24/06/2002, 06:38 PM
|
فيو | | تاريخ التسجيل: 25/01/2002 المكان: .. الحـــبيــ الرياض ـبـه ..
مشاركات: 15,376
| |
تناقضات في الحياة
الحمد لله رب العالمين … والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه …
التناقض يزيد خطره ويعظم بلاؤه إذا كان تفريقا بين أمور الدنيا وأمور الآخرة
حيث يكون تعامل الشخص مع مشاهد الدنيا المحسوسة تعاملا صحيحا منطقيا
وأما تعامله مع أمور آخرتة فأساسه التخبط والتناقص مثلا… هو يخاف جميع
جبابرة الأرض ولكنه لا يخشى جبار السماوات والأرض العزيز ذي الانتقام!
*تراه حريصا على رزقه يخاف أن يجوع في الدنيا ويعرى ولكنه لا يخاف
أن يأكل من الزقوم أو يشرب من الحميم ؟!
*تراه يحرص على سمعته بين الناس في الدنيا ويكره أن يذكروه بسوء ولكنه
لا يخاف من الفضيحة الكبرى يوم تبلى السرائر وتنشر الصحف !!
ومن صور التناقضات مايلي
تناقضات:أن تري جرأة كثير من الناس وأقدامهم على إصدار
الفتوى والحكم بالتحليل والتحريم..فترى الواحد منهم أعطى نفسه حق
الاجتهاد في حين أنك لو نظرت في حاله لرأيت جهله فوق جهل الجاهلين :
قال تعالى ((ولاتقف ماليس لك به علم أن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك
كان عنه مسؤلا))ووجه التناقض أن هذا ألمتقول على الله لوطب منه
أن يداوي مريضا أوكلّف بأصلاح جهاز دقيق التركيب لعجب من هذا
ولأبدى عجزه وأحال سائله على أهل الاختصاص أفلا يكون هذا تناقضا ؟!
إذن لكل مجال متخصص فيه الا الدين فكل من هب ودب يرى نفسه أهلا
. تناقضات .. أن ترى كثيرا من الآباء يستشعر مسئوليته تجاه أولاده وأهل
بيته فتراه يتعب ويكدح ويجهد نفسه ليضمن الراحة لهم لأجل توفير المأكل
والمشرب والمسكن ، وإذا أصاب أحد من أولاده مكروه رأيت أثر الحزن
والهم عليه وهذا من تمام شفقة الوالد على ولده .. لكن الشي الذي يستقرب
منه .. أن ترى هذا الأب الشفيق لا يحزن ولا يغضب إذا علم أن ابنه لا
يصلي أو أنه يصاحب رفقة سوء أو يسمع الغناء ، واذا نصح الأب في
ذلك قال الهداية بيد الله . أليس هذا من التناقض ؟ إن هذا الأب يحزن
لو جاع أولاده ويصيبه الغم لو مرضوا ، ويتفطر قلبه لو نزلت بهم
مصيبة ولكنه في الوقت نفسه لا يشفق عليهم من سخط الله ولا يخشى
عليهم من عقوبة خالقهم
. ولا يخاف عليهم من نار وقودها الناس والحجارة . تناقضات ما يحصل
من بعض الناس من تأخيرهم فريضة الحج سنين كثيرة بزعم المشقة التي
تكون في الحج ويتريثون عاما بعد عام وهكذا حتى ينقضي العمر وهم
ما بين سوف ولعل وهذا أمر لا تبرا الذمة به بل عليهم المبادرة الى
الحج متى استطاعوا . والشاهد من التناقض الذي يقع فيه أولئك أنهم
يسافرون الأيام الكثيرة إلى أماكن بعيد ه وينفقون كثير من المال دون
تضجر من مشقة بل يجدون في ذلك راحة نفسية وهذا شي عجاب .
يجدون المشقة في أداء فريضة من فرائض الإسلام بينما يجدون
الراحة في أضاعه ألايام والأموال بلا فائدة * تناقضات .. أن بعض
الناس يسخر بمن رفع ثوبه فوق كعبه بل ويزدري ذلك وينظر إليه
شزرا إذا كان الثوب مرفوعا إلى منتصف الساقين أو قرابة المنتصف
ويبدأ في إطلاق الألفاظ والتشبيهات التي تجلب إثما عظيما .. بينما
ترى ذلك الانتقاد يتلاشى كلية اذا رأى امراة قد رفعت ثوبها الى
منتصف الساقين أو إلى الركبتين ، يا عجبا من هذا وأمثاله ألم يسمعوا
قول النبي صلى الله عليه وسلم (( وارفع إزارك إلى نصف الساقين فان
أبيت فإلى الكعبين وإياك و اسبل الإزار فانه من المخيلة والله لا يحب
المخيلة ))
هذا ما يتعلق بالرجال وما يتعلق بالنساء قوله صلى الله عليه وسلم
(( يرخين شبرا )) فقالت أم سلمة رضي الله عنها . إذن تنكشف أقدامهن ))
قال فترخين ذراعا لا يزدن عليه )) تناقضات .. أن ترى كثير من الناس
حين يسمع بحكم شرعي فيه تحريم أ, نهي عن بعض ما تهواه نفسه تراه
يضيق بهذا الحكم و يثقل على نفسه امتثاله فيأخذه في المراء والجدل
و التسأول .لم كان هذا محرما ؟ وما الحكمة من تحريمه ؟ وما الداعي
لهذا التشديد ؟ وما صحة هذا التحريم ؟ الى غير ذلك من الأسئلة التي
لا تنقضي .. ووجه التناقض هنا أن هذا المتكلف لو أن طبيبا وصف
له دواء معينا يتناوله على صفة وبقدر معين أ, حجبه عن بعض ما تشتهيه
نفسه من الأطعمة أ, الأشربة ، أفتراه يسأل عن الحكمة من منع هذا الطعام
و إباحة غيره ؟أو يسأل عن سبب أخذ هذا الدواء بالذات وبهذا القدر ؟ انه
بالطبع لن يسأل عن شي من هذا بل ربما عدّ مناقشة الطبيب في هذه الأمور
من السفه الذي لا يليق بالعقلاء .. فيا سبحان الله ..أيخضع لأمر البشر
ويأخذه بالتسليم التام والانقياد ثم يجادل في أوامر جاءته من عند الحكيم الخبير
الذي لا يأمر إلا لحكمه ولا ينهى إلا لحكمة فأين هذا من قول الله عز وجل
((وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة
من أمرهم )) تناقضات أن كثير من الناس يغضب اذا أهين بكلمة جارحة
ولا غضاضة في غضبه هذا بل له الحق في ذلك .. قال تعالى (( ولمن انتصر
بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل )) لكن التناقض هنا أن ذلك الغاضب لنفسه
قد يسمع سخريه بشي من أحكام الشرع أو تهكما بأحد العلماء أ و بفتوى من
الفتاوي ومع هذا كله لاترى أثرا للغضب وهنا تكمن المصيبة .. فغضبه في
المقام الأول قد لا يؤجر عليه لأنه مباح أما في المقام الثاني فان الغضب فيه
محمود وصاحبه مأجور وسكوته يجلب عليه الاثم لأنه لم يغير المنكر وكان
باستطاعته ذلك .. قالت عائشة رضي الله عنها .. (( وما انتقم رسول الله
صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمه الله فينتقم لله بها ))
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .. و الله أعلم .
__________________
مع تحيات : الــزرقــــ الفيروسه ــــــاء |