المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 03/11/2009, 11:36 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة الحج (1)

تفسير سورة الحج

قيل‏:‏ مكية، وقيل‏:‏ مدنية
‏[‏1 - 2‏]‏ ‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {‏يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ‏}‏
يخاطب الله الناس كافة، بأن يتقوا ربهم، الذي رباهم بالنعم الظاهرة والباطنة، فحقيق بهم أن يتقوه، بترك الشرك والفسوق والعصيان، ويمتثلوا أوامره، مهما استطاعوا‏.‏
ثم ذكر ما يعينهم على التقوى، ويحذرهم من تركها، وهو الإخبار بأهوال القيامة، فقال‏:‏
‏{‏إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ‏}‏ لا يقدر قدره، ولا يبلغ كنهه، ذلك بأنها إذا وقعت الساعة، رجفت الأرض وارتجت، وزلزلت زلزالها، وتصدعت الجبال، واندكت، وكانت كثيبا مهيلا، ثم كانت هباء منبثا، ثم انقسم الناس ثلاثة أزواج‏.‏
فهناك تنفطر السماء، وتكور الشمس والقمر، وتنتثر النجوم، ويكون من القلاقل والبلابل ما تنصدع له القلوب، وتجل منه الأفئدة، وتشيب منه الولدان، وتذوب له الصم الصلاب، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ‏}‏ مع أنها مجبولة على شدة محبتها لولدها، خصوصا في هذه الحال، التي لا يعيش إلا بها‏.‏
‏{‏وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا‏}‏ من شدة الفزع والهول، ‏{‏وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى‏}‏ أي‏:‏ تحسبهم ـأيها الرائي لهمـ سكارى من الخمر، وليسوا سكارى‏.‏
‏{‏وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ‏}‏ فلذلك أذهب عقولهم، وفرغ قلوبهم، وملأها من الفزع، وبلغت القلوب الحناجر، وشخصت الأبصار، وفي ذلك اليوم، لا يجزي والد عن ولده، ولا مولود هو جاز عن والده شيئا‏.‏
ويومئذ ‏{‏يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ* وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ* لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ‏}‏
وهناك ‏{‏يعض الظالم على يديه، يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا‏}‏ وتسود حينئذ وجوه وتبيض وجوه، وتنصب الموازين، التي يوزن بها مثاقيل الذر، من الخير والشر، وتنشر صحائف الأعمال وما فيها من جميع الأعمال والأقوال والنيات، من صغير وكبير، وينصب الصراط على متن جهنم، وتزلف الجنة للمتقين، وبرزت الجحيم للغاوين‏.‏ ‏{‏إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا* وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا‏}‏ ويقال لهم‏:‏ ‏{‏لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا‏}‏ وإذا نادوا ربهم ليخرجهم منها، قال‏:‏ ‏{‏اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ‏}‏ قد غضب عليهم الرب الرحيم، وحضرهم العذاب الأليم، وأيسوا من كل خير، ووجدوا أعمالهم كلها، لم يفقدوا منها نقيرا ولا قطميرا‏.‏
هذا، والمتقون في روضات الجنات يحبرون، وفي أنواع اللذات يتفكهون، وفيما اشتهت أنفسهم خالدون، فحقيق بالعاقل الذي يعرف أن كل هذا أمامه، أن يعد له عدته، وأن لا يلهيه الأمل، فيترك العمل، وأن تكون تقوى الله شعاره، وخوفه دثاره، ومحبة الله، وذكره، روح أعماله‏.‏
‏[‏3 - 4‏]‏ ‏{‏وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ * كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ‏}‏
أي‏:‏ ومن الناس طائفة وفرقة، سلكوا طريق الضلال، وجعلوا يجادلون بالباطل الحق، يريدون إحقاق الباطل وإبطال الحق، والحال أنهم في غاية الجهل ما عندهم من العلم شيء، وغاية ما عندهم، تقليد أئمة الضلال، من كل شيطان مريد، متمرد على الله وعلى رسله، معاند لهم، قد شاق الله ورسوله، وصار من الأئمة الذين يدعون إلى النار‏.‏
‏{‏كُتِبَ عَلَيْهِ‏}‏ أي‏:‏ قدر على هذا الشيطان المريد ‏{‏أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ‏}‏ أي‏:‏ اتبعه ‏{‏فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ‏}‏ عن الحق، ويجنبه الصراط المستقيم ‏{‏وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ‏}‏ وهذا نائب إبليس حقا، فإن الله قال عنه ‏{‏إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ‏}‏ فهذا الذي يجادل في الله، قد جمع بين ضلاله بنفسه، وتصديه إلى إضلال الناس، وهو متبع، ومقلد لكل شيطان مريد، ظلمات بعضها فوق بعض، ويدخل في هذا، جمهور أهل الكفر والبدع، فإن أكثرهم مقلدة، يجادلون بغير علم‏.‏
‏[‏5 - 7‏]‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ *ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ‏}‏
يقول تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ‏}‏ أي‏:‏ شك واشتباه، وعدم علم بوقوعه، مع أن الواجب عليكم أن تصدقوا ربكم، وتصدقوا رسله في ذلك، ولكن إذا أبيتم إلا الريب، فهاكم دليلين عقليين تشاهدونهما، كل واحد منهما، يدل دلالة قطعية على ما شككتم فيه، ويزيل عن قلوبكم الريب‏.‏
أحدهما‏:‏ الاستدلال بابتداء خلق الإنسان، وأن الذي ابتدأه سيعيده، فقال فيه‏:‏ ‏{‏فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ‏}‏ وذلك بخلق أبي البشر آدم عليه السلام، ‏{‏ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ‏}‏ أي‏:‏ مني، وهذا ابتداء أول التخليق، ‏{‏ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ‏}‏ أي‏:‏ تنقلب تلك النطفة، بإذن الله دما أحمر، ‏{‏ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ‏}‏ أي‏:‏ ينتقل الدم مضغة، أي‏:‏ قطعة لحم، بقدر ما يمضغ، وتلك المضغة تارة تكون ‏{‏مُخَلَّقَةٍ‏}‏ أي‏:‏ مصور منها خلق الآدمي، ‏{‏وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ‏}‏ تارة، بأن تقذفها الأرحام قبل تخليقها، ‏{‏لِنُبَيِّنَ لَكُمْ‏}‏ أصل نشأتكم، مع قدرته تعالى، على تكميل خلقه في لحظة واحدة، ولكن ليبين لنا كمال حكمته، وعظيم قدرته، وسعة رحمته‏.‏
‏{‏وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى‏}‏ أي ‏:‏ ونقر، أي‏:‏ نبقي في الأرحام من الحمل، الذي لم تقذفه الأرحام، ما نشاء إبقاءه إلى أجل مسمى، وهو مدة الحمل‏.‏ ‏{‏ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ‏}‏ من بطون أمهاتكم ‏{‏طِفْلًا‏}‏ لا تعلمون شيئا، وليس لكم قدرة، وسخرنا لكم الأمهات، وأجرينا لكم في ثديها الرزق، ثم تنتقلون طورا بعد طور، حتى تبلغوا أشدكم، وهو كمال القوة والعقل‏.‏
‏{‏وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى‏}‏ من قبل أن يبلغ سن الأشد، ومنكم من يتجاوزه فيرد إلى أرذل العمر، أي‏:‏ أخسه وأرذله، وهو سن الهرم والتخريف، الذي به يزول العقل، ويضمحل، كما زالت باقي القوة، وضعفت‏.‏
‏{‏لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا‏}‏ أي‏:‏ لأجل أن لا يعلم هذا المعمر شيئا مما كان يعلمه قبل ذلك، وذلك لضعف عقله، فقوة الآدمي محفوفة بضعفين، ضعف الطفولية ونقصها، وضعف الهرم ونقصه، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ‏}‏ والدليل الثاني، إحياء الأرض بعد موتها، فقال الله فيه‏:‏ ‏{‏وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً‏}‏ أي‏:‏ خاشعة مغبرة لا نبات فيها، ولا خضر، ‏{‏فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ‏}‏ أي‏:‏ تحركت بالنبات ‏{‏وَرَبَتْ‏}‏ أي‏:‏ ارتفعت بعد خشوعها وذلك لزيادة نباتها، ‏{‏وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ‏}‏ أي‏:‏ صنف من أصناف النبات ‏{‏بَهِيجٍ‏}‏ أي‏:‏ يبهج الناظرين، ويسر المتأملين، فهذان الدليلان القاطعان، يدلان على هذه المطالب الخمسة، وهي هذه‏.‏
‏{‏ذَلِكَ‏}‏ الذي أنشأ الآدمي من ما وصف لكم، وأحيا الأرض بعد موتها، ‏{‏بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ‏}‏ أي‏:‏ الرب المعبود، الذي لا تنبغي العبادة إلا له، وعبادته هي الحق، وعبادة غيره باطلة، ‏{‏وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى‏}‏ كما ابتدأ الخلق، وكما أحيا الأرض بعد موتها، ‏{‏وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‏}‏ كما أشهدكم من بديع قدرته وعظيم صنعته ما أشهدكم‏.‏

‏{‏وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا‏}‏ فلا وجه لاستبعادها، ‏{‏وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ‏}‏ فيجازيكم بأعمالكم حسنها وسيئها‏.‏




تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)

استغفر الله وأتوب اليه
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09/11/2009, 06:26 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ @الز عاشق عيم@
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 01/01/2009
المكان: مدينة الرياض
مشاركات: 309
جزاك الله خيرا

الله يوفقك ويبارك فيك ويجزيك الجنة اللهم آمين
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09/11/2009, 06:49 AM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 09/10/2008
المكان: ALHELAL
مشاركات: 578
الله يبارك فيك ويحفظك ويسلمك



مشكووووووووووووور
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09/11/2009, 10:28 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 04/10/2009
المكان: ارض الله الواسعه
مشاركات: 396
جزاك الله خيرآ

لاحرمك الله الآجر

تحياتي

في حفظ الله

اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09/11/2009, 08:20 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 25/11/2004
المكان: جـــدة
مشاركات: 5,779
الله يجزاك خير ويبارك فيك ينفع بك الإسلام والمسلمين
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 09:53 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube