السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عمتم صباحاً / مساءاً ، أتمنى أن تكونوا بوافر الخير والعز والتوفيق، .


في منزلي لوحدي .. ولست لوحدي !!


وحدي ولكن .. تصارعني أمم !!


اجوب الديار كالبرق ..


بل أسرع من ذلك .. كلمح البصر ..!!


فأنا في ضيافةٍ دائمة !!


تتزين لي الثقافات بإختلافها ..


وتتقرب لودي الديانات ، فتقصص لي عن أسلافها ..


وانا بين هذا وذاك في سبات عميق ..


والوقت يمضي سريعا ..


فبالأمس كنت في العقد الأول من العمر ..


واليوم ألبس عقدي الثاني .. والوقت يمضي سريعاً ..


والفطرة تبكي داخلي في كل يوم ..


وفي كل يومٍ أتجاهل صرخات الفطرة ..


طفل الفطرة يبكي داخلي !!


فكلما ذهبت لثقافة .. بكى وكأني أسمعه يقول : أرجوك كفى ..


ولكني .. أمضي ولاأبالي .. على الرغم من الضيق الذي يلازمني ..


والهم الذي يعتصرني .. ولكني حقاً لاأبالي ..


حتى أتى ذلك اليوم ...


ركبت سيارتي .. ومضيت لحاجتي ...


وبينما أنا في طريقي إذا بمنادي ..! ينادي من بعيد !!


قرب الفجر .. بل هو الفجر ..


يصيح بأعلى صوته قائلاً :


الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر ..


قلت الله أكبر ! ماذا تعني ؟ .. وبدأت أستشعر الكلمات ..


الله أكبر يعني أكبر من كل شئ ؟ نعم هكذا يقول .. نعم إنه اكبر من كل شئ ..


وبينما أنا في هذا الإستشعار .. إذا بالمنادي ينادي من جديد ..


أشهد ان لا إله إلا الله .. أشهد أن لا إله إلا الله ..


فبدأ طفل الفطرة يتجاوب معي ولم يعد يبكي .. فردد كما يردد المنادي ..


ولازلت هكذا أردد وأستشعر .. حتى انتهى المنادي ..


فقلت والعبرات تخنقني ..


تبا للمعاصي والآثام ..


تبا للفتن ..


تبا للشهوات ..


تبا لصديق السوء ..


تبا للشيطان ..


تبا للهوى ..


فبكيت ، وضحكت الفطرة ..


ومضيت ..


وانطرحت بين يدي الرحمن الرحيم ..


وقلت ربي هاءنا عائد إليك ..


فاقبلني ..


ماأرحمه ..


نعصيه .. ويحلم علينا ..


نبعد عنه .. فيمهلناا .. ليتوب علينا ..


وعندما نتوب يقبلنا ويتجاوز عنا ..


خلقنا ليرحمنا ..


لم يخلقنا ليعذبنا ..


فهل سنعود قبل أن يسبقنا ملك الموت ؟


ماأجمل العودة ..


وماأسلم الفطرة ..


إخواني ..


أخواتي ..


أما آن أن نجيب المنادي ؟


بلى لقد آن أحبتي ..


إذأ هيا بنا ..


والسلام عليكم ..