10/07/2009, 01:36 AM
|
زعيــم نشيــط | | تاريخ التسجيل: 25/02/2003
مشاركات: 958
| |
ومضــــات ! ومضــــات !
الومضة الأولى : الكل يتحدث فمن يسمع ؟!
مما وقع عليه بصري ، وأخذته عيني ، أن الذوات في عصرنا تضخمت حتى أضحت كالجبال ، وأن الأقوال تكاثرت حتى أخفت الأفعال ، فأصبحنا في عصر الكل فيه يتحدث ؛ المدونات أكثر من الجراد ، والمنتديات تزرع ما لايقبل الحصاد ، والمجموعات البريدية تتناسل بازدياد ، الكل يقول ما يشاء في كل ما يشاء ، فضاع صوت العالم الخبير في لجاجة جمع من الجهال غفير ، فأضحى المتلقي البسيط في حيرة وضياع ، إذ يسمع اليوم نفي ما تم إثباته في الأمس ، وغداً يثبتون ما تم نفيه اليوم ! فإذا كان الكل يتحدث فليت شعري من يسمع ؟!
الومضة الثانية : النفوس العظيمة عظيمة حتى في الكره ، والنفوس الوضيعة وضيعة حتى في الحب!
ترى بعضهم كبيراً حتى في خصومته وغضبه ، فهو لا يغضب إلا من خطب جلل ، ولا يستثيره الصغير من الزلل ، ولكنه إن غضب غضبة تُذكر ، فغضبه في ميزان البشر عدل ، وصفحه في ميزان الشرع فضل ، فهو بين عدل فضل فلله دره ما أجمله ، وفي المقابل تجد الوضيع وضيعاً حتى في مواطن المحبة والمودة والألفة والإحسان وكأن لسان حاله يقول : ذيل الكلب عمره (مايتعدل) ، فسبحان من جعل في النفوس رفعة وضعة !
الومضة الثالثة : لا تأكل السم اتكالاً على ما عندك من ترياق !
كثيرٌ من الناس يغشى مواطن الشر ؛ اعتماداً على ما عنده من خير ، فيغشى منتديات الاضطراب والتخريف ، ويرتاد مجالس الهرطقة والتجديف ، يسمع من كل أحد ويقرأ لمن هو في الحقيقة لا أحد ، معتمداً على علم ضحل ، ومستنداً إلى عقل ليس بالفحل ، فتجد طرق الأفكار تتقاذفه يمنة ويسرة ، لأن مركبة عقله تسير بلا ربان ، وقلبه يمخر عباب الأفكار بلا قبطان ، ففي عرف الأطباء لا بد من الوقاية قبل المعالجة ، وفي عرف الرياضين لا بد من المشي قبل الهرولة ، وفي عرف المختصين لا بد من التأهيل قبل الممارسة ، وفي عرف العقلاء لا بد من التحصين قبل التدشين ، وفي عرف الطبيعة لا بد من الاعتماد قبل الاستقلال ، الأمر ياصاحبي ليس بالسهل ، فمن أخطر المسائل اللعب بالعقل ، فكن خصيم نفسك يا من تدعي أن عندك عقل ! ولا أجد أصدق من حديث رواه عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من سمع بالدجال فلينأ عنه ، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات, أو لما يبعث به من الشبهات "
الومضة الرابعة : من كان همه بطنه وفرجه ؛ فإن قيمته ما يخرج منهما !
من أكثر الأمور بعثاً للألم رؤية إنسانٍ سوي يعيش على هامش الحياة ، فعيب القادرين على التمام أو على مقاربة التمام ؛ عيبٌ ليس بالصغير - وربي - بل كبيرٌ جد كبير ، ومشهد الإنسان العاقل الجميل ؛ وهو يركض هنا ليبحث عن شهوة تسكنه ، ويجري هناك ليقطع وقته بترفيه يأسره ، مشهد يجلب الكآبة والحزن ، وليت شعري كيف يرضى الأذكياء أن يعيشوا عيشة البسطاء ؟!
كفاك لهواً يا هذا ! فما مضى من وقتك فات ، والمؤمل من مستقبلك غيب ، وليس لك إلا الساعة التي أنت فيها ، فقم وانفض غبار الكسل والدون ، وفتش في نفسك لتعرف من تكون ، واخلق لنفسك هدفاً ثم اجعلها تتمحور حوله ، فإن أبيت أن تفعل فكبّر على نفسك أربعاً وإن شئت فزد – مني - تكبيرة خامسة ، فأنت من سقط المتاع!
الومضة الخامسة : تعاريف !
الكلام : بطاقة تعريف بمكنون الفكر والعقل !
سرعة الغضب : نصب تذكاري لفقدان الحكمة والحلم !
سوء الظن : شعار أنانية ودثار تشاؤم !
تضخيم الأمور : نتيجة حتمية للنقص المعرفي !
الجدل : لافتة كتب عليها بعضهم ها(أنا) ذا فشاهدوني !
المرأة : مخلوق كل ما ظننت أنك اقتربت منه أكثر كلما اكتشفت جهلك فيه أكثر !
الكتابة الإلكترونية : منبر من لا منبر له !
المثقف : هو من يتكلم في كل شيء لا يعنيه ، ولا يفقه مراميه!
الحب : شعور مقدس ؛ جعله الكثير منا مهزلة !
الأنا : مخ المشاكل على هذه البسيطة !
الاهتمام : سلعة يطلبها بعضنا من بعضنا ويرفض بعضنا أن يعطيها بعضنا!
الصحف المحلية : مادة صنعت سفرة للطعام ، وخير منظف للزجاج!
الإعلام: أفيون الشعوب ! |