أن تكون من ( كوريا ) فذلك أمر عادي ! وإذا ما كنت من ( اليابان ) فذلك أمر طبيعي ! وأن تحمل الجنسية ( الصينية ) فليس هنالك مشكلة ! وان تكون من ألمانيا أو بولندا أو فرنسا أو المكسيك أو البرازيل أو فنزويلا أو تنتمي لأي بلد حول العالم فذلك أمر لا يدعوا للغرابة ! ولكن القول أنا ( مسلم ) أو من ( العرب ) فأنت تلفت الأنظار لكونك ظاهرة تستحق الدراسة !!


مجتمعات القارة الأمريكية الشمالية ( الولايات المتحدة – كندا ) يبدو لي مبدئيا أنها مجتمعات غير ثقافية ولا تعلم الكثير عن خارج حدود أوطانها !! وإن كانوا من نظرتي المبدئية جيدين إلى حد ما في القراءة ولكن يبدو أن هذه القراءة محدودة في مهام أعمالهم أو أنها قراءة لا تتجاوز حدود مجتمعاتهم في الفكر والثقافة !! ولن أنسى مقابلة قديمة جدا كنت حاضرا لها في التلفاز مع الرئيس الأمريكي السابق ( بوش ) قبل انتخابه في دورة رئاسته الأولى حيث سؤل عن عواصم عالمية لم يعرفها !! مبررا ذلك انه معني فقط بالداخل الأمريكي !! فنكب العالم والأمريكيين معنا ،،،


نحن لسنا كالآخرين !! خاصة فيما يتعلق بكثير من الثوابت والقيم الأخلاقية التي يلتمسها الآخرون منك في أولى لقاءاتهم مع شخصية مسلمة !! لا نشرب الخمر .. لا نزني .. لا نشاركهم بذاءة القول حين يمرحون .. لا نأكل لحم الخنزير .. لا نذهب إلى بار أو كازينو للقمار .. نعتذر عن إي درس أو نشاط في ظهر يوم الجمعة .. يشاهدونك تصلي حيث تدرس يوميا .. النساء يغطين رؤوسهن .. النساء محتشمات في لبسهن .. النساء لا يظهر منهن سلوكيات مثيرة أو غير لائقة مع الرجال .. مظاهر عدة يمارسها المسلم ( رجل أو أنثى ) تجعله يثير فضول الآخرين وتساؤلاتهم عن كنه هؤلاء الذين يسيرون خارج القطيع !! وحتما نحن لسنا من القطيع لأننا حقا لسنا بهائم ،،،


من الملاحظ على كثير من الطلاب أنهم يتجنبون الخوض في إي نقاش يرتبط بدينهم أو أقطارهم !! وقد أجد ذلك مبررا لمن لم يتمكن من اللغة بعد ولكن ما المبرر الذي يمكن أن أمنحه لأشخاص قضوا سنوات عدة في هذه البلاد دون أن يقدموا رسالة واحدة تذكر !! والكارثة من أولئك الذين يقولون نحن مسلمين ولكن سلوكهم للأسف لا يمت للإسلام بصلة ولا يظهر صورة حسنة عن ( الإسلام ) كعقيدة وسلوك حسن !!


عبر أجزاء من وقت إلى آخر سوف أستعرض تجربتي الشخصية .. للأسباب التالية :

( 1 )
محاولة لقراءة كيف ينظر الآخرين لنا .. وماهية التساؤلات التي يطرحونها .

( 2 )
تشجيع محاولة الحوار مع الآخرين وعدم التقوقع حول انفسنا .. خاصة ان كثير من الحوار لا يلزمك ان تكون ( شكسبيريا ) في اللغة ولكن بضع مفردات تحاول توظيفها بشكل مناسب .

( 3 )
محاولة للإفادة والإستفادة من الأسلوب الأمثل للحوار مع الآخرين .

( 4 )
أن يعي جيدا أحبتنا ممن يسافرون الى الخارج .. أهمية التحلي بالقيم الاسلامية والسلوك القويم .. فهم مسلمين والآخرين ينظرون اليك جيدا من باب ( ماذا يعني أن تكون مسلم ؟ ) .

( 5 )
محاولة قراءة الجوانب الإيجابية في قيمهم وسلوكياتهم والتي مكنت حضارتهم أن تسود المعمورة في العصر الحديث .



:: ختـامـا ::

أن أصبت فمن الله وأن أخطأت فمن نفسي والشيطان
وجزاكم الله خير أحبتي جميعا على حسن المتابعه وحسن النصيحة وحسن الدعاء

:: سعـودي بالفزعـة !! ::

أصبحت سعوديا ! كيف ذلك ؟ أعذروني من الخوض في ذلك لأنها قصة طويلة بطلها أخ كريم من السعودية وهو من شرفني وضعني بهذه الصورة حيث وجدت نفسي أعبر الصفوف في أحدى القاعات الدراسية وأجلس على كرسي للإجابة عن أسئلة الطلاب والطالبات من جنسيات عديدة وكانت الفكرة من ذلك هو تفاعل الطلاب من الجنسيات العديدة مع بعضهم البعض .. هكذا وجدت نفسي في كرسي الأعتراف مستقبلا الأسئلة وقد كانت كالتالي :

سؤال : هل المرأة السعودية تقود السيارة ؟

حقيقة أنني لم أجد تفسير لسؤال مثل هذا ؟! فما يضير الآخرين أن قادت المرأة السيارة في السعودية أو لم تقدها ؟! وشخصيا أن قادتها فلن تزيدها القيادة شرفا وأن لم تقدها فلن ينقص من قدرها شئ .. قلت له : المرأة في السعودية لا تقود السيارة .

كانت فاتحة خير حيث صدرت أصوات عديدة تظهر استغرابها واستنكارها ! وحقيقة لقد أعتدت هذا الأمر فهم دائما في حالة تعجب حتى في الأمور الاعتيادية تجدهم أيضا متعجبين !!

سؤال آخر : ولماذا لا يسمح للمرأة بالقيادة ؟

نظام مروري .. يتقبله مجتمعنا من رجال ونساء .

سؤال آخر : ولكن أليس هذا تمييز أ! ن يسمح للرجال دون النساء ؟!

قلت له ولم أمنع نفسي من رسم ابتسامة صغيرة : نحن لا نفسرها كذلك .. أنا شعرت بالمشكلة بين الرجال والنساء في كندا حيث كل منهم يدعي أنه مظلوم ! نحن نتعامل معها على اعتبارها نظام مروري والغالبية لا يعارضونه .

سؤال آخر : هل الإسلام يمنع المرأة من قيادة السيارة ؟

الإجابة : لا .

سؤال آخر : هل يعني ذلك إمكانية أن يسمح للمرأة بالقيادة مستقبلا في بلدك ؟

الإجابة : يمكن ! هو ( قانون مروري ) قابل للتعديل والتغيير وفق ما يراه المجتمع .

شعرت أن الوضع مستقر خاصة وقد استقرت ملامح تقبل الأمر بعد البداية المعارضة !! وحقيقة يبدو لي أن المسألة حتما لا تعنيهم من قريب أو بعيد ولكنهم يرددون ما تتناقله وسائل الأعلام ! قررت مغادرة الكرسي لأن هنالك وقت مخصص لهذا الموضوع قد شارف على الانتهاء ولكن أحدهم سارع بسؤال : ماهو نظام الحكم هل هو رئيس وزراء أم ملكة ( قياسا الى كندا الخاضعه لتاج الملكة البريطانية رمزيا ) ؟

قلت له : لدينا ملك أسمه ( عبدالله ) .

سألني المحاضر : وكم عمره ؟

نظرت إلى عيني المحاضر ولم تعجبني قراءتي المتواضعة لعينيه ! فأجبته : انه في السبعين .

أظهر دهشة عظيمة حتى ظننت أنه سيصاب بجلطه في البطين الأيمن من المبالغة في الدهشة !

فقال : أنه رجل كبير جدا !

قلت له : إنه ملك عظيم .. فوطني كبير جدا وهو يلتقي بالمواطنيين في مختلف مناطقهم .. وكمثال جميع الطلبة في كندا من السعوديين على حساب الدولة من رسوم دراسة ومعيشة وسكن ومواصلات وتأمينات وتذاكر سفر .

بهر الطلبة الحاضرين بكل هذه المميزات المقدمة مجانا من الوطن الى طلابه المبتعثين .. وصراحة سعدت بقول ذلك لأنها أصابت سؤال ( اللئيم ) في مقتل .

طرح سؤال آخر مفاده : ما هو مستواه التعليمي ؟

قلت له : لا أدري .. ثم قلت له : ماهو المستوى التعليمي لرئيس وزراء كندا ؟

فقال لي : لا أدري .. صراحة .

فمنحته ابتسامة عريضة .. وقد توقعت انه لا يعرف فقد تذكرت دراسة تفيد ان شريحة واسعة من الموظفين لا يعلمون المستوى التعليمي لمدرائهم .. وكان هذا المحاضر نموذج ايجابي للتطبيق .

سأل أحدهم : هل حدث أن قابلت ملككم وجها لوجه ؟

وهنا ارجو المعذرة ايها الأحبة .. فقد قلت : نعم ( مرتين ) .. ولسان حالي ( موتوا بغيظكم ) .

هنا قمت من الكرسي وأنا أشكر أسئلتهم .. فشكروني ومعهم المحاضر ولم أنسى أن القي نظرة الى صديقي فوجدته متبسما .. فقلت : الحمدالله رب العالمين .



ودمتـم فـي خيـر



مواقف ومشاهد كندية ( الجزء الأول ) .. انا في الكنيسة فمن يعتقني من فرانك !!


مواقف ومشاهد كندية ( الجزء الثاني ) .. نساء كندا كفاية فقد تعبت !!