
28/08/2002, 09:09 PM
|
كاتب رياضي | | تاريخ التسجيل: 09/08/2002
مشاركات: 240
| |
الهلال ومشروع .. (هين هين يا الضبان) قال (خرافة) : ذات مرة ذهبت إلى نادٍ قيل أنه يشبه الهلال .. لأرى ما الذي حدث بعد الانتقال من الهواية للاحتراف ..
في الطريق تساءلت بيني وبيني : ترى بعد أن استوفت فكرة ممارسة الرياضة كهواية وجاءت فكرة الاحتراف هي البديل لاستمرار التقدم ما الذي حدث في الأندية ؟
حين وصلت إلى النادي كان في استقبالي أمين عام النادي (بن حليت).
بعد كلمات المجاملة وشرح أسباب زيارتي للنادي .. قال لي : من أين تريد أن نبدأ ؟
ـ كما تحب ·
[c]مركز المعلومات[/c]
قال بن حليت : هنا مركز للمعلومات عن كل لاعبي الفرق ، نعرف نقاط الضعف والقوة لدى كل فريق ، لدينا أيضا معلومات دقيقة عن كل لاعبينا، لنعرف جوانب التميز عند اللاعب فنحافظ عليها وجوانب الضعف لنحاول معالجتها وتقويتها·
في هذا المركز .. نتائج لاختبارات دورية نجريها على اللاعبين ، وهذه الاختبارات كفيلة بإيجاد إجابات على أسئلة كثيرة مثل : هل اللاعب في تطور مستمر ·· أم أنه توقف عند هذا الحد؟
هل اللاعبون في تطور أم أن المدرب لا يقوم بالمهام المناطة به ..؟
هل سبب عدم التجانس بين اللاعبين المشاكل ، أم أن هناك فارقاً كبيراً بين مستويات اللاعبين؟
استرسل (بن حليت) : هناك أيضا مكتبة بها كل ما يهم اللاعب من كتب واشرطة تعليمية ، بل أننا في صدد إدخال (الإنترنت) ليتم مراسلة الجامعات في العالم لمعرفة ما هي آخر البحوث والدراسات في علم الرياضة ، لدينا أيضا قسم للترجمة .
أيضا تطوع بعض دكاترة الجامعة بالحضور مشكورين على حسابهم الخاص ليشاركوا في هذه النهضة لإلقاء محاضرات في الطب الرياضي، علم النفس الرياضي ، علم الحركة، فسيولوجيا التدريب ·· الخ .
قلت له : وهل تطلبوا من اللاعب أن يحضر في أوقات معينة؟
قال ساخراً : اللاعب تغير يا خرافة .. فقد أصبح أكثر وعياً ويعرف أنه كمحترف عليه أن يجود سلعته ليصبح الطلب عليها عالٍ ، لهذا يأتي دون أن نطلب منه ليطور مستواه ، بل أنك لا تستطيع محادثته بعد الحادية عشرة ليلاً لأنه ينام مبكراً ·· فهو لا يهتم للبلوت ولا للقنوات الفضائية ولا حتى للتلفون ·· تخيل .
[c]نمط تدريبي موحد[/c]
انتقلت مع مدير العلاقات إلى الملاعب وشاهدت الفرق بجميع دراجاتها، ما أذهلني وأثار دهشتي ليس طريقة اللعب فقط بل حتى الخطط التكتيكية موحد ، مما دفعني لسؤاله ·· ما الفائدة من هذا النمط الموحد؟
قال (بن حليت) : فيما مضى كانت الأشياء غير واضحة لدينا ، فكان مدرب الدرجة الأولى له طريقته الخاصة ، ومدرب الشباب له خططه والأشبال يتدربون بشكل مغاير عن الجميع .
الآن وبعد الاحتراف اكتشفنا أن اللاعب يحتاج إلى وقت طويل ليتأقلم مع الخطط وطريقة اللعب حين ينتقل من درجة إلى الدرجة التي تليها، وبهذا النمط من التدريب توصلنا إلى حل مشكلة التأقلم ، توصلنا لجعل اللاعب أكثر اتقانا لطرق التدريب·
[c]مدرسة نموذجية[/c]
في قسم مستقل بذاته عن النادي، هناك مدرسة لم أر في حياتي مثلها، هكذا تكلم (خرافة) وتابع : كان هناك أطفال يمارسون السباحة .. وأطفال يمارسون الجمباز ، سألته لم السباحة والجمباز بالذات؟
فأخبرني أن السباحة تقوي عضلات الطفل دون أن تجعلها تبرز ، والجمباز يمنح العضلة مرونة قسوة .. وهذه هي النواة الأولى لصنع لاعب جيد بغض النظر عن أي لعبة سيبرز بها .
سألته ماذا لو لم يبرز في أي مجال رياضي ؟
أجاب : يكفي أننا صنعنا للمجتمع إنسان ذو لياقة بدنية جيدة تساعده على الإنتاج .
أخبرني (بن حليت) أن لديهم فصولا دراسية لتقوية الطالب في المواد التي يحتاج إلى تقوية بها ، وإن هناك فريق عمل من أخصائيين اجتماعيين وأطباء نفسانيين مهمتهم ربط العلاقة بين البيت والمدرسة والنادي وهؤلاء يعرفون أسر كل لاعب ويحاولون تهيئة الجو الصحي ليتعلم اللاعب ، من مهامهم أيضا حل المشاكل الأسرية للاعب .
أولياء الأمور يطالبونا بضم أبناءهم للنادي ، بل هناك فكرة أن يصبح هذا القسم أشبه بمدرسة يتم تسجيل اللاعب بها مقابل مبلغ معين لمساعدة الأسرة على بناء جيل قوي .
هل تعلم يا خرافة : إن المدرسين المتطوعين جاءوا حباً في التدريس وليس حباً في الراتب .
[c]نهاية قصة خرافة[/c]
قال (خرافة) لأمين عام النادي : إن مثل هذا النادي يحتاج إلى مبالغ طائلة ، فهل تكفيكم معونة الرعاية ، ثم كيف تغطون كل هذه المصاريف·
فأجاب : لابد أن تعلم أن النادي وجد ليكون مساعداً لرعاية الشباب وليس عالة عليها، فنحن وبلا فخر في هذا النادي لدينا أعضاء شرف قرروا أن يضعوا مبلغ كرأس مال لمشاريع تصب أرباحها في خزينة النادي ، بل هم الآن ـ أي أعضاء الشرف ـ في صدد وضع اللمسات الأخيرة لإنشاء مصنع في الربع الخالي لتعليب الضبان·
اسم هذا المشروع (هين هين يا الضبان) .
ــــــــــــــــــــــــــ
تنويه :
يحق لعشاق الفرح الانتظار على قارعة المستقبل .. يمكن لهم أن يهربوا لأحلامهم كي لا يموتوا انتظارا ..
ملاحظة:
الخرافة : في التقليد العربي هي نسبة إلى رجل اسمه خرافة ، اشتهر بسرد الروايات والأخبار التي يتعذر تصديقها ، والخرافة هي اعتقاد أو نظام من المعتقدات تستند إلى روابط متخيلة بين الأحداث وغير قابل للتبرير على أسس عقلانية. |