
16/07/2002, 11:56 AM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 15/01/2002 المكان: al-khobar
مشاركات: 3,013
| |
من هي معشوقة الملايين اليك يامن تهافت في حبك الكثير ، وابتلى بغرامك جمع غفير ، صرعت ألبابهم ، وخطفت قلوبهم حتى أصبح ليس فيها شيء سوى الهيام بك ، والبحث عن وصلك ، والجري وراء ابتسامتك .
***اليك يامعشوقةالملايين ابعث رسالتي هذه ***
غريب أمرك ، وأشد غرابة أمر من يعشق شمطاء ذهب جلُ عمرها ، وفوق ذلك لم يعرف عنها الوفاء . تغدر بمن أحبها وأفنى عمره بحثاً عن ابتسامتها ، فتقلب له ظهر المجن حين يظن أنه قد استطاع احتواءها .
نعم غريب بل عجيب أمر من يهواك وأنت التي أخبر عنك سيد البشر بأنك لاتساوي عند الله جناح بعوضة .
ما أتفه تلك العقول ، وما أحط ذلك الطموح الذي يسعى للوصول إلى ما لا يساوي جناح بعوضة .
أف لك . ألك كل هذا المكر ؟ ألك كل هذا السحر؟ ألك كل هذه الحيلة التي أستطعت بها خداع ملايين البشر .
ما أخطرك! لقد أسكرت ألبابا من غير كأس . نعم فعلت هذا ولا مجال للإنكار، فالأدلة واضحة وهاك بعضاً منها :
ذلك الأب الذي يسبح في واد وأبناؤه في واد آخر . لايعرف عنهم شيئا . يهيمون في الأرض لا رقيب عليهم ولا موجه لهم . يفتقدون القدوة الصالحة في البيت والترابط الأسري ، الذي يشد بعضه بعضا ، فيقعون في براثن الرذيلة ، ويسيرون في أزقة الانحراف ، يقودهم الشيطان الى مصارع السوء والسبب هو أنكِ قد أسكرتِه فأصبح يسير في دروبك هائماً دون هدى ، وإلا لما ترك فلذات كبده * أغلى ما يملك لدى الأنسان* عرضه للضياع أو تريدين مثالاً آخر على مكرك ودهائك ؟
انظري الى حال ذلك التاجر الذي عششت الأرقام في تلافيف عقله وسويداء قلبه ، كلما جمع أاشتد به الطمع حتى نسي كل شيء عدا كم باع وكم كسب . إن وقف مصلياً خطط لصفقه ، وأخذ يعد ميزانيتها ونسبة الأرباح فيها ، وإن دخل بيته فليس له سؤال عن الأبناء وصلاتهم وماذا فعلوا في يومهم وإنما يعكف على الأوراق والسندات والمتابعة بالهاتف لآخر المستجدات في عالم المال .
وتلك الزوجة التي تسللت إلى قلبها عن طريق صرعات الموضة والمظاهر الكاذبة فأضاعت أطفالها وضيعت الأمانة المسؤولة عنها ، بل أخذت تسير في دروب أبعدتها عن دينها وآدابه .
نعم أف لك فأنت ملعونة على لسان سيد الخلق ، وانت موصوفة باللهو واللعب في كتاب رب العالمين . فأي خير ينتظر من لهو ولعب ، وأي خير يأتي ممن حذرنا خالقها منها؟ { فلا تغرنكم الحياة الدنيا}.
ما أغبى أولئك الذين يتنافسون عليها فيحملون فوق ظهورهم من حلالها وحرامها ما لاطاقة لهم به ، ثم يتركون ما جمعوا وراء ظهورهم وليت الأمر يقف عند هذا بل يحاسبون عليه في قبورهم ، أليس هذا قمة الغباء؟!
لقد أعرض عنك أولو الأحلام وانهى أصحاب العزائم القوية والبصيرة النافذة ، والقلوب المضيئة ، فهاهو سيد الخلق صلى الله عليه وسلم يقول
(( مالي وللدنيا ما أنا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها )) .
اما انت أيتها الدنيا فتقلباتك تكفي لكي يزهد فيك العقلاء
( من سره زمن ساءته أزمان ) .
فيكفيك حقارة أنك خدعت كل محبيك : قاون لم تشفع له كنوزه ، وفرعون لم يغن عنه جبروته ، وها مان لم ينجه مكره ودهؤه وحيلته ، وتلك القرى التي كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً تبدل حالها الى النقيض وما أكثر العبر { لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد }.
المرجع والكاتب
د. أحمد علي المصباحي |