الحمد سر بسمته

تألمت الجروح من صبر الروح
والاحزان تبكي وتنوح
والهموم تجيء وتروح
وشمس المعاناة تشرق و تلوح
مصائب كثيرة عليه تنزح
بها القلب يفرح ويمرح
تظن انه على خير اصبح
لا تظن اني املح او امزح
وانما لشخص عرفته له امدح
عن كل الناس يصفح
وعن كل الإساءات يسمح
فلسانه رطب بالتسبيح
فدوما بذكر الله يصدح
ودوما بالصلاة على النبي ينصح
من اقترب منه سيعرف اوضح
فسمات الخير عليه تلمح
فالحياة اختبار يريد فيها ينجح
وبأختصار اتعبت المتصفح
والان بكلمات واضحة سأفصح

حين تتكالب عليك هموم الحياة وتتعرف عليك مصائب الدنيا وتستأنس بك وتتخذ منك خليلا لا تفارقه
فيدك لا تستطيع أن تصرف فالفقر دوما لها يستوقف

والفرحة احتارت فأن ارادت أن تدخل دارك تجد الاحزان عند بابك صفت ولدخول الافراح منعت بل طردت

واذا اخبار السرور لك زارت وجدت أن الاخبار المفجعة لها قد سبقت فأسف السرور وآثر الخروج فكل المقاعد عليها اخبار السوء قد جلست

واذا بوادر الخير لك اضاءت جاءت سحاب البؤس ولها حجبت

وكل ما لفت له كلماتي وله دارت أن تقول هل يوجد أنسان بحلول المصائب يبقى مسرور

اذا كنا لهزيمة فريق نغضب ومن اجل لعبة سخيفة نتكدر
فأن قلنا وزدنا الامر عسر وقلنا لو حادث بسيط او قسيمة من شرطي بغيض او طفل لنا صغير مريض او ضاعت اوراقا تهمنا او استقطعت الصرافة جزء من مالنا دون أن تخرجه لنا
فأن اكثرنا يغضب و يسخط بل قد يتوقح البعض ويستفسر وعن اسباب اقدار الله يسأل

فنقول لمثل هذا اصبر تظفر وأن تسخط فأنت من ستخسر على الارض ويوم العرض

ووصلت لمربط الفرس لصاحب صاحبته ولخلقه الرفيع احببته ومن شدة احتماله بجلته ومن قوة صبره احترمته وقدرته
لو ما جاءتني الاخبار من افواه الناس التي تستمتع بكشف الاسرار وهتك الاعراض
لقلت أن هذا الانسان
ان الله موسع في ماله مبارك في عياله ميسر اموره والهموم لا تعرف قلبه والمسؤلية لا تمشي بدربه ولا تشغل فكره

ما جعلني اتناول اطراف القضية حادث تعرض له سبب له خدوش واحالت سيارته للصناعية المكان الذي تشعر حين تدخله أنه مكان تسكن فيه الوحوش
طبعا هذه ليست اول مشاكله او لنقول همومه ففي عمله من وقف له يحاول اصطياد اي خطأ يصدر منه فهو ومديره في كل صباح في مسلسل من المشاكل بعنوان من الغلبة له ياصياح
واضف إلى ذلك طفله العليل المريض الذي كان المستشفى سبب علته فوضعوا له مواعيد تلو المواعيد ليصلح المستشفى غلطته
وايضا ابوه قد شاب رأسه وتثاقلت خطواته فلم يعد يحتمل لا مراجعة زوجته للمستشفى ولا السؤال عن ابنه الذي سجن لما سجن وعن ابنه الذي رسب كيف رسب ولا عن ابنه الذي تخرج من الثانوية ماذا فعل
ولا عن بنته لما خرجت من بيت زوجها ومكثت شهور ببيت اباها
ولا يستطيع أن يرسل مالا لابنه الذي يدرس في مدينة اخرى
فيتحمل صاحبي كل ذلك فهو الجدار الذي عليه يتكئون وعن إلسنة الناس يستترون
فيطارد خلف قضية اخوه الذي بالسجن ويسأل عن أخوة بالمدرسة ويتابعه ويبحث لأخاه عن وظيفة تؤمن مستقبله
ويرسل لاخاه الاخر بعضا من راتبه وكذلك يحاول معرفة ما حدث بين اخته وزوجها لعله يجد بينهم وفاق يجعلهم دوما في اتفاق وكذلك يراجع بأمه المستشفيات مع اغلى الامنيات أن يعافي الله امه
وكذلك لا ينسى نفسه فهو بذاته لديه من الامراض ما لا يحتمله إلا النفس المؤمنة
وهناك مشاكل ولنقول عنها هموم آخرى قد لا اعلمها

فكان من حسن حظي أن اكون معه نبحث عن قطع لسيارته ومن راى منظر ابتسامته يحسده ويقول في نفسه ما اسعده لم تشقيه دنيته
وفيه سمة من اجمل السمات التي ادعوا الله أن اتصف بها
وهو انه لا يشتكي ولا يتضجر فلا يقول اخي هذا او فعل ابي كذا
ولا يسخط من اقدار الله بل يحمد الله ويشكر
فقلت له بلهفة لوكنت مكانك لما صبرت وما استطعت ان اصطبر على كل ما به بليت
بل لو كنت مكانك لكنت شارد الذهن كثير الشكاوي تسمع لي زفرات تنبأ الجالس بجوار ي عن غضب في صدري يتأجج كالبركان ويتضح في وجهي شدة تعبي وحزني

فتبسم وقال ضعف الايمان والله المستعان فالدنيا مجرد غرور يطمع فيها الانسان فيتشبث بها فيصبح خسران

قلت له لا تعظني واسرع وقل لي ما السر الذي تخفيه وما الكنز الذي لنفسك تبقيه فيجعل قلبك يتسع لكل تلك الهموم وتجعل شفاتك تبتسم مع كثر تلك الغموم

فقال والله ما اصابني الله بخير إلا له حمدت ولا قدر لي محنة إلا لله حمدت
فأنا اعلم علم اليقين أن السخط لا يرد مصيبة بل تزيد من مرارة المصيبة وتزيد من اوزاري وتنقص من حسناتي

واعلم أن الله ما ابتلاني إلا لكي التجأ إليه فيكفر سيئاتي ويهون علي مصيبتي ويرفع درجاتي
واتذكر دوما أن من احبه الله ابتلاه واتذكر أن الدنيا ما صفت للانبياء من قبلي
فدوما احمد الله واشكره فنعمه التي انعم علينا بها اكثر بكثير ممن أخذه ابتلاء لنا
فلا تستغرب سعادتي وفرحتي فمن عرف شكر الله جعل الله السعادة في قلبه وأن عظمت بلوته

وتبرهن لي اخيرا وثبت صحة عنواني الذي يقول
الحمد سر بسمته

فأردت أن اذكر نفسي ومن كان مثلي اننا نعيش في اغلب ايامنا في نعيم ورخاء وللأسف دون شكر لله على نعمته
فإن زارتنا ساعة شدة منا من يكفر لسانه او يغضب ربه بفعله
فيسخط ويغضب وينسى نعمة ربه عليه كل تلك السنين
فيخسر دنياه ونفسه واخرته واهم من كل ذلك يخسر رضى ربه