شنت مجلة "تايم" الأمريكية هجوماً عنيفاً على العلماء المسلمين فى السعودية، زاعمة أنهم وراء كراهية وعداء الشعب السعودى للغرب عامة والولايات المتحدة خاصة. وقالت المجلة التى نشرت ملفا خاصا عن العلاقات الأمريكية السعودية فى عددها الاخير إن على البلدين سرعة التوصل لحل بشأن علماء المسلمين "الأصوليين"، حيث زعمت أنهم يضعون العلاقات السعودية الأمريكية على حافة الهاوية بعد أن كانت السعودية فى الماضى أقوى حليف للولايات المتحدة فى العالم العربي. وقال "جريجورى جوس" الخبير بجامعة "فيرمونت" الأمريكية: "كانت الولايات المتحدة تعتمد اعتمادا كليا على بترول السعودية، فهى تمتلك 30% من احتياطى البترول فى العالم، ولو كانت السعودية تبيع "البصل" بدلا من البترول لكانت الولايات المتحدة قد عزلتها عن العالم كله". ويقول "جوس" محرضاً: "إن واشنطن ظلت تتجاهل لسنوات قيام النظام الحاكم فى السعودية بالسماح لعلماء المسلمين المؤثرين فى الترويج لكراهية الولايات المتحدة، حتى لا تخسر موردها الأساسى من البترول".. وقال بعض المحللين الأمريكيين للمجلة: إن الولايات المتحدة الآن لا تحتاج السعودية، خاصة على الصعيد الاقتصادى والإستراتيجي، فالسعودية تمدها الآن بـ 8% فقط من البترول الذى تستهلكه الولايات المتحدة، أى أقل من نصف كمية البترول التى تستوردها من كندا والمكسيك وفنزويلا. وأضافوا: إن الولايات المتحدة وجدت الآن أسواقاً جديدة للبترول فى روسيا ومنطقة بحر قزوين، مشيرين إلى أن استغناءها عن البترول السعودى ربما يضر بالاقتصاد الأمريكى إلا أنه لن يقتله. وأشار المحللون أيضا إلى عدم احتياج الولايات المتحدة للسعودية من الناحية الإستراتيجية أيضا، خاصة بعد رفض السعودية مساعدتها فى ضرب العراق، على الرغم من أن السعودية مدت الولايات المتحدة بقواعد وتسهيلات جوية أثناء حرب الخليج الثانية. وتوقع دبلوماسى أمريكى -رفض ذكر اسمه- للـ"تايم" أنه بمجرد أن تحقق الولايات المتحدة غرضها من وجود نظام عراقى جديد ستفض تحالفها تماما مع السعودية. من جانبه أكد "عادل الجبير" لمجلة "تايم" فى جدة: إن الولايات المتحدة لا تستطيع الاستغناء عن السعودية لدورها المحورى فى الاستقرار فى المنطقة وأسواق البترول والأسواق المالية، بالإضافة إلى أنها مركز العالم الاسلامي. وقال محلل سياسى أمريكي: إن على السعودية الإسراع بتحسين علاقتها مع الولايات المتحدة، لأنها بحاجة لها لحماية مصالحها، ولا يوجد أمامها بديل عن الولايات المتحدة. غير أن مسؤولا سعودياً -لم يذكر اسمه- قال: "يجب على الولايات المتحدة أن تفهم أنه عندما تعلن الحرب فى أى وقت على أى دولة، فالسعودية لن تكون مركزاً للتحكم"، وذلك فى إشارة إلى العدوان الأمريكى المرتقب على العراق.