ذهبت بلا موعد ٍ مسبق إلى طريق ٍ هادئ
..
كل ماحولي يوحي لي بالهدوء ..
سير الناس.. ألوان الأرصفة,, نسيم الهواء .. ..
أسير بهدوء وبخطى مطمئنة ..
حتى انتهى بي المطاف إلى ذاك المنظر !!
استوقفني ! ماهذه الطبيعة الرائعة أتعجب !
ولكن لاعجب مع رسم الخالق وإتقانه ..
ماأجمل هذا النهر ..
ماأروع ماءه الصافي ..
وهذه المسطحات الخضراء اللتي تزخرف النهر..
والورود الجميلة على ضفافه .. ونسيم هواء لطيف ..
ياإلهي كم انا محظوظ بهذه الأجواء ..
بهذه الخضره .. بهذا الماء ..
سأقضي وقتاً ممتعاً هنا .. أريد الإسترخاء ..
نعم أنا بحاجة للهدوء الآن ..
يعجبني هذا المكان .. سأجلس هنا ..
قريباً من النهر .. بمحاذاة الورد ..
وسأستلقي لأتنفس الطبيعة ..
يالله لحظات سعيدة بالفعل .. كم انا محظوظ ..
ولكن مهلاً !! أنا وحدي هنا !!
طبيعة تستحق المجئ .. ولكنها خالية من الناس ...
يبدو أني المحظوظ الوحيد هذا اليوم ..
وأنا أتقلب قرب النهر وبمحاذاة الورد وعلى خرير الماء النقي ..
رأيت في الأسفل أسفل هذه الخضرة بقرب النهر إنسان ..
لم أنتبه له لأن المكان واسع وهذا البعيد في منخفض ..
وأنا أرتفع قليلاً عن مكانه .. اعتدلت .. وجلست ..
لأرى إستمتاع أخي الإنسان ..
وأرى تجاوبه مع جمال المكان ..
وأنا أترقب المكان وذاك الإنسان ..
رأيت ذاك الشاب يحرك يديه من أعلى لأسفل على خديه ..
ولمحت لمعة لدمعة سقطت من عينيه رغم المسافة اللتي بيننا ..
فعلمت أنه يبكي .. أو أنه حزين .. فبعد الهدوء اللذي لازمته ..
أصبت بحزن لما رأيت من هذا البعيد ..وقلت ليته لايحزن .. وليت الحزن لايأتي هنا ..
وشعرت بإندفاع غريب نحو هذا البعيد ..
وقلت سأذهب .. وسأرى .. وذهبت ..
وبخطوات هادئة كهدوء المكان ..
بدئت بالإقتراب من ذاك الحزين ..
حتى وقفت بجانبه ولكني لاأراه ..
أردت أن أجعل عيني للنهر ولجمال المكان ..
ولكني بقرب هذا الإنسان ..
وأرى إلتفاتته نحوي .. ولكني تجاهلت ..
وقلت : يالله قلتها متنهداً بها ً وبنبرة خافتة ..
وتابعت : طبيعة .. هواء .. صفاء .. ورود ..
خضرة .. هدوء .. ماء .. وحرية بلا قيود ..
و بكاااااااااااااء .. وحزن .. ودموع ..
نعم إنه حق مشروع ..
نريد ان نبكي ونعدم هذا الحزن هنا ..
ولكن لا أتمنى أن يعدم حزني هذا السكون ..
حتى تكلم من كنت أقصده بكلماتي الجريئة ..
ولكنها هادئة .. وبريئة ..
فقال : لأنها أوفى وأوفى وأوفى ..
لأنها تستقبل الصادق والكاذب ..
والحسن والسئ ..
والبعيد والقريب ..
والطويل والقصير .. والصغير والكبير .. والخادم والمسؤول ..
لأنها تحتوي لكنها لاتٌحتَوى ..
أووها ،، وليست بمئوى ..
جميلة بلونها .. بمائها .. بهدوئها .. بظاهرها ..
ولكنها تخفى بباطنها .. قد تتألم .. وروادها عنها بمنأى..
قد تكون حزينة وأخفى من ذلك وأخفى ..
قد يكون هذا ولكننا لانرى ..
حتى قام هذا الإنسان الحزين ..
ورأيت حمرة الحزن في عينيه .. وذهب وهو يردد ..
لأنها أوفى .. لأنها أوفى .. لأنها أوفى ..
ولأنها تخفى .. ولأنها تخفى .. ولكنها أوفى ..
لم أتكلم بعدها بكلمة .. وأصبحت في موقف غريب..
من إنسان أغرب .. حتى أبعد .. وأبعد .. وأبعد ..
وغاب تماماً وأبعد ..
وقلت بنفسي ماذا يقصد ..
مالذي يعنيه بأنها أوفى ولكنها تخفى ..
جلست قليلاً على ضفاف النهر ..
أتفكر .. وأتفكر .. وأتفكر ..
و أفكر .. وأفكر .. وأفكر ..
وأسترجع كلام الحزين وأتذكر ..
وأحاول أن أصل لمقاصد ذاك البعيد ..
وبدأت أربط بينه وبين المكان وأقارن ..
أحاول جاهداً .. أن أصل لشئ يوازن ماأقارن ..
وبدئت الأفكار والرؤية تتضح أكثر وأكثر ..
وحنيت رأسي للورد أراها واتفكر وأفكر ..
حتى رأيت دموعه وكأنها ندى الورد ..
ولكنها دموع ذاك الحزين .. وقلت بلا شعور ..
نعم لأنه أوفى .. لأنه أوفى .. لأنه أوفى ..
عذراً سأذهب غربت الشمس واقترب الليل ..
إلى اللقاء أيها الصفاء ..
لأنها أوفى .. لأنه .. أوفى ..
لأنها تخفى .. لأنهم بمنأى