لماذا كثرت المطالبه بالـحـريه..؟
ولماذا كثرت الاصوات المـطالبه بـها..
انا اعتقد الان وبهذا الوقت الذي نراه ونتفاعل مع مقتضياته ومفاجئآته بين اليوم والليه ان نطالب ونجتهد بالترغيب والترهيب للدعوه الى الدخول
الى القفص مره اخرى وعدم الخروج منه الا باذن وبحكم مسبق...
التربيه الجديده التي غزت اسواقنا هذه الايام هي الحريه التي جعلت الكل يطالب بها من يفهمها ومن لا يفهمها مما جعل الوضع ما ساوي اكثر فاكثر
والبضاعه بدات تقل اسعارها وتخيس بمجتمعاتنا...
لو قارنا بين وضعنا الحالي بحريته و الحصول على مانريد وبين زمن التقيد و التمسك بعادت بعضها جيد وبعضها غير جيد لو جدنا ان الغلبه بالاخر تصب في مصلحة من ولدوا على مصطلح لست (حر بما تفعل)...
العله تكمن في ان النفس البشريه بصفه غالبه تسير في طريق انتهاك القوانين والعمل على كسر الحواجز و تعدي الخطوط الحمراء
ففي زمن القبض على مصطلح الحريه وقفل الابواب كان التعدي و ومحاولة المساس من الخط الاحمر شي ايجابي ومطلب مهم لانه يتعدى للحصول على حق مسلوب منه وامر انتزع منه لهذا كل من تعدى الخط هو من الفئه التي نجحت وسارت بطريقها الصحيح
اما بالوقت الحالي فالحريه وصلت الى عتبات الخط الاحمر واصبحت على مقربه من تخطيه وكسر حواجزه
فالان اصبح كل من يطالب بالحريه فهو يطالب بشئ غير شرعي ويتجاوز الخط الاحمر
ولهذا كل من تعدى الخط واصبح خلفه هو من الفئه الباغيه والفئه الضاله فطريا
لان الحريه مسموح بها الى اقصى حد وعندما يطلب بشي فهو يطلب بشئ غير مسموح
وهذا هو واقع عصرنا الحاضر اصبحنا نرى الجنس يتبدل ويتغير والرجل يتمايل ويتراقص و اصبح مالوفا وضع الصبغات على الوجيه والتزين بما تتزين به الزوجه لزوجها
والحجه هي الحريه الحريه..
و اصبحنا نرى الفتاه وقد خرجت من ثوب العفه والحياء واصبحت تتجول باي مكان و تقتحم اسوار الرجال وتنافسهم بما هو خاص بهم حتى بمطاردة الفتيات واصطيادهم وابتزازهم اصبح لها وجود
والسبب الحريه الحريه..
اصبح من يسير داخل حدود شرعيه وامور فطريه هو انسان ضال ويعيش على انغام العهد القديم
هذه الحريه التي ظلت شغلنا الشاغل واساسنا الحاضر...
عندما يريد اي (عربيد ) ان يقتحم الحدود ويامر بالمنكر ويرفض المعروف رفع صوته عاليا وقال (هذه حريه شخصيه)
حتى باخر الوقت اصبحنا نرى من يفتي بامر الدين و يتفنن بالابتداع به وعندما تحاجه وتطلبه بالدليل رفع صوته عاليا وقال ((وجهة نظر شخصيه))
تبا للحريه وتبا لمن اتى بها ..وتبا لمن يتشدق بها...
الحريه تعني اننا اناس مقيدون بسلاسل الماضي ونطالب من يحررنا منه..
ونحن قوم اساسنا ومستقبلنا يعتمد على تاريخنا العظيم الذي اخرجنا من ظلمات العقول الى نورها
الحريه كلمه لو اريد ان اصنفها لقت انها من صنع الاستخبارات الغربيه والهدف منها الدخول الى اسوار المجتمع المغلق المحمي باسوار القيم والعزه والرجوله التي منذو انطلاق الحريه تبدلت المفاهيم و اصبح الكل .من يستحق ومن لا يستحق يناقشنا بامور بيتنا وحتى وصل الامر الى طريقة نومنا و الداعي الحريه والانفتاح
حتى بالمطلح العامي ومطلح الفرد المحدود التفكير فالانفتاح امر ينم عن خطيئه كبيره يحاجك بها الفرد الضائع بقوله (لا تفتح))
اذا دعونا نطلقها و نخطط لعيش المستقبل بحضارة اليوم و اسوار الماضي فالسور صمم وبني لحماية الدوله من هجوم الغير
والدوله التي لا سور لها دوله ضعيفه ودوله وضيعه
ومن يطالبك بازالة السور هو انسان يريد ان يقضي عليك...
فالسور امر مهم ومطلب ضروري فكيف تعيش مع اسرتك دون سور
وكيف تقضي امورك الخاصه دون سور
وكيف تنام بأمن وامان دون سور
وكيف تحافظ على ابنائك دون سور
فالسور هي القوانين التي تعارفت عليها المجتمعات و لم تتعارض مع الدين الحنيف وهي وضعت لرد كل مشبوه وغلق كل امر مذموم ونهايه لكل فعل مرفوض و رادع لكل امر يسير باتجاه المجهول..
والحريه هي المنجنيق الذي يرمى على السور .......
فكلما كان صوت الحريه كبير كلما كانت الضربه قاسيه وكلما كثرت المطالبه بها كلما كانت الضربات كثيره......
وضربه تلو ضربه سوف يكون السور قد انتهى ولم يبقى منه الا الذكرى وبقية احجار متفاوته على الطريق....
وبهذا نصبح اناس بلا سور ونصبح اناس مكشوفين وبلا خصوصيه....
فهل هذا ما نريده لمستقبلنا ومستقبل اجيالنا ؟؟