05/09/2009, 06:37 AM
|
زعيــم متواصــل | | تاريخ التسجيل: 05/02/2007
مشاركات: 136
| |
لو ذقت لذة حلاوته لهجرت الشواغل ! جاء في فضل تلاوة القرآن الكريم من كتاب المواهب الحسان في وظائف شهر رمضان ((من جمع وتأليف ناصر الباتل العبري الحربي )) نقلتها كتابةً تيسيراً لي من مشقة مسح الكتاب ولكم من تحميل الصفحات .. الحمد لله وبعد قال الله تعالى : {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الحشر21 يخبر تعالى عن عظمة القرآن وفضله وجلاله وانه لو خوطب به صُمُّ الجبال لتصدعت من خشية الله فهذه حال الجبال وهي الحجارة الصلبة وهذه رقتها وخشيتها وتدكدكها من جلال ربها وعظمته وخشيته ! فيا عجبا” من مضغة لحم كانت أقسى من هذه الجبال تُخَّوف من سطوة الجبار وبطشه فلا ترعوي ولا ترتدع وتسمع آيات الله تتلى عليها فلا تلين ولا تخشع . فيا أيها الغافل عن تدبر القران : الى متى هذه الغفلة ؟ قل لي وتكلم حنانيك , بادر بصالح الأعمال قبل ان تندم . واعلموا رحمكم الله ان شهر رمضان له خصوصية بالقران كما قال تبارك وتعالى : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ }البقرة185 واخرج الإمام احمد من حديث بريده رضي الله عنه مرفوعا: ” إن القران يلقى صاحبه يوم القيامه – حين ينشق عنه القبر – كالرجل الشاحب فيقول هل تعرفني ؟ أنا صاحبك الذي أظمأتك بالهواجر وأسهرت ليلك , وكل تاجر من وراء تجارته , فيعطى المُلك بيمينه , والخُْلد بشماله , ويوضع على رأسه تاج الوقار ثم يقال له : اقرأ وارق في درج الجنة وغرفها فهو في صعود مادام يقرأ , هذاً كان او ترتيلا ” انظر الصحيحة 2829 وفي حديث عبادة بن الصامت الطويل : أن القران يأتي صاحبه في القبر فيقول له : ” أنا الذي كنت أسهر ليلك واُضمئ نهارك , وأمنعك شهواتك وسمعك وبصرك , فستجدني في الأخلاء خليل صدق ثم يصعدُ فيسأل له فراشاً ودثاراً , فيؤمر له بفراش من الجنة وقنديل من الجنة وياسمين من الجنة ثم يدفع القران في قبلة القبر فيوسع عليه ما شاء الله من ذلك ” ذكره ابن رجب في اللطائف 320 ولم أجده عند غيره ولكني لم استقص البحث فيا من يعاتبه القران وقلبه غافل ! وتناجيه الآيات وفهمه ذاهل ! يا مشغولاً عما ينفعه وبما يضره متشاغل ! يا معرضاً عن تدبر القرآن وقلبه جائل في المزابل ! تالله لو ذقت لذة حلاوته لهجرت الشواغل ! ولكنك أغريت بما يفنى فضللت يا جاهل ! فسيبين لك الخسران عن قلائل ! فاستدرك ما فات فالعمر زائل ! ويوشك أن سفينته قد رست بالساحل ! وقد آن سفرك للآخرة , ولا زاد ولا رواحل ! إن وعدت بالتوبة فوعد مماطل ! وإن لاحت لك الشهوات وثبت وثوب ليث صائل ! وتمر بك أوقات الوسائل والفضائل ! وانت في لهوك متباطء متثاقل ! افترى يرضى بمثل صنيعك عاقل ! ,, في التأدب مع القرآن العزيز اعلموا -رحمكم الله – أن تلاوة القران لها فضل عظيم واعلموا أن المطلوب هو القراءة بالتدبر , وأول ما يؤمر به القارئ : الإخلاص في قراءته , وان يريد بها وجه الله سبحانه , ولا يقصد بها توصلا إلى شيء سوى ذلك وأن يتأدب مع القران بأن يقرأ طاهرا مستقبلا القبلة ويستاك اذا اراد القراءة بالسواك وينظف فمه ويستحضر في ذهنه أنه يناجي الله سبحانه وتعالى بكلامه فيقرأ على حال من يرى الله فإنه إن لم يره فإن الله يراه ثم يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم : قال الله تبارك وتعالى : {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ }النحل98 فإن إبليس اللعين إذا أراد العبد قراءة القرآن أجلب عليه بخيله ورجله ليشغله عن المقصود بالقرآن وهو : تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد به المتكلم سبحانه , ويكره هذّ القراءة من غير تدبر ويكره أيضاً تمطيط القراءة بالمجاوزة الى الألحان وقد يكون ذلك حراماً ولا ينبغي هذرمة القراءة وهذّها من غير تدبر ولا تفكير . فعليكم – عباد الله – تدبر كتابه العزيز وتفهم معانيه ولا يكن هم أحدكم بالقراءة أخر السورة من غير تدبر , قال ابن مسعود رضي الله عنه : ” ينبغي لقارئ القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون , وبنهاره إذا الناس يخلطون وبصمته اذا الناس يخوضون وبخشوعه إذا الناس يختالون وبحزنه إذا الناس يفرحون , ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافياً ولا غافلاً ولا ساخباً ولا صياحاً ولا حديداً ” .. وينبغي تحسين الصوت بالقراءة فيقرأ بترتيل وحزن وتدبر . هذه بعض آداب القراءة {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ }فصلت46 عباد الله : هذا شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن وفي بقيته للعابدين مستمتع .. وهذا كتاب الله يتلى فيه بين أظهركم ويُسمع .. وهو القران الذي لو أنزل على جبل لرأيته خاشعاً يتصدع .. ومع هذا فلا قلب يخشع .. ولا عين تدمع .. ولا صيام يصان عن الحرام فينفع .. ولا قيام استقام فيرجى لصاحبه أن يشفع .. ! قلوب خلت من التقوى فهي خراب بلقع .. وتراكمت عليها ظلمة الذنوب فهي لا تبصر ولا تسمع ..! كم تتلى علينا آيات القران وقلوبنا كالحجارة أو اشد قسوة ؟! وكم يتوالى علينا شهر رمضان وحالنا فيه كحال أهل الشقوة .. لا الشاب منا ينتهي عن الصبوة ولا الشيخ ينزجر عن القبيح فيلحق بالصفوة ! أين نحن من قوم إذا سمعوا داعي الله أجابوا الدعوة ؟! وإذا تليت عليهم آيات الله وجلت قلوبهم وجلتها جلوة ؟! كم بيننا وبين حال أهل الصفاء أبعد مما بيننا وبين الصفاء والمروة .. ,, كلما حسنت منا الأقوال ساءت الأعمال فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. رمضان كريم .. |