ذهبنا لليابان كبار .. وعدنا صغار
حينما كنت في اليابان وكنت حينها ألمح في عيون الزملاء رؤساء التحرير ومندوبي الصحف والجمهور السعودي الذي لم تخيفه تكاليف السفر ولا غرابة الرحلة وطولها ومشاقها في سبيل تشجيع منتخب وطننا الحبيب في محفل عالمي كبير، كنت ألمح تكاتفهم بصورة جميلة ورائعة وكأنهم يتوجسون خيفة ( ما ) لقد ذهبنا كبار بمنجزات قد لم تكن مجتمعة من قبل في كنانة أي منتخب عربي أو آسيوي ، بطولة كأس العالم للناشئين إستضافة كأس العالم للشباب ، تحقيق كأس آسيا ثلاث مرات والوصافة مرتين في آخر خمس بطولات متتالية ، التأهل لكأس العالم ثلاث مرات متتالية في أول منجز قاري وعربي ، فكرة وإستضافة كأس القارات وتبنيها من قبل الفيفا ، أي بمعنى آخر لم نكن نكرة في كأس العالم بل كان لنا إثبات وجود من قبل ثمان سنوات في مونديال أمريكا ، وأخفقنا نوعا ( ما ) في فرنسا ، وكنا جميعا نحلم بمسح تلك الصورة والعودة بنا إلى ساحة المنافسة ، لذلك لامنة ولا مشكلة في أن ندفع ونتشجم العناء ونقف خلف المنتخب ، حتى لو كان ذلك في أقى الدنيا ( اليابان ) .. لكن الصدمة كانت أكبر من أن تحتمل منتخب متهالك منتهي الصلاحية قد أستنزف من مجامعية ، فلم يعد إلا هياكل للأسف داخل القمصان ، وقد آجاد صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل حينما أوضح بعد مباريات ألمانيا ، أنه لم يرى في الملعب إلا قمصان ، وهو الرجل المسؤل المدرك لما بذلته الرئاسة وأولته لهذا المنتخب ، ليمثلنا أشرف تمثيل ، بدلا من هذا الهوان وتلك الكارثة ، ولم يكن سموه ليجامل على حساب سمعة الوطن .. ولاشك إن حرص ولي العهد المعظم صاحب السمو الملكي الآمير عبدالله بن عبدالعزيز على تكليف وتشريف صاحب السمو الملكي الآمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز بمتابعة الشأن الرياضي بصفة عامة ، يؤكد مدى تلمس سموه الحال ومعايشته للواقع ، وتقبله للصدمة بروح رياضية ، أدت إلى حسن الإختيار ، ليكون ذلك دعما مساندا للرئاسة العامة لرعاية الشباب ، في تبني الخطط ووضع الحلول المناسبة للنهوض بالرياضة بشكل عام ، وكرة القدم بشكل خاص ، وقد كان لسرعة تجاوب سموه الكريم في تشكيل أربع لجان ، يأتي أيضا إمتداد لما بدر من سموه مؤخرا بالإهتمام بالأندية في منطقة مكة المكرمة والعمل على حل مشاكلها وتطوير أهدافها ، وكم كنت أتمنى أن تكون هنالك لجنة خامسة تهتم بالشأن الإعلامي الرياضي وتطويره والخروج به من محيط التقليدية التي تهدم ولاتبني .. لقد كان الإعلاميون أبعد مايكون من أن تهتم إدارة الإعلام الرياضي بالرئاسة بهم ، وتشجيعهم ، حتى أن لاعبي المنتخب ، لم يشعروا بأن الصحافة بالذات معهم تدعمهم ، إلا في الآيام الآخيرة وبجهود شخصية أو مؤسساتية لاعلاقة لها بإدارة الإعلام الرياضي ، خصوصا وأن الإعلام الرياضي لم يعد كماليا بقدر ماهو عنصر مهم في دعم الحركة الرياضية وبالذات كرة القدم ، لذا ينبغي أن يكون هنالك لجنة خامسة تهتم بالإعلام الرياضي ، الذي هو عصب توحيد كافة جهود اللجان ودعمها والترويج للأفكار البناءة ودعم التسويق الذي هو ( الإستثمار الحقيقي )
وكم أتمنى على لجنة الإحتراف وهي لابد أنها قد بدأت تعمل على إعادة النظر في كافة اللوائح المنظمة للإحتراف ، في أن تتبنى عدم السماح لأي نادي ، بالتعاقد مع أكثر من لاعبين إثنين محليين يشتريا من نادي آخر في الموسم الواحد خصوصا أندية ( الدرجة الممتازة ) وذلك كي تجبر الأندية على الإهتمام بمدارس الناشئين ، ثم التسلسل السني المتمكن كرويا نظريا وعمليا وثقافيا ، وذلك لبناء قاعدة قادرة على المحافظة على تزويد المنتخبات الوطنية في شتى الدرجات ، وذلك على الأمد البعيد
وهنا لابد أن أشير أنه لاخوف إطلاقا من إعادة بناء المنتخبات الوطنية من جديد ، لأن الأهم وجود منتخبات قادرة على تمثيل الوطن بصور مشرفة ، غير قابلة للإهتزاز المشين والذي حدث في مونديال ( 2002 ) ولا عيب أن ننتظر في سبيل بناء منتخبات وطنية قابلة للتطور من حسن إلى أحسن لنذهب ونبداء صغار حتى نعود كبار بإذن الله .. [email protected]