
20/09/2009, 06:07 AM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 29/07/2004 المكان: أرض الله الواسعة !
مشاركات: 2,160
| |
أحقاً عدتَ يا عيدُ ؟! 
{ بدء } ...
ليضع كل واحد منكم يده على صدره .... على الموضع الذي ينبض في جوفه ...
و ليتحسّس قلبه فلرُبما وجد شيئاً لا يستطيع أن يناله الآن في ساعته ...
و تتقطع نفسه حسرة ًعليه ...
و لربما وجد ( الزمانَ / المكانَ / العيدَ ) الذي فقده !! \
/
\
/
لا شيء أجمل في الوجود من هدأة السحر و سكونه ... و لا أعذب من خلوة تتكشف فيها معالم النفس الخفية التي أتعبتها الحوادث و الأيام في لحظة صفاء ...
و خيوط فجر هذا العيد تطل بآمالها على أتراح هذا القلب المرهق الذي أضناه البُعد و شتّته صخب الحياة !
كانت السماء هادئة نقيّة لا يُعكّر صفوها غيم مُثخن و لا سحابٌ مركوم تتنفس الصبح المقبل... قد كساها هذا الشفق المنبعث في أطرافها حلةً ذهبيةً بهية ...
و هذه النسائم الباردة التي تحمل معها عبق الأزهار المتفتحة على نسقٍ فريد و تعطّر بأريجها هذا الأفق الممتد بين الأرض و السماء ... و للطيور تغريد يُشنف الأسماع و يُبهج الروح و يُسعد النفس فقامت تترنّم بأنشودة الفرح و لحن الحياة .... و تشكلت لوحة فنية لو اجتمع أمهر الرسامين و الفنانين من كل أقطار الأرض لما استطاعوا عمل مثلها و أنّى لهم أن يأتوا بمثلها و تلك صنيعة الله _ تبارك و تعالى _ ...
هنالك انسكبت روحي في صفحة السماء و ارتفعت حتى رأيت الأشياء التي كنت أحسبها لجهلي كبيرة قد تبدّل حالها و أصبحت حقيرة لمّا رأيتها من علِ !
و ما أكثر الأشياء التي خُدعنا بها بإرادتنا و سبق علمنا عندما ازّينت لنا لأننا لم نرضَ إلا أن نراها بعينٍ واحدة حتى لو كان بها حول !! \
/
\
/
و أذّن مؤذنٌ في المدينة أن هلال العيد قد حل ....
و أنّ على الناس أن يتجهزوا لاستقبال الفرح و بشائر السرور ... كلٌ بحسب بؤسه و شقاءه !
فشتّان بين عيد من أسرف بفضل ماله و عيد من يستجدي ما يملأ خواء معدته و لو بجيفة حمار !
و شتّان بين عيد من اكتسى أجمل ثيابه و عيد من لبس الأسمال البالية !
و شتّان بين عيد من أصبح آمناً في سربه مُعافى في جسده و عيد من أصبح مُحتلاً في بلده مُعتلاً في صحته !
و شتّان بين عيد من أضاء ليله بالمُفرقعات و عيد من صُـبّت على رأسه المتفجرات !
و شتّان بين عيد من جمعه الله بمن يُحب و عيد من يبكي فِراق من أحب !
:
:
و الناس يهرعون إلى أسواقهم ليبتاعوا من جديد الثياب و لكن ما فائدتها إذا رجعوا إلى دورهم ولم يجددوا نفوسهم و أخلاقهم و يزيلوا أكنَّة قلوبهم ....
و الأثير يمتلئ بآلاف مؤلفة من رسائل التهنئة بالعيد و قدومه مع أن ما يستحق التهنئة هو أن يأتينا و نحن بأفضل حالٍ منذ آخر مرةٍ زارنا فيها , فهو سيأتي في كل عام مرتين سواء شهدناه أم كنا فيه من الغائبين !
يتقابل الناس تعلو محياهم ابتسامات مُشرقة و تبرق من أعينهم قناديل السعادة و الحبور و لو فتّشت عمّا بدواخلهم و ما تكنّه صدورهم لرأيت أن لكل واحد منهم شيء يهزه و يعذبه !
و لكن هذا يومٌ يُعلن فيه الفرح و يُكتم فيه الحزن . \
/
\
/
قال : حدّثني عن عيدكم ؟
قلت : عيدي لا أرى له أثراً عندي كما كان بالأمس !
لكن ابحث عنه , ستجده في عيون أولائك الأطفال ببراءتهم و طهرهم و هم يطوفون بثيابهم المزركشة فرحين حول أهلهم و أقاربهم كما تحوم الفراشات الملونة حول الزهور...
عيدي ستجده في تلك الأزقة التي أفتقدها ., وفي زوايا ذلك المجلس في البيت القديم ... عيدي تجده في تلك الموائد العامرة التي رحلت مع جدي _رحمه الله _ ... عيدي جلُّـه سكن في الذاكرة و قليلٌ منه أعيشه الآن !
و إن كان للعيد لذة الآن , فإنها حتماً تتمثل بذلك المنظر المهيب عندما تبزغ الشمس و الرجال و النساء و الولدان قد خرجوا يؤدون صلاة العيد و المسجد يضج بالتكبير ...
الله أكبر ... الله أكبر ... الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر ... الله أكبر
و لله الحمد
{همسة } ...
كل عام و أنتم أبهى و أجمل  كُتب على عجل قبل صلاة العيد |