المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 27/05/2009, 06:57 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
الحياة الدنيا متاع الغرور

أغرتني الحياة الدنيا "وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور" "آل عمران 185" وأزلني الشيطان "إن الشيطان للإنسان عدو مبين" "يوسف 5". بهاتين الصفتين "التغرير" و"الزلل" اعترف المنحرف من أبناء آدم بانحرافه وبسبب تلك الصفتين. فقلت له: أنسيت قول الله تعالى في كتابه العزيز "فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور" "لقمان 33" وقول الله عز وجل "يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر" "النور 21" وبيان الله سبحانه بين من يروا سبيل الرشد، وبين من يروا سبيل الغيّ من المتكبرين "الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنون بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين" "الأعراف 146".

والغريب في الأمر أن حرية الإنسان في الاختيار، كانت واضحة جلية، لا غموض فيها، ولا التباس، في قول الله، علام الغيوب، الذي علم الإنسان ما لم يعلم، "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" "البقرة 256". وذلك بعد أن أخبرنا تعالى وأفادنا ونبهنا من الإنحراف سواء بدافع الإغراء أو بدافع الزلل، لتجنب اتباع الغاوين، وغرور الأماني، وزخرف القول، وتقلب الذين أنكروا أمر الله، فقال تعالى "المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون" "التوبة 67" بينما التوجه الصحيح، والتشريع الثابت الذي يرضي الله وينفع العباد، وكل ما في الكون تتضمنه الآية القرآنية "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله" "التوبة 71".

هذا المغرور استسلم كما استسلم جده آدم، لمغريات الشيطان ولم يرتدع بالماضي رغم تحذيره من رب العالمين، الله الصمد "يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما" "الأعراف 27" ومن غرائب الإجابة عن السؤال المطروح عليه وعلى أمثاله "وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون" "الأعراف 28"، فهذا نهي صريح من الله جل وعلا "ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن" "الأنعام 151".

فانتبه أنت وأمثالك جيدا من قول الله تعالى حتى لا تزل بك وبأمثالك القدم "الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم يؤت الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا" "البقرة 269".

المغرور والغرير هو الذي خدعه غيره وأطمعه بالباطل، وقد اعتبر الشيطان الغَرور يغر الناس بالوعد الكاذب والتمنية. إذن الغَرور "بفتح الغين" هو الشيطان بينما الغُرور "بضم الغين" هي الأباطيل؛ وقد تطلق الغَرور، "بفتح الغين"، على الدنيا أي زينة الأشياء في الدنيا؛ والتغرير التعرض للهلكة.

والزلل هو الإنزلاق، والخطأ والذنب، وفي حديث عبد الله بن أبي سرح: فأزله الشيطان فلحق بالكفار، أي حمله على الزلل وهو الخطأ والذنب. قيل "من غره السراب تقطعت به الأسباب" و"آفة النبوغ الغرور". كان أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز كثيرا ما يتمثل بهذه الأبيات:

"نهارك يا مغرور سهو وغفلة
وليلك نور والـردى لك لازم
يغرك ما يفنى وتفرح بالـمنى
كما غر باللذات في النوم حالم
وشغلك فيما سوف تكره غبه
كذلك في الدنيا تعيش البهائم".

وقال الإمام الشافعي: "من غلبته شدة شهوة الدنيا لزمته العبودية لأهلها" وقال ابن حزم:

"لا تتبع النفس الهوى
ودع التعرض للمـــحن
إبليـس حي لم يــمـت
والعين باب للفــتن".

يقول ابن خلدون "ومن مفاسد الحضارة الإنهماك في الشهوات، والاسترسال فيها لكثرة الترف فيقع التفنن في شهوات البطن من المآكل والملاذّ، ويتبع ذلك في شهوات الفرج بأنواع المناكح من الزنا واللواط.. فافهم ذلك واعتبر به، أن غاية العمران هي الحضارة والترف، وأنه إذا بلغ غايته انقلب إلى فساد وأخذ في الهرم كالأعمار الطبيعية للحيوانات".

ويصف القرآن "المترفين" بأنهم سبب هلاك المجتمع حيث يقول الله تعالى "وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا" "الإسراء 16".

وأخيرا أضع أمام عينيك يا من انحرفت عن طبيعتك الإنسانية، وتبرأت من صفتك البشرية، وأمرت بالمنكر ونهيت عن المعروف، واخترت الغي عن الرشد ما قال لك أبو حيان التوحيدي في الإشارات الإلهية "يا هذا: إلى متى تنافس أهل الدنيا في الدعوى، ولم لا تنظر إلى حالك في العقبى؟ لم لا تسلك الطريقة المثلى؟ لم لا تلتمس مآربك بالحسنى؟ ماذا يجيء من هذا التهافت وهذه الذلة وهذا الجهل؟. كأنك ما رأيت بعينك عبرة، ولا حصلت لك بشيء خبرة، أما تستحي أن تستخدم عقلك، الذي هو أشرف منح الله عندك لشهوتك التي هي أفظع الأشياء لك، وما في قضاء وطر ساعة؟ وما في نيل لذة منقطعة يبقى عارها، ويرهنك وزرها".

في المثل اللاتيني "من لا يصنع خيرا في حياته، يموت ويدفن قبل مماته" أي حكمه حكم الميت المدفون، وقد قيل "ليست الحياة بسطوحها، بل بخفاياها، ولا الناس بوجوههم بل بقلوبهم".




--------------------------------------------------------------------------------
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30/05/2009, 07:03 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ ‏دوآکِ عندي
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 14/06/2007
المكان: بٌـ ¬› قٌلٌبً غُدىآ בـَبـﮧ جُنُوُني !
مشاركات: 5,008

الله يج"ـزآك خ"ـير

""
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 07:22 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube