المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 27/02/2009, 10:33 AM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة الزمر (7)

[‏49 - 52‏]‏ ‏{‏فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ * أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ‏}‏

يخبر تعالى عن حالة الإنسان وطبيعته، أنه حين يمسه ضر، من مرض أو شدة أو كرب‏.‏ ‏{‏دَعَانَا‏}‏ ملحا في تفريج ما نزل به ‏{‏ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا‏}‏ فكشفنا ضره وأزلنا مشقته، عاد بربه كافرا، ولمعروفه منكرا‏.‏ و ‏{‏قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ‏}‏ أي‏:‏ علم من اللّه، أني له أهل، وأني مستحق له، لأني كريم عليه، أو على علم مني بطرق تحصيله‏.‏
قال تعالى‏:‏ ‏{‏بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ‏}‏ يبتلي اللّه به عباده، لينظر من يشكره ممن يكفره‏.‏ ‏{‏وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ‏}‏ فلذلك يعدون الفتنة منحة، ويشتبه عليهم الخير المحض، بما قد يكون سببا للخير أو للشر‏.‏
قال تعالى‏:‏ ‏{‏قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِم‏}‏ أي‏:‏ قولهم ‏{‏إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ‏}‏ فما زالت متوارثة عند المكذبين، لا يقرون بنعمة ربهم، ولا يرون له حقا،‏.‏فلم يزل دأبهم حتى أهلكوا، ولم يغن ‏{‏عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ‏}‏ حين جاءهم العذاب‏.‏
‏{‏فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا‏}‏ والسيئات في هذا الموضع‏:‏ العقوبات، لأنها تسوء الإنسان وتحزنه‏.‏ ‏{‏وَالَّذِينَ ظَلَمُوا من هؤلاء سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا‏}‏ فليسوا خيرا من أولئك، ولم يكتب لهم براءة في الزبر‏.‏
ولما ذكر أنهم اغتروا بالمال، وزعموا ـ بجهلهم ـ أنه يدل على حسن حال صاحبه، أخبرهم تعالى، أن رزقه، لا يدل على ذلك، وأنه ‏{‏يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ‏}‏ من عباده، سواء كان صالحا أو طالحا ‏{‏وَيَقْدِرُ‏}‏ الرزق، أي‏:‏ يضيقه على من يشاء، صالحا أو طالحا، فرزقه مشترك بين البرية،‏.‏والإيمان والعمل الصالح يخص به خير البرية‏.‏ ‏{‏إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ‏}‏ أي‏:‏ بسط الرزق وقبضه، لعلمهم أن مرجع ذلك، عائد إلى الحكمة والرحمة، وأنه أعلم بحال عبيده، فقد يضيق عليهم الرزق لطفا بهم، لأنه لو بسطه لبغوا في الأرض، فيكون تعالى مراعيا في ذلك صلاح دينهم الذي هو مادة سعادتهم وفلاحهم، واللّه أعلم‏.‏
‏[‏53 - 59‏]‏ ‏{‏قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ‏}‏
يخبر تعالى عباده المسرفين بسعة كرمه، ويحثهم على الإنابة قبل أن لا يمكنهم ذلك فقال‏:‏ ‏{‏قُل‏}‏ يا أيها الرسول ومن قام مقامه من الدعاة لدين اللّه، مخبرا للعباد عن ربهم‏:‏ ‏{‏يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِم‏}‏ باتباع ما تدعوهم إليه أنفسهم من الذنوب، والسعي في مساخط علام الغيوب‏.‏
‏{‏لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ‏}‏ أي‏:‏ لا تيأسوا منها، فتلقوا بأيديكم إلى التهلكة، وتقولوا قد كثرت ذنوبنا وتراكمت عيوبنا، فليس لها طريق يزيلها ولا سبيل يصرفها، فتبقون بسبب ذلك مصرين على العصيان، متزودين ما يغضب عليكم الرحمن، ولكن اعرفوا ربكم بأسمائه الدالة على كرمه وجوده، واعلموا أنه يغفر الذنوب جميعا من الشرك، والقتل، والزنا، والربا، والظلم، وغير ذلك من الذنوب الكبار والصغار‏.‏ ‏{‏إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ‏}‏ أي‏:‏ وصفه المغفرة والرحمة، وصفان لازمان ذاتيان، لا تنفك ذاته عنهما، ولم تزل آثارهما سارية في الوجود، مالئة للموجود،‏.‏تسح يداه من الخيرات آناء الليل والنهار، ويوالي النعم على العباد والفواضل في السر والجهار، والعطاء أحب إليه من المنع، والرحمة سبقت الغضب وغلبته، ‏.‏ولكن لمغفرته ورحمته ونيلهما أسباب إن لم يأت بها العبد، فقد أغلق على نفسه باب الرحمة والمغفرة، أعظمها وأجلها، بل لا سبب لها غيره، الإنابة إلى اللّه تعالى بالتوبة النصوح، والدعاء والتضرع والتأله والتعبد،‏.‏ فهلم إلى هذا السبب الأجل، والطريق الأعظم‏.‏
