
16/03/2010, 01:24 PM
|
 | أرسنالي مميز | | تاريخ التسجيل: 21/03/2006
مشاركات: 2,856
| |
هذا مقال من جريدة الوطن // آرسنال .. للإتقان مثال ! للكاتب سعد السبيعي مفهوم الإتقان هو الإتيان بالعمل على أكمل وجه دون قصور فيه، قال صلى الله عليه وسلم "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"، (رواه البيهقي)، والإسلام عندما يحض على الإتقان في كل عمل يقوم الإنسان به يجـعل ذلك قدر استطاعته، وبهذا يجعل القيام بالعمل طواعية، والإتقان بهذه الدلالة يقوي مفهوم الجودة الشاملة.
والإتقان: لغة: "إحكام الشيء، .. أتقنت الشيء أحكمته، ورجل تقن حاذق. و"الإحكام للأشياء، فالإتقان اصطلاحاً: الإحكام والحذق في الأعمال.
فلسفة "دام" المعروفة ثالوث الإتقان العجيب، تعني: الدقة، والاهتمام بالتفاصيل، والمتابعة، وتفيد هذه الفلسفة أن إنجاز الأعمال لا يعني إتقانها، وأن الإتقان مستوى أرفع بكثير من الإنجاز.
والإنجاز هو إتمام المهمة أو العمل أو المسؤولية كما اُتُّفق، أما الإتقان فهو الإجادة في إتمامها وبأفضل ما يمكن، والإتقان ينتج من تعدد التجارب.
الصبر ينمي الإتقان.. الجدية تنتج الانضباط.. وبهما تنال الآمال الوظيفية. والانضباط والإتقان طريق الوصول للفرص الوظيفية المنتجة. والانضباط والإتقان عنوان النجاح المهني. والانضباط يولد الإتقان.. والتربية على الإتقان تكون بإعداد الأجيال القادرة على إنجاز الأعمال بإحكام ودقة.. هذه مقدمة تستحق الذكر.
والإتقان في المجال الرياضي مطلب ضروري بغية تحقيق المكتسبات والإنجازات سواء الفردية منها أو الجماعية, بيد أنها درجة ليست بمتناول كل رياضي على البسيطة, كما أن الإتقان عمل ممكن لا دخل للجنس أو المكان أو الزمان أو اللون فيه, إنما يستند على دقة في الهدف المحدد, واهتمام سليم بكافة تفاصيل النشاط أو المنافسة وحتى المنافسين, وصولاً إلى هدف الإجادة والإتقان الذي بدوره يمنح الرياضي ميزة التفوق على نظرائه في هذا النشاط أو ذاك.
صحيح أن أساليب التدريب والفكر التدريبي لها دور كبير كما نجده في مثالنا الحي وأقصد به فريق آرسنال الإنجليزي ممثلاً في مديره الفني الفرنسي الجنتلمان آرسين فينجر الذي أتى بفكر وأساليب تدريبية مستحدثة كان لها أبلغ الأثر ليس في فريقه آرسنال وإنما في المنافسة الكروية الإنجليزية باعتراف المراقبين والمحللين الفنيين, وأعطت أساليبه الفريق اللندني امتيازات أدائية رائعة ميزته عن سواه من فرق العالم أجمع, ويلتقي في كثير من جماليات اللعب والأداء العام بفريق برشلونة الإسباني بحسب ما يذكره الدوليان الإنجليزيان غاري لينكر وتريفور فرانسيس محللا قناة الجزيرة الرياضية, وكذا أطروحات تثني بإطراء على مثال آرسنال في جزئية الإتقان في العمل الكروي المصنوع بعناية وبدقة وصبر وأناة.
فمنذ مجيء هذا الفرنسي العبقري في تسعينات القرن الفارط والدروس المستفادة تقدم موسماً بعد آخر, والأجيال الكروية تتعاقب, والنجوم تأتي وتذهب, بينما الثابت في العملية كلها رجل واحد اسمه آرسين فينغر.
فينغر.. مدرب عبقري, وإنسان متكامل في مهنته وتعاملاته مع الآخرين, يحظى هذا الرجل باحترام وتقدير الرياضيين سواء بإنجلترا أو في بقية القارة العجوز, وما تهافت منتخبات القارة الأوروبية وأكبر فرقها على التعاقد معه إلا دلالة أكيدة على ما يتمتع به من مقدرة فكرية قبل أن تكون شيئا آخر, ولعل أكبر هذه المنتخبات هو ألمانيا, وأعظم الفرق التي تبحث عنه هي فرق إي سي ميلان ويوفنتوس الإيطاليان وبايرن ميونيخ الألماني .
دعوة لكافة الرياضيين السعوديين والعرب بالسعي الجاد للإتقان في نشاطاتهم ومنافساتهم, وليكن آرسين فينغر لهم مثالاً يحتذى..! المصدر |