
05/07/2002, 06:51 PM
|
 | عضو إدارة الموقع الرسمي لنادي الهلال | | تاريخ التسجيل: 13/08/2000 المكان: قلوب الأحبة فى شبكة الزعيم
مشاركات: 13,348
| |
صناعة النفس. [c]  [/c]
[c]  [/c] [c] للإنسان قُدْرَةٌ في إظهار نفسه و تكوينها ، و هو في ذلك غنيٌّ عن إظهار غيره له
و هذه حال كثيرين يعتمدون على غيرهم ، و يرتقون على أكتاف كبرائهم لإظهار أنفسهم
و هذا فيه ما فيه من هضم النفس ، و هَدْرٍ لما وهبها الله من آليَّات النهوض بها ، و الرقي بها في سماء العلو
و هذه أسطرٌ كاشف فيها معاني ( صناعة النفس ) من خلال مباني الأحرف
و مؤصِّلاً وظيفة ( صناعة النفس ) موافِقَاً أصول الشريعة ، مراعياً أُسُسَ التربية [/c]
[c]  [/c] [c] معنى : صناعة النفس [/c] [c] صناعة النفس هو:.
سعيُ الإنسان _ الجادّ _ نحو إظهار نفسه ، و الكشف عن مكنوناتها و مهاراتها التي تؤدي بها نحو عالم الإبداع . مع اعتماده على ذاته وما كان خافياً فيها من قُدَرٍ ......و هذا المعنى هو من بنيَّات الفكر ، و بَوْحِ الخاطر [/c]
[c]  [/c] [c] قواعدُ:. صناعة النفس [/c] [c] لـ ( صناعة النفس ) قواعدُ و أصولُ بها تُتْقَنُ و تُحْكَمُ ( صناعة النفس ) ، و بدونها ، و حال تخلُّفِها يكون الخلل ، و يُخَيِّمُ الفشل [/c]
[c]  [/c] [c] وههنا أمورٌ أربعة هنَّ أصولٌ لـ :. صناعة النفس [/c]
[c]  [/c] [c] الأول : معرفة قُدُرَاتُ النفس [/c] [c]إن الله _ تعالى _ متَّعَ الخلق بقُدَرٍ و مواهبَ ؛ و هذه المواهب و القُدَرُ متفاوتةٌ بين الناس ، و هم فيها متباينون
فإذا عرف الإنسان قُدُرَاتُ نفسِه أحسن استعمالها ، و انشغل بها عن غيرها
و معرفة قُدَرُ النفس. [/c] [c] الثاني : عدم إهانتها و إنزالها عن قدرها [/c] [c] هذه كسابقتها في الكثرة و الانتشار
و أعني بقُدَرِ النفس : ما تعرف النفس أنها ميَّالَةٌ إليه ، و تتيقَّنُ أنها تُنْتِجُ فيه أكثر [/c] [c] الثالث : حُسْنُ إدارة النفس [/c] [c]إدارة النفس تعني : قُدرَةُ الفرد على توجيه مشاعره و أفكاره و إمكانياته نحو ما يريد تحقيقه ، و ما يصبو إلى تحصيله
فَحِيْن يستطيع الإنسان أن يوجِّهَ خواطره و مشاعره نحو ما يسعى إليه في حياته يكون بدءُ ( صناعة النفس )
و إدارة النفس فنُّ له أصوله و قواعده و مهاراته ، فليس هو أمرٌ بالهيِّن ، و لا بالشأن السَّهل [/c] [c] الرابع : تزكيةُ النفس [/c] [c]تزكية النفس هي : تنميتها ، و تطهيرها
فتنميتها تكون بـ : الطاعات ، و الفضائل
و تطهيرها يكون بـ : التخلِّي من الآفات ؛ المعاصي ، سفائل الأخلاق
هذان أُسَّان في تربية النفس و تطهيرها [/c] [c] الخامس: التدرُّج [/c] [c]النفس توَّاقةٌ نحوالراحه، و ساعيةٌ إلى الخمول و السُّكون ، فإذا أراد صاحبها أن يُبْدِعَ في ( صناعه النفس ) فلا بدَّ له من نقلها من مواطن الركود والخمول إلى مشارف العلو و الرفعة
و هذا يحتاج إلى أن يتدرَّج بها صاحبها من الدُّوْنِ إلى العلو ؛ شيئاً فشيئاً قليلاً قليلاً
و سرُّ ذلك : أن في التدرُّج تنقُّلٌ مُمَهَّدٌ يستدعي تقبُّلَ النفس لتلك الصناعة
و العكس ذو آفة يعرفها من أدرك حقيقة ذاك السر [/c] [c] السادس : الحكمة [/c] [c]إن ( صناعة النفس ) تقتضي التعامل بالحكمة مع النفس ؛ فلا تُجْهَد ، و لا تُطْلَق لها الأزِمَّة
فيراعيها في مواطن عده:.
