نعم , بتُّ أؤمن كثيراً بهذه الجملة التي عنونت بها هذا الموضوع و تزداد قناعتي بها يوماً
عن يوم فرأس مال المرء قديماً و حديثاً هو حجم الرصيد الذي يملكه !
لكن على رِسلكم _ يا أحبة _ فأنا لا أعني هذا الذي قد خالج نفوسكم و استحضرته عقولكم
أول ما وقعت عليه أعينكم من هذه الكلمات , فما أقصده لم يكن إطلاقاً الرصيد البنكي أو عمّا يملك الإنسان من ثروات و أموال طائلة و عقارات , بل ما أعنيه هو ما يملكه من العلم و المعرفة
فأصحاب الأموال و الجاه و المناصب قد يجدون شيئاً من تقدير الناس في الظاهر , لكن متى ما ذهبت و زالت انفضّ عنهم الناس و تركوهم و ربما احتقروهم !
غالباً ما يُعرّف الإنسان بأنه جسد و روح و عقل ....
و إذا كان الجسد يُغذّى بالأكل و الشرب , و الروح تُغذّى بالذكر و العِبادة و الإيمان ,
فالعقل يُغذّى بالعلم و المعارف و الأفكار .
لدينا مع الأسف نظرة قاصرة لبعض الأمور , فمثلاً يعتقد البعض أن اكتساب المعرفة و التعلم يقتصر على المدرسة أو المعهد أو الجامعة و هذا خطأ جسيم , فالمعرفة كالبستان الغني بالأشجار المثمرة الوارفة الظلال و الأنهار الجارية الممتدة من أي موقع تذهب إليه تجد فيه الفائدة و تنهل منه الجديد و المفيد و الممتع
كلنا يتفق أن التزود من العلم و المعرفة يُعتبر غاية دائماً لأفراد المجتمعات التي تريد أن تنهض بنفسها و تُسابق الأمم الأخرى في ميادينِ النجاح و التطوّر
لكن هذه الغاية لا يمكن تحقيقها إلا بعدة وسائل لعلّ من أهمها القراءة .
فبالقراءة نستطيع أن نعيش مع الأجيال السابقة و نُحلّق في سماءِ الحضارات و نرتشفُ من معينِ آدابها و علومِها و نتجوّل في عقولِ علمائِها و مفكريها ...
و آثارها ستنعكس بلا شك على القارئ و ستكون سبباً بعدَ الله لتوسيعِ أفقه و إدراكه للأمور و حُسن منطقه و خطابه .
و هي من وجهة نظري تتعدّى كونها مجرّد هواية إلى أن تُصبح عبادة ننال عليها الأجر إن أخلصنا النيّة و استحضرناها .
فأوّل آية أنزلها اللهُ _ عزّ و جلّ _ على نبيّه محمد _ صلى الله عليه و سلّم _ كانت { إقرأ باسم ربّك الذي خلق }
و هذه الآية نزلت في الفترة المكيّة التي يقول عنها العلماء أنها كانت تهتم ببناء الإنسان قبل الدولة , و رغم ذلك فإن الكثير يُهملها
و لا يُلقي لها بالاً و بالخصوص فئة الشباب و من يُرتجى منهم أن يكونوا صُـنّاع المستقبل الذين يحملون على عاتقهم رِفعة أمتهم و وطنهم
إنّه من المُعيب جداً أن ينتشر في أمةِ إقرأ مرضُ ( الأميّة الفِكرية و الثقافية ) بعد ما كانت السبّاقة في إزالةِ ظلام الجهل عن العالم في أوقاتٍ كثيرة
و إمداده بالعديد من العلوم و الأطروحات التي كانت النواة الحقيقية لما وصل إليه الغرب في هذه الأيام و إن أنكروا ذلك .
فليس من المعقول أن يكون معدّل القراءة للفرد العربي 4 % من معدّل القراءة في الغرب بعد ما كانت توجد مكتبة في كل بيت في وقت مضى .
و خلاصة مقالي هذا و النقطة التي أريد الوصول إليها ...
هي أن يحرص كلّ واحدٍ منا على تنمية ِعقله و إمداده بشتّى العلوم و المعارف و أن نهتم بالقراءة في كل فنّ نافع يعود علينا بالفائدة ...
فما أجمل أن يكون المرء على قدرٍ من العلم الشرعي وعارفاً بالتاريخ و متذوقاً للأدب و على إطلاعٍ لا بأس به من علوم العصر .
عندها تكونُ قد استثمرتَ في عقلكَ بربحٍ وافر , و زدتَ من قدرِك , و احترمتَ ذاتِك قبل أن يحترمها الناس .
- المشكلة مو بس بالقراءة المشكلة إنو ياليت البعض يستفيد من اللي يقراه ويطبقه .
- للأسف البعض تفكيره ينجح عشان يأخذ شهادة فقط لا غير
صح الشهادة مهمة بس الأهم إنو يكون استفدت من اللي درسته وطبقتة بحياتك اليومية .
