
25/11/2009, 07:49 AM
|
 | مشرف منتدى المجلس العام | | تاريخ التسجيل: 02/08/2005 المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
| |
في إنتظار فصـل الربيـع ! يوم الوطن .. ذلك اليوم الذي يتيح لنا أن نتذكر بأن هنالك وطن لنا ! ذلك اليوم الذي يضع الوطن عن عاتقه همومه وتحدياته ومسؤولياته التي نصبح ونمسي ونحن نقرأها ونشاهدها ونستمع اليها ! وينادي الوطن فينا بالمستقبل المشرق القادم لا محالة ! منذ سنوات عديدة ماضية لا زلنا نتسائل عام بعد آخر : هل المستقبل المشرق قد أتى ؟!
كان الوطن كريما في يوم الوطن ! وخرجت جموع البشر تهتف بأسم عظمة الوطن .. وأن لا مثيل للوطن .. وأن ذرات تراب الوطن أغلى من كل البشر !
تحدثت الصحافة وقنوات التلفاز وبرامج الأذاعة عن منجزات الوطن في بناء مصنعين للحلوى وآخر للتسالي ! وخرج الشعراء من كل فج يتغنون بأعلى صوتهم أن لا مثيل للحياة في أرض الوطن .. وتحدث المثقفون أن مكان وطننا الحقيقي هو أرض القمر ! وتنافس المسؤولين على القاء الخطب في النعيم المقيم الذي يحظى به أبناء الوطن .. وسارت أرتال المدرعات وراجمات الصواريخ ومسيرات الجنود تعلوهم طائرات من لهب .. ووقف مسؤول آخر امام هذا العرض العظيم يصدح بصوته : شكرا للوطن .. فقد تمكن من أستيراد الأسلحة !
كان الوطن كريما في يوم الوطن ! فقد شارك نجوم المجتمع من مطربين وفنانيين في أحتفالات الوطن ! وأخذ أبناء الوطن يرددون سوية الأناشيد الوطنية والأغنيات العاطفية ! كم أنت عظيم أيها الوطن ولكننا ننسى ! ..........
كان ( خالد ) وزوجه ( زينب ) يشاهدان سوية ما ينقله لهما شاشة التلفاز من أحتفال بالوطن .. قال ( خالد ) يحدث نفسه بصوت مسموع : يبدو أن الوطن عظيم يا زينب ولكننا لا ندري !
أجابته ( زينب ) تريد أن تضفي دعابة في قولها : يقولون !
نظر ( خالد ) لها وقد راق له دعابتها .. وقال : حتى أنا سمعت من أحدهم .. أنهم يقولون ! ثم استدرك الحديث نحو زوجه متسائلا : الآن .. هؤلاء الشعراء في قصائدهم .. وهؤلاء المسؤولين في خطاباتهم .. هم يضحكون علينا أو يضحكون على أنفسهم ؟
ضحكت ( زينب ) .. وقالت صادقة : الوطن عظيم يا خالد .. أعظم من كل القصائد وجميع الخطابات .
قال لها ( خالد ) : أذن أطلبي من وطنك أن يقرضنا إيجار المنزل غدا .. فقد أستحق الإيجار ولم أجد من يقرضني ،،، ..........
سيتجدد اللقاء أحبتي يوم الأربعاء القادم .. ان ارتقى العمل لذائقتكم
فكونوا على الموعد  |