المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام
   

منتدى المجلس العام لمناقشة المواضيع العامه التي لا تتعلق بالرياضة

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 06/05/2009, 04:43 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ عتيبية هلالية
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 26/06/2008
المكان: أهل السماء
مشاركات: 409
[بسم الله الرحمن الرحيم]




تحـــية معطرة ..

\\




هي قصة على أراضي الشتات وتولدت من رحم الاحزن ..رائحة تفوح في ذكرى وحنين الى وطن مع مصير مجهول
انتشلت قصصهم من ألمهم واخذت امزج الفرح معهم
لعلنا او من المؤكد تنفسنا ابداعهم
وافواهنا تلهث بالمزيد


\\



طالما هو كان المكان الذي يضمهم ..يخفف آلمهم ..يثير شوقهم
إنه الفلسطيني والعراقي والاردني و..و..بالاحرى الذي يحمل رسالة الحرية , وصار المنفى جزءاً لا يتجزأ من هويته.
يحمل الحنين الدائم للمكان والبشر وتعود الذاكرة دائما إلى أرض الوطن إلا أن الغربة مهما كانت أسبابها تضع الإنسان في سياق مغاير قد يتأقلم له فتصبح هويته متعددة الجوانب، ويصبح وعيه الحضاري مزدوجا يعي ذاته وثقافته كما يعي الآخر وثقافته في آن واحد وقد لا يندمج في المنفى فيعتمد على ذاكرته في استدعاء الوطن بكل تفاصيله الأثيرة. وفي الحالتين تصبح اللغة الأدبية بأبعادها المركبة وسيلة فنية للتواصل مع الوطن والعالم.
\\



كان الكثير منهم ..وسيلتهم لتوصيل حزنهم عبر الشعر والنصوص الادبية الحديثة
كانوا يحملون هوية واحدة.. (الموت حنينا إلى وطن)


\\



وعندما تعصف الغربة في خبايا الروح، وتعشعش فيها سكنا وموطنا، يشتعل الحنين إلى وطن الذكريات والصبا والنخيل وظلّ البحر، وذكريات الأصحاب والخلان، وإذا ما انفض الساهرون والأصحاب من مجالس الوطن/ المنفى، وخيّم ليل الغربة، فإنّ حنينا يتأجج عاصفاً ببقايا الروح، مقتلعا، حاملا لها إلى الوطن الأصل

\\

. فالوطن بالنسبة إليهم ليس هويَّةً يحملونها أو أرضاً نَنْبُتُ منها أو تُراباً ننتمي إليه، ولا هو مجرَّد بشر تربطنا بهم صلة النَّسب والقُربى، لكنه تراثٌ وتاريخٌ ووجودٌ حيٌّ وكينونة مُتَخِلِّقة تعيش فينا مثلما نعيش فيها

\\


والمنفى بالنسبة لهم ملاذ وكالــ شَمْساً مُتَربِّعةً في حنايا القلب تضيءُ ظُلمته وتُشيع الدِّفء في جنباته، وكالــقمر المضيء الذي بسط ذراعية لــ يُسندُ رأسه إلى صدرها ويرحلُ معها إلى عالمٍ بلا أوجاع، كان وطناً هربَ إلى صَدرها ذات ليلةٍ عاصفةٍ أمطرتْ فيها المدينة جمراً ولهيباً , واستحال الوطن قبْراً فاغراً فاه لكُلّ ما تحصده نارُ الفِتْنة

...



المنفى ..بصورة واضحة \
*الكاتب العراقي جبار ياسين في وصفه لحالة المنفى في احد حواراته حين قال... ( المنفى هو أشبه بحالة اكتشاف الثمرة المحرمة و بالتالي لحظة الاكتشاف هي لحظة معرفة ومن الصعب التراجع عن المعرفة )* هو أدب مسافر في مجاهل الإنسانية والكون وفي داخل النفس البشرية نحو حقيقة ما، يبحث عنها الأديب خارج حدود أرضه ومحيطه وكيانه).
..!
*الكاتب (جهاد صالح ) : هي ثلاثية تلقي بهواجسها علينا لنعيش طلاسم حياتية تجذبنا إليها في حلم ضبابي يكاد يتمزق على صخرة الايدولوجيا السياسية

..


\\

شعراء المنفى \
كما الشمعة التي تحرق نفسها .ولكنها تشع النور وتضىء القلوب المظلمة
هم هكذا الكبار .. حين يحاصرهم الجلادين والمستبدين
لا يجدون غير الهجرة والغربة .
هم كالغزال الجريح .. يبتعد عن قطيعه الا أن يبرىء أو يموت



من شعراء المنفى






أحمد مطر


ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات، ابناً رابعاً بين عشرة أخوة من البنين والبنات، في قرية التنومة
وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته، وهو في مرحلة الصبا، لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي
وفي سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى
عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب،
فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الإحتفالات العامة بإلقاء قصائده من على المنصة
وكانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائة بيت، مشحونة بقوة عاليةمن التحريض
وتتمحور حول موقف المواطن من سُلطة لا تتركه ليعيش. ولم يكن لمثل هذا الموقف أن يمر بسلام
الأمر الذي اضطرالشاعر، في النهاية، إلى
توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة
وفي الكويت عمل في جريدة (القبس) محرراً ثقافياً، فكانت (القبس) الثغرة التي أخرج منها رأسه، وباركت انطلاقته الشعرية ألا نتحا ريه، وسجّلت لافتاته دون خوف، وساهمت في نشرها بين القرّاء
وفي رحاب (القبس) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلى، ليجد كلّ منهـما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً
وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلى يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة
ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر، حيث أن لهجته الصادقة، وكلماته الحادة، ولافتاته الصريحة، أثارت حفيظة مختلف السلطات العربية، تماماً مثلما أثارتها ريشة ناجي العلى، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار بـنـفـيهـما معاً من الكويت، حيث ترافق ألإ ثنان من منفى إلى منفى. وفي لندن فَقـدَ أحمد مطر صاحبه ناجي العلى، ليظل بعده نصف ميت. وعزاؤه أن ناجي مازال معه نصف حي، لينتقم من قوى الشر بقلمه.
ومنذ عام 1986، استقر أحمد مطر في لندن، ليُمضي الأعوام الطويلة، بعيداً عن الوطن مسافة أميال وأميال، قريباً منه على مرمى حجر، في صراع مع الحنين والمرض، مُرسّخاً حروف وصيته في كل لافتـة يرفعها



..
لعل من ابرز قصائده التي وجد نفسه فيها ..وعًللً رحيله بقوله\


مدخل



سبعون طعنةً هنا موصولةَ النَّزْفِ

تُبدي .. ولا تُخفي

تغتالُ خوفَ الموتِ في الخوفِ

سَمَّيتُها قصائدي

وسَمِّهَا يا قارئي : حتفي !

وسَمِّنِي .. مُنتحراً بخنجرِ الحرفِ

لأنني , في زمنِ الزَّيْفِ

و العيشِ بالمزمارِ والدّفِ

كشفتُ صدري دفتراً

و فوقَهُ

كتبتُ هذا الشعرَ بالسيفِ !



*******************

من ابرز اشعارهـ ـ\ ذائقة متواضعة..


*******************

خطاب تاريخي



رأيتُ جُرذاً

يخطُبُ اليومَ عن النَّظافَهْ

ويُنْذِرُ الأوساخَ بالعِقَابْ

وحَوْلَهُ

يُصَفِّقُ الذُّبَابْ





*******************

عقوبات شرعيّـة



بتَرَ الوالـي لساني

عندما غنّيتُ شِعْـري

دونَ أنْ أطلُبَ ترخيصاً بترديد الأغاني

* * *

بَتَرَ الوالي يَـدي لمّـا رآني

في كتاباتيَ أرسلتُ أغانيَّ

إلى كُـلِّ مكـانِ

* * *

وَضَـعَ الوالـي على رِجلَيَّ قيداً

إذْ رآني

بينَ كلِّ الناسِ أمشي

دونَ كفّـي ولسانـي

صامتـاً أشكـو هَوانـي .

* * *

أَمَـرَ الوالي بإعدامـي

لأنّـي لم أُصَـفّقْ

- عندما مَرَّ -

ولَـم أهتِفْ ..

ولَـمْ أبرَحْ مكانـي !


*******************

اللغز



قالتْ أُمّي مَرّهْ :

يا أولادي

عندي لغزٌ

مَنْ منكم يكشفُ لي سِرَّهْ

( تابوتٌ قِشرتُه حلوى

ساكِنُهُ خَشَبٌ ...

