#1  
قديم 29/05/2009, 02:17 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
الاسلام الدين الوحيد ذو الطبيعة العالمية

الأديان الأخرى وجدت النزاعات العنصرية ذات العصبية، بينما الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قال "ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية" حديث حسن رواه أبو داود عن جبير بن مطعم. فالنصرانية- واليهودية- هي كذلك محاصرة باستعلاء، شعب الله المختار.. ولم يبرأ الإسلام من هذه النزاعات "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" "الأنبياء 107" وفي حديث أبي هريرة قول الرسول عليه الصلاة والسلام في حديث حسن أخرجه البخاري "إنما بعثت رحمة، ولم أبعث عذابا" وفي حديث صحيح روي عن أبي هريرة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنما أنا رحمة مهداة".

فجميع تعاليم الإسلام تتسم بطابع عالمي إنساني وقد لاحظ الأستاذ محمد حميد الله أن "الأديان القديمة تبدو وكأنها كانت قومية أكثر منها عالمية جاءت للإنسانية جمعاء، ومع ذلك فإن هذه الأديان القومية القديمة قد دعت أيضا في البداية إلى المحبة والسلام. وإن عقدة الاستعلاء على أساس من اللون، أو المولد، أو الجنس، التي ما تزال قوة فعالة في أجزاء أفريقية وأمريكا وأوروبا، هي في نظري من آثار الأجيال الوثنية، وغير المتدينة أكثر من كونها نتيجة لتعاليم الأديان التي يعتنقها الناس هناك.

وكان من حسن الحظ أن الإسلام تبرأ من أول يوم من حواجز الجنس واللون والأرض واللسان، واستهدف قيام الأخوة العالمية بين المؤمنين. ونحن نقرأ على سبيل المثال "إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون" "الحجرات 10" "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون" "آل عمران 103" "وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين" "الأنفال 46" "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون" "الأنبياء 92" "وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون" "المؤمنون 52".

الإسلام دين وحدة وعمل، يضمن للفرد حقوقه وحريته دون أن يهمل حقوق المجموعة؛ ويتجلى هذا مثلا في نظام الزكاة، وفي مجموعة من الأسس ذات الطابع الإنساني العام، ففي الأخوة الإنسانية قال الله تعالى "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى" "الحجرات 13" "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء" "النساء 1".

فالإنسانية جماعة واحدة "وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون" "يونس 19" والدعوة الإسلامية دعوة عالمية "وما تسألهم عليه من أجر إن هو إلا ذكر للعالمين" "يوسف 104" وتعرض إلى اختلاف اللون واللسان "ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين" "الروم 22" "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" "الحجرات 13".

ومن خصوصيات الإسلام أن العمل الصالح هو ميزان التفاضل بين الجميع "إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون" "المائدة 69". والملاحظ أن الإسلام اعتبر فريضة الحج عبادة عالمية يلتقي عندها كل المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها، هذه الفريضة تتميز بالأخوة، ولا عجب حين نقول لا يوجد ملتقى في عالم اليوم يحطم كل حواجز العنصريات والجغرافيات ويلتقي على الأخوة الإسلامية مثل مناسك الحج.

قال المنصفون عن الإسلام قولا أمينا عن هذا التراث القيم: قال العلامة "روش" "لقد وجدت في الإسلام حل المشكلتين اللتين تشغلان العالم طرا، الأولى في قول القرآن "إنما المؤمنون إخوة" "الحجرات 10" فهذا أجمل مبادئ الاشتراكية. والثانية فرض الزكاة على الأغنياء وهذا دواء الفوضوية، ولو أن هذا الدين وجد رجالا يعلمونه للناس حق التعليم ويفسرونه حق التفسير لكان المسلمون اليوم أرقى العالمين وأسبقهم في كل الميادين".

وقال "غوستاف لوبون" "إن التعاليم الأخلاقية التي جاء بها القرآن هي صفوة الآداب العالية، وخلاصة المبادئ الخلقية الكريمة فقد حض على الصدق، والإحسان، والكرم، والعفة، والاعتدال، ودعا إلى الاستمساك بالميثاق والوعد والوفاء بالذمة والعهود، وأمر بحب الجار، وصلة الرحم، وإيتاء ذي القربى، ورعي الأرامل، والقيام على اليتامى، ووصى في عدة مواضع من آية أن تقابل السيئة بالحسنة، تلك هي الآداب السامية التي دعا إليها القرآن. وأن للشريعة السمحة التأثير الأكبر في تهذيب الأخلاق، وقد أطلقت العقول من قيودها التي ظلت دهورا وعصورا ترسف فيها، وتبدلت حال الأمة العربية بحال خير منها".

وقال السياسي الانجليزي "أدمون بورك" "القانون المحمدي قانون ضبط للجميع من الملك إلى أقل رعاياه، وهو قانون نسج بأحكام نظام قضائي علمي فكان أحكم تشريع، ما وجد مثله قط في هذا العالم من قبل".

وقال الوزير الفرنسي "دوريانوس" "لقد جاء الإسلام منزها عما لا يعقل من الخرافات والأباطيل، ومن عجيب أمره، والدليل على صدقه أنه كرم المسيح وعظمه، وأنه خالف المسيحيين في تقريره بأن المسيح بشر وليس بإله، والإسلام بلا غرض فيه يقرر الوحدانية، فسلم بهذا من التناقض والمعارضة العقلية، وأمر بالمساواة، والاشتغال بالعمل، وحرم الرهبانية، فهو دين مكمل للإنسانية. أما تأخر أهله فناشئ عن أنهم انحرفوا عن أصوله وتوجهوا إلى غير مراميه".

قال "لا مارتين" "لولا الإسلام لم يذكر العرب ذاكرا" وقال الدكتور "موريس" الفرنسي "إن القرآن أفضل كتاب أخرجته القدرة الأزلية لبني البشر" وقال الدكتور "جان ساي" العالم الفرنسي "القرآن هو كتاب الإنسانية كلها، وأرى في المسلمين كفاية تامة للقيام ببيان تعاليم الإسلام ونشرها بين الناس جميعا". ألم يكن بعد كل هذا الكلام أن يقتنع الناس بأن الإسلام هو الدين الوحيد ذو الطبيعة العالمية؟.




--------------------------------------------------------------------------------
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 12:22 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube