[gl]اختلاف تأثير الدواء؟[/gl]

الأخوة أعضاء منتديات الزعيم الكرام
السلام عليكم ورحمة الله بركاته,,,
في البداية أحب أن أشكر إدارة المنتديات ( الأخ العزيز/الإعصار) على دعوتها الكريمة لي للكتابة بين جنبات منتداكم الشهير, و سوف أتخصص في الكتابة عن شئون الصحة و الدواء خلال الفترة القادمة, وكبداية أطرح موضوع علميًا مهمًا, ألا وهو العوامل المؤثرة على فعالية الدواء في جسم الإنسان, أرجو أن يكون ذا فائدة وتأثير إيجابي,,,
دمتم في رعاية الله

***************************************************************

اختلاف تأثير الدواء

العديد من العوامل تؤثر على فعالية الدواء و كفاءته

رحلة الإنسان مع المرض طويلة وشاقة , محطاتها متعددة وطرقها متشعبة , و الشعور بالألم ما هو إلا إحدى المراحل المتوسطة للمرض , بعد أن يكون قد تمّكن من العضو المستهدف في جسم الإنسان , فتراه يتجه للطبيب لكي يصف له العلاج الناجع , و بعد أن ينتهي الطبيب من معاينة المريض وتشخيص المرض وتحديده , تتجه الأنظار نحو الدواء , لتبدأ مرحلة مقاومة المرض والقضاء عليه , ولكي يستطيع الدواء أن يقوم بعمله على أتم وجه , يجب مراعاة بعض العوامل التي تؤثر عليه والتي سنتطرق إلى بعضها فيما يلي :
علاقة الجرعة بالفعالية
تتأثر فعالية العقار في المقام الأول بمقدار الجرعة التي يتناولها المريض , فكلما زاد مقدار الجرعة كلما زادت الفعالية ( حتى مقدارٍ محدد ) , كما أن لوزن المريض وعمره تأثيرٌ مباشرٌ في كفاءة الدواء , فمن المعلوم بأن إعطاء الجرعة نفسها لأكثر من مريض واحد في ظل اختلاف الوزن أو العمر بينهم يؤدي إلى اختلاف أكيد في النتائج المشاهدة , كما أن الرجل البالغ يحتاج إلى جرعة أكثر مما تحتاجه المرأة البالغة , وذلك بسبب زيادة حجم العضلات عند الرجل وكونه أكثر نشاطًا من المرأة , كما تتأثر الفعالية أيضًا بطريقة أخذ العقار , فالمفعول يكون أسرعًا و أقوى إذا أعطى عن طريق الحقن الوريدي منه إذا أعطي عن طريق الفم , وهذا يفسر وجود الكثير من الأدوية التي تعطى عن طريق الحقن داخل غرف الإسعاف بالمستشفيات .
هل يؤثر وجود أمراض معينة على الفعالية؟
قد تتأثر فعالية وكفاءة الدواء في كثير من الحالات بوجود مرض معين , فهنالك أمراض تزيد من سرعة وصول الدواء إلى الدم وبالتالي زيادة فعاليته , و من الأمراض ما يساعد على رفع معدل إخراج الدم من الجسم , فيقلل من تركيزه بالدم وبالتالي يقل أو حتى ينعدم تأثيره, كما أن الخلل المرضي في وظائف الكبد أو الكلية يؤدي إلى نتائج غير متوقعة , فلابد من استشارة الصيدلي إذا كان المريض يشكو من مرض قد يؤثر على فعالية العلاج .
المكان و التوقيت و دورهمها
أيضًا , المكان يؤثر على فعالية الدواء , فبعض الأدوية يختلف تأثيرها على سكان الوديان والسهول عنه في سكان المرتفعات , وذلك نظرًا لاختلاف نسبة تركيز عنصر الأوكسجين و كذلك فرق الضغط الجوي , كما قد تتأثر الفعالية بالضوضاء والزحام , حيث إن الإثارة تساعد على زيادة فعالية الأدوية المنبهة و كما أنها قد تسبب انخفاض فعالية المنومات أو المهدئات , بل إن التأثير الأكبر يكون من نصيب الزمان الذي يتعاطى به المريض الدواء , فنجد أن تأثير المنومات يقل بدرجة كبيرة أثناء ساعات النهار حيث الضجيج و الأضواء والحركة , بينما يتضاعف تأثيرها أثناء ساعات الليل حيث الهدوء والظلام وقلة النشاط .
وإذا كان للمكان و الزمان تأثير على الدواء فإن للمناخ تأثير من باب أولى , فمن المعلوم اختلاف تأثير بعض الأدوية إما بالسلب أو الإيجاب باختلاف درجة حرارة الوسط المحيط بالدواء أو حتى درجة حرارة المريض نفسه , فالأدوية التي تخفض درجة حرارة الجسم الطبيعية يزداد تأثيرها في فصل الشتاء والعكس صحيح , ويزداد الأثر السام لبعض العقاقير في الصيف عنه في الشتاء كالأدوية التي تمنع إفراز العرق من الجسم .
للتلوث البيئي أثر كبير في تقليص أو توسيع نطاق فعالية الدواء , فللمبيدات الحشرية على اختلاف أنواعها وتدخين السجائر تأثيرات سيئة على حال المريض وعلى درجة تقبل جسمه للأدوية, فهي قد تقلل من فعالية دواء ما أو حتى قد تزيد من سمية دواء آخر .
تعاطي أكثر من دواء في آن واحد
من العوامل الخطيرة التي تؤثر على نجاح استخدام دواء ما , تداخله مع دواء آخر , فاستخدام دوائين مع بعضهما بدون استشارة صيدلي أو طبيب قد يؤدي إلى عواقب وخيمة , فضلاً عن انعدام فعالية أحدهما أو كلاهما , وقد يؤدي استخدام عدد كبير من الأدوية المتضادة إلى ظهور عوارض جانبية ما كانت لتظهر لولا الاستخدام الخاطئ و غير المتزن , فبعض الأدوية قد تتنافس على مستقبلات محدودة أو تعمل على إزاحة بعضها البعض عن الارتباط البروتيني للدواء , ومن الملاحظ تأثر كبار السن دائمًا بهذا العامل , وذلك بسبب استعمال العدد الكبير من الأدوية المختلفة في آن واحد.
العامل النفسي ودوره
الاضطرابات النفسية أحد العوامل الرئيسة التي تساعد على ظهور عدد من الظواهر المرضية كارتفاع درجة حرارة الجسم والغثيان والصداع و الضغط العصبي وارتفاع وتيرة القلق , وفي هذه الحالات الشائعة قد يشعر المريض بالراحة و اختفاء عوارض المرض بمجرد تناوله لقرص الدواء أي قبل أن يحدث العقار تأثيره الدوائي على الجسم العليل , وذلك لأن شعور المريض الداخلي بالاطمئنان يساعد على سرعة التغلب على المرض , ولابد هنا من التأكيد على الأثر المعنوي الكبير الذي يتركه الصيدلي أو الطبيب في المريض ليُسّهل من عمل الدواء.
لابد من ...
بعد هذه الجولة السريعة على بعض العوامل الشائعة المؤثرة على فعالية الأدوية, نستنتج أن هناك أمورًا وعوامل كثيرة تؤثر على سير العملية العلاجية, فلابد من اتباع إرشادات الصيدلي أو الطبيب , فهم الأدرى في مجال اختصاصهم , وقانا الله وإياكم شر الأمراض و الأوبئة .