والقِشْرَهْ

زادٌ للرائحِ والغادي )

قالتْ أُختي : التمرهْ

حَضَنَتْهَا أُمّي ضَاحِكَةً

لكنّي خَنَقَتْني العَبْرَهْ

قلتُ لها :

بَلْ تلك بِلادي



*******************

*





مَـرّةً، فَكّـرتُ في نشْرِ مَقالْ
عَـن مآسي الإحتِـلالْ
عَـنْ دِفـاعِ الحَجَـرِ الأعـزَلِ
عَـن مدفَـعِ أربابٍ النّضـالْ !
وَعَـنِ الطّفْـلِ الّذي يُحـرَقُ في الثّـورةِ
كي يَغْـرقَ في الثّروةِ أشباهُ الرِّجالْ !
**
قَلّبَ المَسؤولُ أوراقـي، وَقالْ :
إجتَنِـبْ أيَّ عِباراتٍ تُثيرُ الإنفِعـالْ .
مَثَـلاً :
خَفّـفْ مآسـي
لِـمَ لا تَكتُبَ ماسـي ؟
أو مُواسـي
أو أماسـي
شَكْلُهـا الحاضِـرُ إحراجٌ لأصحابِ الكراسي !
إحـذِفِ الأعـْزَلَ ..
فالأعْـزلُ تحريضٌ على عَـْزلِ السّلاطينِ
وَتَعريضٌ بخَـطِّ الإنعِـزالْ !
إحـذِفِ المـدْ فَـعَ ..
كي تَدْفَـعَ عنكَ الإعتِقالْ .
نحْـنُ في مرحَلَـةِ السّلـمِ
وَقـدْ حُـرِّمَ في السِّلمِ القِتالْ
إحـذِفِ الأربـابَ
لا ربَّ سِـوى اللهِ العَظيمِ المُتَعـالْ !
إحـذِفِ الطّفْـلَ ..
فلا يَحسُـنُ خَلْطُ الجِـدِّ في لُعْبِ العِيالْ !
إحـذِفِ الثّـورَةَ
فالأوطـانُ في أفضَـلِ حالْ !
إحـذِفِ الثّرْوَةَ و الأشبـاهَ
ما كُلُّ الذي يُعرفَ، يا هذا، يُقـالْ !
قُلتُ : إنّـي لستُ إبليسَ
وأنتُمْ لا يُجاريكُـمْ سِـوى إبليس
في هذا المجـالْ .
قالّ لي : كانَ هُنـا ..
لكنّـهُ لم يَتَأقلَـمْ
فاستَقَـالْ..!





*******************

قَلـم !



جَسَّ الطبيبُ خافقـي

وقـالَ لي :

هلْ ها هُنـا الألَـمْ ؟

قُلتُ له : نعَـمْ

فَشَـقَّ بالمِشْـرَطِ جيبَ مِعْطَفـي

وأخْـرَجَ القَلَــمْ !

* * *

هَـزَّ الطّبيبُ رأسَـهُ .. وَمَالَ وابتَسَـمْ

وَقالَ لـي :

ليسَ سِـوى قَلَـمْ

فَقُلتُ : لا يا سَيّـدي

هـذا يَـدٌ .. وَفَـمْ

رَصـاصَــةٌ .. وَدَمْ

وَتُهمَـةٌ سـافِرةٌ .. تَمشي بِلا قَـدَمْ !



*******************

عائدون



هَرِمَ الناسُ .. وكانوا يرضَعونْ

عندما قالَ الـمُغَنِّي :

عائِدونْ

يا فلسطينُ وما زال الـمُغَنِّي يتغنّى

وملايين اللحونْ

في فَضَاءِ الجُرحِ تَفْنَى

واليتامى .. مِن يَتامى يُولَدون

يا فلسطينُ وأربابُ النضالِ المدمنونْ

ساءَهمْ ما يَشهدونْ

فَمَضوا يَستنكِرونْ

ويخوضونَ النضالاتِ

على هَزِّ القَناني

وعلى هَزِّ البُطونْ !

عائِـدونْ

وَلَقدْ عادَ الأسى للمرةِ الألفِ

فلا عُدْنا ..

ولا هُمْ يَحزنون !



*******************

قبلة بوليسيّة



عِنـدي كَلامٌ رائِـعٌ لا أستَطيعُ قولَهْ

أخـافُ أنْ يزْدادَ طيني بَلّـهْ.

لأنَّ أبجَديّتي

في رأيِ حامـي عِـزّتي

لا تحتـوي غيرَ حروفِ العِلّـهْ !

* * *

فحيثُ سِـرتُ مُخْبِرٌ

يُلقـي عَلَيَّ ظِلّـهْ

يَلْصِـقُ بي كالنّمْلَـهْ

يبحثُ في حَقيبـتي

يسبـحُ في مِحـبرَتي

يطْلـعُ لي في الحُلْـمِ كُلَّ ليلهْ !

حتّى إذا قَبّلتُ- يوماً - زوجَـتي

أشعُرُ أنَّ الدولَـهْ

قَـدْ وَضَعَـتْ لي مُخْبِرَاً في القُبلـهْ

يَقيسُ حَجْـمَ رغبَـتي

يطْبَعُ بَصْمَـةً لها عن شَفَتي

يرْصـدُ وَعْـيَ الغَفْلَـهْ !

حتّى إذا ما قُلتُ يوماً جُملـهْ

يُعْلِنُ عن إدانتي

ويطرحُ الأدلّهْ !

* * *

لا تسخروا منّي فَحتّى القُبْـلهْ

تُعَـدُّ في أوطانِنـا

حادثَـةً

تَمسُّ أمْـنَ الدولَـهْ !




*******************



* * *


كيْ أفهمَ معنى الحُريَّهْ

وأموتَ فداءَ الحريَّهْ

أُعطوني بعضَ الحريَّهْ


*******************

عاش .. يسقط


يا قدسُ معذرةً ومثلي ليسَ يعتذرُ

ما لي يدٌ في ما جرى فالأمرُ ما أمروا

وأنا ضعيفٌ ليسَ لي أثَرُ

عَارٌ عَلَيَّ السّمْعُ والبَصَرُ

وأنا بسيفِ الحرفِ أنتحرُ

وأنا اللهيبُ .. وقادَتي المطرُ

فمتى سأستعرُ ؟!

* * *

لو أنَّ أربابَ الحِمَى حَجَرُ

لحملتُ فأساً دونها القدرُ

هوجاءَ لا تُبقي ولا تَذَرُ

لكنّما .. أصنامُنا بَشَرُ

الغدرُ منهم خائفٌ حَذِرُ

والمكْرُ يشكو الضَّعْفَ إنْ مَكَرُوا

فالحربُ أغنيةٌ يجنُّ بلحنها الوَتَرُ

والسِّلْمُ مُخْتصرُ

ساقٌ على ساقٍ

وأقداحٌ يُعْرَشُ فوقها الخَدَرُ

وموائدٌ من حولِها بَقَرُ

.. ويكونُ مؤتمرُ !

* * *

هِزِّي إليكِ بجذعِ مؤتمر

يُساقط حولكِ الهَذَرُ

عَاشَ اللهيبُ
.. ويسقطُ المطرُ !
*


إنه شاعر مأساة حقيقية .. ينادي للعالم اجمع برسالة واحدة طلباً للكرامة والحرية .. ولعل شعره الصادق الصارخ يكون إنذاراً بوضع حد للمأساة التي يعيشها الإنسان العربي.
إن في شعره قضية محورية تلامس الوتر الحساس للامة العربية .. حرية التعبير عن النفس بلا خوف من العقاب.. هذه القضية عند الشاعر أحمد كابوس عنيف شديد القسوة، فشعره يمتلك قوامة يرفضها العالم العربي الشاعر يدرك أنه لا يستطيع أن يقول شعره داخل العالم العربي بهذه الحدة وهذا العنف، ثم يعيش بعد ذلك آمناً ، ولعل الشاعر هو واحد من المؤمنين بكلمة " جوركي " التي يقول فيها ( لقد جئت إلى العالم .. لأعترض )...!

*

*






شاعر المنفى والروح المرفرفة /أمجد ناصر

من ‬مواليد شمال ‬الأردن عام ‬1955 ‬، ‬هو الابن البكر لعائلة بدوية ‬يحترف افردها العمل العسكري، بدأ كتابة الشعر والانفتاح على الحياة السياسية في الأردن والعالم العربي في المرحلة الثانوية , عمل في التلفزيون الأردني والصحافة في عمان نحو عامين ثم غادر إلى لبنان عام ‬1977 ‬ بعد أزمة سياسية تتعلق بالتنظيم الذي ‬كان منضويا فيه، , التحق أمجد ناصر في اطار علمه السياسي بـ "معهد الاشتراكية العلمية" في عدن حيث درس العلوم السياسية في جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية في عهد عبد الفتاح إسماعيل. , انتقل أمجد ناصر من بيروت بعد حصارها عام 1982 إلى قبرص حيث واصل العمل في اطار الاعلام الفلسطيني، ثم انتقل بعدها إلى لندن عام 1987 ليعمل في صحافتها العربية، وشارك عام 1989 في تأسيس "صحيفة القدس العربي" وأشرف على قسمها الثقافي حتى اليوم.