بدليل اقرأ وشوف كم موضوع يكتب نبى إجازة , ليه مايعطونا إجازة , يلا نغيب
مو خوف من المرض بقدر لامبالاة
>> طبعاً مو الكل اللي تفكيرهم كذا ولله الحمد بس والله كثير كثير همهم النوم والتسدح والتبطح .
ناس وصلوا لمرحلة مو بس مايهتموا بالقراءة حتى المدرسة بكبرها ماعاد يهتموا فيها
وهي من الأماكن اللي يقدروا يكسبوا منها معلومة وبسهولة .
أنا ماأقولك يحبوا المدرسة بالله من يحب المدرسة ؟؟
مو لازم يحبوها بس يهتموا شوي نبغى شويه اهتمام بمستقبلهم بطموحهم إذا هما مااهتموا ترى ماأحد بيهتم فيهم ماأحد بيلحق وراهم ويقول لهم تكفون تكفون تعالوا نبى نوظفكم عندنا
-البعض وصل لمرحلة ماتفرق عندهم يجلسوا زيادة سنة سنتين ثلاث عادي يضيعوا سنين عمرهم
بحمل المواد وياليته بعذر عذرهم إما النوم أو مايقدروا يفوتوا جلسة مع الشلة ويطنشوا المحاضرات
>>أعرف بنت كبيره مره بالعمر , حملت مواد وينزل لها حرمان بسبب تطنيشها تبغى تجلس مع الشلة
(ماتدري إنو الشلة مابتطير , سنين عمرها اللي بتطير العمر لا راح مايرجع )
شفت وين وصلنا !!!
وربي شيء يحز بالخااااااااااااااااطر!!
-شباب وبنات بعمر صغير وتشوفهم ماهمهم إلا الغياب والنوم
أجل لما يوصل عمرهم 70 اش يسوا ؟؟
كلنا نحب النوم بس ماتوصل إني اترك أشغالي وجامعتي عشان نوم كم ساعة لاحقه عليه !!
ماأدري أحس إني شطحت بقوة آسفه بس والله من قهري كل شوي طالع موضوع نبى نغيب نبى إجازة . الزبدة ياخوي ماتبغاهم يقرأوا بس خلهم يروحون المطرسة أول ويهتموا بدراستهم بعدها يصير خير
طرح رآقي كـ رقي قلمكـ ..
فعلاً .. الآن المعرفه والعلم هي ماتجعل المجتمع يحترمك ..
وقبل هذا يحسب لك الحساب , وهو مايجعل لك منصباً ملائماً لدرجة علمك ومعرفتك ..
يحترم الدكتور لشهادته.. لم يحترم حامل شهادة الدكتوراه يوماً لاسمه او ماله ..
العلم والمعرفه .. تجعل لك منزلة رائعه بين اقرانك .. وفي مجتمعك ..
وفي مقارنة بين القارئ العربي والقارئ الإسرائيلي، أورد عدنان أن هناك كتابا واحدا
لكل ثمانين قارئاً عربياً، يقابلها أربعين كتاباً لكل إسرائيلي، وخلص إلى أن الإسرائيلي يقرأ ما يقرأه 3200 قارئ عربي ! ،
هذهِ الإحصائية المُخيفة وردت ضمن كلمة أحد المشاركين في مؤتمر الناشرين العرب .
الحديث عن الكتاب - الثقافة - المكتبات - القارئ باعث للأسى فعلاً , كل العلاقات الاجتماعية منجرفة بشكل كبير نحو الشكليات ولا أكثر !
البناء الداخلي لا يبدو أمراً ذا أهمية لكافة الشرائح .. قديماً كانت الشعوب عندما تفكر في شن حرب على شعبٍ آخر, ترسل من يقيس مدى ثقافة الشارع
لإيمانها أن الأمة القارئة يصعب هزيمتها
الأزمة الحقيقية ليست أزمة مادّة أو بيئة , بل أزمة وعي و تفعيل !
الكل يؤمن بالكتاب و للأسف ليسَ كل مانؤمن بهِ نسعى إلى تطبيقه
لدينا مكتبات عامة و مكتبات مدرسية و مكتبات تجارية و مكتبات منزلية لكن انظر إلى حالها !
المكتبات العامة و المدرسية ذات محتوى ضعيف و مرجعي بالدرجة الأولى .. فضلاً عن افتقارها إلى التجديد في المادة المقروءة و الإصدارات
و المكتبات الأخرى لا توفر الكتب التي تشبع القرّاء و طبعاً الدور الرقابيّ ماقصّر بهالشي !
من جهة أخرى الوزارة لا تهتم أبداً بعمل تفاعلي مستمر بين النوادي الثقافية لكافة المناطق و بين المدراس !
يعني ... نحن أمّة تحليل و تنظير فقط , نلمس المشكلات , نؤمن بالحلول .. و نوقف هنا !
لا تفعيل .. لا تطبيق .
تكتب ما يُثير الاهتمام دائماً .. عذراً للإطالة , و صباحك ورد .
اعتقد اننا في العالم العربي اصبنا بالافلاس الثلاثي >>ترى ها المصطلح من عندي
وهو الافلاس الديني والافلاس الثقافي والافلاس المادي !!!
الا فلاس الديني يفسره الحديث الشريف (( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه :
أتدرون من المفلس؟ . قالوا : المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ،وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيقعد فيقتص هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقتص ما عليه ؛ أخذ من الخطايا أخذ من خطاياهم فطرح عليه ، ثم طرح في النار .))
وتحدث هذا الحديث ايضا عن الافلاس المادي واعتقد اننا مفلسين مادياً مقارنة بالعالم الغربي ...
أما الافلاس الثقافي فهو واقع مرير لنا .. حيث ان امة اقرأ لم تعد تقرأ !!
ورحم الله المتنبي حين قال :
أعز مكان بالدنا سرج سابح ** وخير جليس في الزمان كتاب ..
شكرا عبد الله هذا الطرح الجميل ...
ودمت برعاية الله ,,,
i don't know ,,,
أهلاً و سهلاً ..
صحيح كلامك ... الليبراليون زيادة على جهلهم بالدين هم يفتون بالمسائل
و يحشرون أنوفهم بشيء لا يفقهون فيه و لهذا دائماً ما تسمع منهم الأعاجيب !
إقتباس
اعتقد ان الآيات والسور المكية غالبا هي ماتتحدث عن العقيدة
صحيح ..
و أنا تعمدت كلمة الإنسان عِوضاً عن العقيدة فهي في نظري أعم و أشمل , فأنت عندما تُصحح عقيدة شخص ما فكأنك أعدت بناءه بعد ما كان هدماً
و لو قلت مثلاٍ أن السور المدنية تهتم ببناء الدولة بدلاً من التشريع فكلامي صحيح أيضاً .
شكراً على حضورك العطِر
دمت بخير .
متابعة بجنون ,,,
آمين ..
و لكِ مثله إن شاء الله .
شكراً لتواجدك
الكلاسيكي ,,,
أهلاً أخي عادل ...
الذي ذكرته شيء واقع و مُشاهد
الشخص يرتفع و ينخفض بما يناله من العلم و التقوى .
شكراً على تمكيني من رؤية حرفك
صبا نجد ,,,
أهلاً و سهلاً ...
إذا ضعفت الهمة و كلّت العزية نرضى بأي شيئ
فمن أراد الغوص في الأعماق و استخراج اللآلئ سيبذل جهده
و من استكان سيقى دائماً و أبداً على السطح
أشكركِ على تواجدك الكريم
بالبداية فالقراءة ( ميول ) وهواية كأي أمر آخر نميل إليه , فأنت قد تميل الى مشاهدة كرة القدم بينما أميل أنا الى مشاهدة كرة السلة ..
كذلك هو الحال بالنسبة للقراءة , فـ الناس مختلفون في ميولهم نحو القراءة , ولكن البعض يُعزز من ثقافته عبر الإطلاع على الصحف اليومية أو مشاهدة المحطات الوثائقية والبرامج الثقافية , بالإضافة الى دور الإنترنت في نشر الكثير من المعلومات .
ورغم وجود وسائل عديدة لإكتساب المعرفة الا أن هذا لا يعني التبرير لغير القُراء , فالقراءة مهمة من نواح عديدة , فهي تدعم اللغة , إضافة الى تقويتها للحاسة البصرية << هذه من عقلي
ميّادة ,,,
أهلاً و سهلاً , و صباحك أجمل ...
كم أنا محظوظ لرؤية حروفك في متصفحي .
الإحصائيات التي نُشرت فعلاً مخيفة , و إن كان الواضح لا يوّضح !
يكفي نظرة على المجتمع المحيط لتري حجم الهوّة التي بيننا و بينهم ...
كل شي ينجرف نحو الشكليات سواء كان بقصد أو بغير قصد , بل أحياناً أشعر أن أهم شيئ لدينا
زخرفة الأمور و إظهارها بشكل جميل جداً حتّى لو كانت فارغة من الداخل !
أمّا المكتبات فالحديث عنها أمر محبط جداً , خصوصاً المدرسيّة منها
يعجز لساني عن شكرك أختي ميّادة
ممتن جداً لحضورك المتميّز
ماجد مقبل ,,,
يا مرحباً بالكريم جداً معي ... ماجد
حيّاك الله و بيّاك ... أسعدتني جداً بتواجدك أسعدك الباري ..
بصراحة كنت كريم جداً لأنك جعلت إفلاسنا ثلاثي فقط
و صدق المتنبي حينما جعل الكتاب خير جليس ..