![]() |
إقتباس:
حياك الله أختي الكريمة : المحبرة :rose: اشكرك على حسن قراءتك وايضا اشكرك على متابعتك الله يعطيك العافية ،،، |
إقتباس:
إقتباس:
اسعد الله ايامك يا ذايب الغالي :smilie47: ان شاء الله قريبا الجزء الذي يليه يحفظك ربي ويرعاك ،،، |
إقتباس:
أصلحه الله ونحن معه والمسلمين شهرين ليس فترة يتحدث عنها الشخص انه لم يجد نفسه .. بدء الحديث عن ايجاد الذات في وظيفة يكون وفق تقديري وخبرة متواضعه بعد عامين :yes: ثم ان العمل في القطاع الخاص يقترن بالجهد .. وجهد كبير جدا .. فلست وحدك متفردا بين الملايين من القوى العاملة الذي يبحثون عن مكانك .. لذى يجب ان تكون قدر المنافسة :yes: نسأل الله لنا وله والمسلمين التوفيق ،،، يحفظك ربي ويرعاك مربيتنا القديرة : الضحى ،،، |
.. أنا ويني عن هذا الموضوع .. :cry: لي عودة بعد قراءة كل مافاتني .. :rose: .. ...................................... مابعد العودة كل جزء كان يحمل هماً مختلفاً في الطرح متشابهاً في المصير وجميعها .. كانت رائعة .. الوطن .. لاتصفه كلمات وبالمناسبة أيضاً ، لا نستطيع أن نلوم الوطن على تصرفات أبناءه مسوؤلين كانوا أم مجرد مواطنين خالد .. مكابر ، حتى وإن أحببت عزة نفسه لكن سنتان بدون وظيفة .. ؟!! أجدها حقاً متعبة أما موقفه مع صديقه فـ أكتفي بقول " الله لايحط أحد بموقفه " إلا إذا ظهر أن إبراهيم على قدر من الأحترام وأن لايكون من الفئة التي تقلل من الأخرين لأنها حينما تكون من الأصدقاء .. تكون قاتلة .. :cry: متابعة بالتأكيد شكراً هلالي .. :rose: .. |
قريت الاجزاء الخمسة مرة وحده قصة تحكي معاناة الشباب فكل شيء يدار بالواسطة ، قبول الجامعة والوظيفة :cry: ايضا التخصصات محدودة الفرص الوظيفية او حتى التي تم الاكتفاء منها ومازالت تتخرج منها كل سنة دفعات بالمئات :s5s: موقف خالد صعب جدا ، صعب على الانسان ان يرى طموحاته التي رسمها تذهب هباء منثورا :cry: تذكرت قريبة لي تخرجت صيدلانية وهي الآن تعمل في بنك بعد ان يأست من حصولها على الوظيفة المناسبة لتخصصها طارق ابدعت بحق:yes: كلي شوق لبقية الاحداث |
الله يهديك ياطارق أحسست ببعض الألم فيما جرى بين خالد وصديقه إبراهيم فموقف خالد هو موقف الضعف ولو كان مع الغريب فلا مشكلة أما مع صديق أو زميل قديم فهي أم المشاكل أستمر ياطارق ، ولأجلي حاول أن تجعل لخالد على إبراهيم معروفاً كبيراً ، لتتوازن الكفة فيما بينهما |
إقتباس:
حياك الله أختي : عاشقة الوطن :rose: يسعدني حضورك ويشرفني ذلك شكرا لك حسن متابعتك وجميل قراءتك والله يعطيك العافية ،،، |
إقتباس:
نسأل الله لنا ولك ولقريبتك والمسلمين كل التوفيق حياك الله أختي : أحلاهم واتحداهم :rose: شكرا لك حضورك الجميل كما هي عادتك يسعدني متابعتك في حفظ الرحمن ،،، |
إقتباس:
:d يرضى عليك ربي أخي العزيز : ابو سواج :smilie47: سنرى ماذا ستسفر عنه الأحداث سيطرح الجزء السادس بعد لحظات :yes: يحفظك ربي |
تم جمع الأعداد السابقة من ( 1 الى 5 ) وسيتبعه الجزء ( 6 ) منفردا :yes: -- ( 01 ) -- يوم الوطن .. ذلك اليوم الذي يتيح لنا أن نتذكر بأن هنالك وطن لنا ! ذلك اليوم الذي يضع الوطن عن عاتقه همومه وتحدياته ومسؤولياته التي نصبح ونمسي ونحن نقرأها ونشاهدها ونستمع اليها ! وينادي الوطن فينا بالمستقبل المشرق القادم لا محالة ! منذ سنوات عديدة ماضية لا زلنا نتسائل عام بعد آخر : هل المستقبل المشرق قد أتى ؟! كان الوطن كريما في يوم الوطن ! وخرجت جموع البشر تهتف بأسم عظمة الوطن .. وأن لا مثيل للوطن .. وأن ذرات تراب الوطن أغلى من كل البشر ! تحدثت الصحافة وقنوات التلفاز وبرامج الأذاعة عن منجزات الوطن في بناء مصنعين للحلوى وآخر للتسالي ! وخرج الشعراء من كل فج يتغنون بأعلى صوتهم أن لا مثيل للحياة في أرض الوطن .. وتحدث المثقفون أن مكان وطننا الحقيقي هو أرض القمر ! وتنافس المسؤولين على القاء الخطب في النعيم المقيم الذي يحظى به أبناء الوطن .. وسارت أرتال المدرعات وراجمات الصواريخ ومسيرات الجنود تعلوهم طائرات من لهب .. ووقف مسؤول آخر امام هذا العرض العظيم يصدح بصوته : شكرا للوطن .. فقد تمكن من أستيراد الأسلحة ! كان الوطن كريما في يوم الوطن ! فقد شارك نجوم المجتمع من مطربين وفنانيين في أحتفالات الوطن ! وأخذ أبناء الوطن يرددون سوية الأناشيد الوطنية والأغنيات العاطفية ! كم أنت عظيم أيها الوطن ولكننا ننسى ! .......... كان ( خالد ) وزوجه ( زينب ) يشاهدان سوية ما ينقله لهما شاشة التلفاز من أحتفال بالوطن .. قال ( خالد ) يحدث نفسه بصوت مسموع : يبدو أن الوطن عظيم يا زينب ولكننا لا ندري ! أجابته ( زينب ) تريد أن تضفي دعابة في قولها : يقولون ! نظر ( خالد ) لها وقد راق له دعابتها .. وقال : حتى أنا سمعت من أحدهم .. أنهم يقولون ! ثم استدرك الحديث نحو زوجه متسائلا : الآن .. هؤلاء الشعراء في قصائدهم .. وهؤلاء المسؤولين في خطاباتهم .. هم يضحكون علينا أو يضحكون على أنفسهم ؟ ضحكت ( زينب ) .. وقالت صادقة : الوطن عظيم يا خالد .. أعظم من كل القصائد وجميع الخطابات . قال لها ( خالد ) : أذن أطلبي من وطنك أن يقرضنا إيجار المنزل غدا .. فقد أستحق الإيجار ولم أجد من يقرضني ،،، .......... -- ( 02 ) -- أستيقظ ( خالد ) كعادته كل صباح وقد أعدت له زوجه ( زينب ) فطيرة وكأس من الشاي يتناولانها سوية ! ثم غادر منزله وهو يودع زوجته ويسألها أن كان لها رغبة في أمر ما حتى يجلبه معه حين عودته .. فأكتفت أن منحته أبتسامتها وعيناها تقولان له : عد سالما فيسعدني منك ذلك ،،، أستطاع أن يلحق بالباص وأن يحشر نفسه بين جموع الرجال في الوقت المناسب ! فقد تأخر بضع دقائق عندما أستوقفه صاحب المنزل الذي يقطن به يسأله عن الإيجار ووعده ( خالد ) أنه سيلتزم بالدفعه المستحقه مع منتصف الأسبوع القادم حين يقبض راتبه الشهري كما جرت العاده ومن ثم أستسمحه من تأخره ثم غادره تلحقه بضع عبارات متذمرة لم يتمكن صاحب المنزل أن يحتفظ بها لنفسه ! " اللهم أكفنا شر يوم الحشر " هكذا حدث نفسه وهو يرى الأجساد من حوله تكاد أن تعتصره ! ثم أخذ بعينيه يجوب وجوه الركاب التي حملت فئات وشرائح شتى من المجتمع .. فذلك عامل يحمل أدوات عدته وهذا طالب يحمل بين يديه بضع دفاتر وكتب ويتوجه نحو مدرسته وهؤلاء يبدو من تقاسيم وجوههم أنهم من أبناء أحدى القرى ينشدون مصلحة ما مشتركة بينهم وشاب آخر حمل بين يديه ملفا يبدو عليه أنه باحث عن عمل ! ووجوه ووجوه أخرى ولكن عينيه توقفتا مليا على وجه أحدهم ! وحدث نفسه يبدو من تقاسيم هذا الوجه أنه قضى عمره في هذا المقعد من الباص ! راقت له الدعابة التي أطلقها مع نفسه وأبتسم .. وتذكر حين أبتسامته وجه زوجه ( زينب ) ! تذكر أبتسامتها اللطيفة له حين يغادرها وحين يعود اليها .. ثم زادت أبتسامته أتساعا حين تذكر كذبته الدائمه وهو يسألها : ماذا تريدين أن أحضر لك ؟! وهو يعلم يقينا أن ليس بمقدوره أن يحضر لها شيئا خاصة والشهر قد شارف على نهايته ! ثم تبسم قلبه وهو يتذكر عينيها الصادقتين وقولها له : عد سالما .. وهو يعلم أنها تعلم جيدا أن ليس بمقدوره أن يحضر لها شيئا ،،، ( زينب ) يا ملاكي .. هكذا يصفها حين يتذكرها دون أن يقول لها بذلك يوما ! فلا زالت ذاكرته تحمل حديث رجل متقدم بالعمر .. أخذ يوجه تجاربه ويلقي بنصائحه نحو مجموعة من الشباب الذين شارفوا على الزواج في مجلس ما كان حاضرا فيه .. حينها قال الرجل العجوز : لا تمدحوا نساؤكم في وجوههن .. فيصدقن ويكبر رؤوسهن ! .......... -- ( 03 ) -- كان حدثا سعيدا حين زف ( خالد ) الى أسرته خبر تخرجه من الجامعه .. ولم يتمالك والديه دموعهما وهما يثنيان على الله حمدا وشكرا أن أكرمهما بتخرج أحد أثنين من ابنائهما من الجامعه بعد أن فضل شقيقه الآخر الذي يسبقه عمرا أن يقف الى جوار والده في اعمال المزرعة الصغيرة وقضاء التزامات الأسرة في تلك القرية التي يسكنونها ،،، ( خالد ) أيضا لم يستوعب حقيقة تخرجه من الجامعه ! فقد وقف مشدوها أمام لوحة أعلانات الجامعة التي تعلن له نهاية سنوات مديدة من العلم والجهد وتمنحه لأجل ذلك شهادة تمكنه من أن يكمل مسيرته في الحياة العملية وأن يتبوأ وظيفة محترمة ذات عائد يمكنه من تحقيق ما يحلم به .. وكذلك من مد يد العون نحو أسرته التي بذلت الكثير من التضحيات حتى يستطيع أن يكمل دراسته الجامعية في أحدى التخصصات الإجتماعية بعد أن وقف معدله بالرغم أنه مرتفع نوع ما .. حائلا دون الوصول الى تخصص أعلى كان يطمح به .. كما أن جهود والده في تلك المرحلة ذهبت هباء وهو يبحث عن أحدهما لكي يزكي أبنه في أكمال ما كان يطمح اليه .. ولكن ( قدر الله وما شاء فعل ) هكذا كان يواسي خالد نفسه بعدما تقطعت السبل أمام والده في إيجاد طريقة ما يتمكن من خلالها ولده من تحقيق ما يحلم به ،،، خلال سنوات دراسته التي انتقل فيها من حياة القرية المتواضعة الى حياة المدينة الصاخبة والحافلة في آن معا .. وجد ( خالد ) نفسه امام صدمة حضارية .. فهو لا يعرف المدينة ! وقضى سنوات عمره الماضية كأبناء قريته في مثلث ( المنزل - المدرسة -المزرعة ) وكذلك حلقات تحفيظ القران عندما كان يرسله والده اليها خلال تمتعه بأجازته الصيفية .. الا انه بالرغم من ذلك لم يفقد خالد في نفسه القيم والسوكيات الإيجابية التي تشربها في سنوات عمره الأولى لذلك لم تتمكن المدينة وأصدقاء الجامعه الذين كان البعض منهم يجيد دور زير الفتيات ناهيك أن البعض منهم راق له أن يكون عصريا في كل شئ .. وبالرغم من محاولات اصدقائه الدائمة لكي ينضم معهم في مغامراتهم الا انه تعلم جيدا كيف يستطيع التوازن في علاقاته مع الآخرين دون أن يقدم تنازلات يرى أنها لا تليق به وأخلاقياته وقد أجاد دوره جيدا ومكنه ذلك أن يعايش واقعه الجديد بهدوء ،،، ( التخصصات الإجتماعية مدعاة لرضى الله وخدمة لعباد الله ) .. هكذا كان يحدث نفسه يقنعها بجميل الأختصاص الذي ينتمي اليه .. خاصة وقد أصبح قدره الذي لا مناص منه .. وكان يحدث نفسه إيضا : ( الوطن في أمس الحاجة الى التخصصات الإجتماعية لمعالجة الكثير من المظاهر والسلوكيات الإجتماعية التي فرضت نفسها عنوة على حياتنا نتيجة حالة التمدن والأنفتاح على الآخرين والتطورات الإقتصادية الحديثة التي فرضت أخلاقياتها على واقع حياة الفرد ومن ثم المجتمع ) كان ينهي حديث نفسه وهو يشعر بالرضى عن الخطوة التي اقدم عليها في دراسة هذا الأختصاص وأن كان عنوة ! كان يتألم حينما بلغه وشاهد خلال دراسته الجامعية أن هنالك العديد ممن ينالون الأختصاصات التي يرغبونها وبمعدلات تعد جدا متدنية ! وكان يتعجب من ذلك قائلا : ( لو كان معدلي بالثانوية العامة كهذه المعدلات .. لما تمكنت حتما من الدخول الى الجامعه .. وكان سينتهي المطاف بي بجوار شقيقي بالمزرعة ! ) الا أنه كان بالفعل قد بلغ درجة من القناعه بأختصاصه التي جعلته يضع هدفا في حياته مفاده : ( الواسطة .. آفة مجتمعنا .. هل سأكون الرجل القادر على وأدها من مجتمعاتنا ؟ ) ،،، .......... -- ( 04 ) -- مضى من الزمن عامين بعد ان استلم ( خالد ) شهادته الجامعية باحثا عن عمل ولكن دون جدوى ! تقدم الى كافة الوزارات المختصة والقطاعات الخاصة واضطر احيانا عديدة للأنتقال من مدينة الى أخرى على أمل أن يجد الوظيفة التي تتوافق مع أختصاصه ولكن ايضا دون جدوى ! حاول ان يتجاهل الفكرة التي كان يحلم بها ورسالته نحو مجتمع بلا واسطات وان يبحث عن أحدهم يمد له يد العون فلم يجد في أحسن الحالات سوى وعود معسولة ايضا لم تكن ذات جدوى ! وجد الحلم الذي كان يحلم به ورسالته نحو خدمة المجتمع تذهب أدراج الريح ! ( فلا أحد يرغب بشهادتي .. ولا أحد معني كثيرا بخدمة المجتمع ) هكذا كان يحدث نفسه والألم يعتصر جنباتها على سنون الجهد والعمل والحلم النبيل ! مضى من الزمن عامين ! والهزيمة يوما بعد آخر تستوطن وتتمدد في جنبات الروح ! لم يعد خالد ذلك الشاب الذي كان ! لقد فقد عنايته في شخصه وهندامه وارتسمت على ملامح وجهه سنون لم يحن وقتها بعد ! ولم تعد فيه تلك الروح التواقه للعطاء .. كان كلما تذكر اسرته وأنه يقتص من قوت يومهم من اجل اقامته المتواضعه بالمدينة باحثا عن عمل .. يشعر بالحياء منهم والكره لذاته ! لم ينسى زيارة والده الأخيرة وهو يقول له : يا ولدي .. رفقا بنفسك فلم أعد أعرفك ! تذكر أننا لا نملك الرزق فجميعنا متوكلين .. ضع ثقتك وإيمانك بالله .. وأن ضاقت بك الدنيا فعد الينا بجوار أخيك يشد كل منكما الآخر .. ولا زلنا بفضل من الله بخير ،،، كانت كلمات والده مثل الدواء الذي يسكب على الجسد العليل .. ولكنه دواء غير ناجع ! لأنه يعلم جيدا ان ذلك ليس سوى محاولة لتجاوز حقيقة واضحة .. فأن يمضى بك الزمن بعد تخرجك دونما وظيفة فذلك يعني أن فرص العمل في مجال أختصاصك مستقبلا قد أصبحت ضئيلة ! كما ان المزرعة التي يقتات منها والديه وشقيقه بالكاد تكفيهم وهو يعلم أنه قد أثقل عليهم .. وعودته الى قريته لن تزيد المجتمع الا عاطل يصف بالمقنع ! ( من حقي أن أحب ) ! كان يحدث نفسه مساء وقد تاقت لكي ترى نفسها عروسا ! ثم يتداركها بالقول : ( يبدو أنني أصبت في عقلي ! ) ثم يستطرد : ( إي أحمق أنا من يتحدث عن الحب .. وأي حمقاء هي من تقبل بي .. وإي جنون قد انتاب عقلي ! ) ،، كان خالد يعيش هزيمة الروح التي تمكنت منه جيدا .. حتى الحب ! ذلك الخيال الجميل الذي طالما كان سكنا لعقول الحالمين ظنه ضربا من الجنون ! في ذات ليلة تلقى خالد اتصال من شقيقه يريد الأخير أن يستمع الى صوته ويطمئن اليه .. وتبادلا حديثا أخويا لم يمنع شقيقه من القول : يبدو أنك أخطئت يا خالد في أختيار تخصصك ؟! كانت العبارة كأنها لطمة شديدة تمكنت جيدا من ان تزلزل جنبات خالد .. شعر بالعبارة كأنها تسير بين شرايينه ! وكان يحدث نفسه يواسيها بأنها ليست سوى عباره ! ولكن الغضب كان يستشري في نفسه كالنار تأكل في الهشيم وتكاد أن تنفجر حمما في وجه شقيقه .. لذلك سارع الى أنهاء المكالمة وأغلق سماعة الهاتف وانكفئ في غرفته التي يشاركه فيها ثلاثة عمال آخرين في منزل شعبي كل ما فيه غرفة واحدة ! شعر للحظات أنه يكره أخاه الذي وصفه بالغبي الذي لا يجيد تقييم الأمور وأنتقاء المفردات .. ثم شعر أنه يكره نفسه التي جعلت شخصا غبيا جاهلا كأخاه يقرر له ان كان مصيبا أو مخطئا ! ثم تدارك نفسه وأخذ يلومها في حديثها نحو شقيقه ! فهو شقيقه الوحيد الذي يحبه وجمعت بينهما سنون عدة من الذكريات الجميلة والمغامرات البريئة المشتركة .. ( يبدو أن أخي على حق .. فقد كنت أنا الغبي ولكني أبحث عن من القي عليه بالائمة ! ) كان يحدث نفسه ،، أليس هذا التخصص كان أختياري ؟ أليس انا من رسمت أحلام كاذبة حول مستقبل وواقع لا يقبل الأختصاصات الواهية التي هي ليست سوى مجرد أحاديث ونظريات أجاد البعض أن يحشوها بالكتب ويجعلوا منها أختصاص ! ثم لماذا وضعت أختصاصي فرضا على مجتمع لا يقبل به ؟ ثم لماذا لم أجعل نفسي مثل هؤلاء العمال الذين اشاركهم الحجرة ؟ لماذا أظن نفسي مميزا عليهم لشهادتي .. بينما هم يعملون ويجنون بعض المال الذي يقتاتون وأسرهم منه .. بينما رضيت لنفسي أن أكون عالة على الجميع ؟! وماذا عن سنوات عمري التي قضيتها في العلم .. هل القي بتلك السنون وراء ظهري وابحث عن مهنة أو حرفة يدوية متواضعه ؟! طالما الأمر كذلك .. فلماذا لم أختصر على نفسي وأسرتي عناء مشواري الطويل ؟! تبا ! جهر بها بصوته لعل في ذلك ما يريح نفسه الكتوم الغاضبة ولكنها لم تفعل ! .......... -- ( 05 ) -- ( إبراهيم ) يسأل عنك ؟ .. حاول خالد ان يسترجع ذاكرته فقد بدى له الأسم مألوف ! ثم بعد أن تأكد أن ذاكرته لا تسعفه توجه بحديثه نحو صديقه الذي أتى اليه بالخبر : من أبراهيم ؟ الأسم مألوف لدي ولكني لا اتذكره ! أجابه صديقه : أبراهيم أحمد يا خالد ! زميلنا الذي كان معنا بالجامعه في قسم الأدارة . عادت ذاكرة خالد مرة أخرى للعمل مجددا تحاول ان تقشع الغيمة التي حلت بين اسوارها .. ( كم يبدو الأسم قريب مني .. ولكن من يكون إبراهيم ؟ ) كان خالد يحدث نفسه وهو يحاول أن يتذكر من يحمل إسم إبراهيم ! ويبدو أن ذاكرته أسعفته حين أنطلق لسانه يردد : إبراهيم .. إبراهيم .. نعم تذكرته .. كيف لي ان أنسى إبراهيم .. يبدو يا صديقي أننا نشيب مبكرا ؟ قالها مبتسما ،،، اجابه صديقه مازحا : أنت تشيب وحدك .. ثم استدرك حديثه وقد أخذ صوته نبرة أكثر جدية قائلا : خالد .. ما بك ؟ لم نعهدك هكذا من قبل ؟ أذكر الله .. فأنا منذ فترة الاحظ أنك قد أختلفت كثيرا عن ما كنت عليه من قبل ؟ هل الأهل بخير ؟ نعم الأهل بالف خير وعافية .. كانت هذه إجابة خالد وهو يستكمل حديثه قائلا : يبدو أن الحياة قد أحكمت قبضتها علي قليلا .. ولكن نقول ان شاء الله خير . تحدث صديقه الذي أجتهد في أوقات ماضية عدة أن يحاول إيجاد عمل يتوافق مع شهادات خالد ولكن دون جدوى : ما ضاقت الا فرجت يا صديقي .. هذه مشكلة أصبح يعاني منها الجميع يا خالد .. وانت تعلم ذلك ؟ ولكن يبقى الأمل بالله كبير .. كثير من زملائنا بالجامعه منهم من توفق وآخرين توفقوا قبل فترة زمنية بسيطة وآخرين في طور النتظار .. الصبر الجميل يا صديقي وغدا ستفرج بأذن الله ،،، قال خالد : والنعم دائما بالله .. ما يحز في النفس أن الوقت يمضي بنا دون أن نتقدم خطوة ولكن أملنا بالكريم كبير .. ثم تذكر أمرا وبادر بالسؤال : لم تبلغني ! ما أخبار إبراهيم ؟ وكيف التقيتما ؟ وما الذي جعله يتذكرني وقد مضى وقت من الزمن ؟ أجاب صديقه : التقيت مع إبراهيم قبل عدة ايام حيث كنت مدعوا في منزل أحد الأصدقاء ولقيت إبراهيم هنالك .. أنا إيضا منذ الجامعه لم التقي به .. وقد تبادلنا في حديثنا ذكريات الجامعه وأتينا على ذكر الأصدقاء .. والأمانه هو من بادر بالسؤال عنك ،،، سرح خالد بذاكرته قليلا وهو يتذكر ذلك الفتي الذي عرف بالثراء واثارة الشغب من حوله ! فوالده يعد من أحد أثرياء العاصمة ثم أنه أبتسم وهو يستعرض بعض المواقف المحرجة التي كان يتعرض لها معه في أماكن عدة نتيجة حب إبراهيم في أذية من حوله حتى اعضاء هيئة التدريس لم يسلموا من مقالبه ! ولكن الفتى كان أصيل ويملك قلب كريم لا يحمل بين جنباته الضغينة او التعال على أحد .. ولطالما كان يسأل خالد نفسه وبعض المقربين منه : ما الذي يجعل إبراهيم حريص على علاقته بنا .. ونحن لا نستطيع أن نجاريه في إمكانياته ؟ ولكن الأيام علمته ان إبراهيم آخر ما يعنيه ما كان يتسائل عنه ! الى أين وصلت ؟ كان صديق ( خالد ) يسأله ،،، أجاب خالد والابتسامه لم تفارق وجهه : كان إبراهيم .. ليس طبيعي ؟ هل تتذكر مقالبه ؟ أبتسم صديقه وقال : نعم . ثم أستدرك خالد الحديث وقال : به الخير إبراهيم .. فقد مضى وقت ولا زال يسأل علينا .. اذا ما التقيت به مرة أخرى فابلغه مني السلام والتحية ،،، قال صديقه يداعبه : لن أعمل مرسال الحب بينكما ! لقد أعطاني رقم هاتفه وهو يعمل حاليا مع والده في مسمى نائب رئيس مجلس الأدارة .. وقد حرص عندما أعطاني رقمه أن أعطيك أياه إيضا ،،، قال خالد : ما شاء الله .. إبراهيم نائب لرئيس مجلس أدارة ! ثم ضحك وهو يقول : أخشى ان يصنع مقلب للشركة بدل أن يعمل فيها ! اجاب صديقه : التمست في لقائي مع إبراهيم أن شخصيته قد تغيرت قليلا .. ولكن لا زالت روح الدعابة تعلن عن نفسها من وقت الى آخر ،،، قال خالد متسائلا : كيف التمست ذلك ؟ أجاب : مجرد شعور ! تعلم يا خالد بعد فترة غياب لا بد من بعض التغيرات وقد اكون واهم .. لا تنسى أن لقائي به كان لبضع ساعات .. ثم استطرد وهو يلمز خالد : حتى أنت تغيرت ؟ تدارك خالد اللمزة التي تعرض لها : وانت ايضا ؟ اجاب صديقه وهو يبتسم : انا لا زلت كما انا .. أما انت فقد قلت انك شيبه .. إيها الشيبه ،،، ضحكا سوية ثم تبادلا أطراف الحديث وغادر بعد ذلك كل منهما الآخر بعد ان سجل خالد لديه رقم صديقه القديم إبراهيم ،،، مضت عدة أيام .. وفي ذات صباح رفع خالد سماعة الهاتف وتناول أرقامه بين أصابعه وأتاه بعد برهة الصوت من الطرف الآخر قائلا : السلام عليكم ! تلعثم خالد للحظات فقد كان معد نفسه للمبادرة بالسلام كما العادة .. فأجاب : وعليكم السلام والرحمة والبركة ،،، الطرف الآخر : أهلا وسهلا .. من معي ؟ خالد : يا رجل .. أمنحني فرصة للسلام ! الطرف الآخر : حياك الله يا أخي .. من معي لو سمحت ؟ أستسلم خالد امام الحاح صديقه ولم يرغب بالعبث معه بعد طول انقطاع وأجاب : معك خالد ! الطرف الآخر : أعرف أنك خالد .. لم تأتي بجديد ! تفاجأ خالد من أسلوب المداهمة الذي تعرض له ! وشعر للحظات بالحرج والحيرة في آن معا ! ولكن إبراهيم لم يمنحه الفرصة وصوت ضحكته تملئ سماعة الهاتف وبادر بالقول : اهلا وسهلا بالأخ الحبيب الذي تغلى علينا .. يا أخي أشهد لله انه عيب .. كل هذا الوقت وانت معنا وانا لا اعلم .. كنت أظنك قد عدت الى قريتك وانقطعت أخبارك ،،، قال خالد مداعبا وقد سعد بالحفاوة التي تلقاها : يا أخي أتق الله .. أمنحني فرصة لكي أتكلم ! أجاب إبراهيم من الطرف الآخر : إي كلام وإي هذره .. أنت لا زلت تفكر تتكلم ! لا يا غالي .. أنا لا أتكلم عبر سماعة الهاتف ! ثم أستطرد : متى أستطيع أن التقي بك ؟ أجاب خالد وهو فرح أن وجد صديقه كما عهده من قبل : الوقت الذي تراه مناسب ؟ قال إبراهيم : ما رأيك تأتيني الى المكتب أم التقي بك مساء ؟ أجاب خالد : إيضا ما تراه مناسب ؟ فكر إبراهيم ثم قال : ماذا لديك الآن ؟ أجاب خالد : صراحة .. لا شئ ! قال إبراهيم : أذن موعدنا بعد ساعة في المكتب .. هل ترغب أن آتي لأصطحابك .. فصدقا لقد أشتقت اليك ؟ سارع خالد بالإجابه : لا .. يحفظك الله .. بعد ساعة ان شاء الله ستجدني لديك ،،، ثم أخذ عنوان مكتبه وأغلق سماعة الهاتف وأخذ يعد نفسه بشكل لائق أستعدادا للقاء صديقه القديم ،،، كان استقبال حافل ذلك الذي شاهده خالد عند وصوله الى مكتب إبراهيم .. فقد أستقبله الأخير أمام باب مكتبه بالأحضان ودعاه الى الدخول .. لم يمنحا الوقت برهة وهما يتبادلان الحديث الضاحك والذكريات سوية على ما جمع بينهما سابقا .. ثم في معرض حديثهما المشترك قال إبراهيم : الآن .. ما أخبارك يا عزيزي .. وما جديدك ؟ ثم داعبه قائلا : هنالك أشاعة أنك تزوجت ولم تدعونا ايها الرجل البخيل ؟ قال خالد مبتسما : أبشر يا أبراهيم .. مع الزوجة الثانية سوف تكون أول المدعوين ،،، تفاجأ إبراهيم وقد ظن الحديث صدقا : ما شاء الله تزوجت ! الف مبروك .. ثم أستطرد وهو يداعب خالد : مباركة دون دعوة على وليمة .. تصبح مثل العيارة يا صديقي ! أجاب خالد وهو لا زال محتفظا بأبتسامته : أبدا يا غالي .. لم أتزوج بعد .. أن شاء الله أن توفقت في عمل سوف يتبعه بعد ذلك البحث عن زوجة .. ولكن حاليا ليس بعد ،،، إبراهيم وهو ينظر مفكرا نحو صديقه : خير أن شاء الله .. ما الذي دعاك الى ترك عملك ؟ أجاب خالد وقد أنتابه شئ من الحرج : أنا منذ تخرجت لم اجد عملا حتى أدعي أنني تركت العمل ! تعجب إبراهيم وقال : منذ ذلك الوقت حتى الآن دون عمل ! لماذا ؟ أجاب خالد : لم اتوفق حتى الآن .. هذا كل الأمر ! أراد إبراهيم أن يخرج قليلا من أطار أسئلته المتتابعة التي شعر أنها أحرجت نوعا ما صديقه فهو يتمتع بقدر من الذوق كما أنه رجل لماح .. فقال مداعبا : هل لديك شروط للوظيفة كما اصبحت الموضه السائدة لدى جيلنا في شروط الحصول على زوجه ؟! أبتسم خالد وقال : أبدا .. كل ما أتمناه أن أجد عمل في مجال أختصاصي الإجتماعي ،،، صمت إبراهيم لبرهة مفكرا وهو يداعب طرف ذقنه ثم قال : خالد .. يجب ان تتمتع بقدر من المرونة يا صديقي .. أنت تعلم ان أختصاصك لا يمكن توفره سوى بالقطاع التعليمي أو الحكومي أجمالا .. ومثلك على معرفة أن القطاع الحكومي لم يعد ذو طاقة لإستيعاب جميع الأختصاصات وليس الأختصاصات الإجتماعية وحسب ،،، قال خالد وقد أكتسى صوته شئ من الكدر : نعم .. أعلم .. ولكن ماذا عساني أن اعمل ؟ هذا أختصاصي وهذا قدري .. ونسأل الله أن يكرمنا من عنده ؟ صمت إبراهيم قليلا ثم قال مداعبا : يا أخي دع الخلق للخالق .. الا تصلح المجتمع ! عساه لا أنصلح .. أنتبه نحو نفسك .. صدقني يا صديقي نحن في وقت نفسي نفسي الا من رحم ،،، قال خالد : نعم .. والحمدالله على كل حال .. ثم شعر انه أخذ وقتا طويلا وقرر الأستئذان والرحيل ،،، قال إبراهيم وقد خشى أن يكون قد أثقل بالأسئلة : هل تضايقت من سؤالي نحوك يا صديقي ؟ قال خالد مبررا : ابدا يا غالي .. وبارك الله فيك على سؤالك وأهتمامك ودعوتك .. ولكن لديك ألتزامات وانا ايضا لدي بعض المصالح التي أريد أنجازها ،،، عرف إبراهيم أن خالد لا يريد أن يثقل عليه بطول المكوث بالمكتب .. فقال له : سوف نذهب الآن لتناول الطعام سوية فقد حان موعد الغداء وبعد ذلك أفعل ما يحلو لك .. أتفقنا يا صاحبي ؟ حاول خالد أن يتملص من هذه الدعوه ولكن دون جدوى فقد اصر إبراهيم على رأيه .. فما كان من خالد أمام ألحاح صديقه الا ان يوافقه وبعد ذلك خرجا سوية متوجهين الى أحد المطاعم ،،، ما رأيك لو وجدت لك عمل معنا ؟ كان هذا سؤال إبراهيم نحو خالد وهما يتناولان الطعام سوية في أحد المطاعم ،،، تفاجأ خالد من طلب إبراهيم وشعر بشئ في نفسه وقال له : صدقني يا إبراهيم أنا لم أتصل بك وآتي لزيارتك إلا للزيارة والأطمئنان عنك فقط .. وبارك الله فيك ،،، أبتسم إبراهيم وقد عرف في خالد منذ قديم أعتزازه بنفسه خاصة وانه من عائلة كريمة وأن ضاق عليه أمر المادة قليلا .. فقال له : أنا الان يا صديقي أحدثك بلغة العمل ولا أحدثك بلغة الصداقة .. أنا عرضت عليك العمل معنا كما قد يعرضه عليك آخرين وكما قد أعرضه على آخرين .. وبالتالي لا تاخذ الأمر على محمل آخر ،،، فكر خالد قليلا ثم قال : وماذا سأعمل معك يا إبراهيم وأنا تخصصي ليس له علاقة بالتجارة والإدارة ؟ قال إبراهيم وقد أكتسى صوته لغة الأعمال : الأمر لا يقاس بالتخصص بقدر ما يقاس بالرغبه اذا ما وجدت الفرصة .. السؤال موجه نحوك : هل تملك الأستعداد لخوض مغامرة بعيدا عن أختصاصك ؟ صمت خالد للحظات وهو يفكر .. حقيقة لقد كان في أمس الحاجة الى عمل .. ومنذ وقت ليس بالبعيد كان قد بدء فيما بينه وبين نفسه في التخلي عن قناعاته نحو ضرورة أن يعمل في مجال أختصاصه ولكنه لم يجد الفرصة المناسبة أمامه حتى يستطيع ان يخطو خطوه كهذه .. وهو الآن يجد صديقه إبراهيم يمد له يده في أن يمنحه فرصة العمل في أختصاص آخر .. ولكنه لا يدري لماذا يشعر أنه عندما أتته الفرصة بين يديه وجدها ثقيله على نفسه ! اربع سنوات على مقاعد الدراسة ثم عامين في أنتظار الوظيفة ! ست سنوات مضت من العمر من أجل هذا الأختصاص .. هل يفرط بكل هذه السنوات بسهوله ويلقي بها خلف ظهره ! ثم أخذ يحث نفسه بالتفكير بطريقة أخرى : ( لعل هذا قدر الله وحان لي أن التفت الى وجهة أخرى ثم أنني لم أعلم ما هي هذه الوظيفة التي يعرضها علي إبراهيم ؟ وهل سأقبلها أم لا ؟ ) هكذا كان يحدث نفسه عندما توجه بسؤاله نحو إبراهيم قائلا : ما هي الوظيفة التي تتحدث عنها ؟ قال إبراهيم ولم تختلف ملامح وجه العملية : سؤالك أفادة مبدئية عن قبول العمل في غير أختصاصك ! ثم حاول أن يرسم أبتسامة على وجهه وهو يقول : حقيقة الوظيفة المتوفرة حاليا ليس بعيدة عن العلاقات الإجتماعية اذا اعتبرنا ذلك جزء من الأختصاص الأجتماعية ! ثم قال : نرغب بموظف خدمات عملاء يعمل لدينا في الأستقبال ؟ تفاجأ خالد من عرض صديقه وقال متحققا : هل تعني موظف في الأستقبال .. لأستقبال المكالمات وتحويلها ؟ قال إبراهيم وقد أرتسمت على وجهه ملامح رجل الأعمال مجددا : نعم ،،، قال خالد متعجبا : ولكن هذه الوظيفة بارك الله فيك لا تحتاج الى شخص جامعي .. فشخص يحمل الشهادة الإبتدائية قادر على أن يتولى مهامها بنجاح ! قال إبراهيم : نعم .. ولكن يبقى هنالك فرق .. فأسلوب التعامل مع جمهور العملاء والزوار والمتصلين تختلف من شخص يحمل الشهادة الإبتدائية عنه كشخص يحمل شهادة جامعية .. ورضى عملائنا وذوي العلاقة مع الشركة غاية نحرص عليها في شركتنا .. ما رأيك ؟ كان خالد يشعر بالألم في نفسه .. وشعر كم أن مستواه أقل مما يدرك .. حقيقة لقد شعر ان عرض إبراهيم كان بمثابة أهانة له ! حتى أنه تمنى أن ليته لم يلتقي به .. حتى الطعام أصبح مذاقه مرا في فمه .. ( من طالب خريج جامعه الى مقعد لأستقبال المكالمات ! إي عبث يعبث بنا ! ) هكذا كان يحدث نفسه عندما توجه بحديثه نحو إبراهيم قائلا : جزاك الله يا غالي على أهتمامك وحرصك ولكني أعتذر ،،، قال له إبراهيم : هل لديك خيار آخر ؟ لم يرق السؤال لخالد فقال له : هل تتاجر بظروفي يا إبراهيم ! عرضت علي عمل وأنا ممتن لك ولكن أعذرتي يا صديقي طالما الحديث أصبح الآن عمليا في هذا الجانب .. هذا سؤال لا يعنيك ؟ ( لا زال خالد كما هو لم يتغير .. يغضب ويغلف مشاعره بأجابات منمقه ) كان إبراهيم يحدث نفسه .. وحقيقة أنه يرغب أن يقدم خدمة لصديقه ولكن حاليا لا يملك سوى هذا العرض له .. نعم هو عرض لا يطمح اليه رجل جامعي .. ( ولكن هذا المتوفر لدي .. ماذا عساني أن أفعل ؟ ) كان إبراهيم لا زال في حديث مع نفسه حين فكر قليلا ثم قال عندما وجد خالد يشكره ويهم بالرحيل : أسمع يا صديقي .. فكر بالعرض قد يكون ليس بالمستوى الذي تطمح به حاليا أو الراتب المجزي ولكن أقترح عليك والأمر يعود لك : ضع قدمك معنا .. وصدقني في أقرب فرصة متاحة لدرجة أو مكانه أفضل تناسب قدراتك سوف أعمل على نقلك لأشغاله .. أنا أعلم يا خالد أنك رجل جامعي ومن حقك أن تطمح نحو مستوى أفضل .. ولكن كل ما أطلبه أن تفكر جديا بالأمر وسوف أكون في أنتظارك ،،، لم تحمل ملامح وجه خالد وإبراهبم ينظر اليه إي عبارة يمكن الأستدلال عليها سوى أن هنالك شعور بعدم الرضى .. حتى وخالد يشكره على لقاؤه ودعوته حملت نبرات صوته شئ من الألم الذي أستقر عميقا في قرارة النفس .. ثم أن إبراهيم تدارك نفسه وهو يعرض على خالد أن يوصله حيث يشاء .. ولكن خالد شكره وألح عليه بأن يتركه يغادر وحيدا .. وتبادلا السلام بينهما ورحل كل منهما في طريق مختلف ،،، .......... |
-- ( 06 ) -- خطوة تتبعها أخرى وطريق يبدو أن لا نهاية له ! في تلك المدينة التي بدت كأنها قد أبتلعت الجميع ! وحينما أستقر بهم المقام في معدتها قامت بدورها الفطري في تصنيف الطعام وتوزيعه بين حجراتها المختلفة ! هذه حجرة للمباني وأخرى للشوارع وأخرى للمحال وتلك حجرة خصصت للسيارات ووسائل النقل وحجرة خامسة أو حتى عاشرة كان المقام فيها لبني البشر وهنالك حجرة قصية أحتوت بين جدرانها صنوف عشوائية من اشارات المرور وحاويات القمائم والأتربه ومشاريع البنى التحتيه وغيرها ! حقا أن المدينة معدة متخمة .. الداخل اليها مفقود والخارج منها مولود ! ولكن هنالك سؤال منطقي يفرض نفسه : طالما الخارج مولود ! والخروج يستوجب الموت ! فكيف يكون الموت .. ميلاد ؟! كان خالد يجوب المدينة راجلا في ذلك المساء دون نسمة هواء تداعب أحلامه ! لطالما كانت تلك النسمة حاضرة تداعب ابطال رواياته التي كان يتصفحها مساء على ضوء فانوسه الصغير بعد أن يتمكن خلسة من أدخال مجموعته القصصية التي يحملها الى منزله ! ولكن ( لماذا لا توجد نسمة من الهواء تحررني من هذا الجو الذي أطبق بكلتا يديه على عنقي ؟! ) كان خالد يحدث نفسه متذمرا وهو يجوب بعينه المارة والباعة وهذه الاضاءات التي أحالت الليل الجميل إلى نهار تأبى فيه الشمس أن تعلن المغيب ! ( هل ضاقت المدينة بي وحيدا متفردا عن كل هؤلاء حتى لا تجد لي موضع قدم بين زواياها ؟! واذا لم يكن لي في هذه البقعة من الأرض نصيب .. فأين عساه أن يكون ؟ هل أعود إلى القرية وأكف نفسي عناء هذه السنون الماضية والسنون القادمة التي يبدو أن لا مكان لي في ذاكرتها ؟ ) كان خالد يسأل نفسه باحثا عن تلك الإجابة النموذجية ! كطالب مجتهد يبحث من خلال إجابة السؤال عن العلامة الكاملة ! لم تعد قدماه فادرتان على حمله نحو أستكمال المسير فتوجه نحوها بالحديث قائلا : حتى أنت تطمحين بخذلاني عند حاجتي إليك ! توقف عن المضي قدما وقرر أن يمنح قدميه قسطا من الراحة فلا زال المشوار أمامه بعيدا للعودة ! كان كذلك عندما شاهد أمامه بين الجموع السائرة في ذلك الشارع .. شاب طريح مقعد متحرك يذهب به ميمنة وميسرة بواسطة يديه وقد فقد كلا قدميه ويضع على حجره بعض ألعاب وحلوى يبيعها للأطفال الزائرين مع أسرهم لذلك الشارع التجاري .. لم تكن تلك المرة الأولى التي يشاهد فيها خالد رجلا مقعدا أو رجل ذو عاهة ولكن شده حماس الرجل في عرضه لبضاعته على المارين وهو يداعب هذا ويضحك مع ذلك وتبدو تقاسيم وجهه تحمل شئ من الرضى وهو يردد بين فينة وأخرى الحمدالله ! شعر خالد بالكدر في نفسه فقد شعر أن الرجل يؤدي تمثيليه بطريقة أو بأخرى ! ( فقد كلتا قدميه .. ولا يجد من يرعاه في ضعفه .. ويستجدي اللقمة بالطنافس التي يحملها .. ومن ثم يمنحني أبتسامته كأنه يريد أن يقول لي كم هو سعيد ! معذرة أنت أحمق كبير ،،، ) كان خالد لا زال في حديثه مع نفسه حينما تنبه الى أمر ما وتوجه يسأل نفسه : ( أن كنت أصفه بالأحمق الكبير ! فماذا عساني أن أصف نفسي ؟ ) عاد أدراجه متجها الى منزله وهو يردد مع نفسه ( نعم .. ماذا أصف نفسي ؟ الآخرين أراهم حمقى وهم يعملون .. بينما أنا بقيت مثل جلمود صخر في بركة لم أحرك مياهها فركدت وتعفنت حولي ! الآخرين حمقى يقهرون عجزهم .. وأنا بكامل قوايي عجزت أن أقهر ضعف عزيمتي ! الآخرين يمنحون الآخرين إبتساماتهم .. وأنا أمنحها بين فينة وأخرى حتى تصلبت عضلات وجهي ! الآخرين يشكرون الله بالرغم من بلائهم .. وأنا .. وأنا ) عجزت الكلمات لديه أن تعبر عن ذاتها ! دلف الى حجرته حين عودته إلى منزله وألقى بنفسه على فراشه ( يبدو أنه راق لي أن أشارك غرفتي جمودها ! ) ثم أنه تسائل : ( في غرفتي لكل قطعه وظيفة تؤديها وفق قدراتها ولكن ماهي وظيفتي ؟! حتما لو كان لهذا الدولاب القابع أمامي قدمين لغادر الغرفة سراعا باحثا عن وظيفة اخرى تتوافق مع مميزاته .. فقد اصبح لديه قدمين ! ماذا يا خالد ؟ ما بك ؟ الأعوام تمضي سراعا أمامك وأنت لا تحرك ساكنا ! راق لك أن تلقي بقصورك على شماعات الآخرين ! وجعلت من سنوات دراستك حجة لك بينما هي حجة عليك ! ) خالد لا زال يتسائل مع نفسه : ولكن .. ماذا عن أختصاصي ؟! يجيب نفسه : لقد قبلت التنازل عن ذلك .. فلا تكابر ! خالد : كنت في حالة ضعف ! يجيب نفسه : ولماذا لا تكون لحظة القوة الوحيدة التي فعلتها ؟! خالد : حتى وأن كان .. لم يعاملني إبراهيم كما يليق ؟ يجيب نفسه : وما هو اللائق ! لقد بادر من تلقاء نفسه وعرض عليك العمل معه .. وهو لم يكن مرغما على ذلك ؟ خالد : ولكنها ليست وظيفة ! يجيب نفسه : اذا لم تكن تلك وظيفة .. فماهي وظيفتك الآن ؟ خالد : لا شئ ! يسأل نفسه : أذن ؟ خالد : لا أدري ! لقد كرهت حالي وكرهت من حولي وكرهت ذاتي .. سنوات علم وجهد وأختصاص وخاتمة الأمر لا أجد وظيفة ! والآن يطلب مني أن أدع كل ذلك جانبا وأبحث عن إي عمل ! لماذا تعلمت أذن ؟ يجيب نفسه : هل ستقضي عمرك تتحدث عن شهادتك التي لم تجد لها عمل ! الشهادة لن تخسر شئ فهي مجرد ورقة ! والعالم من حولك لن يخسر شئ لأن الحياة تسير وليست في إنتظارك .. أنت وحدك ستقف خاسرا من كل التراهات في عقلك وعمرك يمضي دونما ثمن ! ثم ماذا يعني أن قضيت عمرك في العلم .. كانت فائدة عظيمه يكفيك منها أن تكون رجل متعلم .. هل كانت السعادة سوف تتملكك أذا ما كنت متمتعا بالجهل ؟! صمت يسود جنبات فؤاد خالد بعد لحظات من صراع النفس والبحث عن طريق ! ثم انه قال متسائلا : هل أعود إلى إبراهيم ؟ يجيب نفسه : وهل لديك خيار آخر .. هو الوحيد من عرض عليك العمل معه ؟ خالد : أذن سأتصل به غدا صباحا ،،، تجيب نفسه : لا .. بل تذهب إليه مباشرة ،، خالد : هو كذلك ،، يحدث نفسه : هل نهضت من فراشك وتوجهت بركعتين الى الله ،،، خالد : لم يحن وقت الصلاة بعد ! يحدث نفسه : وهل لقاء الله لا يكون الا وقت الصلاة ! تقرب الى الله فأنت في أمس الحاجة اليه وأدعوه وتلمس منه الهداية والتوفيق والرشاد ،، خالد : والنعم بالله .. والحمدالله ،،، في اليوم التالي صباحا أستيقظ خالد وأعد نفسه وتوجه الى مكتب صديقه إبراهيم .. وهنالك طلب الأذن في مقابلته ولم يطل به الإنتظار طويلا حتى وجد نفسه بين أحضان صديقه الذي قام لأستقباله ودعاه للجلوس واخذا سوية يتبادلان أطراف الحديث .. ثم ان خالد تحدث قائلا : حقيقة يا إبراهيم لقد فكرت طويلا في حديثك ذلك اليوم بارك الله فيك وجزاك الله خير على حرصك وأهتمامك ،،، إبراهيم معترضا : لا تقول ذلك يا خالد نحن أخوان .. وواجب كل منا اذا ما كان قادر ان يمد يده نحو أخيه أن لا يتأخر بذلك ،،، خالد وقد تهللت أساريره : لأجل ذلك يا غالي .. أتيت إليك لأخبرك أنني وافقت على العرض الذي تكرمت بمنحي أياه ،،، إبراهيم وقد فاجأه الخبر وظهر ذلك على تقاسيم وجهه التي بدى عليها الحرج ولكن لم يخفى ذلك على عيني خالد الذي بادر بالحديث : أرجوا أن لا أكون قد أخطأت في أمر ما دون عمد مني ؟! إبراهيم وهو يحاول أن يتصنع أبتسامة تحد من حالة التوتر التي سادت تصرفه ولكن دون جدوى : أبدا بارك الله فيك .. هل بين الأحبة من خطأ ! ولكن لا أدري حقيقة ما أقول يا خالد .. حقيقة أنني محرج منك .. فأنت قد تأخرت علي جدا .. والوظيفة التي كنت قد عرضتها عليك قد شغرها الآن موظف جديد ،،، مع عدد آخر قريبا أن شاء الله :smilie47: |
يبدو أنني تأخرت كثيرًا ولكن الوصول متأخرًا خيرٌ من عدم الوصول، وقد وجدت الحبيب طارقًا كما عهدته مبدعًا في كل شيء، حتى السرد. |
.. ياااااااااااااهـ يا خالد ضاقت فلما استحكمت حلقاتها .. فرجت وكنت أظنها لا تفرج ولكنك تأخرت ، وكما أي أمل يتلاشى نردد " لعلها خيرة " ومع هذا كان لابد أن نتعلم أن " الفرص تمر مر السحاب " هلالي من ارض اليمن في كل جزء هناك حكمة أجدها وفي كل مرة أجدني أمام " كاتب من طراز فاخر " ماشاء الله .. :rose: .. .. |
مكااااااااااااااااااااااااااااااااااني :rh:------->بدري :cry: |
عُــدنا .. ماشاءالله ، لم تترك للإبداع مساحة إلا وملئتها يا طارق ! في الواقع أجدني مُترعة بالمتعة و الحماس مع الجزء الأخير تحديداً ، و أتحرى ما تبقى من الملامح المُكملة للقصة .. وصدقاً يا طارق فقد أدخلتنا في الأجواء وكأنني أعرف خالد ! أنتظر ما تبقى من حكاية الشاب خالد الذي يُمثل واقعاً لكثير من الشباب اليوم ! :) و الله يصلح الحال .. ( ويكثر الأموال :razz: ) << ع الوزن :d |
الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 08:03 AM. |
Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd