
24/10/2009, 09:16 PM
|
زعيــم نشيــط | | تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
| |

تفسير سورة النور (10) {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا} لما مدح المؤمنين بالله ورسوله، الذين إذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه، توعد من لم يفعل ذلك وذهب من غير استئذان، فهو وإن خفي عليكم بذهابه على وجه خفي، وهو المراد بقوله: {يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا} أي: يلوذون وقت تسللهم وانطلاقهم بشيء يحجبهم عن العيون، فالله يعلمهم، وسيجازيهم على ذلك أتم الجزاء، ولهذا توعدهم بقوله: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} أي: يذهبون إلى بعض شئونهم عن أمر الله ورسوله، فكيف بمن لم يذهب إلى شأن من شئونه؟" وإنما ترك أمر الله من دون شغل له. {أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} أي: شرك وشر {أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
{أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} ملكا وعبيدا، يتصرف فيهم بحكمه القدري، وحكمه الشرعي. {قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ} أي: قد أحاط علمه بما أنتم عليه، من خير وشر، وعلم جميع أعمالكم، أحصاها علمه، وجرى بها قلمه، وكتبتها عليكم الحفظة الكرام الكاتبون.
{وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ} في يوم القيامة {فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا} يخبرهم بجميع أعمالهم، دقيقها وجليلها، إخبارا مطابقا لما وقع منهم، ويستشهد عليهم أعضاءهم، فلا يعدمون منه فضلا أو عدلا. ولما قيد علمه بأعمالهم، ذكر العموم بعد الخصوص، فقال: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.
تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)
استغفر الله وأتوب اليه |