بسم الله الرحمن الرحيم

هذه المذكرات أكتبها بعد أن بدأت ذكريات الابتعاث تخيم عليّ وخشيت من نسيانها مع الزمن فقررت تدوينها في هذه الأوراق وعنونتها بـ (مذكرات طبيب سعودي في بريطانيا) .. كنت قد بدأت بنشرها في احد المنتديات ولكني آثرت التوقف لأسباب خاصة
ما أود قوله أن الجميع لديه ذكريات وخبرات وتجارب أفضل من هذه التي سأكتبها لكم على عدة حلقات .. فأنا هنا لست أتفاخر باي شئ ( معاذ الله) ولكني أحاول أن أسرد ما بقي في الذاكرة لعل أحد يستفيد مما ساكتبه
في البداية اود أن أعتذر لكم عن ذكر أسماء الاماكن التي دارت فيها هذه الذكريات والأحداث وسأكتفي بالرموز ولسبب أنه في هذه المناطق اعتبر أول سعودي يدرس الطب فيها ..
كما أعتذر عن الاجابة على الاسئلة الطبية وأسئلة كيفية القبول لدراسة الطب..
وألتمس العذر منكم مقدماَ..ففي بداية الامر سأستطرد كثيراً في ذكر التفاصيل،لكونها من الاحداث الجديدة الغريبة عليّ وبعدها لن أخوض في التفاصيل وسأكتفي بأهم الأحداث التي وقفت عليها
======================================================

(1) عام 2001م

من صغري كنت أحلم بدراسة الطب ، ولكن ... أين ..!!؟
أخيراً.. وبعد عدة أحداث قدر الله علي الذهاب لبريطانيا لتحيق ذلك الحلم..
بحمد الله تم قبولي في جامعة من الجامعات البريطانية صنفت وقتها من قبل المجلس الطبي البريطاني على انها أفضل جامعة لدراسة الطب وكان ذلك عام 2001م.
في 31 أغسطس 2001م كانت محطة الذهاب من مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة.. ومحطة الوصول كانت مطار هيثرو بلندن ..تم عمل الاجراءات اللازمه فيها حال القدوم من تختيم للجواز وفحص طبي والتي يعرفها الجميع..
توجهت الى محطة الباصات في المطار وقطعت تذكرة الذهاب وتذكرة العودة الى مقر الدراسة .. قد يتساءل البعض لما العودة وأقدامي للتو هبطت على الاراضي البريطانية .. ولكن لأجواب لهذا التساؤول فأنا مثلكم لا اعلم لما قطعت تذكرة العودة حينها.. مع العلم ان تسعيرتها كانت اعلى ب2 جنيه استرليني ..!!
تم ترتيب وحجز السكن المعد لاقامتي كان عن طريق الجامعة مسبقاَ كما قمت بالتسجيل لكورس ما يسمى بالاعدادي التأهيلي (sessional-pre) وذلك لمدة 3 أسابيع وأنصح أي قادم للبعثه بحضوره قبل بدأ البعثه وخصوصاً أذا كان القبول غير مشروطاً بدراسة اللغه.
توجهت من محطة الباصات بالتاكسي لمقر السكن.. وكم كانت مفاجأة لي أن الغرفة التي حجزتها ورسمت صورة لها في مخيلتي قبل الوصول لبريطانيا العظمى لم تتسع لي ومعي حقائبي الثلاث ..!!فأضطررت أن استخدام مخزن السكن لوضع حقائبي فيها .. كان ذلك بعد ظهر يوم الجمعة ..
توجهت بعدها لمعهد اللغة لانهاء اجراءات التسجيل وفي ذلك المعهد قابلت ( جمال ) وهو أول سعودي اقابله على ارض بريطانيا والذي اصبح بعدها أحد اصدقائي الذين تشرفت بمعرفته.
بعد انهاء الاجراءات تواعدت مع ( جمال ) لنأخذ جولة داخل المدينة مساءاً .. لن أنسى له صنيعه ومعروفه معي..
زارني في الغد وذهبنا لشراء شريحة جوال كنت بحاجة ماسه لها لمهاتفة الاهل والاحباب مما تعجبت منه وتعجب اهلي انه بامكان أي شخص استخراج شريحة جوال من غير واسطة كما هو الحال عندما بدأ تشغيل الجوال في بلادنا ..
كان يسكن معي في نفس الوحده السكنيه المكونه من خمس غرف وحمام ( واحد) ومروش و(نصف) مطبخ ،( جورج ) ذو المال والجاه والقادم من قبرص والده يملك سلسة فنادق في القاهرة وشرم الشيخ وقبرص ..
جورج هذا لا يمكن أن يمشي وحيداَ من دون صديقاته الثلاث فكل واحدة منهن تتمنى أن تفوز بقلبه..!!
أحدهن تطبخ له والأخرى تغسل ملابسه والأخرى تأتي لأيقاظه صباحاَ وكم دفعتُ أنا ثمن حبه للنوم فقد كانت غرفتي في الدور الأرضي فأذا لم يستقيظ طرقت (المحروسة) نافذتي لأتولى أنا أيقاظه بنفسي..
كان يسكن معنا( قرنق )البالغ من العمر 50 عاماًالقادم من جنوب السودان مسيحي حصل على منحة من الكنيسة الأنجليكية ليدرس الماجستير في تخصص القانون..كان قرنق يتحدث القليل من العربية وذو ثقافة عالية، وسكن معنا ايضا شخص قادم من تايلند وهو الآن يعمل قاضياً في المحكمة العليا ببانكوك، و ( أيمن) المصري الذي ولد في أحدى دول الخليج وعمره كان 17 عاماً جاء لدراسة البكالوريوس في الهندسة .اصبح من المتميزين في دراسة الهندسة واعطي منحة من الجامعة لدراسة الدكتوراة. وقد اكملها وهو الآن يعمل في أحدى الجامعات البريطانية
وفي نفس المجمع السكني كان هناك طلاب من فرنسا والمانيا وتركيا واليونان وكازاخستان ، وأيدو اليهودي الذي خدم في الجيش الاسرائيلي وجاء لدراسة الاقتصاد وكانت لي معه كثيراً من القصص ربما أتطرق لبعضها لاحقاً. أكثر الطلاب كانوا من أوربا جأوا للدراسة لمدة سنة واحدة في برنامج ما يسمى ب( exchange ersmus) أو برنامج التبادل الثقافي الأوروبي والذي أعتقد أن دولنا العربية لا تحلم بتحقيقه يوماً من الأيام. ماأود ذكره ان هذا المجمع السكني قد بني قبل 40 سنه كوحدات سكنيه للمرضات وهو الآن يستخدم كسكن لطلاب الجامعة

