المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام
   

منتدى المجلس العام لمناقشة المواضيع العامه التي لا تتعلق بالرياضة

 
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 10/06/2009, 10:28 AM
ناقد اجتماعي
تاريخ التسجيل: 05/12/2001
المكان: نيويورك - الولايات المتحدة الأمريكية
مشاركات: 2,053
علاقاتنا، بساطة ومعرفة أم تعقيد وعزلة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،



صبحكم/مساكم الله بالخير



علاقاتنا، بين بساطة تمدنا بمعرفة وثقة، أو تعقيد يجعلنا في جمود وعزلة!



يعتمد الكثير منا منهجاً وأسلوباً خاصاً في تكوين علاقاته مع الآخرين، وبعضنا يضع أمامه خطوطاً عريضةً تحوي مواصفات واشتراطات لا يجب عليه تجاوزها إذا ما أراد تكوين علاقةٍ جديدة، وفي الغالب تختلف طبيعة هذه الاشتراطات من شخص لآخر ، وإن كنا لا نقول صراحةً بتلك الاشتراطات أو المواصفات لكننا نخزنها في عقولنا ونطبقها ونعمل بها بشكل تلقائي أو على السليقة كما يقال..


بدايةً، دعونا نتصور المستويات أو الخطوط العريضة والتي تقرأها أعيننا بوضوح خلال لحظات قبل أن نشرع في قبولٍ ظاهر أو رفض ونفور مبطن لعلاقة مقترحة أو مطروحة بين شخصين التقيا للتو، وكيف يبدأ أحدهما بالنظر للآخر (نشمل الذكر والأنثى)..

سأقترح مجتهداً التدرج الآتي ( علماً بأن ما بين الأقواس هو مجرد أمثلة):-

-الديانة (الإسلام)
-اللغة (العربية)
-موقع البلد الجغرافي ( الخليج العربي)
-الجنسية (سعودي)
-الفئة العمرية/ السن
- المنطقة/ المدينة
-القبيلة/صلة القرابة
-المستوى الاجتماعي
-الطبيعة الشخصية
-الثقافة/الاهتمامات
-التخصص العلمي


ما سبق هو مجرد تصور شخصي لمستوياتٍ لا أجزم بدقة صياغتها أو صحة تدرجها، وقد يضاف إليها أو ينقص منها أو يعاد ترتيبها حسب الرؤى المختلفة..

في الحقيقة من الممكن أن نناقش أموراً كثيرة وجوانب متعددة حول هذه المستويات، وإن كانت إجمالاً ترتبط بقضايا العنصرية، ومن بين ما يمكن أن ننظر فيه هنا هو مدى تأثير التوقف عند أحد هذه المستويات على شخصية المرء وثقافته ومعرفته، بمعنى كيف ستكون شخصية وثقافة شخص ينظر ويدقق في جميع تلك المستويات ويتوقف عند أحدها قبل اتخاذ قرار بقبول صداقة شخص آخر، مقارنة بآخر يهتم بنصفها أو ثالثٌ يكفيه أن يكون الشخص آدمياً حتى يقبله ويقترب منه..


شخصياً ألحظ أن من يتنوع في صداقاته ولا يحصرها في نطاق محدود هو شخص يمتاز بالثقافة والمعرفة والإطلاع الواسعين وتبرز في آراءه ملامح المنطق وسعة الأفق، هذا من جانب ثقافته ودرايته، إضافةً إلى جوانب أخرى في شخصيته كصفات النضج وطيبة النفس والتواضع والتي قد تكون في حقيقتها سبباً رئيساً في قابليته وجاذبيته وانجذابه نحو تكوين علاقات واسعة مع الآخرين..


وفي هذا السياق يفضل غالبيتنا أن يفرق بين نوعية العلاقة التي تربطه بشخص ما، فذاك صديق عزيز، وهذا من الأصدقاء، والآخر زميل، وربما زاد أحدنا ليصف علاقته بآخر بأنها مجرد شراكة عابرة في موقف لن يدوم، أو مجرد علاقة يضمن بقاءها مصلحة أو فائدة تجمع كلا الطرفين..


ومن هنا قد يقبل أحدنا زميلاً بعض النظر عن أي مواصفة، في حين أنه يتوقف عند الكثير من الاشتراطات فيما لو أراد ترقيته لمرتبة صديق..

ما دعاني لسرد هذا الحديث أو الفلسفة إن اعُتبرت كذلك، هو التصور الذي أحمله بأننا نحن السعوديون بشكل خاص لدينا حساسية كبيرة وحذر وترقب مبالغ وأحياناً تكبر وتعالي في جوانب تكوين علاقاتنا الاجتماعية وطبيعة تعاملاتنا المبنية عليها، ومثل هذا التصور لا أستطيع القول بأنه مثبت بالأرقام أو ناتج عن اختبارات قياس للشخصية السعودية، ولكنه تصور خلقته التجارب والمواقف المختلفة والشواهد الحية من خلال النقاشات والأحاديث العابرة مع أصدقاء وزملاء سواء كانوا من حملة الجواز الأخضر والطابع المحلي أو من جنسيات وثقافات أخرى..

والواقع أن هذه الحساسية أو الترقب والحذر لم تقف عند حد المبادرة بتكوين علاقة بمعنى صداقة، ولكنها تتجاوز ذلك إلى حد التفكير والتمعن قبل مجرد تبادل حديث عابر مع شخص جمعتنا به لحظات انتظار في طابور طويل أو مقاعد متجاورة في رحلة طائرة..


إن من بين مساوئ هذه الصفة برأيي أن جعلت الكثير منا يفقد إحدى منابع الحد الأدنى من الثقافة والمعرفة والاطلاع على الثقافات والتجارب المختلفة واكتساب الخبرة وحتى القدرة على حسن الحوار وتنمية مهارات الاتصال والتمكن من مفردات الحديث والجرأة على التداخل وإبداء الرأي، وهذه أمور تعود بسلبياتها علينا بشكل مباشر، وبدرجة أسوأ ساهمت طبيعتنا هذه في خلق صورة غير محبذة عن المواطن السعودي أو المجتمع بشكل عام، كالقول بأننا مجتمع جامد منغلق حول نفسه وأننا نتسم بالتعالي وازدراء الغير ووصفنا بالشعوب غير الصديقة، وربما كان ذلك ملامساً للحقيقة في معظم الأوقات!، وتبرز صفة التعالي بشكل كبير حين نتجاوز العلاقة فيما بيننا كمواطنين إلى علاقتنا مع إخواننا المقيمين في بلدنا ومدى قبولنا لأن يكون أعز أصدقائنا واحداً منهم..


وفي واقع الأمر أرى بأن هذه ليست مجرد حساسية وحذر فرضته طبيعة تربيتنا، وإنما هو في حقيقته تعالٍ وتكبر فاضح نما من خلال تلك الأفكار العنجهية الجاهلة التي زرعت في عقولنا وسقيت بماء العنصرية والتعصب فخرجت ثمارها بأن أصبحنا نقدس أنفسنا وجنسنا وجذورنا ونزدري ما دونها..


أعود للقول بأن الضرر الذي يعود علينا من خلال الشخصية الحذرة أو المتعالية التي نتلبسها، لم يقتصر فقط على خلق تلك الصورة القاتمة عنا، وإنما تسبب لنا في الكثير من المتاعب على المستوى الشخصي سواء كان حجم الثقافة أو طبيعة التعامل مع الآخرين والقدرة على الانسجام معهم، وعلى سبيل المثال، اسألوا حتى طالب الدراسات العليا الذي ذهب لإكمال دراسته في الخارج كم احتاج من الوقت ليتغلب على إحدى صعوبات الغربة ويتعرف على صديق أو اثنين..


أخيراً، إن أردنا تنمية مهارات الاتصال لدينا واكتساب المزيد من الثقافة والمعرفة التي لا تدونها الكتب، فإن علينا أن نتطبع بطابع البساطة والتلقائية ونبتعد عن التعقيد والتدقيق، وقبل هذا كله ، وهو الأهم، لا ننسى أن نمتع أنفسنا بقدر كبير من التواضع، فلسنا المصطفين الأخيار..



تلك هي وجهة نظر، ولعل أحد الكرام هنا لديه ما يصححه أو يضيفه ويستشهد به.




عذراً على الإطالة، في أمان الكريم،،
اضافة رد مع اقتباس
   

 


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 04:38 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube