25/11/2009, 04:27 PM
|
| زعيــم متواصــل | | تاريخ التسجيل: 31/03/2009
مشاركات: 71
| |
|
رثاء بطل .. كلمات تنحني أمام جثة شهيد (( بإذن الله )) ..
رثاء بطل .. كلمات تنحني أمام جثة شهيد (( بإذن الله )) ..
شهيد .. كلمة يسمعها الكثير .. ويتمنى نيلها الكثير .. ويبذل لها الكثير .. وينام ملئ عيونهم الكثير ملتهين عنها .. ويسهر الكثير في انتظارها .. ويشتاق الكثير لأن يكونوا أصحاباً لمحمد صلى الله عليه وسلم في جنات عدن على إثرها ..
لكن لا ينالها إلا الرجال ممن يهبون أنفسهم للذود عن دينهم وأرضهم وهم قليل ..
هي الشهادة فيا فرحة من نالها .. أسمحوا لي أن أكتب عن شهم بللسمر وبطلها .. وأبنها البار رحمات الله عليه تترى عدد ما أُطلق من رصاص على أرض الجنوب الأبية ..
لقد مات مرعي وقالوا مات ذوداً عن تراب وطنه !!
هي ليست ذوداً عن تراب فقط .. هي ذود عن دين .. ذوداً عن مقدسات .. ذوداً عن شعيرة حج .. ذوداً عن أمن بيوت .. ذوداً عن دمعات أطفال .. ذوداً عن هلع شيوخ .. ذوداً عن إسلام يأن .. ذوداً عن أعراض .. ذوداً عن أموال .. ذوداً عن كرامة .. ذوداً عن أرض ..
آه .. آه .. هنيئاً لك يا أبا محمد !!
والله أنهم قليل الرجال أمثالك يا أبا محمد .. هنيئاً لك أن نلت شرف الدفاع عن أرض الحرمين وكنت شوكة في نحور الرافضة المعتدين ..
هنيئاً لك أن حملت راية الجهاد ووقفت بصدرك في خندقك مقبلاً غير مدبر تتلقف القذائف بكل صبر فنلت على إثرها شهادة نحسبك والله حسيبك شهيداً ..
هل أهنئك !! هل تسمع كلماتي .. نعم أنت تسمعها لأنك شهيد بإذن الله وقد نُعت الشهداء بأنهم أحياء عند ربهم ..
إذا فأسمح لي بأن أبارك لك هذا الشرف .. أبارك لأبنائك وبناتك .. أبارك لزوجتك (( أم محمد )) .. أبارك لأمك (( التي ربتك يتيماً )) .. أبارك لأبيك الذي مات قبل أن تفخر بمسيراته .. أبارك لمولودك الذي ما زال في بطن أمه وقّدر عليه أن يعيش يتيماً .. أبارك لأقاربك .. أبارك لعشيرتك .. أبارك لدينك .. أبارك لنفسي بعد هؤلاء كلهم وفي نفس الوقت أعزيها بفقدك أيها البطل ..
أه عليك يا أبا محمد .. عشت يتيماً .. ذقت مرارة اليتم منذ صغرك وقدر الله على أبنائك أن يذوقها بعدك .. فكيف بمن لازال في بطن أمه ..
رحل الشهيد .. رحل البطل .. رحل اليتيم .. رحل الكريم .. رحل الأبي .. رحل الخلوق .. رحل البار .. رحل !!