بعض من اطروحاته النثرية \

1
أبواب للسماء ولكنها.. ضيقة


( أ )

لن اغتصب ملامحي بدعوي التفاؤل
ولكني سأنشر ألواح صدري للطيور
القادمة من البحر أو الصحراء، وأنفثُ
حزمة من الدخان الحي، وأهدأ.




(ب )



أرعن كان القلبُ،
صبياً طائشَ الشعر،
يعثرُ في غصون الليل المتهالكة
والمدينة لم تتحول بعد
الى حصان خاسر.
عادة يطلقون الرصاص الحار بين عيني
الحصان الخاسر، لم تطاوعني أصابعي
المتشنجة،

الممسكة بشبكة من الفراغ
أو بقبر خال من الجثة.
تلمست كفاً من الحديد المطاوع،
لم أطلق النار،
فالمدينة لما تزل غارقة في الصهيل.

( ج )

أين تذهب الأحزان والسجائر،
إذا ارتحلت المقاهي الى غير عودة:
الشعراء الصغار
والرغوة،
والنقد غير الموضوعي،
والقصص التي تصلح للخواطر والبؤس ايضا!
أين تؤسس مملكتك الوهمية أيها الحلم.


ان المقاهي أكثر رسوخا من الأظافر،
فما الضير في ذلك؟

(د )



القلبُ وهو مُضغة من الإسفنج النادرِ
لا يملك اتقاء العثرات القادمة من كل صوب.
والمدينة لم تتحول بعد الى سيف مرهف
والشقاء أوسع أبواب السماء الضيقة
.



( هـ )



لن اغتصب ملامحي بدعوي التفاؤل
إرضاء للزوجة والجيران السبعة
فالحزن، الجواد المرشح للسبق
صادفني في الطريقِ
ومدّ لي يده الشاحبة المعروفة،
فمددت له يدي،

وضحكنا معاً:
ليل المدينة طويل،
بدون تلك الأجرام المضيئة
المكونة أصلا
من مزاج الفوسفات واللحم الآدمي،
والمقاهي برغم كونها سرادق للشعرِ
الخائب والنقد غير الموضوعي
والسجائر المدخنة أبدا،
الا أنها صخور واطئة
للطيور القادمة من البحرِ
أو من الصحراء.


( و )



لعمّان رائحة الجياد
والقميص الوحيد المعلق في خزانة الأرملة.
لعمان رائحة الأجساد المرهقة.
أفكر الآن:
هل كان البنك العربي
قريباً من ماء السيل
قريبا من آخر ليل،
أم كان بعيدا عن قلبي
ترتعش الأصابع المشيرة نحو الأفق.
لا.. كان صيفا لا سبيل الى إطفاء حرائقهِ
كان وقتاً مكرسا للانتكاسة.



( ي )



في المحطة يتشكل المشهدُ:
حقائبُ من جلود وأحجام ومحتويات
مختلفة،
وجوه تتطاولُ
وتشرئب،

ملامح تأخذ شكل التقلصات الحادة.
القطارُ يذهبُ الى الشمال أو الجنوبِ،
لا فرق.
المصفرات الطويلة
تصبح خيطاً رفيعاً
متوتراً

وينفرط المشهدُ.
آه أيتها المدن الأكثر بُعداً من الحلم.
لن يصلك الصفير أبداً.

بيروت ـ مطلع 1979

***********
*مختارات من ديوان : ” مديح لمقهى آخر ”


\\

يقول أمجد ناصر في لقاء مع الشاعر أحمد علي الزين
يصف جزء من معاناة تتسسمًر في كتاباته
(نفساً وراء نفس تدفعني الأيام قدماً، لكن عينيّ ظلتا ورائي تبحثان عن علامة ترى أكلي وأنا مستلقٍ ذات ليلة على سطح بيتنا في المفرق أعدّ النجوم وأخطئ ثم أعدّها غير مبالٍ بالثآليل التي تطلع في يدي وتنطفئ، العلامة التي تطاردها عيناي منذ ذاك تدل على ساقية تؤدي إلى نبع ونبع يقود إلى سفح حيث غصن وأفعى، تحت الغصن مفتاح، المفتاح للغرفة التي نُهيت عن فتحها، الغرفة مظلمة، فالغرفة المظلمة صندوق به صدفة، في الصدفة ورقة مكتوب عليها لا تلتمسني في المثل أو الشبه فكل من هو مثلي ليس أنا وكل من يشبهني هو غيري، لست بعيدة ولا قريبة، علامتي أقرب إليك من حبل الوريد، في زمن آخر أو في حياة أخرى كمغربي على الأغلب سمعت في مقهى شعبي بفاس القديمة رجلاً يقول لمجالسه المهموم لا تبحث عن العلامة، لا تعترض طريقها، دعك من الشقوق والخرائب، لا تتبع أنجماً ضلّلت قبلك رعاة وعاشقين، فالعلامة تأتيك من حيث لا تحتسب أو يخطر لك على بال، في لندن التي أقيم فيها الآن بقناع شخص وهمي فارّاً من نبوءة أمي التي يرن فيها اسمي الأول كذكرى مفزعة: يا يحيى لن تعرف نفسك الراحة، من الصعب على كل حال أن يستلقي المرء على سطح بيته القرميدي المائل ويعدّ نجوماً هجرت مواقعها ) ..!



*






مريد البرغوثي
ولد الشاعر مريد البرغوثي سنة 1944 في قرية دير غسّانة في فلسطين. تلقى تعليمه الثانوي في رام الله ثم التحق بكلية الآداب قسم اللغة الإنكليزية وآدابها في القاهرة حيث تخرّج عام 1967 .
درّس الإنكليزية في جامعات القاهرة والكويت ومارس الصحافة في مؤسسة إعلامية فلسطينية في بودابست.
وهو قرين الكاتبة والناقدة الأدبية رضوى عاشور .
حاز على جائزة نجيب محفوظ في الأدب عام 1998على كتابه رأيت رام الله وهو عمل أدبي يحكي رحلة عذاب الفلسطيني ،حوله مريد البرغوتي إلى عمل إنساني فذ .استحضر الوطن بعاطفة مشبوبة ودون مرارة
تُرجم الكتاب إلى اللغة الانجليزية وكتب المقدمة الكاتب المبدع ادوار سعيد
من دواوينه: الطوفان وإعادة التكوين-فلسطيني في الشمس-عندما نلتقي منطق الكائنات وغيرهم


بعض من نصوصة النثرية \

من "منطق الكائنات"
(مقتطفات)


تمرد


قالت عبّادَةُ الشمس للشمس:
مُمِلٌّ إتِّباعُكِ كلَّ يوم!

عالَم ثالث


قال المغناطيس لبِرادة الحديد:
أنتِ حُرَّةٌ تماماً
في الاتجاه إلى حيث ترغبين!


عالَم ثالث.. أيضاً


قال القلم للمِبراة:
أنتِ كبعض الأحزاب...
يدخلها المَرء
فَتَقْصُر قامتهُ
ويضمر رأسُه!

المكيدة


قال المتلهفون على الدخول:
عَبَثاً احتفظنا بمفاتيحنا طوال العمر
فقد غَيَّروا الأقفال!


المِرْآة



قالت المِرْآة:
ما أشد تعاستي!
لا أحد ممن ينظرون إليّ
يريد أن ...
"يراني".


تَوْقُ

قالت العتبة:
ليتني أدخل إلى الصالون
قال الصالون:
ليتني أخرج إلى الشرفة
قالت الشرفة:
ليتني ...
أطير

بِلادي بِلادي


قال الذي التفَّت عليه شِباك الموت في المنفى:
السمكة،
وهي في شِباك الصيادين،
تَظلُّ تحمِلُ رائحةَ البَحْرْ



الحبل


قالت ربة البيت:
الغسّالة الأوتوماتيكية الفخمة
لا تدخلها إلا الملابس المتَّسِخة
وحَبْلُ الغسيل المشبوح بين مسمارَيْن
لا يحمِلُ إلا ما هو نَظيفْ.


الأفعى


قالت الأفعى:
رغم أن البشر يلعنونني
أظل أفضل من بعضهم
وعندما ألدَغُ أحداً
فإنني، على الأقَلّ، لا أدَّعي صداقتَه!

العِلكة

قالت العِلكَة:
أشعر بالضياع...
ففي فم السياسي، أصبح بياناً هاماً
وفي الجريدة، أصبح الافتتاحية
وفي وعود العشّاق، أصبح تنميقاً للكذِب...
....
فقط في فم العاهرة
أحتفظ بصفاتي!
***




\\


مريد البرغوثي واحد من الأصوات الشعرية الجادة التي حفرت لنفسها مكانًا مميزًا، وصوتًا شعريًّا متفردًا لا يشبه بقية الأصوات؛ لأنه جاء إلى دنيا الشعر محملاً بهاجسين خطيرين، أحدهما أنه شاعر فلسطيني يحمل على عاتقه مرارة المعاناة، وآلام الاحتلال، والغربة الدائمة التي يعيشها منذ العام السابع والستين...!
*




*



الشاعر :تميم البرغوثي
تميم البرغوثي شاعر فلسطيني ولد بالقاهرة عام 1977 , حصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2004
عمل أستاذاً مساعداً للعلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومحاضراً بجامعة برلين الحرة، كما عمل بقسم الشؤون السياسية بالأمانة العامة للأمم المتحدة بنيويورك، وبعثة الأمم المتحدة بالسودان، وهو حاليا باحث في العلوم السياسية بمعهد برلين للدراسات المتقدمة
وهو ابن الشاعر\مريد البرغوثي
..
من ابرز أشاعره

في القدس:


مَرَرْنا عَلــى دارِ الحبيب فرَدَّنا
عَنِ الدارِ قانونُ الأعادي وسورُها

فَقُلْتُ لنفســي رُبما هِيَ نِعْمَةٌ
فماذا تَرَى في القدسِ حينَ تَزُورُها
تَرَى كُلَّ ما لا تستطيعُ احتِمالَهُ

إذا ما بَدَتْ من جَانِبِ الدَّرْبِ دورُها

وما كلُّ نفسٍ حينَ تَلْقَى حَبِيبَها تُـسَرُّ
ولا كُلُّ الغـِيابِ يُضِيرُها

فإن سـرَّها قبلَ الفِراقِ لِقاؤُه
فليسَ بمأمـونٍ عليها سـرُورُها

متى تُبْصِرِ القدسَ العتيقةَ مَرَّةً
فسوفَ تراها العَيْنُ حَيْثُ تُدِير
***
في القدسِ، بائعُ خضرةٍ من جورجيا برمٌ بزوجته
يفكرُ في قضاءِ إجازةٍ أو في في طلاءِ البيتْ

في القدس، توراةٌ وكهلٌ جاءَ من مَنْهاتِنَ العُليا يُفَقَّهُ فتيةَ البُولُونِ في أحكامها
في القدسِ شرطيٌ من الأحباشِ يُغْلِقُ شَارِعاً في السوقِ..

رشَّاشٌ على مستوطنٍ لم يبلغِ العشرينَ،

قُبَّعة تُحَيِّي حائطَ المبكَى

وسياحٌ من الإفرنجِ شُقْرٌ لا يَرَوْنَ القدسَ إطلاقاً

تَراهُم يأخذونَ لبعضهم صُوَرَاًمَعَ امْرَأَةٍ تبيعُ الفِجْلَ في الساحاتِ طُولَ اليَومْ
في القدسِ دَبَّ الجندُ مُنْتَعِلِينَ فوقَ الغَيمْ

في القدسِ صَلَّينا على الأَسْفَلْتْ
في القدسِ مَن في القدسِ إلا أنْتْ!
***
وَتَلَفَّتَ التاريخُ لي مُتَبَسِّماً

أَظَنَنْتَ حقاً أنَّ عينَك سوفَ تخطئهم،! وتبصرُ غيرَهم

ها هُم أمامَكَ، مَتْنُ نصٍّ أنتَ حاشيةٌ عليهِ وَهَامشٌ

أَحَسبتَ أنَّ زيارةً سَتُزيحُ عن وجهِ المدينةِ، يا بُنَيَّ، حجابَ واقِعِها السميكَ
لكي ترى فيها هَواكْ
في القدسِ كلًّ فتى سواكْ
وهي الغزالةُ في المدى، حَكَمَ الزمانُ بِبَيْنِها

ما زِلتَ تَرْكُضُ إثْرَهَا مُذْ وَدَّعَتْكَ بِعَيْنِها
رفقاً بِنَفسكَ ساعةً إني أراكَ وَهَنْتْ
في القدسِ من في القدسِ إلا أَنْتْ
***
يا كاتبَ التاريخِ مَهْلاً، فالمدينةُ دهرُها دهرانِ
دهر أجنبي مطمئنٌ لا يغيرُ خطوَه وكأنَّه يمشي خلالَ النومْ
وهناك دهرٌ، كامنٌ متلثمٌ يمشي بلا صوتٍ حِذار القومْ
والقدس تعرف نفسها..
إسأل هناك الخلق يدْلُلْكَ الجميعُ
فكلُّ شيء في المدينة
ذو لسانٍ، حين تَسأَلُهُ، يُبينْ
في القدس يزدادُ الهلالُ تقوساً مثلَ الجنينْ
حَدْباً على أشباهه فوقَ القبابِ
تَطَوَّرَتْ ما بَيْنَهم عَبْرَ السنينَ عِلاقةُ الأَبِ بالبَنينْ
في القدس أبنيةٌ حجارتُها اقتباساتٌ من الإنجيلِ والقرآنْ
في القدس تعريفُ الجمالِ مُثَمَّنُ الأضلاعِ أزرقُ،
فَوْقَهُ، يا دامَ عِزُّكَ، قُبَّةٌ ذَهَبِيَّةٌ،
تبدو برأيي، مثل مرآة محدبة ترى وجه السماء مُلَخَّصَاً فيها
تُدَلِّلُها وَتُدْنِيها
تُوَزِّعُها كَأَكْياسِ المعُونَةِ في الحِصَارِ لمستَحِقِّيها

إذا ما أُمَّةٌ من بعدِ خُطْبَةِ جُمْعَةٍ مَدَّتْ بِأَيْدِيها
***
وفي القدس السماءُ تَفَرَّقَتْ في الناسِ تحمينا ونحميها
ونحملُها على أكتافِنا حَمْلاً إذا جَارَت على أقمارِها الأزمانْ
في القدس أعمدةُ الرُّخامِ الداكناتُ
كأنَّ تعريقَ الرُّخامِ دخانْ
ونوافذٌ تعلو المساجدَ والكنائس،
أَمْسَكَتْ بيدِ الصُّباحِ تُرِيهِ كيفَ النقشُ بالألوانِ،
وَهْوَ يقول: "لا بل هكذا"،
فَتَقُولُ: "لا بل هكذا"،
حتى إذا طال الخلافُ تقاسما
فالصبحُ حُرٌّ خارجَ العَتَبَاتِ لَكِنْ
إن أرادَ دخولَها
فَعَلَيهِ أن يَرْضَى بحُكْمِ نوافذِ الرَّحمنْ
***
في القدس مدرسةٌ لمملوكٍ أتى مما وراءَ النهرِ،
باعوهُ بسوقِ نِخَاسَةٍ في أصفهانَلتاجرٍ من أهلِ بغدادٍ
أتى حلباً فخافَ أميرُها من زُرْقَةٍ في عَيْنِهِ اليُسْرَى،
فأعطاهُ لقافلةٍ أتت مصراً
فأصبحَ بعدَ بضعِ سنينَ غَلاَّبَ المغولِ وصاحبَ السلطانْ
في القدس رائحةٌ تُلَخِّصُ بابلاً والهندَ في دكانِ عطارٍ بخانِ الزيتْ
واللهِ رائحةٌ لها لغةٌ سَتَفْهَمُها إذا أصْغَيتْ
وتقولُ لي إذ يطلقونَ قنابل الغاز المسيِّلِ للدموعِ عَلَيَّ: "لا تحفل بهم"
وتفوحُ من بعدِ انحسارِ الغازِ، وَهْيَ تقولُ لي: "أرأيتْ!"
في القدس يرتاحُ التناقضُ، والعجائبُ ليسَ ينكرُها العِبادُ،
كأنها قِطَعُ القِمَاشِ يُقَلِّبُونَ قَدِيمها وَجَدِيدَها،
والمعجزاتُ هناكَ تُلْمَسُ باليَدَيْنْ
في القدس لو صافحتَ شيخاً أو لمستَ بنايةً
لَوَجَدْتَ منقوشاً على كَفَّيكَ نَصَّ قصيدَةٍ
يا بْنَ الكرامِ أو اثْنَتَيْنْ
في القدس، رغمَ تتابعِ النَّكَباتِ، ريحُ براءةٍ في الجوِّ، ريحُ طُفُولَةٍ،
فَتَرى الحمامَ يَطِيرُ يُعلِنُ دَوْلَةً في الريحِ بَيْنَ رَصَاصَتَيْنْ
***
في القدس تنتظمُ القبورُ، كأنهنَّ سطورُ تاريخِ المدينةِ والكتابُ ترابُها
الكل مرُّوا من هُنا
فالقدسُ تقبلُ من أتاها كافراً أو مؤمنا
أُمرر بها واقرأ شواهدَها بكلِّ لغاتِ أهلِ الأرضِ
فيها الزنجُ والإفرنجُ والقِفْجَاقُ والصِّقْلابُ والبُشْنَاقُ
والتتارُ والأتراكُ، أهلُ الله والهلاك، والفقراءُ والملاك، والفجارُ والنساكُ،
فيها كلُّ من وطئَ الثَّرى

كانوا الهوامشَ في الكتابِ فأصبحوا نَصَّ المدينةِ قبلنا

يا كاتب التاريخِ ماذا جَدَّ فاستثنيتنا
يا شيخُ فلتُعِدِ الكتابةَ والقراءةَ مرةً أخرى، أراك لَحَنْتْ
العين تُغْمِضُ، ثمَّ تنظُرُ، سائقُ السيارةِ الصفراءِ، مالَ بنا شَمالاً نائياً عن بابها
والقدس صارت خلفنا

والعينُ تبصرُها بمرآةِ اليمينِ،
تَغَيَّرَتْ ألوانُها في الشمسِ، مِنْ قبلِ الغيابْ
إذ فاجَأَتْني بسمةٌ لم أدْرِ كيفَ تَسَلَّلَتْ للوَجْهِ
قالت لي وقد أَمْعَنْتُ ما أَمْعنْتْ
يا أيها الباكي وراءَ السورِ، أحمقُ أَنْتْ؟
أَجُنِنْتْ؟
لا تبكِ عينُكَ أيها المنسيُّ من متنِ الكتابْ
لا تبكِ عينُكَ أيها العَرَبِيُّ واعلمْ أنَّهُ
في القدسِ من في القدسِ لكنْ
لا أَرَى في القدسِ إلا أَنْت.
//

تميم البرغوثي شاعر على عتبات التألق فــمن شابه أباه فما ظلم
تميم مستقبل زاهر ..!




[/\


شاعر المنفى وقيثارة الحنين.... عبد الوهاب البياتي

عبد الوهّاب البياتي (1926 - 1999) شاعر عراقي ولد في بغداد. تخرج بشهادة اللغة العربية وآدابها 1950 م، واشتغل مدرسا من عام 1950-1953م. مارس الصحافة عام 1954م مع مجلة الثقافة الجديدة لكنها أغلقت، وفصل عن وظيفته، واعتقل بسبب مواقفه الوطنية. فسافر إلى سورية ثم بيروت ثم القاهرة. وزار الاتحاد السوفييتي ما بين عامي 1959 و 1964 م، واشتغل أستاذاً في جامعة موسكو، ثم باحثاً علمياً في معهد شعوب آسيا، وزار معظم أقطار أوروبا الشرقية والغربية. وفي سنة 1963 م أسقطت عنه الجنسية العراقية، ورجع إلى القاهرة 1964 م وأقام فيها إلى عام 1970 م. وفي الفترة (1970-1980)م أقام الشاعر في إسبانيا , بعد حرب الخليج 1991م توجه إلى الأردن واقام بعمان فترة من الزمن شارك فيها بعدد من الامسيات والمؤتمرات ثم سافرالى بغداد حيث أقام فيه 3 أشهر ثم غادرها إلى دمشق واقام فيها حتى وفاته عام 1999م.
...
أهَكذا تمضِي السنُون ؟
ونحنُ مِن مَنفْى إلى مَنقْى ومن بابٍ لبابْ
نَذوي كَمَا تَذوي الزَّنابِقُ فِي التُّرَاب
فُقرَاء .. يَا قَمرِي .. نَمُوت
وقِطارُنا أبداً يَفُوت

..
بعض من اشعاره \
*إلهي أعدني..



إلهي أعدني إلى وطني عندليب

على جنح غيمة

على ضوء نجمة

أعدني فلّة

ترف على صدري نبع وتلّة

إلهي أعدني إلى وطني عندليب

عندما كنت صغيراً وجميلاً

كانت الوردة داري والينابيع بحاري

صارت الوردة جرحاً والينابيع ضمأ

هل تغيرت كثيراً؟

ما تغيرت كثيراً

عندما نرجع كالريح الى منزلنا

حدّقي في جبهتي

تجدي الورد نخيلاً والينابيع عرق

تجديني مثلما كنت صغيراً وجميلا

***********************

* عن موت طائر البحر



في زمن المنشورات السرية
في مدن الثورات المغدورة
جيفارا العاشق في صفحات الكتب المشبوهة
يثوي مغموراً بالثلج و بالأزهار الورقية
قالت و ارتشفت فنجان القهوة في نهم
سقط الفنجان لقاع البئر المهجور
رأيت نوارس بحر الروم تعود
لترحل نحو مدار السرطان
و نحو الأنهار الأبعد
في أعمدة الصحف الصفراء
يبيع الجزارون لحوم الشعراء المنفيين
العّرافة قالت هذا زمن سقطت فيه الكتب
المشبوهة و الفلسفة الجوفاء
دكاكين الواقين طيورٌ ميتة
فتعالي نمارس موت طيور البحر الأخرى
فوق سرير الحب الممنوع
إنتحب في صمت فالليل طويلٌ
في مدن الثورات المغدورة
و البحر الأبيض في قبضة بوليس الدول الكبرى
يبحث عن أسماء العشاق المشبوهين
رأيتك في روما في زمن المشورات السرية
بين ذراعي رجل آخر تمضين إليّ
بكيت , رآني البوليس وحيداً
خلف نوافذ ملهى القط الأسود أبكي مخموراً
وورائي خيط من نور يمتد لنافذة أخرى
أشبعني الضابط ضرباً
وجدوا في جيبي صورتها
للباس البحر الأزرق
ترنو للأفق المغسول بنور الغسق الباكي
و نار الليل القادم من مدريد
يبيع الجزارون لحوم الشعراء المنفيين
رأيتك في مبغى هذا العالم
في أحضان رجال و سماء تمضين الليل
بكيت , رآني البوليس وحيداً
في مدن الثورات المغدورة
مجنوناً أتحدث عنك
البوليس رآني



**********************

الملجأ العشرون




كفراغ أيام الجنود العائدين من القتال
وكوحشة المصدور فى ليل السعال
كانت أغانينا وكنا هائمين بلا ظلال
مترقبين الليل انباء البريد :
" الملجأ العشرون
ما زلنا بخير والعيال
- والقمل والموتى - يخصون الاقارب بالسلام "
والذكريات الفجة الشوهاء تعبر والخيام
والريح والغد والظلام
كوجوهنا غب الرحيل :
" أماه ! مازلنا بخير " والذئاب
تعوى وتعوى عبر سحراء السهاد :
" يا إخونى من أين نبدأ ؟ من هنا ! ليل السعال
وبريدنا الباكى المعاد
لا شئ يذكر لم تزل ( يافا ) وما زال الرفاق
تحت الجسور وفوق أعمدة الضياء
يتأرجحون بلا رؤوس فى الهواء
ولم يزل دمنا المراق
على حوائطها القديمة واللصوص
وحقولنا الجرداء يغزوها الجراد
" من ههنا أماه ! أعواد المشانق والحريق
من ههنا بدأوا ونبدأ والطريق
وعر طويل
لا عاش رعديد ذليل "
( بافا ) نعود غدا إليك مع الحصاد
ومع السنونو والربيع
ومع الرفاق العائدين من المنافى والسجون
ومع الضحى والقبرات
والأمهات
" الملجأ العشرون
ما زلنا بخير والعيال
والإخوة المتشردون
من قبونا النائى يخصون الأقارب بالسلام "

من ديوان
( أباريق مهشمة )


\\

عبدالوهاب ..بشموخ يعلو صوته على منابر اتسمت بغزلية تخفي وراها ..أمراً ما ؟



*







الشاعرة: نازك الملائكة
نازك الملائكة شاعرة عراقية تمثل أحد أبرز الأوجه المعاصرة للشعر العربي الحديث، الذي يكشف عن ثقافة عميقة الجذور بالتراث والوطن والإنسان.

ولدت نازك الملائكة في بغداد عام 1923 وتخرجت في دار المعلمين عام 1944، وفي عام 1949 تخرجت في معهد الفنون الجميلة "فرع العود"، لم تتوقف في دراستها الأدبية والفنية إلى هذا الحد إذ درست اللغة اللاتينية في جامعة برستن في الولايات المتحدة الأمريكية، كذلك درست اللغة الفرنسية والإنكليزية وأتقنت الأخيرة وترجمت بعض الأعمال الأدبية عنها، وفي عام 1959 عادت إلى بغداد بعد أن قضت عدة سنوات في أمريكا لتتجه إلى انشغالاتها الأدبية في مجالي الشعر والنقد، والتحقت عام 1954 بالبعثة العراقية إلى جامعة وسكونسن لدراسة الأدب المقارن، وقد ساعدتها دراستها هذه المرة للاطلاع على اخصب الآداب العالمية، فإضافة لتمرسها بالآداب الإنكليزية والفرنسية فقد اطلعت على الأدب الألماني والإيطالي والروسي والصيني والهندي.

