فينجــر في الـ 60 !! ( تقرير الـ BBC الكامــل )
إنه لشيء عظيم ومدى تأثير أرسين فينغر على كرة القدم العالمية منذ قدومه للآرسنال في 1996 وكان العنوان حينها:" أرسين من ؟! ", والآن هو يستطيع أن يعمل كمدير فني في أي فريق في العالم !
الأندية الكبيرة الأخرى تقيل المديرين الفنيين الذين يفشلون في حصد أي بطولة لمدة 4 سنوات, ولكن قال جيرار أولييه:" لماذا ريال مدريد يريده حتى الآن ! "
يبدو الأمر وكأن فينجر -والذي يحتفل بعيد ميلاده الـ 60 اليوم الخميس- قد قلب أعراف الإدارة الفنية رأساً على عقب, حيث أنه ليس بالضروري أن يكون مستوى النجاح مقروناً بكمية البطولات التي حصدها .
بالقيام بثورة في النادي ووضع أساس لمستقبل رياضي ومالي مشرق, فينجر ضمن لنفسه بشكل فعال وظيفة لـ مدى الحياة ...
غي رو الذي عرف فينجر منذ أن كان في الـ 20 من عمره عندما لعب في وسط الملعب في موتزيج عام 1969, يقول عنه:" فينجر هو أفضل مدرب ومدير فني في كلّ من أوروبا والعالم "
وفي طريقه لكي يصبح أطول المدربين خدمة للنادي, قاد المدفعجية للفوز بالثنائية (الدوري وكأس الإتحاد) مرتين, وتحقيق الدوري بلاهزيمة, وقاده لنهائي دوري الأبطال .
ومع بناء مجمع تدريبي وملعب جديدين, والبقاء في المنافسة على الألقاب مع لاعبيه وتطويرهم بعد شرائهم بأسعار رخيصة, وابتكار أسلوب لعب مميز .
وتحت إشراف فينجر, تحول الآرسنال إلى واحد من أندية الصفوة في أوروبا, وارتفعت أرباحه من 21 مليون باوند في 1996 إلى 313 مليون باوند في 2009
ومثل رو والذي تولى أوكسير لمدة 44 عاماً, والمدير الفني لمانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون, أوضح فينجر مايمكن تحقيقه إذا وضع نادٍ ثقته في رجل واحد ولمدة طويلة .
قال أولييه المدير الفني السابق لليفربول والذ يعمل حالياً كمدرب تقني في الإتحاد الفرنسي:"
مايجعل أرسين شخصاً مميزاً جداً هي الرؤية التي يملكها للنادي وللاعبين "
" إنه يجب أن يمتلك رؤية لما يريد أن يصل بالنادي إليه, وكان ناجحاً للغاية في هذا الشيء "
فينغر سيقضي عيد ميلاده وهو يعد فريقه لمباراة يوم الأحد أمام ويست هام, وحضور اجتماع الجمعية العمومية ومشاهدة مباراتين من الـ يوروبا ليج في التلفاز .
وقال أولييه والذي قابل أرسين في اختبار الحصول على رخصة التدريب في اليويفا عام 1983, وقضى وقتاً معه في في عدة بطولات دولية كبيرة في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات:" في هذه المهنة تستطيع النجاح في حالة واحدة وهي أن تكون مركزاً 100% "
" عليك أن تتابع تحركات كرة القدم وتطور اللعبة وبيئة كرة القدم "
" أرسين ليس مجرد شخص منفتح عقلياً لما يجري في اللعبة, بل هو يتابع بيئة كرة القدم أيضاً "
فينجر لم يغير الآرسنال فقط, بل غير النظام الكشفي والتدريبي والغذائي والتحليل الرياضي, وهذا شجع الاتحاد الإنجليزي لتبني النهج القاري للإدارة الفنية .
ولكن الأمر بالنسبة لإيمانويل بيتي والذي دربه فينجر في موناكو وآرسنال, هو بمثابة مرشده السابق ومدربه وهذا ما يجعله شخصاً مميزاً له .
بيتي لازال يتذكر إراحة فينجر له رغم وجود مباراة هامة خارج الأرض في 1999, بعدما أخبره بأنه ليس جاهزاً بسبب صديقته التي فقدت طفلها الذي لم يولد بعد .
وأكد فينجر لبيتي أنه لاينبغي له أن يشعر بالذنب لأنه لم يلعب, لأن العائلة أهم من كرة القدم وأنه سيدعمه دون قيود أو شروط .
قال بيتي:" إنه مثل الأب, يجعلك لاعباً أفضل وشخصاً أفضل, إنه يجعلك أن تقوم بكل ما لديك له, تريد أن تقوم بـ 150% له ! "
وبينما يدخل فينجر عقده السابع, الموضوع الذي يتواجد على شفاه معظم المدفعجية هو: أين سيذهب من هنا ؟
عقد الفرنسي ينتهي في 2011 لكنها ستكون مفاجأة كبيرة إن لم يمدد عقده وهناك دلائل صغيرة تقول بأنه لن يكمل كمدرب للآرسنال في المستقبل القريب .