ولهذا أمر تعالى بالإنابة إليه، والمبادرة إليها فقال‏:‏ ‏{‏وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُم‏}‏ بقلوبكم ‏{‏وَأَسْلِمُوا لَهُ‏}‏ بجوارحكم، إذا أفردت الإنابة، دخلت فيها أعمال الجوارح، وإذا جمع بينهما، كما في هذا الموضع، كان المعنى ما ذكرنا‏.‏
وفي قوله ‏{‏إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ‏}‏ دليل على الإخلاص، وأنه من دون إخلاص، لا تفيد الأعمال الظاهرة والباطنة شيئا‏.‏ ‏{‏مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ‏}‏ مجيئا لا يدفع ‏{‏ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ‏}‏ فكأنه قيل‏:‏ ما هي الإنابة والإسلام‏؟‏ وما جزئياتها وأعمالها‏؟‏
فأجاب تعالى بقوله‏:‏ ‏{‏وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُم‏}‏ مما أمركم من الأعمال الباطنة، كمحبة اللّه، وخشيته، وخوفه، ورجائه، والنصح لعباده، ومحبة الخير لهم، وترك ما يضاد ذلك‏.‏
ومن الأعمال الظاهرة، كالصلاة، والزكاة والصيام، والحج، والصدقة، وأنواع الإحسان، ونحو ذلك، مما أمر اللّه به، وهو أحسن ما أنزل إلينا من ربنا، فالمتبع لأوامر ربه في هذه الأمور ونحوها هو المنيب المسلم،‏.‏ ‏{‏مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ‏}‏ وكل هذا حثٌّ على المبادرة وانتهاز الفرصة‏.‏
ثم حذرهم ‏{‏أَن‏}‏ يستمروا على غفلتهم، حتى يأتيهم يوم يندمون فيه، ولا تنفع الندامة‏.‏و ‏{‏تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ‏}‏ أي‏:‏ في جانب حقه‏.‏ ‏{‏وَإِنْ كُنْت‏}‏ في الدنيا ‏{‏لَمِنَ السَّاخِرِينَ‏}‏ في إتيان الجزاء، حتى رأيته عيانا‏.‏
‏{‏أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ‏}‏ و‏"‏لو‏"‏ في هذا الموضع للتمني،‏.‏أي‏:‏ ليت أن اللّه هداني فأكون متقيا له، فأسلم من العقاب وأستحق الثواب، وليست ‏"‏لو‏"‏ هنا شرطية، لأنها لو كانت شرطية، لكانوا محتجين بالقضاء والقدر على ضلالهم، وهو حجة باطلة، ويوم القيامة تضمحل كل حجة باطلة‏.‏
‏{‏أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ‏}‏ وتجزم بوروده ‏{‏لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً‏}‏ أي‏:‏ رجعة إلى الدنيا لكنت ‏{‏مِنَ الْمُحْسِنِينَ‏}‏ قال تعالى‏:‏ إن ذلك غير ممكن ولا مفيد، وإن هذه أماني باطلة لا حقيقة لها، إذ لا يتجدد للعبد لَوْ رُدَّ، بيان بعد البيان الأول‏.‏
‏{‏بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي‏}‏ الدالة دلالة لا يمترى فيها‏.‏ على الحق ‏{‏فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ‏}‏ عن اتباعها ‏{‏وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ‏}‏ فسؤال الرد إلى الدنيا، نوع عبث، ‏{‏وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ‏}‏
‏[‏60 - 61‏]‏ ‏{‏وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ * وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ‏}‏
يخبر تعالى عن خزي الذين كذبوا عليه، وأن وجوههم يوم القيامة مسودة كأنها الليل البهيم، يعرفهم بذلك أهل الموقف، فالحق أبلج واضح كأنه الصبح،‏.‏فكما سوَّدوا وجه الحق بالكذب، سود اللّه وجوههم، جزاء من جنس عملهم‏.‏
فلهم سواد الوجوه، ولهم العذاب الشديد في جهنم، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ‏}‏ عن الحق، وعن عبادة ربهم، المفترين عليه‏؟‏ بلى واللّه، إن فيها لعقوبة وخزيا وسخطا، يبلغ من المتكبرين كل مبلغ، ويؤخذ الحق منهم بها‏.‏

والكذب على اللّه يشمل الكذب عليه باتخاذ الشريك والولد والصاحبة، والإخبار عنه بما لا يليق بجلاله، أو ادعاء النبوة، أو القول في شرعه بما لم يقله، والإخبار بأنه قاله وشرعه‏.‏


تفسير السعدي


استغفر الله واتوب اليه
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27/02/2009, 12:12 PM
موقوف
تاريخ التسجيل: 06/06/2008
المكان: الـشـرقـيه
مشاركات: 7,139
جـزاك الله خيرا على تفسيرك لسورة الزمر..

بنتظار القادم..

..
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27/02/2009, 06:52 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ كاريرا
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 15/09/2006
المكان: قلب شبكه الزعيم
مشاركات: 12,461
جزاكـ الله خير اخوي و جعلها الله في ميزان حسناتك
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 02:05 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube