:
.
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد السلام عليكم و رحمه منه و بركاته ..
اوجه مقالتي هذه لاخواني الاعزاء هناك في ديار بعيده عن وطنهم ..
..
غريب .. و ما معه إلا التمني
ترك أهله و اصحابه و بلاده !
اكيد اشتاق .. لكن غصباً عني !
ولد طفلاً صغيراً .. لا يعرف معنى كلمه
وطني الغالي
ولا يعرف معنى احب
السعوديه !
تربى في ارض طاهره .. طهّرها الله بـ كعبته المشرفه و حرم نبينا الكريم عليه افضل الصلوات و السلام
طهّرها الله بوجود الحرمين الشرفين و مولد النبي صلى الله عليه و سلم
طهّرها الله بـ عيش سيد المرسلين و اخر النبيين على هذه الارض ومن بعده الصحابه الكرام
طهّرها الله بحكامها الاجاود
طهّرها الله بشعبها الكريم المتلاحم ذو الحب الكبير !
وبعد ان ترعر فيها ذلك الطفل .. و درسَ فيها و تعلّم فيها الكتابه و القراءه
و تعلم فيها ما تعلم من العلوم المفيده و قبلها العلوم الدينيه و ثقافه ديننا الاسلامي
اتت به الظروف و الزرق بأن يكون لعده سنين خارج عن هذه الاراضي
السعوديه التي احببها و عشقها عشقاً عظيم !
لملم اغراضه .. و همهم بالخروج من منزله الذي عاش فيه حياته كلها !
و اتجه للمطار .. و بيده الجواز و تذكره السفر .. و بيده الاخرى شنطته
و بعينه الحيره و الخوف .. و اكاد اراها حزينه و تلمع من الدموع
التي يحاول ان يتمالك نفسه بألا تنزل على خده المسكين !
وصل للمطار .. اتجه للكاونتر و اعطاه التذكره و الجواز
وودع شنطته للشحن
عاد قليلاً للوراء .. و إذا بأحبابه و اصدقاءه خلفه
واقفين .. بلا شعور ولا كلام
شعورهم قد غاب عنهم .. بتوديع محبوبهم !
وماذا عنه ذلك المُودَع ؟
وقف .. فـ سكت قليلاً .. لا يعلم ماذا يقول ! ولا يعمل !
اقترب منهم .. و عيناه تكاد ان تذرف سيولاً من الدموع
و أذا به يسمع " ا
لله يوفقك و يسهل لك امرك " .. "
ما راح ننساك والله الله بدراستك " .. "
شد حيلك وانا اخوك .. هذا الي انت اخترته و اكيد انك قادر عليه " .. "
الي علينا ندعي لك .. و عليك ترجع لنا بالشهادات العليا "
بعد هذا الكلام .. لا شعورياً اتجه سريعاً لهم
و إذا به يحضن ذاك .. و يبوس ذاك .. و يمسك يدك ذاك .. ويغرق في دموعه الكثيره !
شعور بالحزن ممزوج بالخوف امام شعور حزن ممزوج بالنغمه الوداع !
التحمت المشاعر .. و غاب عنها الوعي
فكان المشهد .. دموع و صياح و لملمه و حضن من اجل الوداع !
بعد ذلك .. عاد لوضعه قليلاً و الحزن في قلبه كبيراً
وبعد الوداع الحزين .. امسك مره اخرى بتذكرته و جوازه
و اتجه نحو الطريق المؤدي للطائره
ختم جوازه .. فأعلن النيه القويه في البعد عن لسنوات عن اراضي
السعوديه !
اتجه لصاله الانتظار و بعد ذلك ركب الطائره بأمان و سلام ..
6 ساعات او 10 او 14 او 20 ساعه .. وهو في فضاء السماء يطير !
فكل ثانيه .. يبتعد عن دياره ثانيه
و تكثر الثواني لتكون دقائق و ساعات !
و المسافه قد إبتعدت بآلالف الكيلو مترات !
الحمد لله ،، وصل بالسلامه لديار التي اراد !
و قد تذكرت بأنه آتي هنا .. ليس للسياحه و الراحه
بل ينتظره عملاً شاقاً هنا !
بعد إن خُتم على جوازه " الخروج " من اراضي
السعوديه
فـ هنا خُتم عليه بـ" الدخول " للاراضي الإمريكيه .. الاستراليه .. البريطانيه .. الكنديه .. او غيرها من الدول !
بدأت هنا الحياه الجديده .. غريبه ! و عجيبه ! و شعب جديد ! و بيئه مختلفه تماماً عن بيئته التي عاش بها السنين الطويله !
