11/04/2009, 12:48 AM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 10/10/2008 المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
| |
صلة الرحم ولو بالتلفون وقد جاء في الحديث أيضاً أنه أول ما خلق الله الرحم تعلقت بعرش الرحمن وقالت: هذا مقام العائذ بك. فقال لها: ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت بلي. قال: فذلك لك.
وحذَّر النبي صلي الله عليه وسلم من قطع صلة الرحم وقال: "إنها الحالقة. لا أقول حالقة الشعر بل حالقة الدين" أي أنها تزيل أصول الدين من القلوب والعياذ بالله.
وينبغي علي كل قريب أن يصل قريبه بقدر حاجة كل منهما وقدرته ما استطاع إلي ذلك سبيلاً.
وأقل ما يمكن أن توصف به صلة الرحم أن يطمئن القريب علي قريبه ولو بالتليفون. فهذا أفضل من القطيعة الدائمة وعدم التعرف علي أحوال كل منهما.
وأقصي مدة لذلك ألا تصل إلي درجة القطيعة والهجر. وقد حدد النبي صلي الله عليه وسلم الهجر بثلاثة أيام فقال: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيُعرض هذا ويُعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام".
أما بالنسبة للأهل سييء المعاملة فإنه لا يجوز مقابلة إساءتهم بمثلها ولا مكافأتهم علي سوء صنيعهم بالقطيعة. حتي لو كانوا يسيئون إلي القريب نفسه بالغيبة والنميمة والحسد والحقد. فإن أحد الصحابة قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إليَّ. وأحلم عليهم ويجهلون عليّ فقال له النبي صلي الله عليه وسلم : إن كنت كما تقول فكأنما تسفهم الملَّ "التراب المحمي أو الجمر الذي صار رماداً قبل أن يبرد ولايزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت علي ذلك" فالنبي صلي الله عليه وسلم لم يقره علي محاولة قطيعتهم بل حثَّه علي مواصلة صلته لهم. ولقوله تعالي: "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم".. هذا بالنسبة للعدو. فالقريب من باب أولي.
والله أعلم |