لن أبكيك دموعاً لأن هذا دأب من يموت في غير أرض الجهاد وساحات المعارك .. ولكن أرثيك بما رثى به أبو تمام القائد الشجاع محمد بن حميد الدين الطوسي حين قال ::
كذا فليجلُّ الخطّبُ وليفدح الأمر # # # # فليس لعيـنٍ لـم يفـض ماؤها عذرُ
تـوفـيـت الآمــــال بـعــد مـحـمد # # # # وأصبح في شغل عن السفر السفرُ
ثوى طاهر الأردان لم تبق بقعة # # # # غداة ثوى إلا اشتهت أنها قبرُ
تردى ثياب الموت حمراً فما أتى # # # # لها الليل إلا وهي من سندسٍ خضرُ
فتىً كلما فاضت عيون قبيلة دماً # # # # ضحكت عنه الأحاديث والذكرُ
وما مات حتى مات مضرب سيفه # # # # منالضرب واعتلت عليه القنا السمْرُ
علـيــك ســلام الله وقـفـاً فـإنـنــي# # # # رأيت الكريم الحر ليس له عمْرُ
كثير من الأخوة يعزي فيك يا أبا محمد .. وأنا أقول كيف تعزون في شهيد يا عقلاء .. أنت شهيد بإذن الله .. أنت مفخرة لدينك ووطنك .. أنت مفخرة لطفلك الذي لم تراه .. فخر لأنهم سوف يقولون له حينما يكبر أن أبوك فلان الذي استشهد في أرض الجهاد دفاعاً عن هذا الدين وهذه والبلاد المقدسة ..
صحيح أنني خجول في أن أكتب كلماتي بعد رحيلك .. لكنني على ثقة أن أحبتك سوف يقرؤونها ويفخرون بك يا بطل ..
لست أهلاً لكي أكتب في بطل مثلك .. لكنني تلميذ من تلاميذ بطولاتك أحزنه موتك وأفرحه استشهادك بإذن الله فأحب أن يسطر حروفاً في هامتك وموقفك البطل ..
عندما يموت أي شاب فالجميع يسأل كيف مات ومتى وأين وعلى ماذا مات ؟
وضعت كل هذه الأسئلة أمام أسم (( مرعي بن محمد الأسمري )) فكانت الإجابة !!
الجمعة (( أفضل أيام الأسبوع )) الثالث من ذي الحجة (( في عشر تعدّ أفضل أيام السنة على الإطلاق )) في أرض المعركة مقبلاً غير مدبر دفاعاً عن عقيدة وأرض وكرامة ..
أي إجابة هذه يا أخوة أقسم بالله أنها إجابة يتمنى الكثير أن تكون أمام أسمه عندما يسجى في قبره .. لكن أعذروني هذه لا يفوز بها إلا الرجال أمثال أبا محمد وصحبة رحمهم الله وأسكنهم فردوسه الأعلى ..
تهامة وما أدراك ما تهامة !! من أين أنت يا أبا محمد !! أنت من تهامة !!
تهامة بكت فجر الجمعة ويوم زينة المسلمين .. تهامة ودعت بطلها وهذا دأبها فهي تهامة موطن الشجعان وأرض الأبطال .. محمدٌ الرسول ينحدر من تهامة فكيف نستغرب أن تنجب أبطالاً واحداً تلوى الأخر ..
كم أنا أغبطك يا تهامة الفخر على هذا الابن البار ..
وداعاً أبا محمد وموعدنا الجنة بإذن الله .. ولا حُرمت بلاد الحرمين الأبطال والشجعان أمثالك فوالله أنك أول القافلة ومن خلفك رجال يستعِرون حرقة رغبة في الذود عن هذا الدين وهذه البلاد فلا يحزن كل من أحب أبا محمد وليكن خير من يذكره وخير من يدعو له وخير من يهتم بأبنائه وأهله من بعده ..
ختاماً .. هي كلمات أبت أن تبقى في الحناجر كونها أصرت على أن تعانق الشهيد قبل أن يدفن .. وترمي نفسها أمام جثمانه الطاهر قبل أن يسجى بلباسه في قبره .. نثرتها على جسدك الزكي فبكت وأرخت دموعاً لم يفهمها إلا من كان شهيداً يتلذذ بهذه المنزلة فلا حرمك الله هذه المنزلة ..
بقلم محبك أبو المثنى (( كلمة !! )) ..
الجمعة الثالث من ذي الحجة من عام 1430 هـ
|
الوضع العادي