بينما يصر على أنه لاتوجد نوايا للتقاعد, لكنه اعترف بأن الأمر يقترب أكثر كلما مرت السنين .
أوضح رو:"
السنوات الأربع الأخيرة منذ الـ 63 إلى 67 كانت الأفضل بالنسبة لي, لأن كنت خبيراً جداً, لقد كانت أقل صخباً ولكني عملت من رأسي أكثر والأمر نفسه سيكون مع أرسين "
"
يمكنك أيضاً كسب المزيد من الاحترام من اللاعبين كلما كبرت, عندما كنت صغيراً كانوا ينظرون إليّ كأحد إخوانهم, ثم كأخ أكبر, ثم كأب, وأخيراً كجد "
"
أرسين سيستمر مادام جسمه يسمح بذلك, بعد الـ 68 اكتشفت أنه من الصعب تحفيز نفسي ولكن الأمر مختلف من شخص لآخر "
فينجر الوحيد الذي يعلم متى يحين وقت التقاعد, لكن هاورد ويلكنسون (رئيس اتحاد المديرين الفنيين ) يقول بأن فينغر سيبقى لائقاً بدنياً (كـ كلب الجزار )
الصحة البدنية هي عنصر رئيسي, وكشف بيتي أن فينجر تعرض لمشكلة صغيرة في القلب منذ 6 أو 7 أعوام ,ولقد أعطت فينجر تنبيهاً صغيراً .
قال أولييه والذي تعرض لأزمة قلبية أثناء عمله في ليفربول عام 2001:"
عندما تكبر بالعمر عليك أن تنتبه لبدنك أكثر ولكن فينجر يملك حياة منظمة جداً, ربما يذهب لينام مبكراً أكثر من باقي المديرين الفنيين "
فينجر انضم للسير فيرغسون وريدناب وهودجسون كأحد المديرين الفنيين الذين تجاوزوا الـ 60 في الدوري الممتاز, وهؤلاء الأربعة يمكنهم أن يحطموا رقم السير بوبي روبسون والذي استطاع التدريب حتى تمت إقالته في سن الـ 71 من نيوكاسل .
وعلى مر السنين كان من المستحيل تجاهل التغير الذي طرأ على سلوكه على خط الملعب, والشخصية التي وصلت من ناغويا غرامبوس ايت في 1996 هي ذكرى بعيدة .
ويصرح أولييه:"
عندما كنا صغاراً كنا خاسرين سيئين, لكن الآن نحن خاسرون خائبون ومع تقدم العمر يصبح من الصعب تجاوز الهزيمة "
ربما فينجر يصبح مدركاً أكثر بأن جزءه الشاب عليه أن يحول الإمكانيات إلى بطولات إذا أراد تجنب المزيد من المعاناة .
وهناك حافز آخر له وهو الكأس الأوروبية وهي الجزء الرئيسي الغائب في سيرته الذاتية .
والذي هزم في نهائي كأس الكؤوس عام 1992, ونهائي كأس الاتحاد الأوروبي 2000 , ونهائي دوري الأبطال 2006 ,هذه كانت أقرب محاولات فينجر لحصد اللقب, ولن يهدأ إلا إذا رفع الكأس الأوروبية .
ومنذ إعادة تسمية البطولة في 1992, هناك رجلان فقط فوق الـ 60 حققوا اللقب الأوروبي وهما السير أليكس فيرغسون وريمون جوثالز, وبيتي يعتقد أن فينجر سيعتبر مديراً فنياً عظيماً إذا قام بمثل ماقام به هؤلاء الرجال .
وقال أولييه:"
كرة القدم هي وظيفة تعتمد على الخبرة والأعوام القادمة ستكون الأفضل لفينجر, إن بقي بصحته وأبقى فريقه متجانساً فهناك فرصة للفوز بدوري الأبطال "
مدافع آرسنال السابق لي ديكسون يحذر من أن (الميل الهجومي) لدى الآرسنال أدى إلى إهمال بعض الواجبات الدفاعية.
لكن فينغر والذي حصل على لقب الدوري الفرنسي في أول مواسمه مع موناكو وقادهم إلى نهائي كأس الكؤوس الأوروبية عام 1992 ونصف نهائي دوري الأبطال عام 1994, يشير إلى أنه لن يعبث بغرائز فريقه الهجومية .
هو يريد أن يفوز بالبطولات ولكن بأسلوبه وإن حقق ذلك على المستوى الأوروبي فستكون خاتمة مذهلة لحياته المهنية كمدير فني .
ويقول ويلكنسون:"
لا عتقد أنه هناك سقفاً حول مدى مايستطيع فينجر أن يفعله, أستطيع أن أتذكر السير مات بوسبي يجلس ومعه الكأس الأوروبية وعمره 59, وبوب بايزلي يفعل نفس الشيء وهو في الـ 62 ."
"
لايوجد أي سبب يمنع فينجر من أن يفعل مثل ذلك "
BBC SPORT 
آخوكم يزيد ..