بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا نعلم أنه إذا أقيمت مبارة رياضية مهمة فإن عشرات الآلآف من الجماهير الرياضية العريضة تملأ المدرجات ، ومئات الآلآف بل لانبالغ إذا قلنا مئات الملايين يتابعون الفعاليات الرياضية عبرشاشات التلفزيون والآف الملايين يهتمون بدرجة أو أخرى بأحوال الرياضة في جميع بلاد العالم
ومع ذلك فهناك في مجتمعنا المحافظ عدد غير قليل من العوائل وأولياء الأمور ينظرون للمجتمع الرياضي نظرة سلبية ودونية ،فضلا عن السماح لأحد أبنائهم بالمشاركة في أحد الأندية مهما كانت موهبته
لذلك فإن وجود شخصيات ذات سمعة حسنة وفكر راقي ومنهج واضح ومكانة إجتماعية مرموقة أصبح ضروريا في مجتمعنا الرياضي من أجل ردم هذه الفجوة وتقريب الهوة وتعديل النظرة السلبية تجاه الأندية والمجتمع الرياضي عموما
إذا كانت العرب تقول : (الولد سر أبيه) فإن الأمير عبدالرحمن بن مساعد وقد تربى على يدي والده الأمير الزاهد مساعد بن عبدالعزيز- شفاه الله- وحفظ معه أجزاء من كتاب الله، كان هو الشاعر الذي يتحدث بلسان الفقراء ويعبر عن معاناتهم مع أنه ينتمي لهذه الأسرة الكريمة القوية الغنية ، وهو الشاعر الذي يبدء أمسياته الشعرية بذكر الله وآيات من القرآن الكريم ، ويمدحه كثيرون بهذا ، ثم دخل المجال الرياضي وبنادي الهلال بالذات فصار منهجه المعروف عنه بإستشهاده بآية أو حديث محل إنتقاد ، والعصا التي يحملها محل شكوك ،وذكره لله عز وجل أثناء متابعته للمباريات قد يكون لأغراض أخرى ،وصرفه الملايين لدعم فريقه تبذيرا ، ومبادرته الغير مسبوقة في الأندية لدعم الجمعيات الخيرية هدفها هو مجرد الدعاية والإعلام ،وزيارته في رمضان لنجم منتخبنا الوطني نايف هزازي ليس من باب كسب الأجر وإشاعة روح المحبة ونبذ التعصب أو تخفيفه ، بل الهدف هو تسجيل النجم نايف وإنتقاله لنادي الهلال ، وهكذا يستمر التعصب وقد نخسر بسببه- لاقدر الله- إبتعاد مثل هذه الشخصيات الكبيرة والإيجابية
أعلم أن الأمير بين المطرقة والسندان، فعدد من الهلاليين يرون أن الطيب والأخلاق الكريمة لاتنفع في مجتمعنا الرياضي ! ولابد من الحزم والصوت القوي ومبدء خذوهم بالصياح لكي يهابك الآخرون فلا ينتقصوا حقوقك، وأذكر في هذا المقام نبي الله موسى عليه السلام فقد كان له خصوم يكيدون له، وهذا طبيعي ،ولكن مما زاد الأمر عليه صعوبة إنتقادت أنصاره وأعوانه حيث قالوا له من ضمن ماقالوا ( أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ماجئتنا ) لكنه نبي كريم وائق بربه، فلم تغيره كل هذه الضغوط عن منهجه الصحيح
النقد الهادف مطلوب للتصحيح وللتطوير ، والمدح الواعي إذا جاء في وقته ومحله المناسب فهو من أسباب رفع الروح المعنوية للمخلصين والمجتهدين ولذا فنحن نفرح لكلمة حق تقال لأهلها وفي مكانها، والمقالات الهادفة كثيرة منها على سبيل المثال مقال الأخت المملكة الذي تحثنا فيه على التصويت للأمير عبدالله بن مساعد لنيل جائزة أفضل داعم للرياضة ، كما كتب الأخ الوليد مقالا بعنوان صهيل الخيول الزرقاء أبدع فيه الفنان التشكيلي إبراهيم الضبيعي وفيه ئناء على جهودالأميرين عبدالله و عبدالرحمن بن مساعد ودعم الأخير للجمعيات الخيرية ،وكتب حمود السلوة في الرياضية يمتدح زيارة الأمير لنجم الإتحاد هزازي ،وأما عني شخصيا فقد وقف معي الأميرعبدالرحمن وقفة كبيرة لا أنساها مع أنني لم أقابله في حياتي أبدا-وأسأل الله أن ييسر ذلك قريبا- ولم أرى وجهه الطيب إلا من خلال الإعلام ، وبعد ذلك وقف معي شقيقه الأمير عبدالله موقفا شهما وكريما لم يعلم به الإعلام ، ولا يعرفه بعد الله إلا الإخوة في مكتب سموه وزميل الدرب منصور بشير ،ولا أملك إلا الدعاء لهما بظهر الغيب ،وأن ندعمهما ولو بكلمة طيبة ،ولعل هذه الكلمة من هذا الباب ،وهي كذلك من باب قول النبي عليه الصلاة والسلام عندما سئل عن المؤمن يعمل الخير يبتغي به وجه الله، لكن يشتهر الأمربين الناس فيمدحونه فيفرح لمدحهم فقال عليه الصلاة والسلام: (تلك عاجل بشرى المؤمن ) ،والبشرى ليست لإبني مساعد فقط ولكنها لنا جميعا معشرالزعماء ولمجتمعنا الرياضي بوجود هذه النماذج
خاطرة ورسالة للنجم ياسر وزملاؤه قبل الديربي : كتب الأخ بندر مقالا بعد مباراة الوحدة أمس يعبر فيه عن قلقه من مباراة الديربي القادمة لأن فوز الهلال وتفوقه الفني مع خسارة النصر من الشباب قد تغر الهلاليين وتعطي النصر قوة نفسية وحماس، فالنقص يولد القوة كما يقال، وأقول هذا من جهة صحيح وينبغي التنبه له ،ومن جهة أخرى فإن الثقة بالنفس التي تجعل المرء يتقن عمله بلا تردد ولاتلجلج هي صفة مطلوبة وضرورية خاصة في مباريات الديربي وغيرها من المباريات الهامة ،وللأسف فإن الإهتمام بالإعداد النفسي شبه مفقود في أنديتنا ومنتخباتنا ،قد توجد محاولات وإجتهادات هنا أو هناك ،لكن إعداد اللاعبين وتطوير مهاراتهم الذاتية النفسية والإجتماعية أصبح علما له أهميته في الدول المتفوقة رياضيا وأرجو أن يتيسر حديث خاص عن هذا قريبا
مبارك عليكم العيد أيها الزعماء –بعد الزحمة- ومبروك رجوع النجمين ياسر والشلهوب إلى الإبداع والتألق ، ونسأل الله لهما ولبقية الزملاء مزيدا من التوفيق .....