بيان عاجل من علماء مكة للدفاع عن الدكتور سعد الشثري وما حصل في الجامعة
بيان وتنبيه بشأن ما أثير حول مسألة الاختلاط بين الجنسين الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:-
فقد تابعناباستياءٍ بالغٍوأسى شديدٍ، الحملة الظالمة الآثمة التي تولى كبرها مجموعةمن الصحفيين؛ ضد معالي الشيخالدكتور/ سعد بن ناصر الشثري – عضو هيئة كبارالعلماء سابقاً -، والتي قاموا من خلالها بتوظيفمنابرهم الصحفية بطريقةمنظمة يظهر فيها جلياً تبادل الأدوار وتوزيع المهام؛ لمحاولة صناعة رأيٍعامٍ موهوم؛ ليقوموا من خلال ذلك بتمرير مشروعهم التغريبي – الذي لم يعدخافياً على أحد – بطريقةفجَّة تتعارض مع أبسط القواعد الأخلاقية وأعرافالمهنة الصحفية، فضلاً عن أحكام الشريعة الغراء،ممارسين بذلك أبشع أنواعالإرهاب الفكري، عن طريق قلب الحقائق وتحريف الكلم عن مواضعه،والاستعداءوالتأليب، بشكل سافرٍ وقبيح؛ يُظهِرُ بِجَلاءٍ زيف ما ينادون به من شعارات: التعايش، وقبولالرأي الآخر، متذرعين في ذلك كله بالحرص على المصلحةالوطنية، وحفظ المكتسبات التنموية، ودرءالفتنة والسعي إلى الرقيوالازدهار، وهم على التحقيق أشد أعداء الوطن، وهم البلاء الماحق، والذلالحاضر، والهلاك المحقق، والقيد الربوض الذي يسعى إلى النـزول بهذه البلادالمباركة إلى الحضيضالأوهد من الذل والتبعية لأعداء الإسلام، عن طريق مسخالهوية الإسلامية لهذه البلاد، وتغريب نسائهاوإفسادهن بترويج الاختلاطالمشين، والزج بالمرأة بما لا يتلاءم مع فطرتها لتكون سلعةً رخيصةًلأربابالشهوات، ولتصبح معول هدمٍ وتدميرٍ لهذه البلاد،متجاهلين بذلك ما حذَّر منه الرسول صلى الله عليه وسلم حيثقال: «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء»،وقولهصلى الله عليه وسلم : « فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإنأول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء»،بل ومتناسين ما قامت عليه هذه البلاد من تحكيم للكتابوالسنة، كما جاءصريحاً في المادة (السابعة) من النظام الأساسي للحكم، ونصها: (يستمد الحكم فيالمملكة العربية السعودية من كتاب الله وسنة رسولهصلى الله عليه وسلم ، وهما الحاكمان علىهذا النظام وجميع أنظمةالدولة).وانطلاقاً مما أوجبه الله على أهل العلم منبيان الحق وعدم كتمانه والأمر بالمعروف والنهيعن المنكر، والنصيحة للهولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم، واستجابة لما وجه به خادمالحرمين الشريفين – وفقه الله لمرضاته – أبناءَ شعبه في خطاب البيعة طالباًمنهم إعانته على حملالأمانة، وألا يبخلوا عليه بالنصح والدعاء، وما أوصىبه العلماءَ من خدمة العقيدة والأمر بالمعروفوالنهي عن المنكر، وألاتأخذهم في الله لومة لائم (صحيفة الجزيرة: 7/3/1430هـ، عدد: 13306)،انطلاقاً من كل ما سبق فإن الموقعين على هذا البيان يودون توضيحالتالي:-
أولاً: أننا نؤيد بجلاءٍ كل مشروع علميٍ أو خِدمِي منضبطٍ بالضوابطالشرعية، ويحقق مصلحة راجحةًللمسلمين، كالجامعات والمعاهد العلمية ومراكزالأبحاث ونحوها، ومن ذلك جامعة الملك عبد اللهللعلوم والتقنية التي تُعدُّصرحاً علمياً يتمتع بإمكانيات ضخمة، إلا أننا نناشد خادم الحرمين الشريفين ـ وفقه الله لمرضاته – أن يُخضِع هذه الجامعة للضوابط الشرعية والنظامية، إذإن تأييدنا لهذا الصرحالعلمي المتميز يدفعنا لاستكمال ما فيه من نقص أوخلل، ومن ذلك ما يقوم عليه نظام الجامعة من
اختلاط بينالجنسين.
ثانيا: أن ما شغَّب به هؤلاء الصحفيون من كون الاختلاط لا يُعدُّأمراً محرما، هو من الجهل العظيم،ومن القول على الله بغير علمٍ الذي هو منأعظم الموبقات، وقد دلت نصوص الكتاب والسنة والإجماع على تحريم اختلاطالرجال بالنساء على الوجه الذي يثير الفتنة، وكل ما حاولوا أن يوهموا به الناسمن شواهد تدل على إباحة الاختلاط بين الجنسين ؛هو استشهاد بما هو خارج عنمحل النـزاع؛ ذلك أنالشريعة لم تحرم من الاختلاط ما كان عارضاً أو لضرورةأو لحاجة ملحة، كمشاركة المرأة فيتمريض المقاتلين للضرورة، وحضورهاللمساجد ونحوه؛ ذلك أن المحرم في الشرع هو الاختلاط الدائمالذي يؤدي لرفعالكلفة بين الجنسين، وإليه الإشارة في قولهصلى الله عليه وسلم في حديث عقبة بن عامر: «إياكموالدخول على النساء، فقالوا: يا رسول الله، أرأيت الحمو؟، فقال: الحموالموت» متفق عليه، ومنصور الاختلاط المحرم الذي لا يشك عاقل في تحريمهالاختلاط في أماكن العمل والدراسة، يقول الإمامابن القيم – رحمه الله) :لا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر، وهو منأعظمأسباب نزول العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة، واختلاطالرجالبالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا، وهو من أسباب الموت العاموالطواعين المتصلة ... ولو علمأولياء الأمر ما في ذلك من فساد الدنياوالرعية قبل الدين لكانوا أشد شيء منعًا لذلك)،[ الطرق الحكمية (1/407-408).]ونصوص أهل العلم من فقهاء المذاهب الأربعة وغيرهم من الفقهاءالمعاصرين فيهذا الشأن كثيرةٌ جداً، وقد جاء على لسان المؤسس الملك عبدالعزيز- رحمه الله – ما نصه: (أقبح ماهناك في الأخلاق، ما حصل من الفسادفي أمر اختلاط النساء بدعوى تهذيبهن وفتح المجال لهن فيأعمال لم يخلقنلها...)، كما جاء في الأمر الملكي ذي الرقم: (11651 في: 16/5/1403هـ) مانصه: (إن السماح للمرأة بالعمل الذي يؤدي إلى اختلاطها بالرجال أمرٌ غيرممكن، سواءً كانتسعودية أو غير سعودية، لأن ذلك محرمٌ شرعاً؛ لما يفضيإليه من شرٍّ وفتنة وفوضى أخلاقية).ومنالعجيب أنه في الوقت الذي يستميتفيه دعاة الاختلاط إلى تطبيعه في بلاد الحرمين، بدأت تتعالىأصوات العقلاءفي المجتمعات غير الإسلامية داعية إلى الفصل بين الجنسين، ومن ذلك ما قامت بهمؤسسة (Singl ****** ducatian) التي سعت مع غيرها من مؤسسات المجتمع المدنيفيالولايات المتحدة الأمريكية إلى توعية المجتمع الأمريكي بخطر الاختلاط،حتى نجحت، وبعد سجال دامعشر سنوات في إقناع الحكومة بذلك، فكان أن صدرقانون في عام (2006م) يسمح بفتح مدارسحكومية غير مختلطة، كما تقول الكاتبةالشهيرة (اللادي كوك) بجريدة (الإيكوما): (إن الاختلاط يألفهالرجال، وقدطمعت المرأة فيه بما يخالف فطرتها، وعلى قدر كثرة الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنا .. علموهن الابتعاد عن الرجال، أخبروهن بالكيد الكامن لهن بالمرصاد)[المرأة بين الفقه والقانون،لمصطفى السباعي]
ثالثاً: أننا نطالبجهات الاختصاص بإحالة من تورط من هؤلاء الصحفيين في تجريح العلماء ولمزهموالانتقاص من قدرهم ونعتهم بما لا يليق من الأوصاف، إلى التحقيق، ومن ثَمإلى القضاء الشرعي،وذلك نظراً لخطورة ما اقترفوه من جرم.
يقولالعلامة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله تعالى - إن: (جرح العالم ليس جرحاًشخصيا، بلهو جرح لإرث محمد صلى الله عليه وسلم، فإن العلماء ورثةالأنبياء، فإذا جرح العلماء وقدح فيهم، لميثق الناس بالعلم الذي عندهم، وهو موروث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحينئذٍ لا يثقونبشيءٍ منالشريعة التي يأتي بهاهذا العالم الذي جُرح) [العلم والدعوة] 5/159].
رابعاً: أننا نناشد جميع العلماء والدعاة وطلاب العلم في هذه البلادالمباركة أن يقوموا بدورهم في بيانالحق والنصح للخلق، والأمر بالمعروفوالنهي عن المنكر، والالتفاف والتواصل مع ولاة الأمر- وفقهم الله لمرضاته- بما يحقق وحدة واستقرار هذه البلاد، فإن الواجب عظيم، والتبعة جسيمة،والأخطار محدقة، يقول الإمام أحمد – رحمه الله -: (إذا أجاب العالم تقيةً،والجاهل بجهل فمتى يتبينالحق) [الآداب الشرعية 1/183].
خامساً:أننا ندعو عموم المسلمين إلى تقوى الله تعالى في السر والعلن، والتمسك بهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ،والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، والأخذ عن أهل العلم المشهود لهمبالصلاح والتقوى، والالتفافحولهم، والسمع والطاعة لولاة الأمر في المعروف،وبذل الجهد في كل ما من شأنه الرقي بالمجتمعوتحقيق الصالح العام، وحفظالأمن، والحرص على مكتسبات هذه البلاد المباركة.
نسأل الله تعالى أن يوفقالجميع لمرضاته وأن يدفع عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
الموقعون:
م الاســـم
1 د. سليمان بن وايل التويجري عميد كلية الشريعة بمكة سابقاً
2 الشيخ/ داود بن أحمد العلواني رئيس كتابة عدل الأولى بجدة سابقاً
3 الشيخ/ خضران بن مساعد بن عبد الله قاضي تمييز بمكة المكرمة
4 د/ محمد بن صامل السلمي عميد كلية الشريعة بمكة سابقاً
5 أ.د/ أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي أستاذ الدراسات العليا بجامعة أم القرى
6 الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الرحمن العجلان مدير المعهد العلمي بمكة سابقاً
7 الشيخ/ بدر بن إبراهيم الراجحي قاضي بالمحكمة العامة بمكة
8 الشيخ/ نزار بن صالح الشعيبي قاضي بالمحكمة العامة بمكة
9 د/ عبد الله بن عبد الكريم الحنايا عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
10 د. خالد بن عبد الله الشمراني أستاذ الفقه المشارك بجامعة أم القرى
11 د. إبراهيم بن علي الحذيفي عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
12 الشيخ/ إبراهيم بن خضران الزهراني كاتب عدل بمكة المكرمة
13 الشيخ/ حمود بن عبد العزيز التويجري تعليم مكة المكرمة
http://www.islamlight.net/index.php?...d=15468&Itemid =33