31/10/2009, 11:56 AM
|
| زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 06/04/2006 المكان: بلجرشي الوطن والروح
مشاركات: 2,746
| |
التوراة والإنجيل والقرآن في ضوء المَعارف الحديثة.. في الأيام الماضية لا أدري أين قرأت من يذكر اسم شخصية علمية كبيرة أحدثت ضجة على مستوى عالٍ وكنت سبق أن أعددت موضوعاً يتحدث عنه وعن كتابه.. إليكم الشخصية والكتاب.. قد يدهش البعض لوجود مئات المواقع وآلاف الكُتب والمقالات التي تتحدث عنالإعجاز العلمي في القرآن، إلا أن الدهشة ستبلغ أقصاها إذا علم القرّاء أن أساس كل ذلك هو طبيب نصراني..!! فبرنامج العلم والإيمان "لمصطفى محمود" وبرامج زغلول النجار والكثير من البرامج والكتب لم يكن لها وجود قبل عام 1976م؛ فهذا العام كان عام نشر الكتاب الذي نحن بصدد الحديث عنه في فرنسا. كتاب أحدث ضَجّة في الأوساط الثقافية والدينية في وأوربا لأسباب كثيرة. فهو تناول العهد القديم والجديد بنقد المُخالفات العلمية وفي ذات الوقت أثبت عدم وجود أي خطأ علمي في القرآن الكريم. والصدمة العميقة لدى المسيحيين والمثقفين الأوربيين أن المؤلف لم يكن مسلماً أوحتى عربياً؛ بل فرنسياً مسيحياً ومن طبقه مثقفه فهو يعمل في جامعة باريس وطبيب مشهور..!! الكاتب:
موريس بوكاي؛ طبيب بجامعة فرنسية نشأ في أوساط مسيحية علمانية، عمل طبيباً في باريس وكان يُعالج الكثير من المرضى؛ وكان كما يُخبر عن نفسه متعصباً ضد الإسلام ونبيه بسبب الجهل لدى الأوربيين بصفه عامة عن أبسط المعلومات عن الدين الإسلامي فكان كلما صادف مريضاً مسلماً يتداوى على يديه يَقدح في الإسلام وفي النبي صلى الله عليه وسلم؛ إلا أن نقطة التحول في حياته عندما تصادف أن تداوى عليه يديه الملك فيصل بن عبدالعزيز "ملك المملكة العربية السعودية" في رحلة علاجية فأخذ يخبره بأنه لا يؤمن بالإسلام وأنه يعتقد بأن محمد ليس نبي عند ذلك سأله الملك فيصل: هل قرأت القرآن الكريم..؟؟ فأجابه: نعم. فسأله: باللغة العربية أم مُترجماً..؟؟ فأجاب: بل مترجماً. عند ذلك قال له الملك فيصل: اقرأه بلغته الأصلية وستغير نظرتك.. كانت هذه الإجابة غير متوقعه لدى موريس بوكاي وكذلك الثقة التي كان يتحدث بها الملك فيصل؛ فقام بالتعاقد مع محاضر للغة العربية في الجامعة الفرنسية وخصص ساعات لدراستها. ومنذ ذلك اليوم تغيرت حياته إلى الأبد وغيّر كذلك من حياة الكثيرين.. الخلفية الثقافية للوسط الذي تم تأليف الكتاب فيه وسبب التأليف: كان السائد في جيل موريس بوكاي والأجيال التي سبقته الحط من قدر الكتب المُقدسة التي تتناقض مع أبسط حقائق العلم وتحمل العديد من التناقضات في رواياتها؛ فأُلفت في أُوربا المئات "ولا أُبالغ إن قُلت الآلاف" من الكتب التي تقدح في التوراة والإنجيل بل وتسخر من الإيمان بالإله. لذلك كان أمراً طبيعياً وغير مخالف للعادة أي مُؤَلّفْ يَسخر من الأديان ويعرض المَخازي التي تَحويها دفتي الكتاب المُقدس من أمور تتناقض مع بديهيات العقل. كان موريس لديه اهتمامات مُسبقة بالمقارنة بين الأديان خاصة بعد تعلمه اللغة العربية. إلا أن أشد ما أثر عليه في تأليف كتابه هذا هو عندما طلبت مصر من فريق فرنسي القيام بترميم جثة الفرعون "منفتاح" ابن رمسيس الثاني المعروضة في المتحف المصري وكانت المومياء قد تعرضت لتأثيرات أدت إلى تآكل أجزاء منها. قام بوكاي "أحد أعضاء الفريق" بفحص الجثة وترميم أجزاء منها بل أنه كذلك "وبمبادرة شخصية منه" قام بفحص أجزاء تساقطت عرضياً من المومياء فانتهى إلى استنتاج سبب موت الفرعون..!! أخبر فريق عمله ومساعديه بأن هذا الفرعون تَعَرّضَ لكدمات شديدة أدت إلى وفاته وأن نسبة الأملاح في جَسده عَالية مما يُرجح بشده وفاته غريقاً وأن أعوانه قاموا بتحنيط جثته بسرعة لحفظها..!! ظن موريس أن هذا الكشف سيُمثل سبقاً له إلا أن أحد مُساعديه المُسلمين أخبره بأنه ليس أول من