السلآم عليكم .


يآخوي تكفى ـآ لآتحرمنا من المواضيع الي زي كذا


والله العضيم , أحبها بشكل جنوني


إن شاء الله تعجّل في البارت الثاني , إذآ كآن في

متابعين يالدكتور وشكلها مشوقه من بدايتها

مين يبي كاش يستخدم كلمة قال
حرف ق لي قلت وحرفا اصرت وحرفل لا تتوقف

دمي هلالي..................لا تقلق نفسك الأجزاء كثيرة
حمود الزعيم...........إن شاء الله مشوقة
بدر الرشيد..........ههههههه يا حبيلك و اعتبر نفسك ضيف دايم على مواضيعي.

من المُتابعين لك يا عزيزي ..
الله يوفقكم و يسهّل لكم ويستر عليكم ..

من المتابعين و بانتظار جديدك على احر من الجمر

(2) بداية الدراسة

يوم الاثنين كان شعوراً غريباً حينما دخلت الصف الدراسي ..
مدرسة اسبانية ذات اخلاق عالية كانت هي من تولى تدريسنا وقد قدمت في الصيف ضمن برنامج تأهيل المعلمين للغة الانجليزية أو مايسمى بدورة ( للتتعلم كيف تعلم ؟ )
اعارتني كثيراً من الاهتمام لا أعلم لماذا !؟. أستمرت في السؤال عني حتى بعد أنتهائي من الدراسة في الكورس الأعدادي. كنت أشعر بأنها تحس بجزء من معاناتي في التأقلم مع البيئة الجديدة او مايسمى بالصدمة الحضارية.!!
أحد المعلمين كان اسمه ( نيك ) مجازاً وهو في الحقيقة ( نيكول ) يهودي متزوج من فلبينية ذو شخيصة يتغلب عليها طابع العنف والقسوة مع الجميع لذا كرهه الكل وكره هو الجميع..
نسيت أن أقول لكم أن قبولي كان غير مشروط فقد أستطعت أن احصل على الدرجة المطلوبة في اللغة وأنا في السعودية ولله الحمد .
المهم بدأت الدراسة في الكورس الاعدادي تم توزيعنا على مجموعات عدة وكانت دراستنا عن كيفية القراءة والكتابة الاكاديمية ، وكيفية إعداد البحوث وفنون الالقاء .
درستنا على فترتين صباحية ومسائية عدا يومي الاربعاء والجمعة فقد كان هناك فترة صباحية فقط .
كانت الدراسة روتينا مملاً ..وما ان يأتي الليل الا ونجتمع في (common room ) أو الغرفة العامة لمشاهدة التلفزيون أو لعب البلياردو.
طُلب من كل طالب أن يقوم ببحث يتعلق بالتخصص الدراسي الذي سيدرسه في الجامعه. أخترت موضوعاً عن الأمراض الوراثية وقد أستخدمت الأنترنت كثيراً في البحث وبدأت أنقل بعض الأبحاث من محرك بحث ( الياهو) فقوقل كان في بداياته في تلك الأيام. المهم أن (نيك) اليهودي لاحظ بأن مستوى الكتابه متطور عن مستواي وأخذ يسألني كثيراً أن كنت أنا الذي كتبته بنفسي؟. الحمدلله أن الأمور سارت على مايرام ولكني تعلمت منها درساً مفيداً أن لا أنقل من الأنترنت حتى لو رسبت؟. الكثير من الجامعات الآن تقوم بأستخدام برامج خاصة للكشف عن عمليات النقل من الأنترنت في الأبحاث التي يقدمها الطلاب.
أذكر أن أحدى الفتيات وهي ألمانية من أصول تركية والتي ستدرس القانون أختارت بحثاً عن (ختان الفتيات في العالم الأسلامي), أصبحت بعدها أنا (مشرفها) الدراسي فكلما كتبت سطرين جائتني تركض لتسألني عنها. كنت أتهرب منها ومن أسئلتها المتكررة. ذات مرة طرقت باب غرفتي ولم يكن الباب مغلقاً بالكامل وكنت أصلي وقتها فدخلت ( وهي تستأذن). جلست تنتظرني حتى أنتهيت وبعدها رأيت الدموع في عينيها وأخذت تسألني من علمني الصلاه. علمت أنني لا أقوى على الجلوس مع هذه الفتاة لوحدنا في غرفة شبه مغلقة وطلبت منها المغادرة فوراً لأنني سأذهب لموعد مستعجل. كم ندمت أنني لم أفكر في أعطأها كتاباً عن الصلاة فلربما أهتدت وعادت لدين آباءها واجدادها كم تقول هي عن الأسلام.
نعود لصاحبي المصري القادم من احدى دول الخليج .. فقد صحبه والده أول 3 أسابيع كانت فرصة عظيمة لي لأتعرف على والده ذو الشخصية الجذابة والذي يشغل مهندساً مرموقاً في أحدى شركات البترول في الخليج العربي.
استمرت صداقتي ب( أيمن) الى وقت كتابة هذه المذكرات فهو نعمّ الرجل في الاخلاق والتعامل . صديقي هذا مر بمراحل المراهقه وهو في بريطانيا بعيداً عن والديه فذات مره أثناء خروجي من المكتبه في وقت متأخر من الليل رأيته يدخل النادي الليلي الموجود في مبنى أتحاد الطلاب في الجامعه للأحتفال بيوم الهلويين. كان في يده فتاة من بلاد حوض البحر المتوسط. أبشركم ان صديقي عاد الى رشده وهو دائم الشكر لله أنه لم ينزلق في طريق لا يعرف نهايته أما الفتاة التي كانت معه فقد أسلمت ولله الحمد وعادت الى بلادها وهي متزوجه من مسلم حسب ما علمت مؤخراً.