اشتغلت بالتدريس في كلية التربية ببغداد عام 1957، وخلال عامي 59 و1960 تركت العراق لتقيم في بيروت وهناك أخذت بنشر نتاجاتها الشعرية والنقدية، ثم عادت إلى العراق لتدرس اللغة العربية وآدابها في جامعة البصرة


\\
غرباء ..!


أطفئ الشمعةَ واتركنا غريبَيْنِ هنـا
نحنُ جُزءانِ من الليلِ فما معنى السنا?
يسقطُ الضوءُ على وهمينِ في جَفنِ المساءْ
يسقطُ الضوءُ على بعضِ شظايا من رجاءْ
سُمّيتْ نحنُ وأدعوها أنا:
مللاً. نحن هنا مثلُ الضياءْ
غُربَاءْ
اللقاء الباهتُ الباردُ كاليومِ المطيـرِ
كان قتلاً لأناشيدي وقبرًا لشعـوري
دقّتِ الساعةُ في الظلمةِ تسعًا ثم عشرا
وأنا من ألمي أُصغي وأُحصي. كنت حَيرى
أسألُ الساعةَ ما جَدْوى حبوري
إن نكن نقضي الأماسي, أنتَ أَدْرى,
غُربَاءْ
مرّتِ الساعاتُ كالماضي يُغشّيها الذُّبولُ
كالغدِ المجهولِ لا أدري أفجرٌ أم أصيلُ
مرّتِ الساعاتُ والصمتُ كأجواءِ الشتاءِ
خلتُهُ يخنق أنفاسي ويطغى في دمائي
خلتهُ يَنبِسُ في نفسي يقولُ
أنتما تحت أعاصيرِ المساءِ
غُربَاءْ
أطفئ الشمعةَ فالرُّوحانِ في ليلٍ كثيفِ
يسقطُ النورُ على وجهينِ في لون الخريف
أو لا تُبْصرُ ? عينانا ذبـولٌ وبـرودٌ
أوَلا تسمعُ ? قلبانا انطفاءٌ وخُمـودُ
صمتنا أصداءُ إنذارٍ مخيفِ
ساخرٌ من أننا سوفَ نعودُ
غُربَاءْ
نحن من جاء بنا اليومَ ? ومن أين بدأنـا ?
لم يكنْ يَعرفُنا الأمسُ رفيقين .. فدَعنـا
نطفرُ الذكرى كأن لم تكُ يومًا من صِبانا
بعضُ حـبٍّ نزقٍ طافَ بنا ثم سلانا
آهِ لو نحنُ رَجَعنا حيثُ كنا
قبلَ أن نَفنَى وما زلنا كلانا
غُربَاءْ
( 1948)

* عاشقة الليل..



ظلامَ الليــلِ يا طــاويَ أحزانِ القلوبِ
أُنْظُرِ الآنَ فهذا شَبَحٌ بادي الشُحـــوبِ
جاء يَسْعَى ، تحتَ أستاركَ ، كالطيفِ الغريبِ
حاملاً في كفِّه العــودَ يُغنّـــي للغُيوبِ
ليس يَعْنيهِ سُكونُ الليـلِ في الوادي الكئيبِ
* * *
هو ، يا ليلُ ، فتاةٌ شهد الوادي سُـــرَاها
أقبلَ الليلُ عليهــا فأفاقتْ مُقْلتاهـــا
ومَضتْ تستقبلُ الوادي بألحــانِ أساهــا
ليتَ آفاقَكَ تــدري ما تُغنّـي شَفَتاهــا
آهِ يا ليلُ ويا ليتَــكَ تـدري ما مُنَاهــا
* * *
جَنَّها الليلُ فأغرتها الدَيَاجــي والسكــونُ
وتَصَبَّاها جمالُ الصَمْــتِ ، والصَمْتُ فُتُونُ
فنَضتْ بُرْدَ نَهارٍ لفّ مَسْــراهُ الحنيـــنُ
وسَرَتْ طيفاً حزيناً فإِذا الكــونُ حزيــنُ
فمن العودِ نشيجٌ ومن الليـــلِ أنيـــنُ
* * *
إِيهِ يا عاشقةَ الليلِ وواديـــهِ الأَغــنِّ
هوَ ذا الليلُ صَدَى وحيٍ ورؤيـــا مُتَمنِّ
تَضْحكُ الدُنْيا وما أنتِ سوى آهةِ حُــزْنِ
فخُذي العودَ عن العُشْبِ وضُمّيهِ وغنّـي
وصِفي ما في المساءِ الحُلْوِ من سِحْر وفنِّ
* * *
ما الذي ، شاعرةَ الحَيْرةِ ، يُغْري بالسمـاءِ ؟
أهي أحلامُ الصَبايا أم خيالُ الشعـــراء ؟
أم هو الإغرامُ بالمجهولِ أم ليلُ الشقــاءِ ؟
أم ترى الآفاقُ تَستهويكِ أم سِحْرُ الضيـاءِ ؟
عجباً شاعرةَ الصمْتِ وقيثارَ المســـاء
* * *
طيفُكِ الساري شحـوبٌ وجلالٌ وغمـوضُ
لم يَزَلْ يَسْري خيالاً لَفَّـه الليلُ العـريضُ
فهو يا عاشقةَ الظُلْمة أســـرارٌ تَفيضُ
آه يا شاعرتي لن يُرْحَمَ القلبُ المَهِيـضُ
فارجِعي لا تَسْألي البَرْقَ فما يدري الوميضُ
* * *
عَجَباً ، شاعرةَ الحَيْرةِ ، ما سـرُّ الذُهُـولِ ؟
ما الذي ساقكِ طيفاً حالِماً تحتَ النخيـلِ ؟
مُسْنَدَ الرأسِ إلى الكفَينِ في الظلِّ الظليـلِ
مُغْرَقاً في الفكر والأحزانِ والصمتِ الطويلِ
ذاهلاً عن فتنةِ الظُلْمة في الحقلِ الجميـلِ
* * *
أَنْصتي هذا صُراخُ الرعْدِ ، هذي العاصفاتُ
فارجِعي لن تُدْركي سرّاً طوتْهُ الكائنــاتُ
قد جَهِلْناهُ وضنَــتْ بخفايــاهُ الحيــاةُ
ليس يَدْري العاصـفُ المجنونُ شيئاً يا فتاةُ
فارحمي قلبَكِ ، لــن تَنْطِقُ هذي الظُلُماتُ
4-4-1945

\\



*أنا ..!



الليلُ يسألُ مَن أنا
أنا سرُّهُ القلقُ العميقُ الأسودُ
أنا صمتُهُ المتمرِّدُ
قنّعتُ كنهي بالسكونْ
ولففتُ قلبي بالظنونْ
وبقيتُ ساهمةً هنا
أرنو وتسألني القرونْ
أنا من أكون ؟
الريحُ تسألُ مَنْ أنا
أنا روحُهَا الحيرانُ أنكرني الزمانْ
أنا مثلها في لا مكان
نبقى نسيرُ ولا انتهاءْ
نبقى نمرُّ ولا بقاءْ
فإذا بلغنا المُنْحَنَى
خلناهُ خاتمةَ الشقاءْ
فإذا فضاءْ !
والدهرُ يسألُ مَنْ أنا
أنا مثله جبارةٌ أطوي عُصورْ
وأعودُ أمنحُها النشورْ
أنا أخلقُ الماضيْ البعيدْ
من فتنةِ الأملِ الرغيدْ
وأعودُ أدفنُهُ أنا
لأصوغَ لي أمساً جديدْ
غَدُهُ جليد
والذاتُ تسألُ مَنْ أنا
أنا مثلها حيرَى أحدّقُ في الظلام
لا شيءَ يمنحُني السلامْ
أبقى أسائلُ والجوابْ
سيظَلّ يحجُبُه سرابْ
وأظلّ أحسبُهُ دَنَا
فإذا وصلتُ إليه ذابْ
وخبا وغابْ

\\

نازك ..تمرد امرأة على المعاني
نازك ..امتلاك جذب للكلمات ونقاؤتها
نازك ..رحلت ولم يبقى سوى ..ليل من دون عاشقة ..!
\\

في القاهره و بعد خروجها من الكويت عا م 1990 اختارت نازك الملائكه العزله حيث عانت نازك من عدة أمراض من مرض الباركنسون حيث كانت تحت رعاية ابنها البراق و توفي زوجها عبدالهادي حبوبه في عام 2005 و طوال فترة بقائها في القاهره لم يظهر اسم نازك الملائكه في المحافل الشعريه سوى مرتين حيث تم تكريمها و فوزها بجائزة البابطين للشعر العربي عام 1996 لإسهاماتها في الشعر العربي و كذلك في عام 1999 حيث كرمت في دار الاوبرا المصريه بمناسبة مرور خمسين عاما على انظلاقة الشعر الحر في الوطن العربي و لكنها لم تحضر بسبب المرض حيث انابها في تسلم الجائزة زوجها عبدالهادي حبوبه
في يوم 20-06-2007 توفيت نازك الملائكه في احدى مستشفيات القاهره عن عمر ناهز الـ84 عاما



*


\\



للعودة الى المنفى الحزين ..التي لازالت الروح عالقة في ذكرى الوطن ..والجسد رصيف على المنفى
المنفى. لا يعني أن نذهب بعيدا، بل يعني أن نكون بعيدا حتى حينما نكون بالقرب، والوطن لا يعني أن نكون داخل الحدود الجغرافيه إنما أن يكون هذا الوطن داخل أرواحنا . هذا هو الفرق بين المنفيين جسدا والمنفيين روحا
...

لكن الكثيرين يفكرون بالمنفى ويشعرون أنهم أدباء منفى. فلماذا هذا الاسم ؟
أولاً: لأنه إما أن تمتزج بالمجتمع الجديد وتصير واحدًا معه، أو أن تعيش وجع المنفى واغتراب الروح والأرق المكرَّس للأبد، وهذا الوجع والاغتراب والأرق هو ما يعيشه أغلب الأدباء المنفيين.
ثانيًا: لأن الوطن ليس مكان الذكريات الماضية، ولا حلم المستقبل الذي يأتي ولا يأتي. لكنه لحظة عشق نختارها حتى الموت، ونرحل نحوها كغرباء ومنفيين.. يكوينا الشوق، وتنهبنا لهفة اللقاء. وهذه اللحظة العشقيّة قد اختارها أغلب الأدباء المنفيين.
ثالثًا: لأنهم يعيشون في الشتات أحلام الحرف والوطن والهوية، ويسعون للحرية وقلوبهم مأسورة هناك بين المحيطين!!
رابعاً وليس أخيرًا: لأنهم يعشقون، وعشقهم أوسع من عيونهم التي تربّي رويدًا رويدًا طيور العودة إلى الوطن.

\\



يظن البعض أنه يوجد فقط الأدباء المعاصرين الذي يجتاح تفكيرهم الوطن والذكريات.. ولكن شعر الكثير من الأدباء العرب عبر التاريخ بمعنى الاغتراب والبعد عن الوطن. واشتاقوا إلى الأمكنة التي تركوا ، والمنازل التي هجروا.. وهكذا صارت المقدمة الطللية (من الوقوف على الأطلال) نهجًا تقليديًا استهلت بها المعلقات، وكثير من القصائد العصماء المشهورة. فها هو امرؤ القيس يبتدئ معلقته قائلاً:
قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزلِ بسقط اللوى بين الدخول فحوملِ
وقوفًا بها صحبي عليّ مطيّهــم يقولـون لا تهلك أسى وتجمّلِ
وإن شفائي عبرة مهــراقة فهل عند رسم دارس من معوّلِ
ومن قصائد الحنين والغربة غير المعلقات نجد بعض الأبيات المشهورة للمتنبي، خاصة في بلاد فارس حيث يقول:
مغاني الشعب طيبًا في المغاني بمنزلة الربيع من الزمانِ
ولكنّ الفتى العربيّ فيها غريبُ الوجهِ واليد واللسانِ
كذلك عبّر أبو تمام عن حنينه إلى أرضه وبيته وحبه الأول إذ يقول:
نقل فؤادك حين شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأوّلِ
كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبدًا لأوّلِ منزلِ

*(من كتاب الأدب العربي في المهجر / الكاتب: لطفي حداد)



\\

منفيون بلامنفى

من كل بلد يوجد أناس منفيون لكن لامنفى لهم..كحالتي تماماً
وان كنت كذلك , لكن أيمانهم الكامل يصب في قناعة (بلا وطن..بلا مكان..بلا زمان )
بعيداً عن تقاسيم الحياة , بعيداً عن الاستقرار , بعيداً عن الهوية
..
الاهم الاحساس المصاحب لهم ..!

\\

حياة المنفى

إنّ حياة المنفى تسير بحسب روزنامة مختلفة، روزنامة أقلّ فصولاً واستقرارًا بالقياس إلى الحياة في الوطن. فالمنفى هو حياة تُعَاش خارج النظام المعتاد. حياة مترحّلة، طباقية، بلا مركز؛ وما إنْ يألفها الإنسان ويعتاد عليها حتى تتفجّر قواها المُزَعْزِعَة من جديد.

\\

تقاطيع مُلهمة ..!

*على ربوة كان الإنسان ينتظر بجسده الضوئي ( وطنه) ، هي تغريبة مسافر، وغربة طفل جليدي جديد، ينتظر في شبابه الخريفي فتاة بضفائر ذهبية طويلة ، لكن الانتظار يطول ويطول......

..
*هكذا نبقى بلا وطن وبلا هوية وبلا مكان وبلا أزمنة، قلوبنا تزهر من مسامات الجلد بقايا أمل،وعيوننا تشتعل بنار الشوق في منافينا السعيدة بحزننا الإسمنتي.
..

\\


مهما عظم شأن المنفى ومهما عاش الادباء المنفيون احوالاً من الحرية والرخاء، فالمنفى يظل منفى والمنفيون يظلون منفيين، روحاً وجسداً. حتى الذين يشعرون بأن المنفى منحهم فرصة للالتحاق بالأدب العالمي يظلون مشدودين الى الوطن – الأم، والى الأرض الأولى التي لا يمكن الاستغناء عنها ولا محوها من اللاوعي الداخليّ.



المراجع :
1. ويكيبيديا
2. رحلة الكُتّاب المنفيين العراقيين» لــ هيفاء زنكنة
3.كتاب أشعار في المنفى لــ عبد الوهاب البياتي






هوامش

*انا هنآ في مطلع لاستعراض شعراء من المنفى ..وذكر بعض
السيرة والشعر والنصوص الادبية النثرية وهي مختارات ..
بعيدة عن التحليل ..!
*الموضوع بعيد جداً عن كونه نسخ ولصق وقريب جداًمن احساس يمتلكه الكاتب
*استغرق جهدي كقرأة لمعنى المنفى قرابة 4 ساعات في 14يوم
*حاولت بقدر الامكان من خلال المقدمة إضافة وتمهيد لمعنى المنفى ..اتمنى ان اكون وفقت في ذلك

..أمراً ما ..!

*تحقيق موضوع (مساحات حرًة ) لأفضل موضوع هذا تكريم للمحتوى وتكريم لكاتب المحتوى ..فشكراً لكم ...


انتهى ..
دُون وتم البحث فيه 23\4\1430
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06/05/2009, 04:46 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 13/11/2006
المكان: ๑ دآر كسِاهآ بآلعِز قآيدهِآ *
مشاركات: 4,738
مرحبااا الساااع ( & )


ابداع × ابداع

مجهود رائع تشكرين عليه اخيتي ...

::

يعطيج العافيه يا ربي
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06/05/2009, 05:25 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ هلالي من ارض اليمن
مشرف منتدى المجلس العام
تاريخ التسجيل: 02/08/2005
المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
إقتباس
مشحونة بقوة عاليةمن التحريض

عبارة التحريض كانت مبررا غير شرعيا لكثير من التجاوزات والممارسات الغير انسانية التي مورست تجاه رموز خلاقة في الأدب والفكر والثقافة بعالمنا العربي .. لذلك انا لا احب تداول مثل هذه العبارات طالما ان هنالك من يفهمها وفق الطريقة التي يراها بالمنظار الذي يريده ،،،

الأطروحات الأدبية والفكرية والثقافية تحتاج الى عقلية مكافئة لها او عقلية قادرة على استيعاب الحالة التي يعيشها المبدع ودون ذلك فكل فكرة مشروع ثورة وكل نص مشروع تحريض وكل مثقف مشروع انتحاري !!

لذلك كان من المخزي ان تصبح العواصم العالميه حاضنة لكثير من هؤلاء المبدعين التي ضاقت بهم أوطانهم .. يتنفسون هنالك حرية ينشدونها في بلاد استعمرتهم يوما وتضيق بهم اوطانهم التي قاتلوا من اجل حريتها !!

هؤلاء المبدعين يراهنون على مستقبل يعم العلم والمعرفة ابناء اوطانهم .. فعندما ينحسر الجهل الاجتماعي وترتقي المعرفة يصبح لهؤلاء مساحة لا تضيق بهم والآخرين ،،،





المجلس العام يزدان هذه الأيام بالأمسيات الثقافية

وكانت لنا اليوم أمسية ابدعت في نثر حروفها المتميزة عتيبية

استمتعت بالنصوص الجميلة التي تفضلت بها ولي عودة مع نصوص أخرى مررت بها على عجالة

ولا اخفيك سرا ايتها المبدعة فقد اضفتي لنا معلومات جميلة واسماء لم اتشرف يوما بالمرور من جوارها وهما امجد ناصر ومريد البرغوثي ،،،

شكرا جزيلا لك

والله يعطيك العافية ،،،
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06/05/2009, 05:38 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 11/04/2008
المكان: ابيانو جنتيلي
مشاركات: 2,686
يعطيك العافيه أختي على الاثراء المميز

و الطرح الرائع و المبدع

اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06/05/2009, 07:43 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ ريكيلمي
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 28/02/2005
المكان: LONDON
مشاركات: 1,814
رائعة أختي عتيبية جهدك واضح

و موضوع يستحق الاحتفاظ به

لا يتسنى لي الآن الرد على كافة ما كتبتي

فلعلي أعود في وقت آخر و سيكون لي رد مطول بإذن الله

دمتي بود
اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07/05/2009, 05:41 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ عتيبية هلالية
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 26/06/2008
المكان: أهل السماء
مشاركات: 409
إقتباس
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة dal3_uae
مرحبااا الساااع ( & )


ابداع × ابداع

مجهود رائع تشكرين عليه اخيتي ...

::

يعطيج العافيه يا ربي


هلا

تشرفنآ بحضورك ,لك أجمل تحية

دمتي بود
اضافة رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07/05/2009, 05:50 AM
موقوف
تاريخ التسجيل: 17/04/2007
مشاركات: 117
إقتباس
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عتيبية هلالية
هلا

تشرفنآ بحضورك ,لك أجمل تحية

دمتي بود

ياحبيبي ..

ناس تشتغل ..

ماشاء الله ، يبدو الجهد واضح ..

بالتوفيق ، لكن الاختصار طيب ..

fsmn2
اضافة رد مع اقتباس
  #8  
قديم 07/05/2009, 05:53 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ عتيبية هلالية
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 26/06/2008
المكان: أهل السماء
مشاركات: 409
إقتباس
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة هلالي من ارض اليمن


عبارة التحريض كانت مبررا غير شرعيا لكثير من التجاوزات والممارسات الغير انسانية التي مورست تجاه رموز خلاقة في الأدب والفكر والثقافة بعالمنا العربي .. لذلك انا لا احب تداول مثل هذه العبارات طالما ان هنالك من يفهمها وفق الطريقة التي يراها بالمنظار الذي يريده ،،،

الأطروحات الأدبية والفكرية والثقافية تحتاج الى عقلية مكافئة لها او عقلية قادرة على استيعاب الحالة التي يعيشها المبدع ودون ذلك فكل فكرة مشروع ثورة وكل نص مشروع تحريض وكل مثقف مشروع انتحاري !!

لذلك كان من المخزي ان تصبح العواصم العالميه حاضنة لكثير من هؤلاء المبدعين التي ضاقت بهم أوطانهم .. يتنفسون هنالك حرية ينشدونها في بلاد استعمرتهم يوما وتضيق بهم اوطانهم التي قاتلوا من اجل حريتها !!

هؤلاء المبدعين يراهنون على مستقبل يعم العلم والمعرفة ابناء اوطانهم .. فعندما ينحسر الجهل الاجتماعي وترتقي المعرفة يصبح لهؤلاء مساحة لا تضيق بهم والآخرين ،،،





المجلس العام يزدان هذه الأيام بالأمسيات الثقافية

وكانت لنا اليوم أمسية ابدعت في نثر حروفها المتميزة عتيبية

استمتعت بالنصوص الجميلة التي تفضلت بها ولي عودة مع نصوص أخرى مررت بها على عجالة

ولا اخفيك سرا ايتها المبدعة فقد اضفتي لنا معلومات جميلة واسماء لم اتشرف يوما بالمرور من جوارها وهما امجد ناصر ومريد البرغوثي ،،،

شكرا جزيلا لك

والله يعطيك العافية ،،،



هلا

استخدام كلمات صريحة ويوجهها القارئ حيث يشاء أفضل من استخدام كلمات مبهمة تحمل في طياته إنتهازية لثقافة وفكر القارئ

\\

صحيح الاطروحة الادبية تحتاج ان يكون الكاتب ذو حس عالي وقدرة هائلة على تمثيل وتصوير مقدمة تناسب النص
وبعيداً عن الثورة والتحريض واالانتحارية ..هي لهدف واضح
واتمنى ان اكون وفقت ..

\\

نعم من المخزي أن تضمهم منابر ومسارح وامسيات العواصم العالمية , ومن المخزي ايضاً مايواجهونه
في بلادهم ..!

\\

اتمنى ان تفتح المساحة لأقلامهم..ويكون وطنهم الاجدر والاحق بهم ..!

\\

يبدو ان امسيتي كانت على آخر الركاب لكن اتمنى ان تكون حضرت حضور مشرف

حياك الله طارق

وتشرفنا بوجودك , لك أجمل تحية

دمت بود
اضافة رد مع اقتباس
  #9  
قديم 07/05/2009, 05:54 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ عتيبية هلالية
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 26/06/2008
المكان: أهل السماء
مشاركات: 409
إقتباس
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة زعيــــم الشوق
يعطيك العافيه أختي على الاثراء المميز

و الطرح الرائع و المبدع


هلا

تشرفت بحضورك , لك أجمل تحية

دمت بود
اضافة رد مع اقتباس
  #10  
قديم 07/05/2009, 05:57 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ عتيبية هلالية
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 26/06/2008
المكان: أهل السماء
مشاركات: 409
إقتباس
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ريكيلمي
رائعة أختي عتيبية جهدك واضح

و موضوع يستحق الاحتفاظ به

لا يتسنى لي الآن الرد على كافة ما كتبتي

فلعلي أعود في وقت آخر و سيكون لي رد مطول بإذن الله

دمتي بود

هلا

اتمنى ان يكون رآق لك

واتمنى ان يحتفظ به

حياك الله

تشرفنآ بحضورك , لك أجمل تحية

دمت بود
اضافة رد مع اقتباس
  #11  
قديم 07/05/2009, 05:59 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ ...][ هلالي الخبر ][...
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2005
المكان: قـــريــح.. قطعة 14 ~
مشاركات: 831




موضوع متعوب عليه



استفدت منه الكثير






شكرا لك




.
اضافة رد مع اقتباس
  #12  
قديم 07/05/2009, 06:00 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ عتيبية هلالية
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 26/06/2008
المكان: أهل السماء
مشاركات: 409
إقتباس
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة fsmn
ياحبيبي ..

ناس تشتغل ..

ماشاء الله ، يبدو الجهد واضح ..

بالتوفيق ، لكن الاختصار طيب ..

fsmn2


يبدو ان مخالطات حصلت , للتذكير اقتبست ردي
لفتاة ذات حضور جميل

اتمنى ان تحضر حضور أجمل

لك أجمل تحية

دمت بود
اضافة رد مع اقتباس
  #13  
قديم 07/05/2009, 12:06 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الهلالي دائماً
مشرف منتدى الجمهور الهلالي
تاريخ التسجيل: 20/01/2002
المكان: وسط المعمعه
مشاركات: 12,893
لله درك هلالية عتيبة

موضوع تتسارع نبضات القلب عند قراءته

اعتقد انه يحتاج الى ساعات من القراءة وساعات من التأمل ...
حتى تصل فيه الى ذورة المتعة الادبيه والابداعات الشعريه ...

وآه ايه المنفى !!

شكرا جزيلاً لك .. فالجهد كبير .. والموضوع جِدٌ رائع

ولي ان شاء الله عودة
اضافة رد مع اقتباس
  #14  
قديم 07/05/2009, 01:25 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 29/07/2004
المكان: أرض الله الواسعة !
مشاركات: 2,160
أهلا عتيبية هلالية ...

ما شاء الله .... جهد مميز و كبير ...

شعر شعراء المنفى و المهجر ... عادة ما يكون نابعاً من عاطفة صادقة رقيقة ..

موضوع كهذا يحتاج لقراءته قدحاً من القهوة ...
و هدوء يعم المكان ..


شكراً لك أختي ..
اضافة رد مع اقتباس
  #15  
قديم 07/05/2009, 02:12 PM
روماوي مميز
تاريخ التسجيل: 23/06/2006
المكان: Il Romanista
مشاركات: 6,045
موضوعٌ أقلُ ما يقال عنهُ أنه جنوني نابعٌ من قلب و عقل و فكر و يد
أكتفي بالتصفيق
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 12:35 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube