بين حين وآخر تعتري بعض الممارسين في الوسط الرياضي حالات من عدم الانضباط وكسر للأنظمة ومنها ما تتم السيطرة عليه واحتواؤه ومنها مايتفاعل ويتصاعد ويخرج عن السيطرة وكثير من اللاعبين ممن تكرر منهم عدم الالتزام والانضباط كان يتخذ بحقهم عقوبات متفاوتة تتراوح بين الليونة المفرطة والشدة القاسية بعيداً عن الأنظمة ولوائح العقوبات الرسمية التي تحكم مثل هذه الممارسات.
وتعيش الأوساط الكروية المحلية خلال هذه الفترة حالة عدم انضباط أصبحت الشغل الشاغل للإعلام والجماهير وهي حالة خروج لاعب الهلال عبدالله
الجمعان من معسكر فريقه ليلة مباراته أمام سامسونج الكوري في نهائي كأس السوبر الآسيوي. حيث كثر الحديث حولها أسبابها وآثارها وطريقة علاجها. خصوصا وان اللاعب قد بدرت منه عدة تصرفات سابقة غير منضبطة.
«الجزيرة» وإيماناً منها بالدور العلمي لمعالجة كثير من القضايا والظواهر والحالات الرياضية تستضيف اليوم الدكتور عبدالله بن محمد الفوزان استاذ علم الاجتماع المشارك بكلية الآداب بجامعة الملك سعود للحديث عن أهمية الالتزام والانضباط في حياة اللاعبين وكيف يمكن غرسه وتنميته في نفوسهم. وكيف يمكن التعامل مع غير المنضبطين والخارجين على الأنظمة واللوائح.
ففي البداية يتحدث الدكتور عبدالله الفوزان عن أهمية الرياضة في المجتمع ويقول: أصبحت الرياضة في عالم اليوم أحد المكونات البنائية للمجتمعات حيث عمدت المجتمعات إلى تنظيم النشاط الرياضي
واستثماره عبر مؤسسات متخصصة ذات قوانين وأنظمة ولوائح تحكم هذا النشاط.
والانضباط الرياضي يشكل أهم المبادئ الرئيسية للنشاط الرياضي. لذلك حرصت المؤسسات الرياضية على تحقيقه عبر اجراءات وقوانين وأنظمة ولوائح حماية لحقوق
اللاعب والنادي
الرياضي الذي ينتمي إليه
وإذا كان للرياضة أهداف سامية تسعى إلى تحقيقها فإنه من الطبيعي ان يكون الانضباط أحد تلك الأهداف السامية التي ينبغي على الأطراف المنتمية إلى الرياضة ان تلتزم به.
ونظراً للدور التربوي المهم للاعب الرياضي اليوم والذي يفوق في تأثيره تأثير بقية مؤسسات التنشئة الاجتماعية الأخرى كالأسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام وغيرها فإنه من الضروري توعية اللاعب الرياضي بأهمية دوره التربوي هذا وخاصة لدى فئة المراهقين والشباب الذين يتقمصون ويحاكون ما يقوم به اللاعب من تصرفات وسلوكيات سلبية كانت أم إيجابية باعتباره أكثر الناس تأثيراً في تشكيل شخصياتهم وقيمهم.
وعن اختلاف التعامل مع اللاعب غير المنضبط وفقا لعمره وخبرته يقول الدكتور الفوزان: بغض النظر عمن يكون اللاعب أو يكون ناديه وما إذا كان لاعباً في المنتخب أم لا فإننا أمام قضية تربوية في الإساس تستدعي الاهتمام عند تهيئة اللاعب للدخول في المجال الرياضي. فالمهارات وحدها لا تكفي.. وبمثل ما يتم تنمية مثل هذه المهارات والمحافظة عليها فإنه من الأهمية بمكان إعداد اللاعب تربوياً عبر الندوات والمحاضرات الثقافية وتوضيح الدور المهم الذي يلعبه في المجتمع.
تقول العرب في أمثالها: «فاقد الشيء لايعطيه» وهو ما ينطبق على حال بعض اللاعبين لدينا، حيث يفتقدون إلى التهيئة الثقافية التي تنمي لديهم الإحساس بالمسؤولية فالملاحظ ان التغذية الفكرية والثقافية هي آخر مايدور في أذهان القائمين من بعض الأندية ومن الطبيعي والحال كذلك ان تأتي النتائج على شكل سلوكيات غير مسؤولة يقوم بها بعض اللاعبين وتكون سبباً في استفزاز مشاعر المسؤولين والإداريين والجمهور الرياضي.
وحول مزاجية بعض إداريي الأندية في تطبيق العقوبات بعيداً عن الأنظمة واللوائح يقول الدكتور الفوزان العقوبة بحق اللاعب الرياضي الذي لايلتزم بضوابط الممارسة الرياضية وشروطها لا يجب ان تخضع للحالة المزاجية للإداري أو للجمهور... بل لابد ان تتم وفق قواعد الجزاءات التي ينطوي عليها نظام الاحتراف الرياضي وهذه القواعد عادة ماتراعي مصلحة الأطراف المختلفة ولا يجب تجاوزها تراخياً أو تشديداً حسب المزاج وإنما يقتضي الموقف الانطلاق منها لتحديد طبيعة وحجم ومدة العقوبة.
ويؤكد الدكتور عبدالله الفوزان ان الرياضة مثلها مثل أي نشاط آخر لابد وان تتعرض شروطها وقواعدها وأنظمتها للانتهاك والمخالفة من الأطراف الممارسة لها ويشدد في هذا الشأن على ضرورة وضع اللوائح الخاصة بالجزاءات والعقوبات للانتهاكات والمخالفات، ووفق هذه اللائحة يجب ان تتحرك إدارات الأندية عند معاقبة اللاعب بعيداً عن الاجتهادات الشخصية التي قد تكون متراخية جداً أو صارمة جداً ولابد من الرجوع إلى طبيعة المخالفة لاتخاذ العقوبة المناسبة دون اعتبار لاسم اللاعب وأهميته في الفريق لأن المهم في مثل هذه الحالة هو المحافظة على قيمة الانضباط والالتزام بعيداً عن المجاملة أو الربح والخسارة.
والرياضة حسب رأي الدكتور عبدالله الفوزان عبارة عن ميدان لغرس القيم المرغوبة لدى من يمارسها قبل ان تكون ميداناً للربح والخسارة أو على أقل تقدير يجب ان نوازن بين الأمرين بحيث لا نتغاضى عن البعد التربوي لمجرد البحث عن الكسب.
ويشدد الدكتور الفوزان على أهمية ضبط النفس في التعامل مع المباريات غير السلوكية للاعبين ويقول: صحيح ان هناك بعض الممارسات السلوكية المرفوضة تصدر عن بعض اللاعبين وتكون مدعاة للغضب وردود الأفعال العاطفية لكن حالة الغضب وردود الأفعال هذه يجب ضبطها بتطبيق اللوائح والأنظمة مراعاة لمصلحة اللاعب والنادي معاً.
ويحدد الدكتور عبدالله الفوزان صلب المشكلة فيقول:إن المشكلة التي تواجهها الرياضة لدينا وخاصة الأندية الرياضية أنها لا تسير ضمن عمل مؤسسي محكوم باللوائح والأنظمة وإنما تسير وفق مزاجية وأهواء بعض الإداريين أو ربما الجمهور أحياناً فقد يخطئ لاعب مادون ان يتعرض للعقوبة نتيجة تدخل عناصر أخرى وتوسطها لمجرد قربها من هذا اللاعب بينما يتعرض آخر لنفس العقوبة وتطبق عليه بحذافيرها مما يخلق شعوراً عاماً بعدم العدالة ويفقد اللوائح والأنظمة قيمتها التي وضعت من أجلها.
ويقدم الدكتور عبدالله الفوزان الحل المثالي لقضية عدم الانضباط فيقول: إن الحل المثالي في نظري لإشكالية عدم الانضباط يكمن في تقديم أهمية القيم الأخلاقية وصيانتها على أهمية اللاعب مهما كان مستواه... فاللاعب سيذهب يوماً ما...
أما القيم فستظل على الدوام كما أنه لابد من التهيئة النفسية والاجتماعية والثقافية والتربوية للاعب عبر مكاتب متخصصة في الإرشاد والتوجيه سواء داخل الأندية أو لدى الرئاسة العامة لرعاية الشباب ويقوم عليها متخصصون في علوم النفس والاجتماع والتربية والخدمة الاجتماعية فإذا كان اللاعبون بحاجة إلى رياضة جسمية فإنهم أحوج ما يكونون إلى رياضة فكرية. وهنا يتعاضد الجانبان لتشكيل شخصية رياضية سوية.

تحياتي لكم

المصدر جريدة الجزيرة

الأخ الغالي ابو أثير

الله يعطيك العافيه

اخوي ابا اثير


شكر ا على الموضوع ولكن الا ترى ان الرجل الاكاديمي الدكتور عبدالله الفوزان ينفح في قربه مقطوعه , حيث لاحياة لمن تنادي.

"><FONT COLOR="#00007F">
يعطيك ألـــ 1000 ــف عافيه يالغالي