سيدتي:

كنت أكتب لحبيبتي ·· وحين خانتني وماتت ··
أصبحت أكتب لي وحدي ..
فلا عاد شيء يستحق
أن يكتب طالما حبيبتي غائبة .. ولا تعود إلا مع مواعيد النوم .. مواعيد الحلم

وأنادي بكل فم تحتويه أحشائي ..لربما هي ليست حبيبتي ... ليست حبيبتي ·· وربما
هي
ليست حبيبة أحد ·· ولا حتى أنا حبيبها .. لأنني لا أليق بها .. ولا أحد يليق
بها
.. هي
كل شيء ونحن لاشيء

ثم أتندم على صرخاتي .. فأغلق فمي .. بحفنة تراب !!؟


لهذا أفتح بوابة الذاكرة ·· وأكتب لمن لا تحب ·· لأعلمها الحب .. لعلني أرضي
نفسي
بالحاجةإلى الكتابة إلى حبيبتي

أما حين أشرع بالكتابة لحبيبتي ·· يتحول قلبي إلى محبرة
أغمس فيها أصبعي ·· وأرسم حزني
فيصبح الحزن سحابة .. تمطر .. تمطر .. تمطر
فتطرب لحزني ·· ويفرح الآخرون لهطول المطر
ولا أحد ينتبه إلى أن قلبي صار بكاءً ·· لا أحد

ولكن لماذا يطربنا الألم ··
لدرجة أن نردد الله .. الله ..
ياحلوه حزنك !! أعد؟
تجاوزي تفاهة السؤال كما سأتجاوزه أنا وأكتب

ذات مرة كتبت لها :
مجازا حبيبتي كما الورد لا تلمس ·· تشم فقط ·· ورجوتها أن تعلقها على جدار
غرفتها

علقتها ·· ثم أخبرتني أن الورقة بدأت تزهر

كتبت لها :كنت أعتقد أن الأشياء الجميلة تموت باكرا ·· كما الورد والفرح
ياحبيبتي
فصدقتني ·· وماتت ·· تخيلي !!؟

ماتت في الغياب .. والغياب هو حياتها .. ومماتي !!؟

فأي الحياتين .. تستحق أن تعاش !!؟

أيضاً تجاوزي هذا السؤال فهو أتفه من سابقه

فكتبت : إن لم يكن لي نصيب أن ألقاكِ فدعيني أشعر دوما بأني إفتقدتكِ
كتبت أيضا على قبرها ·· هنا يرقد الجمال فلماذا لا تبكون !!؟
*****

لا أدري هل قلت لك ذات مرة : أن الحب كالكبد يحتاج خلية واحدة ليعيد إنتاج
نفسه
كنت أحاول أن أقنع نفسي قبل أن أقنعك ·· لكني وكعادتي فشلت
فقد عاد قلبي إلى عمله الطبيعي وراح يضخ الدم إلى جسدي ·· يعمل طوال الوقت
وكأنه
يحاول إجهاد نفسه كي لا يفكر

وفي المساء حين أذهب إلى النوم ·· يتكئ هو على رئتي
ويناجي حبيبته بكاءً ·· فأشعر أنني أختنق
هل جربتي ولو لمرة واحدة ·· أن يخنقك قلبك ؟
قلبي يؤلمه أن يفكر في الحب ·· يؤلمه أكثر أن لايحب !!؟
*****
تنويه :حبيبتي لم تمت بعد .. ولكن الغياب .. يميتها .. فأحس أن لها .. قباًر..
أضع
عليه أكليل ورد

صحرائنا لاتنبت سوى الشوك .. وقبر حبيبتي .. وحده مشتل زهور المنطقة

الناس .. تتجه إليه لتضع عليه .. وردة أو لربما أثنتين .. العالم كله في هذه
الجزيرة
.. يتفائل بقبر حبيبتي .. واخاف أن يأتي يوم ويصبح مزار سياحي .. تفد إليه
قوافل
العالم

خوفي من أن يكون مزار .. لا لشيء سوى .. أن لا أجد وقت أختلي فيه بحبيبتي ..
لأسمعها
جديدي .. وشخبطات حروفي

هي تحب رسائلي .. وأنا أحبها هي