الصحابة رضوان الله عليهم
من رآه صلى الله عليه وسلم أو لقيه مؤمناً به من الجن ؛
لأنه صلى الله عليه وسلم بعث إليهم قطعاً .
قال الشيخ تقي الدين السُّبكي في فتاويه :
( كونه صلى الله عليه وسلم مبعوثاً إلى الإنس والجن كافّة ، وأن رسالته شاملة للثقلين ، فلا أعلم فيه خلافاً )
ونقل جماعة الإجماع عليه .
قال السُّبكي : والدليل عليه إجماع الكتاب والسنة .
* أما الكتاب فآيات منها :
- قال تعالى :
( ليكون للعالمين نذيراً ) ، وقد أجمع المفسّرون على دخول الجن في هذه الآية ، ومع مدلول لفظها ،
فلا يخرج منها إلا بدليل .
- ومنها قولهم :
( أجيبوا داعيَ الله ) ، فأمْرُ بعضهم بعضاً بإجابته دليل على أنه صلى الله عليه وسلم داعٍ لهم .
* وأما من السنة :
ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( فضّلت على الأنبياء بست : أعطيت جوامع الكلم ، ونصرت بالرعب ،
وأحلّت لي الغنائم ، وجُعلت لي الأرض مسجداً وطهورا ،
وأرسلت إلى الخلق كافّة ، وخُتم بيَ النبيّون ) .
فإنه يشمل الجن والإنس وحمله على الإنس خاصة ، تخصيص بغير دليل فلا يجوز .
* قال ابن حزم الظاهري :
" قد أعلمنا الله أن نفراً من الجن آمنوا وسمعوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم ، ففيهم صحابة فضلاء
" ...
هذا والله أعلم ...
،،، من كتاب أُسْد الغابة في معرفة الصحابة ،
للشيخ عز الدين أبو الحسن الجزري .. ،،،
في الختام أسأل الله العلي القدير أن يعلّمنا ما ينفعنا ، وأن ينفعنا بما علّمنا ..
تحياتي ،،

..