![]() |
صـــام ... ولم ... يصـــم صام .. ولم يصم!! *** مما لاريب فيه أن شهر رمضان فرصة لتحقيق العبودية في أسمى معانيها لما فيه من الخضوع لله والامتثال لأمره ، والافتقار له والانكسار بين يديه ( لمن عرف حقيقة الصيام ) ؛ ولأنه تقرب إلى الله بأحب الأعمال إليه من جهة أنه فريضة ( وماتقرب إلي عبدي بشي أحب إلي مما افترضته عليه ) [متفق عليه] ، ومن جهة أن الله اختصّه وجزاءه بنفسه : " إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به " [رواه البخاري].. فإذا حقق الصائم الإيمان والاحتساب فيه حصل له من المغفرة بقدر ماوقر في قلبه منه ؛ ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه ) [متفق عليه] ، فإن جمع مع الإيمان التقوى أثناء صيامه جعله الله من أوليائه الذين قال فيهم : { ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون } .. وتحقق للمجتمع- بأسره- أعظم أسباب نزول الخيرات والبركات التي وعد الله بها كما في قوله : { ولو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض } ، فضلاً عما يترتب عليه من تزكية للنفس ، وإصلاح للذات ، وتربية على معالي الخلال ، وكريم الخصال ، إضافة إلى الأجر الأخروي الذي لامنتهى له .. وإنما تتحقق للصائم تمام العبودية وكمالها ؛ بصيام (الجوارح) الوارد في قوله - صلى الله عليه وسلم - : "إذا كان يوم صوم أحدكم فلايرفث ولايفسق ولايصخب ولايجهل" [رواه البخاري وغيره بألفاظ متقاربة] ؛ فإنما تتحقق العبودية للصائم حين يمتثل أمر الله تعالى بالبعد عن هذه المنهيات الأربع : فلا يرفث ( أي : يبتعد عن الكلام أو النظر أو السماع لكل مايثير الشهوة،ويحرك الغريزة..) . ولا يفسق (بالوقوع في كبيرة أو الإصرار على صغيرة) . ولا يصخب ( وهو الصراخ ورفع الصوت بالكلام البذيء كالسخرية والكذب والغيبة ) . ولا يجهل ( وهو ضد الحلم ويدخل فيه كل تصرف سيء أو تعرض لأحد بالأذى ) ؛ فإن سابه أحد أو شاتمه أوقاتله ( ممن لم يقدر للصيام قدره ولم يتأدب بآدابه ) فليقل ( فليقابل هذه الإساءة ) بأن يقول " إني صائم " ؛ تذكيراً لنفسه بما يجب عليه من تعظيم شأن الصيام ، والتأدب بآدابه ، لتصبر على الإساءة ، ولا تقابلها بالمثل ، وتعليماً للمتعدي بما يجب حال الصيام من التأدب بآدابه ، ليقبله الله ولايرده على صاحبه.. فمن تقرب إلى الله بترك المباحات ( يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ) ثم ارتكب المحرمات ، كان بمثابة من يترك الفرائض ويتقرب بالنوافل ، فأي فائدة من ترك الطعام والشراب عند من لم يحفظ جوارحه من الجهل والباطل ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش" [صححه بن خزيمة ،وابن حبان والحاكم] بل إن من لم يتعبد الله ( بحفظ الجوارح ) ؛ فكأنه لم يصم قال - صلى الله عليه وسلم - : " من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجه في أن يدع طعامه وشرابه " [البخاري] ؛ أي لا أجر له على صيامه عند بعض أهل العلم..! فما أشد غفلة الناس عن (صيام الجوارح) ، وجهلهم بفضله وأهميته ، وتحقيقه للعبودية ، فما أسهل الصيام لو كان مجرد ترك للطعام والشراب ، وما أصعب القيام بحقيقة الصيام .. حتى قال بعض السلف : [ أهون الصيام ترك الشراب والطعام ..!] فكيف يشعر بلذة العبودية لرب البرية من تقرب إلى الله تعالى بترك المباحات ، وبارزه بارتكاب المحرمات ؟! فصيام الجوارح أشد على النفس وأصعب من الصيام نفسه ، قال جابر - رضي الله عنه - : "إذا صمت فليصم سمعك و بصرك و لسانك عن الكذب و المحارم ، ودع أذى الجار ، و ليكن عليك وقار و سكينة يوم صومك ، ولا تجعل يوم صومك و يوم فطرك سواء" . ( قلم الشيخ حميدان الجهني) |
الرجاء من الاعضاء والعضويات الكرام الدخووول في الموضوع |
وينكم يا اعضاء المنتدى اذا سمحتو ابي ردووووووود |
الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 11:38 AM. |
Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd