المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 21/07/2009, 05:20 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ أخبار الصحف
الموقع الرسمي لنادي الهلال
تاريخ التسجيل: 27/11/2008
مشاركات: 6,769
ico2 لست محايدا .. لست أوباميا! ,, بقلم : عادل التويجري





إعـداد : Ң alzaeem Ң




لست محايدا .. لست أوباميا!



عادل التويجري

الحياد، تلك المفردة التي أشك أنها تتوافر في الإعلام الرياضي، أقول الحياد لا ماهية له كفهوم. حاولت كثيراً الوقوف على تعريف شبه موحد للحياد، وباءت محاولاتي بالفشل الذريع. ليس هناك ما يسمى الحياد الإعلامي الرياضي بالطريقة التي نتناولها في وسطنا، بل ليس مطلوباً في الأصل. البعض يصف الحياد بالمنطقية، وآخر بالواقعية التي قد تنقلب إلى (وقوعية)، وثالث بالمهنية، وفي رأيي أن كلها مطلوبة بنسب متفاوتة لتكون الحياد بالإجمال، لكن ليس كما نطرحه.

في السابق، كان ينكر على الإعلامي الرياضي التصريح بميوله، وما زال لهذه المدرسة طلاب أخالهم يستمتعون بإخفاء الواضح المستتر. واضح للعيان، مستتر في كوامن أنفسهم. لكنها بكل صراحة مدرسة كلاسيكية جبانة، إذ ليس من المنطق إنكار الانتماء، وما أظن الشارع الرياضي غبي لدرجة عدم التفريق بين ألوان الأقلام.

الحياد يا (أساتذة) الماضي لا يعني (مغنطة) الميول في (كبسولات) ظلامية والنوم في خدر (الوسطية) البيضاء! أشك أن متابعاً يجهل ميول جل الوسط! إن كذلك، فليس متابعا!

أن تكون محايداً في الإعلام الرياضي، فذاك يعني أن تكون أمعة لا كنه لك. قضاياك دائماً ما يغلب عليها طابع (الجبن) والتوسط الكاذب المزعوم. نفيك خجول، وإثباتك يحتاج لأدلة. تتعطل ملكات عقلك في التعبير عن أبسط الأمور. هلاليتك سر كبير، ونصراويتك معادلة كيماوية طلاسمها أوضح ما فيها، وأهلاويتك معاناة تكره التعبير عنها، واتحاديتك كشف للذات تكره أن يطلع عليه الآخرون.

تخيلوا، باراك أوباما ، ذاك الأسمر زعيم الدولة الأقوى يعتصر قلبه هماً ونكداً حين تضيع ثلاثية لفريقه المحبوب شيكاغو بلز. يشجع كما الآخرين تماماً. يصفق، ويقف، ويتشنج، وأحيناً قد يقذع الحكم بلفظة مشجع مغتاظ. هذا أوباما الذي يقف على أسرار لو قدر لبعض منها الخروج لتداعت دول برمتها، فماذا عن سر المساكين الذين يضمرون أسرارهم، ويعتاشون عليها. ماذا عن دعاة الحياد (الواهمون). ليسوا محايدين، وليسوا (أوباميين)، بل جبناء.

الحياد من وجهة نظري أقرب ما يكون إلى المهنية. والمهنية تتضمن المنطق والشفافية والواقعية والمعلومة الصحيحة وتوسيع المدراك بمفاهيم حديثة. الحياد هو أن تتبنى قضايا مشروعة لا مشخصنة، وتعبر عنها كما هي، لا كما تود أن تكون. حيادك وميولك لا دخل لهما في المعادلة، لكن منطقك وعقلانيتك في التعبير عن القضايا هي أساس القضية. معلومتك مؤصلة، إذا أنت أقرب للحياد. ويبقى السؤال في نمطية طرحك للفكرة. خطف الهلال دوري قبل العام الماضي، وكان الحظ وقدما الدعيع هما السبب! أهذا حياد؟! وطار دوري العام الماضي، بأسباب كشفت حقيقة أن الهلال ليس المدلل علناً وتاريخياً وبالإثبات والبرهان القاطعين، وكانت العلة في الهلال لا في الظروف أو الحظ! أين الحياد؟! غائب! لا! مغيب! بكل تأكيد!! لمصلحة من؟! لكل متطرف يدعي الحياد وهو (حائد) في أطروحاته! لكل من يؤزمه ذاك الأزرق حتى في منامه وملابس أولاده!

لغة الأرقام قد تكون إحدى أنجع الأدوات في التعبير عن الحياد. النصر متهالك منذ عقد من الزمان، بالرقم، هذا حياد. فريق هش، ويحتاج على الأقل لخمس سنوات ليعود بطلاً وينحت اسمه ويحقق البطولة الـ 22 رسمياً لا ورقياً هذا حياد. الهلال يستحق لقب نادي القرن الآسيوي ببطولاته التاريخية المتراكمة، هذا حياد لا شك فيه، وبالرقم لا بالوهم. ولسنا بحاجة لـ IFFS لتثبت زعامة الهلال ولقبه المسلوب! وإن كان لابد منها، فلا ضير في ذلك! الاتحاد قوي جداً، لكنه أيضاً استغل ظروف الهلال المتراكمة حتى في المباراة الشهيرة التي (نكب) فيها عزيز هلاله، وطار بالدوري، هذا حياد، ولا يلغي استحقاقه للدوري، ولا يقتضي عدم سرد أسباب خسارة الخاسر. الأهلي فريق ضعيف أمام الكبار (فنياً وبطولاتيا) الهلال والاتحاد والشباب، هذا حياد. عودوا وتفحصوا النتائج. الشباب فريق يعرف أسرار الهلال والاتحاد تماماً، لكن نصره لابد أن يتأتي من ضعفهم، لا العكس. الاتفاق حاضر بالاسم والتاريخ، وكذا البقية. أهذا حياد، أجزم أنه كذلك.

قضيتي ليست معك ولا معه، ولا مع المسؤول ولا مع الرئيس ولا مع النادي، بل مع الحياد. أعبر عن ميولي علانية، لكنني أحترم الآخرين ولا أنتقص منهم، ولا أتكئ على حظوة اجتماعية اتخذ منها جسراً منيعاً في الدفاع والهجوم وأحياناً الهرطقة والخروج عن النص، ولا أسمح لكائن من كان بمصادرة حقي في التعبير، واحترام وجهة نظري، حتى لو اختلف معها، وله مني الحق ذاته. أعشق كما أريد، وأتغنى بالجميع حين يكون النصر حليفهم، ولا مكان عندي للمجاملة. يهمني رأي الآخر، لكنه لا يغير من قناعتي كثيرا، إلا إن كانت تصحيحاُ في المعلومة التي لا يمتلكها أحد، لكنها للشطار. فاختر من تكون! إن لم تكن محايداً في التعبير عن قضاياك، ولا (أوباميا) في التعبير عن أبسط حقوقك، فأنت لا شيء. (رياضياً) على الأقل.


   

 

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 07:49 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube