مقال كبير للعقلاء فقط من شخص اروع راشد بن جعيثن للصغير محمد الدويش ..بعنوان أبو سليمان والعصى
نص المقال
" ليس هناك جمال باللغة يضاهي لغة القرآن الكريم أبداً، وما أجمل قول الله سبحانه وتعالى: (هي عصاي أتوكؤا عليها) صدق الله العظيم.. والعصا كما تقول المعاجم العود أنثى وتختزل الكثير من المعاني كرمز لصلابة القوة والرأي والجماعة، وابن الأعرابي يقول: والعرب تعيب الرعاة بضرب الإبل لأن ذلك عنف بها وقلة رفق وأنشد..
لا تضربها وأشهر لها العصا
فرب بكر ذي هباب عجرفي
وما ذلك إلا مهمة من مهام حمل العصا.. وتعددت الأسباب بما تحمل من معانٍ قيّمة للعصا.. كما قال ابن علقمة!
ولكننا نأبى الظلام ونعتصي
بكل رقيق الشفرتين مصمم
واعتصى فلان بالسيف أي جعله عصا.. وسميت بالعصا كما روى الأصمعي لأن اليد والأصابع تجتمع عليها، ومن ضرب بالعصا ومات كان قتله خطأ لأنها ليست من آلات القتل.
ويقال ألقى المسافر عصاه إذا وصل موضعه وأقام.. ويقال العصا من العصية وعن الفرقة قال الشاعر:
إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا
فحسبك والضحاك سيف مهند
ولعلي استميح الشاعر عذراً وأقول في عجز البيت:
(فحسبك والأمير سيف مهند) لأن الضحاك هو السيف والأمير هو كذلك.. والعصا تسمى بها الخيل وقد سمّا بها عوف بن الأحوص فرسه، وكذلك قصير بن سعد اللخمي.
والعصا وردت في القرآن الكريم في اثني عشرة آية ومرت بلفظ سأته (منسأته) وللعصا دور مهم في حياة المجتمعات البشرية.. وحملها يأتي للتباهي عند الشباب من أجل إظهار القوة، وفي الكبر يتوكأ عليها المسن كما قال ناصر المسعري ـ يرحمه الله تعالى ـ آمين..
يابن جعيثن قل شوفي وحيلي
وشلت العصا ولا عليّه من الناس
لأنه يرى في حملها إشارة لتقدمه بالسن.. ولا أحد ينكر أنها الصديق الحميم لفاقد البصر.. وهناك هواة لجمع نوادر العصي، والعصا لم يتغير اسمها على امتداد التاريخ ولكن أشكالها تعددت وتطورت وليس أشهر في التاريخ من عصا سيدنا موسى عليه السلام..
وجاء فرعون مصر رائد المهتمين بجمع العصي وأنواعها، والعصا يقتصر حملها على الرجال.. ودخلت العصا ضمن الألعاب الرياضية كعصا (لعبة الجولف)، والخليفة عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ مات وعصاه (الدرة) على مقربة منه شاهدة على عدله وإنصافه..
ولعل بعض الزملاء يدركون مكانة العصا عند العرب في التاريخ والعقيدة الإسلامية ولا يتنذرون بمن يحملها لأن في ذلك مكابرة متورّمة ولا يقف موقف قال فيه ابن الأعرابي:
علق الفؤاد بريق الجهل
وأبر واستعصى على الأهل
وأن الله لا يستحي من الحق.. وكفى لمزاً وتلميزاً يقزم الكاتب ويجعل نظره لا يتجاوز ظل قدمه، وما العصا إلا رمز للقوة وأصبحت رمزاً جديداً للزعيم.. وبعد..
وددت ألا أجيب الزميل محمد الدويش على طلبه بمقاله الصادر يوم الأربعاء 14 ـ 3 ـ 1430 إلا بعد ما يظفر ناديه بكأس الأمير فيصل ـ يرحمه الله ـ ولأنني أيضاً ألبي طلب أحد الأصدقاء في كتابة قصيدة عن (الشبيه) ولا أود أن أقطع سلسلة أفكاري ولكن لم أجد مناصاً من تلبية طلب زميلنا الكبير.. خاصة عندما قال: (ليتك يا شاعر الزعيق ملأت هذه المساحة التي تكرمت بها عليك صحيفة (الرأي والرأي الآخر) بالدفاع عن (راية التوحيد) التي نزعها غلمان الزعيق ووضعوا مكانها (راية الرومان) وعن الصورة التي رماها الروماني الحاقد بعد أن مسح بها عرقه العفن) له ما يقول وفق ما يرى، ولكن أقول له: شاعر الزعيم وليس الزعيق.. الزعيم الذي نال كأس بطولة المؤسس، وأود أن تكبر عن هذه السذاجة!!
وما الزعيم إلا نادياً من أندية الوطن وأبنائه البررة، ولكن لك ما تقول وحسبنا ما ردده الشاعر الشعبي بندر بن سرور:
والله لو القول يغض بوكدان
تموت ما عارضت عابر سبيله
أما صحيفة (الرأي والرأي الآخر) فهذا اللقب أطلقته على الرياضي بقيادة الفذ عبدالعزيز شرقي.. وقد أرخ لذلك صحفي النصر الأول سعود عبدالعزيز أما حديثك عن راية التوحيد فما ذلك إلا جناية لم تكن غريبة على كل متشنج!! ولعلك أكبر من هذا لأن المدرج موثق ويجب أن تدرك أن الأمر صحافة عالمية ويجب ألا نضع بلادنا في ما تظنه!! أما أعلام الدول فنحن في بلدنا نضع أعلام الملوك والرؤساء عند زياراتهم ولا غضاضة في ذلك.. لأننا نحترم الجميع ونود أن يدرك الجميع معنى الإسلام الحقيقي هداك الله.. أما المدرب كوزمين فقد ذهب بخيره وشره وطويت صفحته باعتذار رفيع المستوى لعلك سمعته واطمئن لن يعود لتدريب الهلال!!
أما سالفة قطع اليد أنت تعي ما أقول ومسامرتي وما تهدف منها أدركه تماماً ولو كنت شاعراً وتدرك معنى الشعر وحب الشاعر للشعر لما اندرجت في ظنونك علماً أن اتهامي ببيع الشعر ظاهرة أحبها لأن أعدائي لم يجدوا ما يطفئ ظمأهم إلا هذه الشهادة أو قل ضريبة النجاح.. ولكن أقول لك إذا كنت تعلم أنني بعت أو قبضت أو كنت سمساراً لهذه البورصة فلا عليك إلا حفظ حقوقي أو على الأقل تكون شاهداً على ذلك!
أما ما قلت عن الزميل محمد العبدي فالمقياس أنه بدأ بعدك وهاهو رئيس قسم وأنت محرر متعاون ورأيك هذا قديم بملاحقة الناجح، أود أن تهدأ وكم أضحكتني وأنت تدافع عن (البلطان) في برنامج (الخط السادس) وتقول: لو كان الأمير خالد بن سعد في مكان البلطان هل سيحصل ما حصل؟! وأقول لك ليس دفاعاً ولكن عين الحقيقة كل من مقام خالد بن سعد غاية فالأدب محسوب عليه حركته وكلامه وموقعه بعصا أو بدون عصا.. وأنت من يدرك أن أخلاق تلك القامات عالية جداً.. ولو عمل البلطان بما عملوا لما حصل ما حصل..
ولكن الجميع يدركون أنك مثقف ورائع لو تركت العصبية الرياضية.. وكذلك اعتداؤك بقلمك لذا دع الناس يتحدثون عنك.. وحدثنا فقط عن بداياتك الجميلة عندما قالوا عنك في ضريبة نجاح مماثلة: إن الكاتب عريض المنكبين يكتب لك.. خاصة بعدما خانك الحديث وكتبت خلاف ما تنطق به لغة ومعنى..
"
المصدر هنا
الوضع العادي
