
22/08/2009, 06:38 AM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 19/01/2007 المكان: غربـة
مشاركات: 2,040
| |

ماما و طـريق الملك عبدالله !! .. بسم الله الرحمن الرحيم .. الوالدة - طوّل الله عمرها - تُعاني منذ سنوات من السكر والضغط مع الأسف الشديد . وقد كانت تحاول دائماً أن تستمر على نظام غذائي مناسب و تُمارس شيئاً من الرياضة احياناً . تحول الأمر الى روتين ممل ! خصوصاً وأنها من يفعل ذلك وحدها فلا يوجد من يُشاركها هذا ( الجهاد ) , فإقترَحت عليها إحدى الصديقات أن تُمارس رياضة المشي في (طريق الملك عبدالله ) , وقد كانت ( أبعد فكرة ) قد تخطر على بال والدتي اطلاقاً , ذلك لأنها ترى أن المكان ( مُختلط ) وقد تتعرض فيه لشيءٍ من المضايقات ! وقد كُنا نُشجعها على إتخاذ هذه الخطوة لأنها مُجدية ( بيني وبينك ) , لكنها ظلت رافضة للفكرة طوال السنوات الماضية .. وسبحان مغير الأحوال , هاهي تعود الينا بفكرة ( المشي ) في طريق الملك عبدالله ( اخيراً ) , الأمر الذي كان بعيداً عن كل التنبؤات ! وقد أثار إستغراب الجميع . فلما تناقشنا حول هذه القضية .. قالت ( التجربة ) هي التي شجعتني على الأمر , لأنني جربت المشي هناك لنصف ساعة مع صديقتي , ولم يحدث لي أي مُضايقات وكنا نمشي ( في أمان الله ) , والمكان كان ( يفتح النفس) .. * في الواقع ليست التجربة هي الدافع الأول , فـ تغيير نظرة الإنسان تجاه الأمور هو الدافع الرئيسي , وبدون ( إتساع المدارك ) لن نحصل على أي شيء جديد مفيد ! فـ عندما نأخذ الأمر من زوايا مُتعددة , فإن هذا يُتيح لنا أخذ نظرة شاملة و جيدة للموضوع , أما أن نوجه نظرتنا من خلال زاوية واحدة قد تكون( الدين , العادات , نظرة الآخرين ...الخ ) فهذه أسوء طريقة لإتخاذ قرار أو موقف تجاه أمرٍ ما . بالتالي فإن ( خطوة التراجع ) عن فكرة معينة هي خطوة جيدة وليست فاشلة . لأن التراجع قد يكون صائباً بعكس ( التمسك ) بالرأي الأول . * وأعلم تماماً أن ما أقوله ليس جديداً على حضراتكم بل هو أمر بديهي لا يحتاج لكتابته , لكن النقطة المُهمة هي ( متى نأخذ الأمور من الزوايا المتعددة ؟ ) أي , كيف نُتيح للعقل أن يأخذ الأمر من كافة الجوانب ثم ( وعلى أساس ذلك ) يتخذ القرار الذي يراه ؟ ******* أقوال ذات صلة : ( في أي مكان ترى فيه عملاً ناجحاً , ستجد شخصاً اتخذ ذات مرة قراراً شُجاعاً ) بيتر دراكر , ( العقل الصغير كالمجهر , يُكبر الأشياء التافهة دون أن يرى الأشياء العظيمة ) فيليب تشسترفيلد , ** ( الماضي الأشعث ) كثيراً ما تقودنا ( العادة ) الى عمل نفس الأمور دون تفكير , ونبقى نحن محصورون داخل دائرة التفكير المقبورة في العقل ! فلا نُفكر عند الإقدام على عمل شيءٍ ما , بل نحن نقوم به اتوماتيكياً . فلا تُداهمنا الأفكار الجديدة , التي تقودنا للتفكير بشكلٍ أكثر حكمة ! لأننا منذ البداية لم نُتح لها مساحةً ما لتجتاحها . إن التعرف على الثقافات الأخرى وتوسيع مدارك العقل عبر الإطلاع و النقاش , يُتيح للعقل تقبل كل وارد وأخذ كل جديدٍ نافع . أما البقاء في نفس دائرة التفكير الأزلية التي ربينا عليها صغاراً , فهذا يُعرقل من سير الحياة بالشكل الصحيح . لأن الدُنيا كلها تتغير ولا تعرف لوناً أو شكلاً واحداً لطبيعتها , فهي تلِدُ الجديد كل لحظة وآن ذاك فهي تدفِنُ القديم دون هوادة. فـإلى متى يظلُ هناك من هو مأسور بأفكار الماضي الأشعث , الذي لم يُتح لعقله التجديد والتفكير ؟! ******* في حفظ الله ورعايته  |