اسلوبك رووووعه ما شاء الله و بانتظار جديدك


و اتمنى تزيد الجرعه شوي >> طماع خخخخخخ


و الـــــــــــــــــــــــــف شـــــــــــــكـــــــــــــــــــر

إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة برنس العـــرب اسلوبك رووووعه ما شاء الله و بانتظار جديدك و اتمنى تزيد الجرعه شوي >> طماع خخخخخخ و الـــــــــــــــــــــــــف شـــــــــــــكـــــــــــــــــــر

(3) 11 سبتمبر 2001م

متى يأتي اليوم ونتسأل فيه نحن العرب أين كنت حينما وقعت أحداث 19 مارس 2003م حينما غزت أمريكا بلاد الرافدين؟ فالتاريخ يكتب دائماً بلغة الأقوياء.
دائماً مايتساءل الأمريكيين فيما بينهم بعد أحداث 11 سبتمبر أين كنت حينما وقعت تلك الأحداث?. غالباً ماتنتهي الأجابة ب ( توجهت بعد سماعي الخبر لمحطة الوقود لملأها بالبنزين ومن ثم لشراء المواد الغذائية وتخزينها) هذه الجملة المشتركة في أحاديثم.
جورج دبيلو بوش كان في مدرسة ابتدائية عند سماعه النبأ وقد أستمر في جلوسه وحديثه مع الأطفال هكذا تقول الأخبار!!!.
وتساءلت أنا ايضا اين كنت عندما وقعت أحداث 11 سبتمبر ..؟؟.
حينما حدثت أحداث 11 سيبتمبر 2001 أو الحادي عشر من أيلول للعام 2001 م كنت حينها امشي في الشارع المحاذي للكلية متجهاً للسكن وقتها اتصل بي ابن عمي يخبرني بما وقع ...
ركضت للغرفة المشتركة ما تسمى بـ ( common room )لمشاهدة ما يجرى في التلفزيون .. الجميع مابين مصدقاً ومٌكذب لما يحدث. قرنق كان هناك يحلل ويشرح مايحدث ويقول بصوتاً عال على أمريكا أن تدفع ثمن دعمها لأسرائيل ولكنه يأسف أن الأبرياء هم من دفعوا ثمن ذلك وبهذه الطريقة؟.
صباح اليوم التالي كنت محط أنظار طلاب الصف وكان المعلم لذلك اليوم هو اليهودي ( نيك ) الذي وضعني على كرسي التحقيق أمام الجميع ..بدأ بسؤالي.. مارأيك بما حدث ؟ ....من تتوقع فعل ذلك ؟... هل فرحت بما حدث ..؟
كان الجيمع منصتاً يستمع لاجوبتي ..اخبرتهم ان ما حدث لايقره عقل ودين ويجب ان نفرق بين ما تعمله الحكومة الامريكية والشعب الامريكي ..
بدا لي ان ( نيك ) اعجب بإجاباتي وانهى التحقيق بكلمة واحدة (goodman...... good)..
في فترة الغداء قابلت صديقي ( جمال ) تحدثنا عن الدراسة ومشاكلها وتجنبنا الحديث عن الاحداث خشية جلب الانظار لنا ..
ونحن نتبادل الحديث وقف شخص انجليزي لاأعرفه يسألنا عن الاحداث وهل نقرها وهل نحن فرحون كما فعل الفلسطينيون على شاشات التلفزيون ..؟؟
أجابه ( جمال ) أجابة سريعة وتركنا بعدها.سألت ( جمال ) من هذا الرجل اتعرفه؟ اخبرني انه معلم لغة في المعهد سينتقل قريباً لمكان آخر ..
تملك الجميع الخوف بعد اعتقال رئيس النادي السعودي ببرمنجهام في تلك الأيام وأطلق سراحه بعدها ..وظن الجميع انهم سيبدأون اعتقالنا واحداً تلو الاخر كما تفعل امريكا مع الطلاب السعوديين هناك .
أذكر انني سجدت شكراً لله لعدم تيسيره أمر ذهابي لأمريكا لدراسة تخصص آخر فقد كنت ( قاب قوسين ) ولكن إرادة الله فقد تغيرت رغبتي بعد أدائي لصلاة الاستخاره .


(4) تغيير مسار رحلتي ..بعد الاستخارة..

كنت قبل قدومي لبريطانيا قد قدمت على أحدى الجامعات الأمريكية لدراسة تخصص آخر غير الطب وجائني القبول بذلك. دراسة الطب في أمريكا لها تعقيداتها وشروطها ولم تكن تنطبق علي..... فهم مثلاً يشترطون الحصول على القرين كارد على الأقل قبل دراسة الطب.
كنت من مغرماً بالحضارة الأمريكية فكان لابد من الذهاب الى هناك والدراسة فيها. شاء الله سبحانه أن جائني خطاب القبول من الجامعة البريطانية الوحيدة والتي قدمت عليها لدراسة الطب قبل قراري النهائي بالذهاب لأمريكا للدراسة. لا أخفيكم أنني أصبت بالأرتباك والحيرة فهل أذهب الى أرض الأحلام لدراسة تخصص قد لا أرغبه أم أذهب لتحقيق الحلم في أرض لا أودها وربما كان هذا أحد أسباب قلقي في بداية قدومي لبريطانيا.
كان لابد من صلاة الأستخارة. وجدت قلبي ميالاً للقدوم لبريطانيا والحمدلله على تيسيره لي ذلك. بالمناسبة كلما أردت أن أتخذ قراراً أتوجه لصلاة الأستخارة. أحد أصدقائي وهو بريطاني مسلم يقول لي أنه يعطف على الكفار أنهم لا يعرفون صلاة الأستخارة.
أذكر ان الجامعة التي كنت سأدرس فيها في أمريكا أرسلت لي ايميل ونسخة اخرى ارسلت لرئيسة القسم واخرى لعميد الكلية بعد أحداث 11 سيبتمبر .. تستفسر مني ان كنت على استعداد للقدوم وبدء الدراسة على الرغم من انهم نصحوني بعدم الحضور نظراً للظروف الطارئة ...
اذكر مما قالو لي انهم يعتقدون انه ليس كل المسلمين ارهابيين ..
المضحك المبكي ان هذا الايميل جاءني قبل أن يعلن أسماء (الفاعلين) ...!!!؟؟
كنت قد أتخذت قراراً بالقدوم لبريطانيا للدراسة. وقبل القدوم أذكر انني اتصلت بالكلية لاخبرهم بوصولي واردت ان أطمئن بان الامور تسير على المطلوب .. وكم كانت مفاجأة لي عندما اخبروني بأن خطاب قبول عرض الدراسة لم يصلهم ..!!
كنت متأكداً من ارسال الخطاب وأكدت للموظفة المختصة بأني ارسلته عن طريق DHL وأخبرتها بأن DHL عندهم مستند يفيد بوجود توقيع مستلم من داخل الكلية للمظروف.
بعدها اخذت رقمي ووعدتني بالاتصال بي قريباً وخلال نصف ساعة اتصلت واخبرتني بان الخطاب والاوراق وصلت لوكيل الكلية والذي نسيها في درج مكتبه ..!!
بالمناسبة القبول كان يتم طريق UCAS على ما أذكر. أما في حالتي فكنت أملأ الأوراق المطلوبه وأرسلها للكلية لتتولى أرسال ما هو مطلوب بالنيابة عني. لا أعلم السبب ولكنه بلا شك من تيسير الله علي فله الحمد والشكر.
بعد هذه القصة تلاشت أحلامي الوردية ببريطانيا أحلام الدراسة والعيش في بلد ساد العالم يوماً ..ويوجد به امثال هذا الرجل ..!!
ومن حظي فقد كان هذا الرجل هو المسؤول عني وعن الطلاب الأجانب .. هو اليوم متقاعد ويشغل منصب (sheriff ) في إحدى المقاطعات .. لا تسألني كيف حدث هذا.بل سمعت من أحد المحاضرين أنه قاضياً تم تكريمه من الملكة أليزيبث مؤخراً بدرجة CBE.
كان هذا الرجل يمتع بذكرة وحافظة قوية تتعجب منها لدرجة انه يتذكر كل كلمة أقولها له ..!!.أكثر ما كان يشدني للحديث معه هو لغته السهلة السلسة فهو يتحدث باللغة الأنجليزية الفصيحة او ما يسمى ب Queen's English

برنس العرب:

زدت الجرعة جرعتين.

إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة اسطورة العالم برنس العرب: زدت الجرعة جرعتين.

مـــا قـــصـــرت يـــا الــغـــالــــي


و انــت كـــــريـــــم و انــــا و الاعــضـــاء نـسـتــاهــــل


و لـــو لا ان الــمـــوضـــوع شــيـــق و جــمــيـــل مـــا كـــان اتــعــبـــتــــك

إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة برنس العـــرب مـــا قـــصـــرت يـــا الــغـــالــــي و انــت كـــــريـــــم و انــــا و الاعــضـــاء نـسـتــاهــــل و لـــو لا ان الــمـــوضـــوع شــيـــق و جــمــيـــل مـــا كـــان اتــعــبـــتــــك

الله يقلع بليسك تستاهلون ههههههههههههههههههههههههههههههه

(5) 17 سبتمبر 2001م ..


طُلب من طلاب السنة الأولى من كلية الطب الحضور يوم الأحد ليلاً قبل بداية الاسبوع التحضيري للطلاب لأحد مواقع السكن في الجامعة حيث تقرر إقامتنا فيه لمدة أسبوع قبل بداية الدراسة كما طلب منا ان نتوجه يوم الاثنين الموافق 17 من سبتمبر عام 2001م للبدء في أجراءت التسجيل.
لم احضر معهم يوم الاحد واكتفيت بالحضور يوم الاثنين ....فأنا أسكن في ( قصر ) ولست بحاجة لصدمة أخرى ..
في صبيحة الاثنين توجهت للكلية وكانت الساعه التاسعة صباحاً .. حينماً حضرت كان هناك طابور طويل ممتد حتى مدخل الكلية وكان الجميع يحمل أوراقاً وملفات .انضميت للطابور ولااخفيكم فقد تملكني الشعور بالرهبة والخوف فجميع الانظار تحدق بذو الملامح العربية القادم من الصحراء ..!!
سكن خوفي وذهبت رهبتي حينما قابلت ذلك الماليزي الذي تبدو عليه الملامح الصينية الذي أصبح من أعز أصدقائي كان ركيكاً في اللغة مثلي ،حمدت الله اني وجدت من يشاطرني المعاناة ..
حبا الله هذا الماليزي بذكاء خارق وزينه بكرم خلقه ودينه. امه ماليزيه الاصل او ما يسمى ( مالية ) وهم السكان الأصليين والده صيني تحول للأسلام وهو من أشهر جراحي المخ والأعصاب في ماليزيا.
( بندي ) سيخي محافظ يدرس في السنة الثانية، كان أحد الطلاب المسؤولين عن اتحاد طلبة كلية الطب ، العجيب أن بندي صديق للجميع وهو الآن أحد أشهر الأطباء في المستشفى الجامعي ليس لبراعته ولكن لشخصيته وهو مقرب من ( الكبار ) في الكلية ..
كان ( بندي ) في استقبالي أنا والآخرين ..وكانت فرصة لسؤاله عن أوراقي و هل هي كاملة؟ ..
( بندي ) رفع أصبعه الابهام ( كما هي عادتهم ) مشيراً لي بأن الأمور على مايرام ..
نعود للطابور الطويل الذي بدأ يتحرك ببطء باتجاه الطاولات التي جلست عليها سيدات عجائز واحدة مختصة بالتسجيل في الجامعة وأخرى للتسجل في GP ( المركز الصحي ) واخرى للتسجيل في المكتبة وأخرى مع مركز الكمبيوتر في الجامعة ..
بعد الظهر القى عميد الكلية كلمة ترحيبية السيئ في الامر ان العميد حول الكلمة للحديث عن ذاته وقام بعرض صورة له ولابنه ( كرس) الذي تخرج قبل سنة من الكلية .. شعرنا جميعاً بالاشمئزاز من ذلك ..
قد تعجبون عندما اخبركم بأن عميد الكلية لم تكن له كلمة في أمور الكلية شي فجميع الامور تدار بواسطة البروفسور ( بيتر) الوكيل الاكاديمي فوجود العميد كان صورياً ومهمته الأساسية كانت لعب الجولف مع الطلاب في نهاية السنة الدراسية واخذ الصور التذكارية لنشرها في مجلة الجامعة ( ابشركم بأن هذا العميد الصوري قد تقاعد وهو الآن يتولى الرئاسة الشرفية لأحدى الجمعيات الطبية ) .
أثناء القاء العميد لكلمته قلبت ناظري في وجوه الحاضرين الغالبية كانوا (فتيات) بيض والبقية (أشباه) رجال خليطاً ( بيضاً و ملونين ). ذكر لي احد المحاضرين أنه حينما تخرج من كلية الطب في السبعينيات الميلادية كان عدد الفتيات يعد على أصابع اليد الواحده أما في الوقت الحاضر فقد بينت الأحصاءت أن 70% من خريجي كليات الطب في بريطانيا فتيات وأن الخريج من اصول انجليزية بيضاء أصبح أقلية؟؟. الأنجليز الذكور من أصول هندية يعتبرون أكثرية الذكور والسبب في رأيي أنهم أكثر حباً للعمل بالأضافة الى أن مهنة الطب تعطيهم مكانة اجتماعية مرموقة في مجتمعاتهم والتي تغلب عليها العادات ذات الطابع الشرقي.
تقول الروايات أن أول امرأة أمتهنت مهنة الجراحة قد تخفت بزي رجل حتى يتحقق لها ذلك أما اليوم فأكثر من نصف المتدربين في برامج الجراحة هم من الفتيات وهي تحتاج لتفصيل أكثر ليس المجال ذكره هنا.
نعود لأحداث ذلك اليوم............
كان يجلس أمامي في القاعة رجلين ملونين تحدثوا معي ..حقيقة لم أفهم منهما ولا كلمة فهم يتحدثون بلهجة انجليزية غريبة وسريعة. تبين لي فيما بعد انها لهجة أحدى ضواحي برمنجهام.
سألني احدهم من اين أتيت .. ؟
اجبيته بأني من المملكة العربية السعودية ..
وبلهجة عربية ركيكة قال لي احدهم ( السلام عليكم )
سعدت كثيرا عندما القى علي التحية ..بالمقابل للهجته العربية الركيكه تحدثت معه بلهجة انجليزية ركيكه ..
اخبرني انه مصري ولد في انجلترا وعاش فترة من حياته في مدينة جدة حيث كان والده البروفسور يعمل في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ..أصبح هذا المصري في قائمة أعز أصدقائي .. هو الان يحضر الزمالة في الجراحه العامة . وقد تشرفت بمقابلة والده عدة مرات وهو يعمل الآن بروفسوراً مرموقاً في أحدى الجامعات البريطانية.
اكتشفت انني لاأفهم كثيراَ لمايدور حولي بسبب اللغه. فبعد أن كنت (بلبل)اللغه بين الأجانب قبل أسبوعين أصبحت اليوم (أطرش) لا أفهم ألا بالأشارة أحيانا بين الأنجليزَ.
بعد محاضرة العميد تم تقسيم الطلاب لمجموعات وهذه المجوعات تستمر على التقسيم لمدة سنتين ونصف. تم تقسيمنا على عدة غرف كل غرفة تحوي أربع مجموعات وكل مجموعه تضم خمس أو ستة أشخاص..
مجموعتي ضمت التالين :
( هلين ) الشقراء والتي أصبح الجميع يخطب ودها فيما بعد ..( هي الآن تعمل في المستشفى الجامعي ) ,وقد تزوجت من ديفيد ..كانت لها صديقة عراقية ( شيعية ) مقربة لها وكانت كثيراً ما تتحدث عنها.
أذكر أنني قرأت في أحد الجرائد أن نسبة عالية من الشقراوات لسن بشقراوات ( أصليات ) بل هي الأصباغ وماتعمل!!.
أذكر أن أحد الأمهات صرخت من الفرح وهي في حالة الولادة حينما رأت شعر مولودتها الجديده أشقراً.
( راديكا) هندية والدها استشاري في الطب النفسي في إحدى المدن القريبة من مدينتنا ..كانت تعاني من بعض الحروق في وجهها وآخر مرة رأيتها بدى لي وكأنها أجرت عملية تجميلية في الوجه ..
( سبنا) هندية قصيرة القامة ذو شخصية هادئة.
(أيما) فتاة أنجليزية من اصول بيضاء ذو شخصية منطوية. علمت أنها هاجرت لأستراليا مع صديقها. أيما واحده من 5000 بريطاني غادروا بريطانيا العام الماضي.
( جميلة ) فتاة من أصول سوداء ترتدي صليباً كبيراً وهي الآن تعمل في مدينة بعيدة انقطعت اخبارها عنا..
( سام ) شاب من اصول بيضاء جاء من الجنوب ..ضننته في البداية فتاة لميوعته يقول عن نفسه انه مسكين فليس لديه صديقه، حاول مراراً ان يعقد صداقة مع (هيلين) ..، آخر مرة قابلته فيها علمت أنه أصبح gay أي لوطياً والعياذ بالله ..
وأخيراً ( سيد ) الذي لاتحل له الزكاة حسب قوله فهو سليل رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
سيد هذا من الطائفة الشيعية ..والده تاجر في احدى المدن البريطانية وهو أحد كبار مطوفي الشيعه في بريطانيا ..
من اللحظة الأولى كنت غير مرحب بي بينهم ما عدا سيد الذي يعرف كلمتين عربيتين ( كيف الحال ) ( السلام عليكم ) وأصبح يرددها عليّ كل يوم حتى مللت منه ..!!
في نهاية اليوم تواعد الجيمع ليتقابلوا ليلاً حيث اعد اتحاد الطلبة برنامجاً ليلياَ ( سهره صاخبة ) ..
سألني أحدهم أن كنت سأحضر الليلة ؟
اعتذرت بأدب وانصرفت للسكن اقلب اوراقي واقرأ في فيها .

(6) بعد السهرة الصاخبة ..

في الغد حضر الجميع وبدأت المحاضرات الاعدادية حيث تبدأ الدراسة كما ذكرت سابقاً في الاسبوع القادم ..
كان الجميع إلا من رحم ربي في حالة إعياء بعد شربهم ليلة سهرتهم الصاخبة. الجميع يتحدث عن مصطلح ( الهنق أوفر أو Hangover). مصطلح جديد لم أكن أعرفه من قبل. أول من قام بتفسير سبب ( الهانق أوفر) الدكتور جونثان أستاذ مادة علم الأنسجة شرح لنا ماهي اسبابها وهي ان الكبد هي المصرف الوحيد للكحول وتحويلها الى فضلات والتي تؤثر على خلايا المخ سلباً وحينما يشرب الأنسان بشراهه فالكبد تقضي وقتاً طويلاً في التخلص من هذه الكحول وأطلاق هذه المادة التي تؤثر على المخ ببطأ وحينما يصحو المخمور من النوم يشعر بالدوار والغثيان. البعض منهم يرجع للشرب مطبقاً مبداً ( وداوني بالتالي هي كانت الداءُ) والبعض يأخذ المسكنات والتي لا تؤدي إلى أي نتيجة. الكثير من ساعات العمل ضُيعت بسبب ذلك.
نعود لمجموعتي الدراسية حينما أجتمعوا بعد المحاضرة لأداء العمل الجماعي..... بدأ (الحش) أو gossip وهو تقليد بريطاني قديم فماتم عمله بالخفاء يظهر للعلن بطريقة أو بأخرى. أذكر من تلك القصص والتي أصابتني بالصدمه في وقتها أن ( لويس) وجدت عارية تماماَ وهي في حالة (سُكر شديد). (لويس) هذه الآن طبيبة يشار لها بالبنان. وجميع القصص تدور حول هذا المضمون.
من الأشياء التي لاحظتها أثناء الأسبوع الأعدادي أن الجميع يبحث عن صديقه والعكس. فالغالبية قد أنهوا علاقاتهم العاطفية قبل الأنتقال للدراسة وكل منهم يبحث عن شريك جديد. !!
تقول الدراسات أن معدل عدد الرجال التي تلتقي بهم المرأة الأنجليزية أثناء فترة نشاطها الجنسي يبلغ 15رجلاَ. اذكر ان زميلاَ يعمل في عيادة الأمراض التناسلية أخبرني عن أحد مرضاه والذي يبلغ من العمر 19 عاماَ وهو قد يدرس في السنه الأولى من الجامعه في أحد التخصصات الأدبية وكان يعاني من مرض جنسي اخبرهم انه في الستة الأشهر السابقة نام مع أكثر من عشرين فتاة...!!!
الغرض من السؤال حتى يتمكنوا من الاتصال بهم وإخبارهم بطريقة تحفظ سرية المريض وأعطائهم رقم والطلب منهم مراجعة أقرب عيادة امراض تناسلية. .!
حينما تبدا الدراسة تكثر بينهم الحفلات (وماصاحبها) والتي غالباَ ما تنتهي بمأسي..قرأت في أحد المراجع الطبية أن 40% من المشاكل الصحية والأجتماعية والأقتصادية في المملكة المتحده بسبب الكحول.
الأنجليز عُرف عنهم كثرة شرب الخمور ويكثر الشرب كلما اتجاهت شمالاً حيث تقل درجة الحرارة.
الغريب ان كثيراً من هذه الحفلات تقام أثناء الأمتحانات وتحت رعاية أتحاد الطلاب في الجامعة أو أتحاد طلاب كلية الطب. أذكر ان (سبنا) أخبرتني يوماَ أنها لم تفوت ليلة واحدة دون الذهاب الى أحدى الحفلات.
أذكر أن إحد الطالبات في الكلية وهي يونانية رأيتها تتشابك الايادي أو في أوضاع مخلة ( بمعاييرنا ) مع أكثر من شخص وقد كنت أتعجب منها !!
وزال عجبي عندما اخبرني أحد الأشخاص أنها في كل أسبوع تتأخذ لها صديقاً جديداً ..
هذه الفتاة اليوناينة عملت معيدة في الكلية لفترة محدودة وهي الآن تعمل في إحدى المستشفيات في مديتنا ..
وكم كان شعوري حينما دار الزمان ورأيتها مراقبة عليّ في قاعة الامتحان النهائي..!!
قد يتعجب البعض كيف أصبحت مراقبة علينا في الامتحان النهائي وقد بدأنا الدراسة سوية ..!! و سآتي على ذكر السبب لاحقاً بإذن الله..
تعتبر العفه سلعة نادرة في الفتيات حينما تبلغ الثامنة عشر عاماً بل انهم يعيرون الفتاة التي لم تفقد عذريتها في المدارس. أذكر أن قناة البي بي سي قد نشرت خبراً في 2004 م عن فتاة لندنية ( سحاقية ) وتدرس في جامعة بريستول قد عرضت (بكارتها) للبيع على موقع الي باي الشهير لدفع المصاريف الدراسية. وصل السعر النهائي بمايقرب ب9000 جنيه أسترليني دفعه مهندس في شركة الأتصالات البريطانية. أذكر أن أحد المحاورين يتحسر كيف أنقلبت المفاهيم وكيف تغير المجتمع!!!. الخبر لازال موجد على الأنترنت في موقع البي بي سي.
لنعد لمجموعتي الدراسية ......
في هذا الأسبوع أعطيتْ كل مجموعة مهمة لأدائها ..مجموعتنا اعطيت مهمة زيارة عائلة مكونة من خمس أفراد ويعيشون على الإعانات الاجتماعية ..
رب العائلة كان مريضاً بمرض مزمن ولا يستطيع العمل ، للذهاب لهذه العائلة زُودنا بخريطة تحدد لنا موقع المنزل ، استقبلتنا الام وجلسنا جميعاً في غرفة الإستقبال بدأت الأم حديثها عن المشاكل التي تعانيها هي وأسرتها لم يكن أحد منا يعلم لماذا طلب منا زيارتهم ..!!
حقيقة ..كم شعرت بالأسى لفقرائنا حينما أقارنهم بفقرائهم ..فالفقير هنا له إعانة إجتماعية ثابتة تكفيه ذل السؤال وحسب حالته الصحية،له تخفيضات معينة على السلع وعلاج مجاني ( بدون واسطة ) إي أن الفقير هنا شخص له كيان واحترام ..
اما في بلادنا فيعيش الفقراء حياة البأس والمرض حتى الموت ..!!
في بلادنا تحتاج الواسطة لتجد سريراً لتموت عليه بسبب خطأ طبي..!!
نعود لحديثنا ..
في صباح اليوم التالي بعد الزيارة العائلية .. طلب من كل مجموعة اعداد تقرير عن مهمتهم لعرضها على المجموعات الاخرى ..
بعد الظهر شرعت كل مجموعة بعرض تقارير مهمتها ..
كل مجموعة كان موكل لها زيارة عائلة تعاني من حالة خاصة ..بعض هذه العائلات لديهم طفل معاق والبعض إمرأة كبيرة في السن وحيدة في منزلها ..
في نهاية عرض التقارير أدركت المغزى من القيام بهذه المهمة فكانت تهدف إلى إشعار الطلاب وإطلاعهم على أمر هام وهو أن الحياة الاجتماعية والحالة الصحية لايمكن أن يفترقا وأن الحالة الاجتماعية لها تأثير كبير على الحالة الصحية ..
هذا المفهوم بعيد كل البعد عن كليات الطب في مجتمعنا ..مع ان شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قد بينت لنا ذلك قبلهم !!
في نهاية الاسبوع يوم الجمعة كانت هناك محاضرة لوكيل الكلية للشؤون الاكاديمية البروفسور ( بيتر) بدأها بقول ان الكلية معروفة بالصرامة والجدية وأنه يتوقع ان 50 % من الطلبة سيدخلون امتحانات اعادة المقرارات في نهاية السنه الدراسية و 20% سيطردون من السنة الأولى وأنه كل سنة 10% من الطلبة يُطرد وفي المحصلة النهائية ان 50% من الحاضرين سيتخرجون في نهاية المطاف ..!!
عندها اصاب الجميع الرعب الكل ينظر لمن بجانبه ويتسأل من منا سيطرد..؟؟
وبعدها دخل وقت صلاة الجمعه وكان مصلى الجمعة في غرفة الموسيقى ..!!
من ييحضر مبكرا يقوم بإبعاد الطبول والآلات العزف جانبا ويلملم الأوراق المبعثرة ويضعها جانبا ويفرش سجادات الصلاة ..
قابلت في المصلى بعض الطلبة السعوديين وشدّ انتباهي ( خالد) فقد كان في قمة الأناقة ويحمل في يده حقيبة ظننته في البداية انه على ابواب التخرج ولكن المفاجأة عندما اخبرني انه مضى على قدومه الى هنا اسبوع واحد فقط ..!!!
ملاحظه قد لايعلمها البعض منكم وهي أن المبتعث في بداية ابتعاثه يحرص جدا على مظهره واناقته وبعد انخراطه في الدراسة ينسى كل ذلك فتجده على النقيض ..!!
( خالد ) عجيب أمره فهو من الشخصيات التي تتظاهر بالحزن والأسى يتبرم دائماً ويتشكى من الدراسة وكان جلّ حديثه عن المشرف الذي يصفه بـ ( ابن الكلب ) وكيفية تعامله معهم ..وأموره في حقيقة الامر (عال العال) ..
( محمد) ايضا تعرفت عليه في مصلى الجمعة الذي اصبح بعدها جاري وصديقي .. محمد قضى سنين عديدة ولم يوفق في دراسته ..!!
مشكلة محمد انه حصل على البعثه وهو كبير السن. أن هنا لست لأحكم أين الصح واين الخطأ.

تسلم يا بطل و في انتظار الدفعه القادمه