حاول ثم حاول التأقلم .. و إستطاع ذلك لانه قوي الإراده
فهو آتي هنا للعمل و الجد و الإجتهاد ..
وصل لمنزله الذي اختاره .. وهو مُتعباً من السفر البعيييييد !
نام ليله الاولى في تلك البلاد وهو حزين على الفراق !
بدأ من الصباح الباكر عمله و دراسته الجديده !
فكان في ذهله هذا الكلام " المغترب عن
بلاد الحرمين .. العاشق لها !
الحزن لا يفيد ! ولا يعمل عملاً صالحاً لك .. آتي للدراسه فلا مجال للتفريط ! "
مرت ايام و شهور وهو في تلك البلاد .. يراوده الشوق للعوده لاراضي
السعوديه
ولكن يفكر بشي بسيط !
يجعله اكثر إصراراً للمواصله و الإجتهاد !
وهو
رفع رايه التوحيد الممزوجه باللون الاخضر و تحتها السيف pb189
فأنتم اعزائي المغتربين .. مثال حي و صوره للمواطن
السعودي في تلك البلاد
ونحن هنا في اراضي
السعوديه .. نشتاق لكم و ننتظر عودتكم بالشهادات العليا !
فترى ذلك المغترب .. البعيد عن المساجد و صوت المؤذن
يقوم في الفجر .. لكي يصليها
و يستأذن من الجميع اثناء وقت الظهر .. لكي يصليها
و مثلها باقي الصلوات
وفي رمضان .. يلتزم الصوم طول النهار مهما كان طوله !
يمثّل الصوه الحقيقيه للمسلم المحافظ على صلاته و دينه !
لابد من المغترب بأن يقدم افضل صوره حسنه عن موطنه العظيم
بلاد الحرمين
و يقوم بمتابعه دروسه و تعليمه اولاً بأول .. و يجتهد و يحرص عليها تمام الحرص
فأنتم يا اعزائي المغتربين .. احد رموز مستقبل
البلاد
و تعلمون ان هناك أُناس كثيره ينتظرونكم في العوده القريبه !
مهما طالت السنين .. و إبتعدتم عن
السعوديه
فأنت عائدون لا محاله .. بالفخر و الشموخ الكبيره
التي نشعر بها نحن قبلكم !
فأنتم .. حسّنتم صوره بلادنا العظيمه عند الشعوب المختلفه
و قبلها حسنّتم صوره الاسلام .. بالمحافظه عليه و تبيينه بأنه هو دين السماح و الإنسانيه !
بعد تلك السنين التي عاشها ذلك المواطن
السعودي في بلاد الغرب
ذاق فيها العناء و التعب و الجهد
و عاش فيها الحزن و الهم و الشوق
ولكن في قلبه التحدي الكبير .. للنجاح و التفوق !
عاد للوطن .. و بيده هذه المره
جوازه ذو اللون
الاخضر و شهادته العظيمه
التي عانا اشد المعاناه من اجلها
و كسبها لانه شخص عظيم و قابل للتحدي .. و محباً في رفع رايه
السعوديه
فهو عاد .. و ساعد في رفع
السعوديه في مكانتها العلميه !
وقد اكتسب من علومهم و ثقافاتهم ما اكتسب .. و عاد لكي يساعد في رفع
السعوديه
في العلوم المختلفه !
وانت يا عزيزي المغترب مثله !
ماهي إلا بضعاً من السنين .. و تشعر بما شعر به هذه المغترب !
و تأتي و تتذكر ما قلت !
فأنت مغترب في خدمه
بلادك الخضراء السعوديه !
و
السعوديه هنا .. تنتظرك بـ فارغ الصبر لكي تنظم لنا في رفعه هذا
الوطن الكبير !
أختم ما قلت .. بهذا القول
وُجدنا مسلمين سعودييون .. وكان لابد منا خدمه الاسلام و بلادنا العظيمه
و نحن هنا ندرس في بلادنا السعوديه .. نصنع المجد
و انتم هناك في البلاد البعيده .. تنصعون المجد كذلك !
تعودون .. و نتكاتف الايادي و نصنع مجد السعوديه و نحفظه
للاجيال القادمه .. التي سوف تقوم بما قمنا !
دامت السعوديه بلاداً لنا .. و دمنا نحن صُناع لمجدها !
اخيراً .. اقول
" أسأل العلي القدير .. بأن يوفقنا وياكم .. و يعيننا على دراستنا و عملنا
و ان يجعلنا ممن يخدم الاسلام و الوطن ! .. اعادكم الله لنا بالسلامه و الخير "
في ساعات قليله و شعور متداخل
كتبته أنا .. اخوكم عبدالله اباحسين