
12/04/2009, 02:22 AM
|
زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 31/01/2008
مشاركات: 401
| |
• حالة ذهنيّة لم يحدث أبداً أن شعرتُ بهذا الإخفاق الذريع ! لا أعرف تفسيراً يقنعني إلى حدٍ مرضٍ لتشخيص هذهِ الحالة المزاجيّة المتزايدة في الانحدار ! .. أحاول الاسترخاء نفسياً و أزفر كل ما يُمكن طرده من متاعب لبدء جلسة علاجيّة ذاتية كمصالحة مع الحِكم التي لا تُؤتي أُكلها معي, كأن أُحاسبَ نفسي أولاً بأوّل مثلاً ! أجمع كل قواي الفكريّة لإيجاد مصطلح مناسب كأقل تقدير لأن يكون " وصف مهذب " قرأت يوماً .. أو سمعت .. لا يهم ! أننا لا نستخدم أو نوظف إلا نسبة بسيطة من " العقل " . هذا يعني في تقديري السيئ أن الجزء المُعطّل يكفي لإحداث جنون مؤقّت و أننا في بعض سلوكياتنا أو حالاتنا نكون في عدادِ المجانين ! تلكَ خطوة إيجابيّة لمضاعفةِ الاحتمالات المصاحبة للحالة " الـ ما أعرف شو " ! تبدأ كل الفرضيات معي من حيث تكون امتداداً لثوابت قديمة .. و أبدأ أنا في استعراضِ أسئلة سخيفة كمحاولة لفهمِ حالةٍ أسخف . - عادة سيئة تحبينها - العزلة - الموسيقى المفضّلة لديك - معزوفة قديمة ترعبني معاودة سماعها - ماذا يشغلكِ عن الغد - نهارُ اليوم البائس - و ما كفاف يومك - التفكير فيما لن يحدث - أكثر ما يرعبك - أن أنشر غسيل أسراري على سطح الجيران - و ما آخر أسرارك - بصقتُ في وجه ماركيز بعد أن عشت عزلة المئة عام - ماذا يعني لكِ لو أصبحتِ يوماً الرقم الصعب في تاريخ أدب المنطقة - أنني مجرد رقم ! - أكثر ما يمكنك سماعه بدقّة - الأصوات المتهامسة خوفاً من أن تصل اهتزازاتها لأذني - ماذا عن الرجل - كائن زئبقي - أين يكمن الاختلاف الذاتي بك - في صعوبة التعايش معي. و تعودُ بي النقطة آخر السطر إلى جوابي الأول .. فكل الأشياء عندي تدور حول نفسها لتستقرّ في عزلة طويلة .. أجمع المفارقات و أضع يدي كطبيبٍ يتحسس موضع الألم على الأعراض المتكررة و الخيوط النفسية و الانفعالات الشائكة و المتداخلة التي طالما دوّنتها في دفتري الأزرق في الأشهر القليلة الماضية و آخر ما أتوصل إليه حالة تشبه إلى حدٍ بعيد .. تشبه .. " أزمة منتصف العمر " أعرف جيّداً كل المناورات الداخلية و الاضطرابات الحياتية التي تتلبّس شخص ثلاثينيّ .. بل و عاصرتها و لأنني لم أبلغ هذا المنعطف الزمنيّ بعد , أطرد ما توصلتُ إليه في محاولةِ بحثٍ جديدة لتشخيص آخر و أعود إلى ذاتِ النقطة , " أزمة " .. أزمة يا أنا .. واللهِ أزمة . - ليلة أبد عيّت تمر ! بالفعل " عيّت تمر " يا شاعري الآسر .. لا تجمعني علاقة ود بالشعر النبطي أبداً لكنني عندما بدأت أدرّب ذائقتي على تذوّقه وضعتها تحتَ رعاية هذا الفاتن .. حرفاً و رسماً ! كل هذا الموروث كان يحصر نفسه في " أغنية طربية " بالنسبة لي . لم أفكر يوماً في قراءة الشعر أو كفعلٍ خارق .. اقتناء ديوان مطبوع ! إلا حينما تسامرت أنا و البدر على ناصيةِ الشعر من خلال قصيدة قديمة دفعتني لاقتناء ديوان شعريّ له عودته إلى الشاشة في أمسية منصرمة قبل مدة قصيرة .. و حواره مع تركي الدخيل الجمعة الماضية كان بمثابة رقصة فرح أعادتني لأشياء قديمة جميلة و منسيّة أهمها على الإطلاق .. أوبريت المئوية أظنه " فارس التوحيد " الذي جمّلته حنجرة طلال مداح و هو يطرب : قرنٌ مضى بلادي .. إذ تهطلُ السنين كالغيثِ في البوادي .. و يعشبُ الحنين و الباقي نسيته : ) - غربلة ! الحياة دائماً لا تمنحنا اختيارات كافية أو متعددة لرسم الخطوط الرئيسيّة على خارطةِ الأقدار الاختيارية جزئيّاً .. الصداقة على سبيل الحصر , قبل مدّة كانت كل القوائم الافتراضيّة تئن لثقلها الكمّي بينما تبدو " كما الريشة : ) " نوعيّاً .. الأصدقاء الذين ندّعي أننا كسبناهم محضَ قدر كالمجاورة في معقدٍ دراسيّ أو أصدقاء البيت المقابل على الناحية الأخرى من الشارع هم ذاتهم من سمحنا لهم " اختيارياً " بشغلِ مساحةٍ ما في حياتنا العامة .. تلكَ التي نتشارك بها مع الآخرين و هم من ندخلهم قسراً في عمليات كيميائية من تهيئة و ترشيح للوصول إلى " النوع النادر " و يمضي الآخرون في تساقطهم مع الوقت.. و لا أعلم هل كانوا حقّاً أصدقاء .. أم هي الصداقة التي تفرضها التقلبات العاطفية و العوامل الاجتماعية الخلاصة أن النتيجة ..... لم يبقَ أحد ! - فلكلور ! الحياة تقسم نفسها بينَ ما مضى و بينَ ما هو آت. المتظاهرونَ بالحياة أمثالي هم من لا يكفّونَ عن الالتفاتِ للوراء دائماً .. فيتعثّرونَ بحاضرهم . إعادة النظر إلى الماضي موتٌ من نوع آخر .. لكنّه في كل الأحوال موتٌ أنيق .. إذ أننا لا نلتفت إلا للأشياء الكبيرة مهما بلغ سوءها أو جمالها . المناسبات القومية التي تعيد نفسها كل دورة زمنية معيّنة تظل محتفظة ببهجتها الأولى .. و ذكرياتها البِكر . كالعيدِ الذي لا يكتمل إلا بالثورة النفسية المختلطة بينَ غصة الوداع الرمضاني و بهجة صباح آخر .. فهو بكافةِ أيّامه يختصر نفسه في " ليلة العيد " الصامتة .. المُهيبة .. و أم كلثوم تغنّي في شرود الشوراع النائمة بعدَ ضجيج شهرٍ متواصل " يا ليلة العيد آنستينا ... " بالمقابل كمّ من الذكرى المؤرّخة التي تُصنَّف فلكلوراً ذاتياً يعيد نفسه في موعدٍ ثابت و نظل نحن نعيد تلميعها كديكورات ثمينة و قديمة في حجرات الذاكرة الصماء ! - كل ما كتب أعلاه بوح لحظيّ لا يُصنّف أدباً .
|