اكتشف ذلك بل أن القرآن الكريم يتحدث عن موت فرعون غريقاً وأن جثته سيتم حفظها لكي تبقى آية للآخرين..!! صُعق موريس بهذه المعلومات؛ فهو يعلم أن التوراة تتحدث عن فرعون طارد موسى في البحر ولكن التوراة تُخبر بكلمات لا لَبس فيها أن ذلك الفرعون مات فيالبحر وأن جثته بقيت فيه؛ بينما القرآن يناقض هذه الرواية ويُخبر بأن الجثة أُخرجت وحُفظت فكيف علم القرآن بأن الفراعنة كان لديهم قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام علم التحنيط وهو الشيء الذي لم يَكْتشفه العلماء إلا فيالقرن التاسع عشر الميلادي. وإذا صدق خبر القرآن فإن ذلك يعني أن الفرعون "منفتاح" الذي قام موريس بفحصه هو فرعون الخروج الذي طارد اليهود..!! وأن القرآن هو كتاب منزل من عند الله. كل هذا جعله يقوم بمقارنة عدة نصوص بين الكتب المُقدسة ويدرس أوجه الشبه والاختلاف على ضوء العلم؛ وبالإضافة إلى علاقته التي توطدت بالملك فيصل رحمه الله الذي ساعده كثيراً في معرفة الإسلام والقرآن كل ذلك كان مما عجل به لتأليف الكتاب. خلفية قارئ الكتاب: يجب على من يقرأ الكتاب ويُريد أن يَفهم جميع ما ورد فيه أن يكون لديه حد أدنى من المعرفة بالمذاهب الفكرية التي تطورت في أوربا وكذلك معرفة بمَرَاحِل تَطَور المَسيحية واليهودية والكِتاب المُقدس. إلا أن القارئ العادي يستطيع أن يستفيد معرفيّاً من الكتاب بسبب وضوح أفكاره ولغته "تنظيم الجمل" المنطقي؛ إلى جانب ذلك من الممكن القفز في فصول الكتاب دو أن تتشتت أفكاره فكل قسم من أقسام الكتاب يكاد يكون كتاباً قائماً بذاته. بين يدي الكتاب: الكتاب يُناقش نصوص الكتب المقدسة والأخبار التي تحتويها ومدى توافقها مع العلم أو مناقضتها له. إلا أن المؤلف يُنبه إلى أنه لن يُناقش محتوى النصوص عن كيفية تجلي الله للجبل أو كلام الله لموسى أو إحياء عيسى للموتى وغيرها من الأمور التي ذكرتها الكتب المُقدسة على أنها من المُعجزات ولا مجال لمناقشتها. ولكن النصوص التي تُخبر بأن خلق الشمس كان قبل سبعة آلاف سنة فأمر يُخالف العلوم الحديثة التي تُثبت بأن عمر الشمس لا يَقل عن خمسة آلاف مليون سنة..!! وكذلك النص الذي يتحدث عن خلق النباتات قبل الشمس فهذا يُناقض البديهيات العلميةالتي تُخبر بأن نمو النباتات يَعتَمد بشكل كامل على ضوء الشمس..!! يُثبت بوكاي أن الكتاب المُقدس "التوراة والإنجيل" على قلة موضوعاته العلمية فإنه يُخالف كل المَعارف العلمية التي توصل إليها الإنسان؛ بل إن المُشكلة تقع في روايات الكتاب المُقدس التي تتناقض مع نفسها والسبب "باختصار" أنها كُتبت بأُسلوب التجميع على مر العصور ولم تُحفظ فور نزولها عكس ما حدث مع النص القرآني. ثم يُعرج موريس في فصل كامل إلى الحديث عن القرآن والعلم ومن بعد ذلك يُقارن بين الروايات التاريخية للقرآن بالروايات التاريخية للكتاب المُقدس ثم يُنهي الكتاب بالأحاديث النبوية. ملاحظاتي: أ – مميزات الكتاب: الكتاب يتميز بأمور جميلة تشد القارئ المُثقف: – لغته السلسلة. – وضوح وقوة أفكاره وحججه. – الثقافة العلمية الواسعة والمتنوعة للمؤلف "وهو كما سبق أن كَتبت طبيب وبروفسور مُثقف". – تأليفه للكتاب بروح تجريدية عالية. ب – من العيوب أو المآخذ التي وجدتها في الكتاب: – عدم نقده للكثير من النقائض التي يحويها الكتاب المُقدس. – عدم أخذه بالعديد من الآيات العلمية الواردة في القرآن. ألا أن له الحق في عدم الأخذ بهذه الأمور والسبب أن حجم الكتاب سيتضاعف كثيراً. مواصفات الكتاب: عدد صفحات الكتاب تبلغ 272 صفحة متوسطة إلا أنه غير موجود في المكتبات السعودية على الرغم من الطلب عليه ولم أستطع قراءته إلامن خلال مكتبة الجامعة. في النهاية هذا الكتاب أحدث ثورة حقيقيه في عالم الثقافة والفكر وهو يستحق القراءة. الكتاب باللغة الإنجليزية من موقعي الشخصي: http://saint.birnaba.googlepages.com/maurice.zip |