04/05/2009, 09:29 AM
|
زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 12/04/2006 المكان: الريآض
مشاركات: 349
| |
وفاء الورد .. وعودتي للحياة ..!! ~بسم الله الرحمن الرحيم ~ ..السلام عليكم ورحمة وبركاته .. عندما تتداعى عليك الأمور .. وتجد نفسك محاصراً بين الكثير من المعوقات .. وتلتفت يمنه ويسره لترى هل من أخلاء !! .. فلا تجد إلاظلك في النهار .. وصمت الظلمة في الليل .. حينها حتما ستفزع .. وستأخذك الأفكار بعيييداً .. فلم يعد هناك المزيد من الوقت للبقاء في هذه الجزيرة الموحشة .. وعندها وبعقلانية تامة ستفكر في الرحيل .. نعم هذا ماحدث معي .. فلقد أعددت العدة للسفر لرحلة إلى المجهول .. لعلي أرى في المجهول أنيساً أكثر ممن سواه .. حزمت الأمتعة .. وحملت الأشرعة .. لكي أبحر على ذلك القارب الصغير البسيط .. وفي هذه اللحظات وأنا على مقربة من الساحل .. أدرت ظهري للبحر لألقي النظرات الأخيرة لهذه الجزيرة .. وبدأت أتذكر أحبابي الأوفياء !! لاتذهبوا بعيداً وتأخذكم الأفكار بأني أقصد الإنسان .. أبداً أنا لاأعنيه .. ولكني أقصد الورود الجميلة التي بكت سابقاً .. واحتضنتها حتى عادت بهية كما كانت .. وفي هذه اللحظات العصيبة سقطت دموع الوفاء مني .. وقلت بهمسات بسيطة لاتكاد تُسمَع وداعاً للورد .. وأدرت ظهري للجزيرة مستقبلاً بحر المغادرة .. وفجأة قطع صمت الليل صوت غريب .. وأدرت ظهري !! ياإلهي !! لاأصدق ! ماذا أرى ؟!!! إنه الورد أراه من بعيييييد يشق الأرض مسرعاً نحوي .. لم أتمالك هذه اللحظات التي أنا بحاجتها الآن .. فرميت الامتعة واتجهت للورد مسرعاً .. فالورد يسرع نحوي .. وأنا أسرع نحوه .. لاأكاد أرى الطريق .. فدموعي تشتت نظري .. أبكي وأركض .. والورد يبكي ويركض .. حتى اجتمع الورد واستقام على هيئة إنسان .. فضمني بقووووة .. وأحتضنته وكأني ابنه .. وأجهشت بالبكاء .. وبينما أنا في هذه اللحظات الجميلة .. إذا بالشجر يقترب مني .. والبحر من خلفي قد ارتفع فأصبح كالسور .. فكل شئ حولي يساندني .. فقالوا جميعاً لن تذهب .. وسنزف لك البشارة أيضاً .. قلت بربكم ماهي البشارة ؟ .. فأخبروني عن أعظم بشارة كنت انتظرها .. فلقد قُتِلَ الهم العظيم .. الذي أرقني لسنوات .. وبدأت أصارخ فرحاً .. ويتخلل صرخات الفرح سيل من الدموع .. يالله ماأجمل الحياة .. لا أصدق .. فاللهم لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. ربي لك الحمد حتى ترضى .. لك الحمد إذا رضيت .. لك الحمد بعد الرضى .. شكرتهم جميعاً .. وأخذت امتعتي .. وأعدتها لكوخي الصغير الجميل .. وذهبت بصحبة الورد والشجر والطبيعة نحو البحر .. وأقمنا ليلة هناك .. كانت ليلة ضاحكة ممتعة .. نسخر من بعضنا .. نداعب بعضنا البعض .. حتى الساعات المتأخرة من الليل .. وبعدها سلكنا مسالكنا .. كلُ ُ بطريقة .. أنا لكوخي .. والشجر والورد لطبيعته .. ولكن قبل أن أفارق الورد .. همس بأذني قائلاً : أتذكر تلك الليلة التي احتضنتنا فيها ؟ .. وكنت لنا خير مواسي .. قلت : نعم .. قال : إذاً هذه بتلك .. فأنت من عالمنا .. فالوفاء بالوفاء .. فرفعت يدي للسماء داعياً : دام الورد مادامت الأرض والسماء .. دام الوفاء مادام الورد .. فدم لي دمت لك .. آمين .. آمين .. آمين .. إلى اللقاء أحبتي .. |