قصيدة منقولة من جريدة الجزيرة لعدد الجمعة 30/5/1423هـ

الصداقة


الإنسان بطبعه كائن اجتماعي يميل للتمازج مع الآخر لذا كانت «الصداقة» المظهر الملائم.. والرابط القوي في العلاقات الإنسانية.. والجميل فيها أنها تسمى «صداقة» من الصدق! هذه الصفة التي أساس البناء عليها صحيح..
وقد يختلف الناس في مدى احتياجهم لصداقة الآخرين ولكنهم يتفقون على وجود تلك الحاجة في داخلهم بإلحاح ولكن يا ترى ما الذي أصاب عرى الصداقات ؟! كيف تسلك سوسة المصالح بكل أشكالها إلى هذه القيمة النفسية النبيلة؟؟ إن ما أثار تساؤلاتي هذه كثرة ما سمعته وما قرأته من تذمر الكثيرين من صداقاتهم.. وما عايشته عن قرب من شكاوى بعض الأخوات من الإحباط الذي يشعرن به جراء الصدمات وسقوط الأقنعة عمن حظين بصداقتهن وعطائهن ومشاعرهن وبدلاً من أن تكون الصديقة عوناً ومتنفساً .. أصبحت هماً وعبئاً يضاف إلى أعباء الحياة ومتاعبها ورغم ذلك.. أستطيع القول إن الدنيا لا تزال بخير.. يجب أن لا تفقدنا صدماتنا بالآخرين ثقتنا بغيرهم فالصداقة وإن كانت قد أصيبت فإنها لم تقتل.. آمل أن تجدوا في هذه القصيدة شيئاً من المواساة والتفاعل.




كان الصداقة كلها.. هم وجروح
ما عاد أبي.. في هالزمن لي صديقه
أنا الصداقة.. في نظر عيني صروح
تبنى على ذيك المواقف.. حقيقة
وأنا الصداقة في نظر خافقي.. بوح
كل الحواجز لا صدق ما تعيقه
مشاعرٍ تبدي خفا الروح للروح
لو ما حكيت يبين فيني بريقه
حب ووفا.. واخلاص وعتاب.. ووضوح
وادراك حاجات الصديق.. لصديقه
مني قريب بساعةٍ كلها فروح
واقرب إلى من صابني يوم ضيقه
يشيل هم بصفحة الوجه مشروح
وأنا احتوي فيه الجروح العميقة
ماهي على الفرغات جيات ومزوح
ووقت الشدايد تاه عنك طريقه
يجيك ظامي يرتوي منك ويروح
وانت بظماك وكن مانت برفيقه
هذا حبيب الذات بالذات مذبوح
طيور العطا في بحر ذاته غريقه
لو ما عذرته خاطري فيه مسموح
ألقا بداله لا طويت الوثيقة!
القلب لاحساس الوفيين مفتوح
واللي خذلني خافقي ما يطيقه!



منيرة الحمد