في البدايه احب ان اشكرك على موضوعك المهم والذي جلبني لمعترك الحوار الفكري مع شخصكم الكريم ، والذي انشاء الله سيوصلنا الى اتفاق في قضايا معينه ، اما الاتفاق الكلي فلا اعتقد ، لانه قليل الحدوث ، وللعلم فأنه الحوارات والاختلافات حدث رئيسي في كل زمان حتى ان الصحابه رضوان الله عليهم اختلفوا في امور فقيه فيما بينهم . لكن وبالنظر الى موضوعك الشيق والذي يحتوي عزاره في الافكار فاعتقد ان كلانا مستفيد في خوض غمار هذا النقاش الممتع والمفيد والذي يصب في مصلحة مجتمعنا السعودي.. حفظه الله من كيد الكائدين ومن عدوان المعتدين .
في البداية يجب عليك ان تعلم اننا مسلمين ، ومجتمعنا السعودي من اكثر المجتمعات تمسكا بـ هذا الدين، اذا سلمنا بهذا فيجب علينا قبل ان نتدارس كتب الحريات والروايات والافلام ان نفهم الدين الاسلامي والذي يمكن من خلاله وحده ان نتحدث باسم الشعب السعودي .. وهذه نقطه مهمه .

* * *

اما الثانية فإن من العيب ان ننسى او نتناسى ان الدين الذي توارثناه منذ 1400 سنه يُحرم على الرجل رؤية المرأه الاجنبيه سواء إعتاد ان يراها في التلفاز او في الانترنت ام لم يعتد وهذه لا جدال حولها . اما بخصوص اباحة التلفزيون فهذا لان له فوائد متعدده لا تُنكر لكنه ايضا قد ينطوي على حرام واستشهد هنا بنقطه من كلامك وهي ما ااويدها ( المباح إذا أستخدم في شيء محرم أصبح محرماً , كـ الإستماع للموسيقى في الراديو ! الراديو بحد ذاته مباحاً ولكن إذا أستخدم لإستماع الحرام أصبح حراماً ..) مثلا يمكن في التلفاز ان ترى الاخبار او ان ترا برامج وثائقية او ثقافية او اي شي مباح وفي الراديو ايضا الباب واسع .. لكن الوضع في السينما مختلف تماما . اما بخصوص فرضيتك الجدليه ( إذا وجد فلم نوعيته مماثله لنوعية مايطرح في التلفزيون , هل يمكن لي أن أشاهده ؟ مع مجموعة من الناس المهتمة في مجاله بواسطة شاشة كبيرة وفي مكان عام! ) يجب هنا ان تعلم ان ما يُعرض في التلفاز ليس كله مباح اذا اردت ان تعرف المباح وغيره فارجع الى القرآن والسنه ، وعليك ان تعلم كثرة الشىء لا تبيح تداوله .

* * *

أما مقال ممدوح المهيني فمع احترامي له إلا ان مقالاته مطبله للغرب بشكل صارخ خصوصا مقال عالم اوباما والذي سَكِر وهام في مدحه لهذه الدولة التي ألبسها حلي افلاطونيه (امريكى) ، وغابت عن فكره تلك المفاهيم البسيطه التي توارثناها جيلاً إثر جيل وهي .. إن الحريه لا يُمكن أن تُرى من خلال المنظار الغربي ، لكن يجب ان تخرج من صلب ثقافتنا الاسلامية ، لأن الإنسلاخ عن حضارتنا وتقليد الغرب في امور كـ هذه هو عين تأجير العقل الذي ذكره في مقاله .
اما عن حديثه عن المرأة فهو ايضا خَرَجَ من مشكات تغريبيه ايضا ، فالتعامل مع المرأه لا يكون كأعراف او عادات فهذا مرفوض عندنا وعنده .. لكن يكون مستنبط من القرآن والسنه النبويه بدون أدلجه لتلك النصوص او تغييرها عن مساراها او محاولة لوي اعناق النصوص . وفي الختام ..

* * *

يجب ان تعلم ان :

* التحرر لا يعني الانسلاخ بل يعني نبذ السيء سواء كان في العادات والتقاليد او قدم من الخارج (تأبطه المهووسون بالغرب).

* الاستباد والحرية المفرطه على طرفي نقيض وكلاهم مضر .. ولكن من الذين يفصلون بين الحزم والاستبداد وبين الحريه والحريه المفرطه؟ الجواب بسيط.. القرآن والسنه .

* * *

اشكرك على ما قَدّمت وكنت اتمنا إكمال وجبتنا النقاشيه لكن النعاس غلبني وإن شاء الله نلتقي مستقبلا في ادغال الشبكة العنكبوتيه دمت بسعادة .

تعجبني روحك المرحه .. مدريدي عاشق سامي
لكن فعلا الشعب السعودي دائما يركز على المظاهر ، وانا لا اقصدك لكن هناك من هو يعشق المظاهر حتى ان اي موضة قادمة من الخارج يتولع بها بدون الاحاطه بمنافعها .. فدائما ما نسمع اصوات تنادي بالتطور في اللباس وما موضة (طيحني) عنا ببعيد او حتى العاباءات الخادشه للحياء والتي تذهب العفه عن بنات هذا الوطن ، او حتى الانشغال بمواضيع استهلاكيه كالسيارات والرياضات والسينما .. لكن وللأسف المواضيع المهمه والتي وطننا بحاجه لها لا تكون هدف اعلامنا كإنشاء المصانع في شتى المجالات والاكتفاء الذاتي والقوه العسكريه وتصدير ثقافتنا الاسلاميه للخارج وخلافها من هذه الاهداف المفيدة ، لكن عندما نتصف الجرائد اليوميه او تنظر الى آراء الشارع السعودي تراه لا يتلكم ولا يهتم الا في سينما او هيئه او سواها من هذه المواضيع( طبعا انا لا اعمم) لكننا لا نسمع ابدا اصوات تنادي بالتنميه الحقيقيه المطلوبه في اغلب البلدان المتطوره ..فقط لا نرى من حضارتهم الا (طيحني) او إنفتان بأفلامهم او تطبيل لهم في تحررهم اللااخلاقي بينما النهضه الحقيقيه يُحرّم علينا ان نتكلم او حتى ان نحلم بها .