في ممرات العابرين , وبين أحلام العابثين , تقف .. أنشودة من طهر .. و روح من مطر ! وترتل !
أي عبق وأي أريج ذاك الذي يعطر أنفاسها ؟ هالة ضوئية تغلف المكان , ونور يتسلل بين أصابعها .. كان دفء , كان حنان , كان وطناً , يحتوي الكون بأكلمه .. أخذت في المسير عام بل أعوام .. لاشيء يعترض الطريق سوى نكبات الزمان ,, أسقطت العثرات أمامها قبل حتى أن تتعثر بسقوطها .. وواصلت ! مضت برغم تلك الليالي الحالكة , وتلك الأيام العصيبة , وتلك السنوات المقفرة ! مضت .. تهزم خوفاً , تنشد فرحاً , تشدو أملاً .. لم تكن تعلم كم من الوقت بقي للوصول ! وكم مضى ؟ ولم تهتم ! .. جل الذي تخشاه كان الوقوف بين محطات الإنتظار , فالساعات طويلة , كئيبة , لاتنقضي .. وهل للإنتظار عمر ! وقفت ترقب الغد بشوق ولهفة ,, مامن شيء يدعو لذلك سوى تفاؤل وإيمان طاغي يقسم بداخلها أن الأفضل آتي ! أرتشفت قهوتها .. _ مرة يا سيدي ! _ أتريدين بعض من السكر ؟ _ كلا .. لا أرغب .. دعها هنا .. فقهوتنا شربها الإنتظار .. وقلبي يبرد .. يبرد .. يبرد .. هلاَ أكملنا المسير ! ولاتزال مستيقظة رغم العناء , تقاوم لذة تسكن بين جفنها وتلك الأهداب ! ( كيف , كم , هل , لمَ , متى ! ) كانت تتزاحم بداخلها , حتى بلغ الصراع ذروته فأجابت بصوت مسموع : (نعم , بالطبع , ولم لا , بالتأكيد ) كانت البسمة ترتسم على شفاهها وتعلو محياها .. أغمضت جفنيها كملاك لتسكن عالم غير عالمها ! يا للسكون الذي يغشى المكان ! لا صوت سوى لأنفاسها .. .. .... و..................... ! شيء قادم من بعيد ! أكان صوت لعربات أخرى ! لا ريب .. فالجميع راحلون ! إنجلت تلك العتمة , فأنارت الدنيا حالما استيقظت .. شيء ما بداخلها يخبرها بأن الرحلة أوشكت على الإنتهاء ! ففي البدء كان الرحيل .. هل كانت على مقربة من الوصول ! أم ماذا ! هبت رياح رمت بين ذراعيها أوراق صفراء .. فرشت الأرض كغطاء بين ساقيها .. وأخذت تداعب خصلات شعرها هرعت والرياح ترافقها .. تركض تسابق الزمن بل يسابقها .. حتى استوقفها ذلك المنظر ! انه التاسع من ديسمبر ! رباه ! كم من العمر مضى ؟ تلك القبور ! ما تحوي ؟ ..... ... .. أحلام عمرنا هنا . . !!
في التاسع من ديسمبر .. وهبنا لأحلامنا عمر فما أعطتنا ؟ قدمنا الأمل تذكار , فبما أوجعتنا ! أشعلنا قناديل الفرح , فلمَ أظلمت ليالينا ! .... ... .. في التاسع من ديسمبر .. تهب نسائم الحزن , لتغنينا , بؤساً .. وألماً .. وهماً .. ..... ... .. في التاسع من ديسمبر .. تسكن جوارحنا تنهيدات شقاء توغلت بدواخلنا .. فأمسينا كالتائهين بلا وطن ! أصبحنا كالمغتربين دون حق للجوء .. فمن يمنحنا تأشيرة العمر ! ...... ... .. في التاسع من ديسمبر .. بكينا .. حتى أعشب الحنين بنا أرضاً أجدبت, تنتظر عودتهم بلا جدوى ! ..... ... .. في التاسع من ديسمبر .. تعاهدنا على أن نبذر الحب والوفاء في دروبنا , وأن نسكن المودة في قلوبنا , وأن نحفظ المواثيق وأن خذلنا .. ..... ... .. في التاسع من ديسمبر أقسمنا , بأن نصون الأرض من عبثهم .. بأن نحمي أنفسنا من طغيان شهواتها .. بأن نزرع البسمه على وجوه الحاضرين وفي ممرات العابرين .. وأن نعدل وأن ظلمنا ! ...... ... .. في التاسع من ديسمبر .. كنا نشد الأيادي ونحتضن بعضنا , نترنم بألحان الأمل ونشدو معاً , بأن الحياة مع الأحباب أبهى ! لم نعرف كيف يكون الهدوء ولم نسمع إلا لصوت ضجيج مشاعر الفرح والشغب بداخلنا .. ..... ... .. وفي التاسع من ديسمبر .. وهنا .. وحدي هنا .. كانت طيوفهم .. هي ما تبقى ! أشدو بدمعي .. ترنيمة حزن .. أشدو وما بصوتي سوى نحيب ذكرى ..! من أعلمهم .. أني بعد فقدهم لا أكاد أقوى ! وجع متأصل بين الضلوع وجمرة تكوي الفؤاد ! هل نسوا ما بيننا من عهد وميثاق ! أواه .. يا لوعة الفقد .. ويا ذاك اليتم .. كيف غدت الحياة أشقى ! خلت تلك الطرقات .. وهاجرتني تلك الضحكات .. أي يأس وأي شجن أتيتني به يا ديسمبر ! خلتك تحمل لي الكثير والكثير والكثير من أمل فقط من امل ! لم أعلمك, كيف يكون الحال والعبرات تلو العبرات تسكب ! وكيف أزفر الآهات أنظمها , كما كنت أنظم الأمنيات فرحاً ! لتكتبني على هامش الحياة بعثرة روح .. تتألم لتئن وجعاً ! خلتك وطن يحتوي جسدي الممزق ويجمعني لأنتشر حب من جديد !! فأين ذهبت بي أجبني ! لم تأتني بوطن .. ولم أنشدك كفن .. قلي بربك .. فقط .. أهناك ما يجعلني أنتظرك في القادم من عمري ! وأترقب التاسع من ديسمبر !
عندما تتوقف تواريخ العمر على تاريخ واحد ..
به نحيا ..
به نتوجع ..
به تتلاشى الايام إلا منه ..
عندهآ ..
يجبرنا على هيبته ..
ليس أحتراماً ..
ولكن خشية ..
أخشى أن يأتي ..
وقد نسيت بعض التفاصيل ..
أو أن لا أحتمل إعادتها ككل مرة ..
سأهآب يومكـ ..
لأتفادى المزيد من الأياام المميزة ..
ولسترسال اشعة النور بقيه..... \\ // في التاسع من ديسمبر :- كان هنآك انين لأحرفك يعزف. ومن ثم .....ينـــزف ليز ماذا فعلتَ بي؟ ذقتُ من ألم الفراق حُرقه... متُ من وجع الذكريآت لبرهه..وليتني لم اعوود
طال غيابك ايتها الكريمة .. ولكن مثلما هو ( التاسع من ديسمبر ) ما مضى قد مضى ولا يبقى سوى ان ( نتعلم منه والذكرى ) وما دون ذلك فهنالك ايام قادمة وأحداث لاحقة يجب ان نعد انفسنا لها ( بناء ) على ما مضى ،،،
وأن أقرأ ما تفضلت به .. لا ادري لماذا تخيلت نفسي في محطة من الزمن ألتفت الى الوراء لكي أشاهد مسلسل محطاتي السابقة التي مضت .. وكأن هنالك تسائل يشغلني : أين المفر ؟! في المحطات التي تلي محطتي التي توقفت عندها !!
الا انني تراجعت عن مفردتي لأني تذكرت أن ( المؤمن ) ليس لسان حاله ( أين المفر ؟ ) ،،،
للحظات شعرت انني اقتحم شئ من خصوصيتك وانا اتسائل : ماذا يعني ( التاسع من ديسمبر ) ولماذا يكون هو ولم يكن ( العاشر من نوفمبر ) !!
هل نقول : كل عام وانت بخير .. ربما ؟!!
النص اشعرني ان هنالك شئ من ذلك .. فان أصبت فيما ذهبت اليه ( فكل عام وانت بخير ) وان كنت مخطئا ( فكل عام وانت بخير ) ايضا
ليز .. اول شي اهلا وسهلا بعودتج ..
والله اني من زمان اترياج اتنزلين موضوع .. او اتردين علينا برد ..
يعني وباختصار ..
افتقدناج يا ليز ..
::
التاسع من ديسمبر ..
يمكن اتكون ذكرى
مفرحه
مؤلمه
حدث خاص
ذكرى لا تنسى
الله يعلم .. بس الاكيد الاكيد انها ما تنسى دامج خصصتي لها صفحة من صفحات المجلس
اي كان حدثها .. فوالله ابدعتي في ايصال ما ترمين اليه .. كأني انا اللي عشت الحدث اللي صار ..
والحين قاعده انتظر التاسع من ديسمبر .. لعل وعسى اني اعرف اللي في بالج ..
قرأت الردود و وجدت التساؤلات في ذهن القراء وتصوراتهم عن ماهية التاسع من ديسمبر كثيرة , فأردت التوضيح ..
لنفسية الكاتب تأثير قوي على النص أن لم تكن دافعاً لكتابته , فما الكتابة إلا تنفيس عن حالة ذهنية وقتية معينة وليس بالضرورة أن ترتبط بواقع أعيشه.. وعندما كتبت عن التاسع من ديسمبر لا أذكر بتاتاً أن لي مع هذا التاريخ أي ذكرى ولا يربطني به أي رابط إذ أني من مواليد فبراير, كل ما أتذكره أني كنت في مزاج سيء وأحتجت للكتابة , أغلقت جهازي المحمول وتناولت القلم , كانت البداية مع سطر لقصيدة من الشعر التفعيلي لم أستطع إكماله لعدم شعوري بالإرتياح , فاتجهت للفصحى وبدأت بالكتابة من دون تخطيط , أخذت الأفكار تتزاحم في ذهني , لأترجمها واحدة تلو الأخرى حتى خرجت بهذا الشكل وبالتاسع من ديسمبر !
وحده الخيال فقط من يمنحنا أفق أرحب و أوسع للتعبير عن حزننا وذلك ما أحبه جداً في كتاباتي إذ يمنحني شعور بالإرتياح والطمأنينة ..
ولكل من قرأني بحزن , جل التقدير وعظيم الإمتنان , فقد كنت بحاجة لمشاركتي هذا الشعور