الوالدة - طوّل الله عمرها - تُعاني منذ سنوات من السكر والضغط مع الأسف الشديد . وقد كانت تحاول دائماً أن تستمر على نظام غذائي مناسب و تُمارس شيئاً من الرياضة احياناً . تحول الأمر الى روتين ممل ! خصوصاً وأنها من يفعل ذلك وحدها فلا يوجد من يُشاركها هذا ( الجهاد ) , فإقترَحت عليها إحدى الصديقات أن تُمارس رياضة المشي في (طريق الملك عبدالله ) , وقد كانت ( أبعد فكرة ) قد تخطر على بال والدتي اطلاقاً , ذلك لأنها ترى أن المكان ( مُختلط ) وقد تتعرض فيه لشيءٍ من المضايقات ! وقد كُنا نُشجعها على إتخاذ هذه الخطوة لأنها مُجدية ( بيني وبينك ) , لكنها ظلت رافضة للفكرة طوال السنوات الماضية ..
وسبحان مغير الأحوال , هاهي تعود الينا بفكرة ( المشي ) في طريق الملك عبدالله ( اخيراً ) , الأمر الذي كان بعيداً عن كل التنبؤات ! وقد أثار إستغراب الجميع .
فلما تناقشنا حول هذه القضية ..
قالت ( التجربة ) هي التي شجعتني على الأمر , لأنني جربت المشي هناك لنصف ساعة مع صديقتي , ولم يحدث لي أي مُضايقات وكنا نمشي ( في أمان الله ) , والمكان كان ( يفتح النفس) ..
* في الواقع ليست التجربة هي الدافع الأول , فـ تغيير نظرة الإنسان تجاه الأمور هو الدافع الرئيسي , وبدون ( إتساع المدارك ) لن نحصل على أي شيء جديد مفيد !
فـ عندما نأخذ الأمر من زوايا مُتعددة , فإن هذا يُتيح لنا أخذ نظرة شاملة و جيدة للموضوع , أما أن نوجه نظرتنا من خلال زاوية واحدة قد تكون( الدين , العادات , نظرة الآخرين ...الخ ) فهذه أسوء طريقة لإتخاذ قرار أو موقف تجاه أمرٍ ما .
بالتالي فإن ( خطوة التراجع ) عن فكرة معينة هي خطوة جيدة وليست فاشلة . لأن التراجع قد يكون صائباً بعكس ( التمسك ) بالرأي الأول .
* وأعلم تماماً أن ما أقوله ليس جديداً على حضراتكم بل هو أمر بديهي لا يحتاج لكتابته , لكن النقطة المُهمة هي ( متى نأخذ الأمور من الزوايا المتعددة ؟ ) أي , كيف نُتيح للعقل أن يأخذ الأمر من كافة الجوانب ثم ( وعلى أساس ذلك ) يتخذ القرار الذي يراه ؟
*******
أقوال ذات صلة :
( في أي مكان ترى فيه عملاً ناجحاً , ستجد شخصاً اتخذ ذات مرة قراراً شُجاعاً ) بيتر دراكر ,
( العقل الصغير كالمجهر , يُكبر الأشياء التافهة دون أن يرى الأشياء العظيمة ) فيليب تشسترفيلد
,
**
( الماضي الأشعث )
كثيراً ما تقودنا ( العادة ) الى عمل نفس الأمور دون تفكير , ونبقى نحن محصورون داخل دائرة التفكير المقبورة في العقل ! فلا نُفكر عند الإقدام على عمل شيءٍ ما , بل نحن نقوم به اتوماتيكياً . فلا تُداهمنا الأفكار الجديدة , التي تقودنا للتفكير بشكلٍ أكثر حكمة ! لأننا منذ البداية لم نُتح لها مساحةً ما لتجتاحها . إن التعرف على الثقافات الأخرى وتوسيع مدارك العقل عبر الإطلاع و النقاش , يُتيح للعقل تقبل كل وارد وأخذ كل جديدٍ نافع . أما البقاء في نفس دائرة التفكير الأزلية التي ربينا عليها صغاراً , فهذا يُعرقل من سير الحياة بالشكل الصحيح . لأن الدُنيا كلها تتغير ولا تعرف لوناً أو شكلاً واحداً لطبيعتها , فهي تلِدُ الجديد كل لحظة وآن ذاك فهي تدفِنُ القديم دون هوادة. فـإلى متى يظلُ هناك من هو مأسور بأفكار الماضي الأشعث , الذي لم يُتح لعقله التجديد والتفكير ؟!
امك فاهمه الوضع غلط الظاهر انها تسمع بالمعاكسات على العموم الله يشفيها ويعافيها ويطول بعمرها
هلا أخوي هامور البورصة ,
الأباء والأمهات كثير من الأشياء يفهمونها غلط بس بصراحة فيه أشياء معهم حق فيها .
ما أدري يمكن أنت ما زرت طريق الملك عبدالله بالرياض بحكم أنك في قطر مثل ما أشوف بخانة المكان
الله يعطيك العافية
**
إقتباس
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة شكسبـal.zaeemـــير
الله يشفيها ان شاء الله
بالفعل الخوف من التجربه الولى هو اكبر العوائق للتقدم للام باي مجال كان
الي يتخطى التجربه الاولى يكون انجز 50% من الطريق للوصول لهدفه
ثانكيو عالموضوع الكويس (:
<< جيت اقرا فقرت الماضي الاشعث صدعت بس برجع له بعد الفطور اليوم >>
الله يشآفي اللوآلده يآرب .. هذا أول شي
ثآني شي " قد " تكون امك سمعت عن [ الممشى ] كلام في البدآيه
و صآرت تتخوف من الرووحه هنآآك .. خصوصا أنه سمعت عنه كلام سيئ
لكن جربت // وشآفت أن الوضع حلو ومكآن يرد الرووح وأعجبهآ .
والله عن نفسي أحب ممشى الملك عبدالله
والله مكآن يشرح الخآطر .. حتى لو حر .
..
كثير من النآس تلزق في رآسهم فكره عن شي .. فـ خلاص مآتتغير
بدون مآيتأكد ويشوف بــ نفسه .. // وبدون مآيأخذ الموضوع من عده زوآيا مثل مآقلتي انتي .. .
..
ع العموووم شآكر لك موضوعك
و مبآرك عليك الشهر .. يآرب
آهنن بـ آختنـآ عقـد آلآبـدآع .. بصرآحـه تروق لي موآضيعك لمـآ تملكينه من فكر وثقآفه عآليه .. ثآنيـآ ..امك يآرب تشفيهـآ وتعآفيهـآ وتخليهـآ ذخـر لكــم قولي آمين بس لو نلاحظ ان اغلب الامهات والابـآء لايتحذون القرارات من تجربه شخصيه وانما يستمعُون للآخرين فتترسب الفكره في اذهآنهم ومستحيل يقبلون بغيرهـآ .. مثلآ آم وآحده من صديقاتي تقول ان امهآ ترفض رفضآ بات ان تركب آلسلم الكهربآئي والسبب ان احد اخوآتهآ قالت بانه يسحب العباءه وتتكشفين امام الناس ولكن عند اظطرارها ركوبه في المطار تغيرت الفكره كليـآ وقالت بانه اسهل لها بكثير من السلم العادي .. ~لابد ان نغير قناعاتنا بتجربتنا الشخصيه وليس بكلام غيرنـآ ~ آدري كثرت هذر اتمنى اكون خفيفه ع موضوعك لكن احب ادخل بنقاش معك فعذريني ع الاطـآلـه ..
أعتقد أن عدم الإقدام على خطوة جديدة أو غير مألوفة شيء طبيعي و يعتمد بالأساس على عدة أسباب ترجع
للشخصية ذاتها و ربما ما يتكوّن في مخيلة الشخص من الأمور عن بعض الأشياء ...
كثير من الخطوات قمت بها و أنا متردد و قد أكون غير مقتنع بها , لكن سرعان ما تزول كل هذه الرواسب بعد المعرفة
الحقيقية و تجربتها و من رأى ليس كمن سمع
الغير طبيعي هو أن يستمر هذا التوجّس من كل شيء لم نألفه و نرفض كل جديد لأننا في هذه الحالة لن نتقدم خطوة للأمام و سنظل نراوح مكاننا !
أختي عقد الياسمين
شكراً على هذا الطرح الجميل ..
و شفى الله والدتك و رزقك برّها ...
اسال الله الشفاء العاجل لوالدتك ولجميع مرضى المسلمين ..
مشكلتنا اننا ما نحاول استكشاف الاشياء بانفسنا ونعتمد على غيرنا في ذلك .. وهذا يخلق امامنا عقبة كبيرة يصعب تجاوزها ويقتل لدينا الطموح والتفكير .. يجب علينا الاعتماد على انفسنا وعدم الحكم على الاشياء بتجارب فاشلة لاشخاص قد يكونوا هم السبب في فشل تجاربهم .. كما يجب ان ننمي لدينا روح المخاطرة والمغامرة طبعا بدون تهور ..
في بادئ الأمر الله يحفظ الوالده ويمدها بالصحة والعافية والعمر المديد
تحية طيبة أختي : عقد الياسمين
إقتباس
متى نأخذ الأمور من الزوايا المتعددة ؟
اعتقد أن المسألة ليست في حاجة الى توقيت زمني ( متى ) ؟
كما ان الحديث عن ( الزوايا المتعددة ) .. يستوجب الحديث عن الثوابت الفكريه والقيم التي نستند فيها نحو رؤيتنا لهذه الزوايا ،،،
اجمالا حتى لا نعقد المسألة .. أعتقد ان المعرفة المتراكمة والخبرات المكتسبة هي من تمنح ( الفرد ) القدرة على رؤية مسألة ما من جوانب عدة تتيح له مساحة أكبر للخيار المناسب ،،،
في نموذج الوالدة يحفظها الله .. لا نستطيع ( قياس ) انها لم تأخذ المسألة التي تعنيها من جوانب متعددة .. والسبب : عامل ( العمر ) .. فالفرد عندما يتقدم به الزمن يكون أقرب الى ما يمكن ان نطلق عليه ( الممارسات الامنه ) والتي يمكن تعريفها : بأنها الاعمال الاعتيادية المعروفة سلفا طبيعة مخاطرها ،،
اتفق مع راي الكثيرين هنا .. فطرياً نحن نتأثر بما يقال هنا وهناك عن بعض الاماكن والاشياء وحتى الاشخاص .. خصوصاً في مجتمع كالذي نحن فيه .. و كبار السن ربما يكونون أكثر تأثراً بهذا النمط من التفكير
إقتباس
بالتالي فإن ( خطوة التراجع ) عن فكرة معينة هي خطوة جيدة وليست فاشلة . لأن التراجع قد يكون صائباً بعكس ( التمسك ) بالرأي الأول .
تعقيدات المجتمع الشرقي تحكمنا احيانا .. ربما دائماً .. البعض يرى ان التراجع عن الراي يعتبر ضعف او عيب وهذي حقيقة وشاهدتها كثيراً
إقتباس
متى نأخذ الأمور من الزوايا المتعددة ؟
ربما عندما تتحرر افكارنا من بعض العقد التي تولدت لدينا جراء ما نسمعه أو ما نتوقعه عندما نقوم بفعل معين
أطال الله في عمر والدتك والبسها ثوب الصحة و العافية ..