الأول : موطن الإقبال نحو المعالي ؛ فيغتنم تلك الفرصة لتربيتها ، و تنميتها
الثاني : موطن الإحجام عن الفضائل فيستعمل معها سياسة القيادة من جهتين
االثالث: الترغيب ؛ فيرغب نفسه بفضائل الأفعال ، و مقامات الكمال
الرابع : الترهيب ؛ فيرهب نفسه بعواقب الدُّنُوِّ ، و يُبَيِّنُ لها مساويء الأعقاب [/c]
[c]  [/c] [c] طرقُ( صناعة النفس )
لـ ( صناعة النفس ) طريقان مهمان:. [/c]
[c]  [/c] [c] الأول : طريق الذات [/c] [c] وأعني به : أن يكون الإنسان هو الصانع لنفسه ؛ و ذلك من خلال القواعد السابقة [/c] [c] الثاني : طريق الغير [/c] [c]وأعني به : أن تكون ( صناعة النفس ) للإنسان من خلال من هو خارج عنه _ أي : عن نفسه _ من : صاحب ، أو عالم ، أو أبٍ [/c]
[c]  [/c] [c] مجالات:. صناعة النفس [/c] [c]المجالات كثيرة و متعدِّدَةٌ ، و لكن ما يهمُ هنا هو ما يتعلَّق بالأمور المتعلِّقة بالإسلام ؛ و هما مجالان:. [/c]
[c]  [/c] [c] الأول : مجال العلم [/c] [c]فإن أغلب الناس _ الصَّالحين _ ممن أعملَ نفسَه في العلم : طلباً ، و تعليماً ، و تأليفاً
و هذه مَحْمَدَةٌ و مَنْقَبَةٌ يُفرَح بها
لكن الأمر المُؤْسِف أن يكون من يشتغل بالعلم دائمَ الصعود و الظهور على أكتاف أشياخه ، ملازماً لتقليدهم ، حَذِرَاً من إبداء أي رأي له خَشْيَةَ عدم المُوَافَقَة
و هذه سلبية لا إيجابية
إذ الواجب على الإنسان أن يكون مُسْتَقِلاًّ بنفسه ، مُعْتَمِدَاً عليها
و هذا هو شأن كثير من العلماء ما أظهرهم إلا هم ، سعوا جادِّيْن نحو ( صناعة النفس ) فأبدعوا و أنتجوا ، في حين أن غيرهم ممن سيطر عليه الخوف ما بَرِحَ مكانه
و لا أعني بكلامي هذا إسقاط ما للعلماء من مكانة و تأثير في نفس الإنسان ، و إنما أُريدُ أن يكون الإنسان ذا رأي مُعْتَبِرَاً لنفسه قَدْرَاً ووزْنَاً ، و يَنْفَرِدُ بالسعي في تَحْصِيْلِ العلم بعد أخذ مفاتحه و أصوله على مشايخه [/c] [c] الثاني : مجال الدعوة [/c] [c]هذا أكثر و أشهر من سابقه
و ( صناعة النفس ) فيه تكون بأن يَعْتَمِدَ الإنسان على ذاته في تبليغ الدعوة ، و نشر الدين في أوساط الناس
و كذلك أن يسعى لإيجاد طرائق مُتَعَدِّدَةٍ لتبليغ الدين ، و نشر الدعوة في أوسع نطاق [/c]
[c]  [/c] [c] ( خاتمه حديث يزيل الهم والغم ) [/c] [c] في المسند وصحيح أبي حاتم من حديث عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أصاب عبداً هم ولا حزنٌ فقال: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أَمَتَك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدلٌ في قضاؤك، اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك،أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي، إلا أذهب الله همه وغمه، وأبدله مكانه فرحاً، قالوا: يا رسول الله أفلا نتعلمهن؟ قال: بلى، ينبغى لمن سمعهن أن يتعلمهن. [/c]
[c]  [/c]
[c]  [/c] |