المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 13/05/2009, 07:20 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة الأحزاب (3)

‏{‏وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ‏}‏ أي‏:‏ ما قصدهم ‏{‏إِلَّا فِرَارًا‏}‏ ولكن جعلوا هذا الكلام، وسيلة وعذرًا‏.‏ ‏[‏لهم‏}‏ فهؤلاء قل إيمانهم، وليس له ثبوت عند اشتداد المحن‏.‏
‏{‏وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ‏}‏ المدينة ‏{‏مِنْ أَقْطَارِهَا‏}‏ أي‏:‏ لو دخل الكفار إليها من نواحيها، واستولوا عليها ـلا كان ذلكـ ‏{‏ثُمَّ‏}‏ سئل هؤلاء ‏{‏الْفِتْنَة‏}‏ أي‏:‏ الانقلاب عن دينهم، والرجوع إلى دين المستولين المتغلبين ‏{‏لَآتَوْهَا‏}‏ أي‏:‏ لأعطوها مبادرين‏.‏
‏{‏وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا‏}‏ أي‏:‏ ليس لهم منعة ولا تَصلُّبٌ على الدين، بل بمجرد ما تكون الدولة للأعداء، يعطونهم ما طلبوا، ويوافقونهم على كفرهم، هذه حالهم‏.‏
والحال أنهم قد ‏{‏عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا‏}‏ سيسألهم عن ذلك العهد، فيجدهم قد نقضوه، فما ظنهم إذًا، بربهم‏؟‏
‏[‏16‏]‏ ‏{‏قُلْ‏}‏
‏{‏قُلْ‏}‏ لهم، لائمًا على فرارهم، ومخبرًا أنهم لا يفيدهم ذلك شيئًا ‏{‏لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ‏}‏ فلو كنتم في بيوتكم، لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعكم‏.‏
والأسباب تنفع، إذا لم يعارضها القضاء والقدر، فإذا جاء القضاء والقدر، تلاشى كل سبب، وبطلت كل وسيلة، ظنها الإنسان تنجيه‏.‏
‏{‏وَإِذَا‏}‏ حين فررتم لتسلموا من الموت والقتل، ولتنعموا في الدنيا فإنكم ‏{‏لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا‏}‏ متاعًا، لا يسوى فراركم، وترككم أمر اللّه، وتفويتكم على أنفسكم، التمتع الأبدي، في النعيم السرمدي‏.‏
ثم بين أن الأسباب كلها لا تغني عن العبد شيئًا إذا أراده اللّه بسوء، فقال‏:‏ ‏{‏قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ‏}‏ أي‏:‏ يمنعكم ‏{‏من اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا‏}‏ أي‏:‏ شرًا، ‏{‏أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً‏}‏ فإنه هو المعطي المانع، الضار النافع، الذي لا يأتي بالخير إلا هو، ولا يدفع السوء إلا هو‏.‏
‏{‏وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا‏}‏ يتولاهم، فيجلب لهم النفع ‏{‏وَلَا نَصِيرًا‏}‏ أي ينصرهم، فيدفع عنهم المضار‏.‏
فَلْيَمْتَثِلُوا طاعة المنفرد بالأمور كلها، الذي نفذت مشيئته، ومضى قدره، ولم ينفع مع ترك ولايته ونصرته، وَلِيٌّ ولا ناصر‏.‏
ثم توَّعد تعالى المخذلين المعوقين، وتهددهم فقال‏:‏ ‏{‏قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ‏}‏ عن الخروج، لمن ‏[‏لم‏}‏ يخرجوا ‏{‏وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ‏}‏ الذين خرجوا‏:‏ ‏{‏هَلُمَّ إِلَيْنَا‏}‏ أي‏:‏ ارجعوا، كما تقدم من قولهم‏:‏ ‏{‏يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا‏}‏
وهم مع تعويقهم وتخذيلهم ‏{‏وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ‏}‏ أي‏:‏ القتال والجهاد بأنفسهم ‏{‏إِلَّا قَلِيلًا‏}‏ فهم أشد الناس حرصًا على التخلف، لعدم الداعي لذلك، من الإيمان والصبر، ووجود المقتضى للجبن، من النفاق، وعدم الإيمان‏.‏
‏{‏أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ‏}‏ بأبدانهم عند القتال، وبأموالهم عند النفقة فيه، فلا يجاهدون بأموالهم وأنفسهم‏.‏ ‏{‏فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ‏}‏ نظر المغشى عليه ‏{‏مِنَ الْمَوْتِ‏}‏ من شدة الجبن، الذي خلع قلوبهم، والقلق الذي أذهلهم، وخوفًا من إجبارهم على ما يكرهون، من القتال‏.‏
‏{‏فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ‏}‏ وصاروا في حال الأمن والطمأنينة، ‏{‏سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَة‏}‏ أي‏:‏ خاطبوكم، وتكلموا معكم، بكلام حديد، ودعاوى غير صحيحة‏.‏
وحين تسمعهم، تظنهم أهل الشجاعة والإقدام، ‏{‏أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ‏}‏ الذي يراد منهم، وهذا شر ما في الإنسان، أن يكون شحيحًا بما أمر به، شحيحًا بماله أن ينفقه في وجهه، شحيحًا في بدنه أن يجاهد أعداء اللّه، أو يدعو إلى سبيل اللّه، شحيحًا بجاهه، شحيحًا بعلمه، ونصيحته ورأيه‏.‏
‏{‏أُولَئِكَ‏}‏ الذين بتلك الحالة ‏{‏لَمْ يُؤْمِنُوا‏}‏ بسبب عدم إيمانهم، أحبط الله أعمالهم، ‏{‏وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا‏}‏
وأما المؤمنون، فقد وقاهم اللّه، شح أنفسهم، ووفقهم لبذل ما أمروا به، من بذل لأبدانهم في القتال في سبيله، وإعلاء كلمته، وأموالهم، للنفقة في طرق الخير، وجاههم وعلمهم‏.‏
‏{‏يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا‏}‏ أي‏:‏ يظنون أن هؤلاء الأحزاب، الذين تحزبوا على حرب رسول اللّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه، لم يذهبوا حتى يستأصلوهم، فخاب ظنهم، وبطل حسبانهم‏.‏
‏{‏وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ‏}‏ مرة أخرى ‏{‏يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ‏}‏ أي‏:‏ لو أتى الأحزاب مرة ثانية مثل هذه المرة، ودَّ هؤلاء المنافقون، أنهم ليسوا في المدينة، ولا في القرب منها، وأنهم مع الأعراب في البادية، يستخبرون عن أخباركم، ويسألون عن أنبائكم، ماذا حصل عليكم‏؟‏
فتبًا لهم، وبعدًا، فليسوا ممن يبالى بحضورهم ‏{‏وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا‏}‏ فلا تبالوهم، ولا تأسوا عليهم‏.‏
‏{‏لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ‏}‏ حيث حضر الهيجاء بنفسه الكريمة، وباشر موقف الحرب، وهو الشريف الكامل، والبطل الباسل، فكيف تشحون بأنفسكم، عن أمر جاد رسول اللّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بنفسه فيه‏؟‏‏"‏
فَتأَسَّوْا به في هذا الأمر وغيره‏.‏
واستدل الأصوليون في هذه الآية، على الاحتجاج بأفعال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأن الأصل، أن أمته أسوته في الأحكام، إلا ما دل الدليل الشرعي على الاختصاص به‏.‏
فالأسوة نوعان‏:‏ أسوة حسنة، وأسوة سيئة‏.‏
فالأسوة الحسنة، في الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإن المتأسِّي به، سالك الطريق الموصل إلى كرامة اللّه، وهو الصراط المستقيم‏.‏
وأما الأسوة بغيره، إذا خالفه، فهو الأسوة السيئة، كقول الكفار حين دعتهم الرسل للتأسِّي بهم ‏{‏إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ‏}‏
وهذه الأسوة الحسنة، إنما يسلكها ويوفق لها، من كان يرجو اللّه، واليوم الآخر، فإن ما معه من الإيمان، وخوف اللّه، ورجاء ثوابه، وخوف عقابه، يحثه على التأسي بالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏.‏
لما ذكر حالة المنافقين عند الخوف، ذكر حال المؤمنين فقال‏:‏ ‏{‏وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ‏}‏ الذين تحزبوا، ونزلوا منازلهم، وانتهى الخوف، ‏{‏قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ‏}‏ في قوله‏:‏ ‏{‏أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ‏}‏

‏{‏وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ‏}‏ فإنا رأينا، ما أخبرنا به ‏{‏وَمَا زَادَهُمْ‏}‏ ذلك الأمر ‏{‏إِلَّا إِيمَانًا‏}‏ في قلوبهم ‏{‏وَتَسْلِيمًا‏}‏ في جوارحهم، وانقيادًا لأمر اللّه‏.


تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)


اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15/05/2009, 04:43 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/02/2007
المكان: في قلـ((الكيان الازرق))ــب
مشاركات: 2,352
جزاك الله خير والله يعطيك العافيه
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16/05/2009, 12:19 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
يعطيك ربي الف الف الف عافية ياررررررررررب
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 02:33 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube