استبشر كثير من المواطنين بتوجه الدولة نحو تشجيع السياحة الداخلية الذي يدعم الأنشطة والأماكن الترفيهية المحلية، ويدعم زيادة الاستثمار وعائداته على البلد خاصة وان المملكة مهيأة بشكل كبير أن تصبح من الدول ذات الجذب السياحي نظرا لما تحويه من اماكن اثرية ومنتزهات واماكن ذات طبيعة خلابة..
احد القرارات الذي تم تطبيقها مؤخرا داخل مدينة الرياض عكس التوجه العام تجاه السياحة الوطنية والمتمثل باغلاق المنتزهات السعة 12ليلا.. فالجميع يعلم ان المنتزهات هي المتنفس الوحيد لاهالي الرياض، ونظرا لشدة حرارة الجو فاغلب الاسر لا تفضل الخروج الا بعد صلاة العشاء والتي تنتهي عند الساعة التاسعة مساءً وعندما تبدأ الاسرة بالاستعداد والتحرك ربما لا تصل الا بعد الساعة العاشرة بمعنى أنه ليس امام المتنزه الا ساعتان فقط وهذه غير كافية للاستمتاع مع الاسرة، كما اننا في فصل الصيف والاجازات وليس هناك دراسة واغلب الآباء يأخذ اجازته في هذه الفترة ليقضيها مع ابنائه خارج المنزل وكما قلنا سابقا بان هذه المتنزهات هي المكان المفضل والملائم لارباب الاسر.
"الرياض" قامت بجولة على المنتزهات في منطقة الثمامة حيث ابدى الجميع تذمرا من هذا القرار سواء من ناحية المرتادين او من ناحية اصحاب المنتزهات الذين اكدوا ان هذا القرار عكس تشجيع السياحة المحلية واثر عليهم كثيرا مما يؤدي بالتالي الى عدم الاستثمار في مثل هذه المجالات..
القرار يحتاج الى نظر
حول هذا الموضوع تحدث في البداية السيد حايل العتيبي وقال إن هذا القرار يحتاج الى نظر وعلى الأخص في هذه الفترة، فنحن في فترة اجازات وعندما نريد ان نذهب فالمكان المفضل هنا في مدينة الرياض هي هذه المنتزهات وعندما يتم اغلاقها بعد الساعة 12ليلا فالى اين نذهب؟ فنحن لم نحضر الا بعد الساعة العاشرة مساءً. ويشير العتيبي الى أنه يحضر مع ابنائه جميعا الى هنا وعندما يخرج منها الساعة 12ليلا فان ابناءه يذهبون الى الارصفة والمقاهي فهم لا يريدون الجلوس في البيت ويتمنى لو كانت تستمر قليلا الى الساعة الثانية ليلا..
واضاف ان بعض اقاربه من دولة الامارات كانوا يريدون الحضور الى الرياض وعندما سألوه عن افضل الاماكن اخبرهم بانه يتم اغلاقها 12ليلا فغيروا وجهتهم الى دولة أخرى بسبب ان الرياض جوها حار ولا يخرج الجميع الا بعد صلاة العشاء التي تنتهي الساعة التاسعة مساءً وعندما يبدأون بالتحرك والوصول الى المنتزه تكون الساعة العاشرة مساء وساعتان في رأيه غير كافية للاستمتاع مع الاسرة خاصة وقت الاجازة.
تمديد الوقت
اما السيد راضي آل مدعث الذي اصطحب ابناءه فقال انه يتمنى أن يتم تمديد الوقت الى الساعة الواحدة او الثانية ليلاً فالمكان جميل والجو لطيف مساء بعكس النهار الذي يكون الجو في شدة حرارته وعلى الاخص ونحن في اجازة حيث يفضل الابناء السهر والسمر.
الخروج مساءً
كما تحدث الدكتور شحته السيد معروف وهو طبيب من جمهورية مصر ويعمل في احد المستوصفات الخاصة الذي حضر الى المنتزه عند الساعة 11مساء بان عمله في المستوصف ينتهي عند الساعة العاشرة ولا يستطيع الحضور مع اسرته الا عند الساعة الحادية عشرة مساء وساعة واحدة غير كافية للجلوس والاستمتاع مع اسرته ويطالب بتمديد الفترة فالجو حار والجميع يفضل الخروج مساء.
ويقول الدكتور شحتة بان العمل في القطاع الخاص يستمر الى العاشرة مساءً وربما لا يستطيع كثير من العاملين في هذا القطاع الحضور الى هذه المنتزهات اذا تم اغلاقها 12ليلا خاصة وانها المتنفس الوحيد في مدينة الرياض.
خسارة مالية
اما السيد محمد البواردي فقال بانه حضر الى هذا المنتزه مع اسرته الساعة العاشرة مساء واستأجر (شاليه) باربعمائة ريال وعند الساعة , 1130تفاجأ باطفاء الانوار داخل الشاليه واطفاله مازالوا يلعبون وعند سؤاله عن السبب اخبروه بان هناك قراراً يقضي بالخروج من المنتزهات 12ليلا ويقول بانه عندما حضر مع اسرته كانت النية لديه ان يجلس الى الساعة الثانية ليلا فنحن في وقت اجازة والجو حار نهارا والاطفال يريدون الاستمتاع.
ويضيف البواردي انه يتمنى ان يتم تمديد الوقت فأغلب مرتادي هذه المنتزهات في رأيه تشكل جذبا عائليا حيث يجلس الأب مع ابنائه في جو اسري جميل مشيرا الى أن الاستراحات تستمر الى الساعة الثانية والثالثة ليلا فلماذا لا يتم مساواة المنتزهات بالاستراحات.
متنفسنا الوحيد
أما السيد علي الاسعدي فقال بان البعض من الناس يمتلك منزلا صغيرا ولا يستطيع ان يأخذ راحته ويستمتع مع اطفاله بشكل كبير ولذلك لابد له من الخروج الى أماكن الترفيه.
واضاف ان الحدائق لا تفي بالغرض المطلوب فالمنتزهات حسب رأيه هي المكان الملائم للخروج وتسلية الاطفال كما تحث على التواصل العائلي والسهر مع العائلة في جو اسري بعيدا عن هموم المنزل.
ضرر المستثمر
كما تحدث السيد خالد القرني وهو صاحب محل بأحد المنتزهات فقال بان الناس في العادة لا يحبذون الخروج الى المنتزهات الا في المساء وتحديدا بعد صلاة العشاء ومن المعلوم بان صلاة العشاء تنتهي في وقت متأخر ولذلك فان اغلاق المنتزهات عند الساعة 12ليلا اضر بنا كثيرا كمستثمرين صغار كما انه غير مناسب ايضا للمتنزهين الذين جرت العادة ان يسهروا الى الساعة الواحدة او الثانية ليلا خاصة واننا في وقت اجازة والجميع يريد الاستمتاع مع ابنائه سواء في الشالية او داخل كبائن المنتزه.
ويضيف القرني بان الاطفال ايضا يحبون مثل هذه الأماكن المليئة بالحركة ومشاهدة اقرانهم وهم يلعبون والتفاعل معهم داخل هذه الاجواء.
سلبيات القرار
اما السيد محمد البيشي وهو احد مرتادي المنتزهات فيقول ان اغلاق المنتزهات 12ليلا قرار غير موفق حسب رأيه ويحتاج الى اعادة نظر واذا كان لابد من ذلك فيفضل تمديد فترة الاغلاق الى الساعة الثانية ليلا.
واضاف ان الكثير من الاسر تعودت على اصطحاب ابنائها معها الى المنتزهات ولكن حاليا بعد ان تعود الاسرة الى المنزل عند الثانية عشرة ليلا يذهب الابناء لوحدهم الى المقاهي وربما يقعون فيما لا تحمد عقباه.
التأثير على النشاط الاستثماري
كما عبر ايضا العديد من اصحاب المنتزهات عن استيائهم من هذا القرار الذي اضر باستثماراتهم في هذا المجال واكدوا من خلال احاديثهم ل "الرياض" بأن مرتادي المنتزهات تقلصوا الى النصف وهم يرغبون في تمديد الفترة الى الساعة الثانية ليلا خاصة واننا في فترة الاجازة حيث تحدث السيد علي المهيدب وهو صاحب منتزه فقال باننا نعاني معاناة مرة من تطبيق القرار فنحن بين (نارين)، نار تطبيق القرار ونار المتنزهين الذين نقع في مشاكل كبيرة معهم عندما نريد اخراجهم حيث يرفضون الخروج او تعويضهم عن المبالغ التي دفعوها بحكم انهم لم يستمتعوا داخل المنتزة الا ساعتين اوثلاث على الأكثر..
واضاف ان هذا القرار اضر بنا كمستثمرين، فالرياض لا يطيب الجو فيها الا مساء وهي مترامية الاطراف يتطلب الوصول الى منطقة الثمامة حوالي الساعة، وساعتان لا تكفي لاستمتاع مع العائلة، مشيرا الى أنه كان لديه نية للتوسع في هذا المجال وهو مجال المنتزهات حيث قام باستئجار اراض مساحتها (,100000م2) لانشاء منتزه نموذجي ولكنه - توقف عن هذا المشروع بسبب هذا القرار الذي يحد من اعداد المتنزهين ويعتبر - حسب رأيه - عكس تنشيط السياحة الداخلية.
وقال بان هناك أُسراً كثيرة لها اقارب خارج الرياض تأثرت من هذا القرار فبدلا من وجود متنفس لهم اصبحوا يتكدسون في بيوت اقاربهم.
ويختتم المهيدب حديثه مشيرا الى أن مرتادي المنتزهات تقلصوا الى النصف بسبب هذا القرار وهو يتمنى تمديد فترة الاغلاق.
تناقص اعداد المتنزهين
ويشدد السيد فيصل العنقري وهو صاحب منتزه على أهمية تمديد فترة الاغلاق فهي غير مناسبة عند الساعة 12ليلا فالاجازة تحتم على ارباب الاسر السهر مع ابنائهم وبدلا من الجلوس في البيت يفضل الاطفال الخروج الى المنتزهات والاستمتاع ومشاهدة اقرانهم وهم يلهون ويلعبون.
ويضيف العنقري بان لديه مشروعاً كبيراً لاقامة منتزه في الثمامة مع بعض المستثمرين تتجاوز تكلفه (30) مليون ريال ولكنه سيعيد النظر في هذا المشروع بسبب ان مرتادي المنتزهات تقلصوا الى النصف بسبب قرار الاغلاق المبكر